حنيفي تهامي (حارس مرمى أصاغر ترجي بوحنيفية): “لا شيء يتحقق بدون الإنضباط و التضحية”

في مدينة بوحنيفية الهادئة، وداخل أسوار متوسطة “مطيد الجيلالي”، يواصل فتى طموح يُدعى حنيفي تهامي نسج خيوط حلمه الكبير أن يصبح حارس مرمى محترفًا يدافع عن ألوان الجزائر في كبرى المحافل. من فئة الأصاغر، تألق مع نادي الترجي الرياضي بوحنيفية وترك بصمته كذلك مع اتحاد شباب بوحنيفية. رغم صغر سنه، إلا أن لمساته بين الخشبات الثلاث تتحدث بلغة الكبار. كان لنا معه هذا الحوار الشيّق الذي يكشف فيه عن طموحاته، ذكرياته، وأبرز من دعموه في بداية مشواره الكروي.
حدثنا عن بداياتك مع كرة القدم وكيف اخترت مركز حراسة المرمى؟
“منذ كنت صغيرًا وأنا أعشق الكرة، كنت ألعب في الحي مع أصدقائي، لكنني دائمًا ما كنت أختار الوقوف في المرمى، ربما لأنها كانت تحديًا خاصًا بالنسبة لي. مع مرور الوقت، بدأت أشعر أنني أنتمي إلى هذا المركز. التحقت أولاً بفريق اتحاد شباب بوحنيفية ثم بالترجي الرياضي، وهناك بدأت أتعلم أساسيات حراسة المرمى، خاصة على يد مدربي قبلي محمد رضا، الذي كان له الفضل الكبير في صقل موهبتي.”
ما هي الذكرى التي لا تزال راسخة في ذهنك خلال مسيرتك لحد الآن؟
“أجمل ذكرى بالنسبة لي كانت عندما شاركت مع المنتخب الولائي لمعسكر في مباراة قوية ضد منتخب ولاية تيارت. كانت مباراة صعبة جدًا، ونجحت في التصدي لضربتي جزاء حاسمتين، مما ساهم بشكل مباشر في تأهلنا للنهائي الذي جرى بوهران. تلك اللحظات من الفخر والفرح لا تُنسى، شعرت حينها أن كل التدريبات والتضحيات بدأت تؤتي ثمارها.”
وبالمقابل، هل تتذكر لحظة حزينة أثرت فيك كثيرًا؟
“نعم، للأسف الخسارة في مباراة البلاي أوف ضد أتلتيك مدبر كانت لحظة صعبة. كنا نحلم بالصعود وكنا مستعدين جيدًا، لكن الهزيمة جاءت قاسية وأثرت في نفسيتي كثيرًا. رغم ذلك، تعلمت منها الكثير وأصبحت أكثر إصرارًا على التحسن وعدم تكرار نفس الأخطاء.”
من هم الأشخاص الذين كان لهم الدور الأبرز في دعمك خلال هذه الفترة؟
“أول من يجب أن أذكرهم هم عائلتي، كانوا دومًا سندي في كل خطوة، سواء في التدريبات أو المباريات. أصدقائي أيضًا لم يبخلوا علي بالتشجيع. لكن يبقى مدربي قبلي محمد رضا هو من علمني أولى خطوات الحراسة، وكان دائمًا يؤمن بقدراتي ويدفعني للأمام. لن أنسى فضله ما حييت.”
