وهران … مواهب كروية تتألق، فهل من مستفيد؟

ان تقهقر و انخفاض مستوى الرياضة بصفة عامة وكرة القدم على وجه الخصوص بالناحية الغربية ووهران ليس نتيجة الإمكانيات المادية الضعيفة و الغير مستغلة كما ينبغي فحسب انما نتيجة سياسة التكوين و الاهتمام بالمواهب الصاعدة و التي تجد نفسها عرضة للتهميش و الضياع الأمر الذي يستغله مناجرة و صيادي العصافير النادرة لتحويلها لفرق من خارج وهران نحو نوادي الشرق أو الوسط و الامثلة كثيرة.
و تعود اسباب ذلك الى التسيير الفوضوي و انعدام الإخلاص في العمل حيث تغلبت المصالح الخاصة و الامتيازات المتعددة جراء هذه السياسة. و النتيجة ان جل الفرق بوهران او الجهة الغربية في اضمحلال و اندثار مستمر فأين اتحاد وهران و اولمبي ارزيو او مديوني وهران و غيرها و حتى تلك التي تلعب في القسم الأول والثاني نراها قاب قوسين او أدنى ككل موسم من السقوط. و تشهد مدينة وهران كل سنة تنظيم دورات وطنية و جهوية لفائدة اللاعبين الذين ينتمون للفئات الصغرى كالبراعم و الكتاكيت و غيرها حيث تبرز عدة مواهب تمتلك من الإمكانيات ما تجعلها نواة لكرة القدم المحلية او الوطنية و الامثلة كثيرة كما قلنا من قبل و اختيار وهران من قبل الاتحادية الجزائرية القدم ليس من باب الصدفة إنما لاقتناعها ان المدرسية الوهرانية خزانا لا يفنى من المواهب و هي فرصة لاكتشاف المواهب لكن الكثير منها تذهب لفرق عاصمية معروفة لكثرة المناجرة و المتعاملين معها من وهران كما ان رابطة وهران الولائية تعتبر رائدة في مجال تنظيم بطولة خاصة بالمدارس الكروية التي تعرف زيادة في عددها مقارنة بكل رابطات الوطن لكن الاستفادة منها لا يكاد يصل الى واحد بالمائة ومن خلال هذه الدورات و التجمعات برزت المواهب .
كما كان عليه الحال في الأدوار النهائية للمدارس الكروية التابعة لرابطة وهران الولائية التي احتضنها ملعب احمد زبانة بوهران مؤخرا في مختلف الأصناف بداية بفئة أقل من 9 سنوات الى فئة اقل من 15 سنة . و كعينة مما سبق قوله فهناك عدة لاعبين في مختلف الأصناف لفتوا انتباه الحضور و تألقوا و كانوا مفتاح الفوز بالكأس الولائية لفرقهم و في هذا الشأن يقول السيد لعواق لخضر المدير الفني للرابطة الولائية لكرة القدم بوهران.
ان المواهب المنتشرة عبر كافة تراب الولاية من شأنها ان تكون تنهض بواقع كرة القدم بالولائة في مختلف الاقسام سواء الوطنية او الولائية بدليل ان عدة لاعبين ضمن المنتخبات الوطنية الشبانية و منهم من يصنع افراح فرق عديدة في وسط البلاد وشرقها و حتى الدولية و الامثلة كثيرة و بدورنا نحن كرابطة متخصصة في كرة القدم نعمل على فتح المجال أمام هذه المواهب وتطويرها وصقلها و دمجها في الأقسام العليا و لكن للاسف فان الفرق الكبيرة بوهران تفضل جلب لاعبين بأموال كبيرة عوض الاستفادة من ابناء الولاية.
محمد إسلام..حارس مرمى يعد بالكثير

بالرغم من امكانيات فريقه الأول ليست بالكبيرة حيث يلعب في حضيرة القسم ما قبل الشرفي الا ان ادارة الفريق اصبحت تعتمد على التكوين منذ تأسيسه من اجل التحضير فريقا ينافس في اعلى مستوى ممكن و نتائج هذه السياسة بدات تعطي ثمارها حيث استطاع الفريق تحقيق الصعود للقسم الشرفي الولائي بفضل ما تم تكوينه في الفئات الصغرى منذ تأسيسه و مازالت هذه السياسة متواصلة كبروز عدة لاعبين في الأصناف الصغرى مثل الحارس محمد اسلام الذي لفت انتباه الحضور في اللقاء النهائي لفئة اقل من 13 سنة أمام جمعية وهران.
و رغم الفارق بين الفريقين من الناحية المادية الا ان الكاس عادت في الأخير لأبناء الكورنيش بفضل هذا الحارس الذي وقف الند للند أمام مهاجمي الجمعية بتصديه قذفات المهاجمين داخل منطقة العمليات برشاقته وحسن تمركزه كما كان القائد الموجه لزملائه فوق ارضية الميدان و من أسباب تألقه العمل الذي يقوم به الطاقم الفني بقيادة لرواق احمد و ابو جلول سليمان اقد احسنا ما قاما به بإسناد قيادة الفريق لهذا الحارس الذي لابد ان يعتنى به و تشجيعه لمواصلة العمل لافتكاك مكانته في المستقبل مع فريق كبير.
بلعز محمد على خطى شريف الوزاني