من هم المدربون الذين كان لهم دور في تكوينك وتطوير مستواك كحارس مرمى؟
“الحمد لله، مررت بعدة تجارب مع مدربين كان لهم تأثير كبير في مسيرتي إلى حد الآن. في مقدمتهم أذكر المدرب قبلي محمد رضا، الذي أعتبره الأب الروحي لي في كرة القدم، لأنه علّمني أساسيات حراسة المرمى منذ البداية، وكان دائمًا صبورًا ومؤمنًا بإمكانياتي. كما لا أنسى بومسجد عبد الكريم الذي ساعدني كثيرًا على تقوية شخصيتي في الملعب، وعلمني كيف أكون قائدًا حتى من موقعي كحارس. كذلك تعلمت من بوكابوس علاء الدين الكثير على المستوى التكتيكي والتموضع، وكان يركز دائمًا على التفاصيل الصغيرة التي تصنع الفرق. وأخيرًا، أشكر المدرب عربوش وليد الذي منحني الثقة في بعض اللحظات الحساسة، وكان يشجعني على المجازفة المدروسة والخروج من منطقتي بأمان. كل هؤلاء كان لهم بصمتهم في تكويني، وأنا ممتن لكل ما قدموه لي.”
كيف توفق بين التزاماتك الدراسية وتدريباتك ومبارياتك في كرة القدم؟
“في بعض الأحيان يكون الأمر صعبًا، خاصة عندما تتزامن الامتحانات مع المباريات أو التدريبات المكثفة، لكنني أحرص دائمًا على تنظيم وقتي جيدًا. أحاول استغلال فترات الفراغ للدراسة والتركيز في القسم، لأنني أؤمن أن النجاح في الدراسة لا يتعارض مع النجاح في الرياضة، بل يكمله.”
ما رأيك في أهمية الجمع بين الدراسة والرياضة بالنسبة للاعبين الشباب؟
“أعتقد أن اللاعب الذكي هو من يطور نفسه في الجانبين معًا. الكرة قد تُفتح لك الأبواب، لكن الدراسة هي الضمان الحقيقي للمستقبل. حتى لو وصلت للاحتراف، فإن الثقافة والمعرفة تبقى ضرورية في تسيير الحياة والقرارات. لذلك، أنصح كل لاعب شاب بألا يُهمل دراسته أبدًا.”
ما هو الفريق الذي تشجعه في الجزائر وعلى المستوى العالمي؟
“في الجزائر، أنا من عشاق نادي أتلتيك برادو، يعجبني كثيرًا مشروعهم في التكوين والطريقة التي يعتنون بها بالمواهب. أما عالميًا، فقلبي مع ريال مدريد، هذا النادي له سحر خاص، وخاصة لما يتعلق الأمر بالمباريات الكبرى.”
من هم الحراس الذين تعتبرهم قدوتك؟
“محليًا، أحب كثيرًا الحارس بن بوط، يعجبني هدوؤه وثقته في النفس، وطريقة تمركزه. أما عالميًا، فالحارس الألماني مانويل نوير هو النموذج الأعلى بالنسبة لي، أسلوبه في اللعب، خروجه من المرمى، وقراءته للكرة تجعل منه أسطورة حقيقية.”
هل لديك مناجير أو اتصالات من فرق أخرى؟
“للأسف، لا أملك أي مناجير حاليًا، وليس لدي اتصالات رسمية من أندية. لكن أتمنى أن يهتم بي أحد المناجرة مستقبلاً، ويساعدني في تحقيق حلمي بالاحتراف. أنا مستعد للعمل والتضحية من أجل الوصول لأعلى المستويات.”
ما هو الهدف الذي تسعى لتحقيقه في مشوارك الكروي؟
“هدفي واضح جدًا ،أن أصبح حارس مرمى محترف، وأمثل الجزائر في المحافل الدولية. أحلم أن أسمع النشيد الوطني وأنا واقف في الملعب أمام آلاف الجماهير. أعرف أن الطريق ليس سهلاً، لكنه ليس مستحيلاً مع العمل والإرادة.”
كلمة أخيرة لجريدة بولا ولمن ساعدك في مشوارك؟
“أشكر جزيل الشكر جريدة بولا على هذه الالتفاتة الرائعة، التي تعني لي الكثير وتمنحني دفعة قوية. وأخص بالتحية مدربي قبلي محمد رضا، الذي لولاه لما كنت هنا اليوم. شكرًا لكل من آمن بي، وأعدكم أنني سأبذل قصارى جهدي لرفع راية بلادي في المستقبل.”
حاوره: سنينة. م