يعتبر نادي او مدرسة النبلاء لكرة القدم من بين المدارس التي تشق طريقها نحو التألق و التطور خاصة في مجال التكوين بفضل ما تحققه من نتائج مميزة هذا الموسم و هو الفريق الذي يحترم سلم الصعود دون تسرع او قلق كيف لا و هو تحت قيادة احد اللاعبين الدوليين السابقين لمولودية وهران داود سفيان اللاعب المعروف بأخلاقه و هدوئه و حبه للتكوين و تطوير المواهب الشابة مما يطرح الف سؤال لماذا لا يستفاد منه في فريق مولودية وهران مثلا لانه و بكل بساطة لا يعتمد على سياسة السوسيال و بفضل هذا العمل كون فريقا يقدم مستوى كروي مميز أهله لينافس بقية الفرق الجهوية على بلاي اوف الجهوي بعد ان حصد لقب البطولة الولائية بفضل عمل الطاقم الفني و بوجود لاعبين تركوا بصماتهم فوق أرضية الميدان كلاعب بلعز محمد الذي ينشط في وسط الميدان .
و كان وراء الفوز المحقق في النهائي أمام جيل ساحل كريشتل هذا اللاعب الذي يشبهه البعض بوسط الميدان شريف الوزاني سواء من حيث البنية البدنية او من ناحية طريقة اللعب فتراه في كل الاتجاهات مساعدا للدفاع ورابطا بين الدفاع والوسط والهجوم كما يمتاز بقذفات قوية و مركزة بدليل الهدفين المسجلين لفريقه في النهائي فكان رجل اللقاء بمهاراته الدفاعية و الهجومية في ان واحد و من خلال ما قدمه فوق ارضية الميدان فيبدو انه منضبط في تدريباته و منفذا لتعليمات مدربه فما على القائمين على شؤون كرة القدم بوهران التظر و تتبع هذا اللاعب لجلبه و تطويره اذا ارادوا اللعب على المراتب الاولى في المستقبل و عدم البحث من خارج الولاية.
بختاوي لحسن و حسين..التوأم الذي يصنع أفراح مدرسة جيل عين الترك

لقد كانت الجزائر تزخر بمهاجمين من الطراز العالي بدليل ان هداف البطولة لا يقتصر على بضعة الأهداف ليتوج بهداف البطولة كما هو عليه الآن في المواسم السابقة بسبب انعدام هدافي بالمعنى الحقيقي يستطيعون قلب الموازين في اية لحظة من المقابلة كما وجود مهاجمين بالفطرة يكاد ينتثر و لان سياسة التكوين اصبحت غائبة او البحث عن المواهب أصبح يعتمد على سلوكيات خارج الإطار الرياضي اضافة الى وسائل الاعلام و طريقة التعامل مع هذه المواهب و من خلال ما لفت انتباه المتابعين لمجريات الأدوار النهائية لكأس المدارس الكروية بوهران هو بروز مهاجمين تجمعهم روابط الأخوة ينشطون في فريق واحد وفي القاطرة الأمامية اي مهاجمين و الامر يتعلق بالتزام بختاوي لحسن و الحسين من فريق جيل مستقبل عين الترك فقد اديا لقاءا جيدا .
و كانا مصدر خطورة للدفاع جمعية وهران بفضل سرعتهما على الأجنحة اليمنى و اليسرى و توغلهما داخل منطقة العمليات و طريقة المراوغة المميزة لهما بالرغم من البنية الجسدية لهما كما انهما ليسا باللاعبين الانانيين فهم قليلي الاحتفاظ بالكرة بدون فائدة و يعملان لصالح الفريق ككل مهما كان مسجل الاهداف كلها عوامل كانت ساهمت بتتويج فريقهم بالكأس الولائية كما كان للطاقم الفني دورا بارزا في بروز هذا الثنائي و تألقه و الاهم هو المحافظة عليه و توجيهه احسن توجيه قبل ان يتم اختطافه من قبل المناجرة
وزاع محمد..المهاجم القناص

اذا كانت جمعية راديوز قد استطاعت افتكاك الكاس الولائية الوحيدة في النهائيات الخاصة بالمدارس الكروية في هذا الموسم مقارنة بالمواسم السابقة حيث كانت مسيطرة سواء في البطولة أو الكأس و هذا امام نادي حي السلام فان الفضل يعود للاعب وزاع محمد قلب هجوم حيث كان وراء العودة في النتيجة بعدما كان فريقه متاخرا بهدفين دون مقابل و بمجرد دخوله استطاع ان يقلب الموازين و رغم صغر قامته الا انه يتميز بمراوغاته قاتلة و سرعة التوغل داخل منطقة العمليات اضافة الى هدوئه في مداعبة الكرة وسط مجموعة من المدافعين .
كما ان بنيته الجسدية تساعده في الاحتفاظ بالكرة من أمام المدافعين ورغم التدخلات القوية الا ان ذلك كان في صالح فريقه الذي استفاد من عدة مخالفات قرب منطقة العمليات و ليس هذا البروز لهذا اللاعب بالجديد في جمعية راديوز فكم من اللاعبين ينشطون خارج وهران هم من خريجي هذه المدرسة التي اصبحت متميزة في التكوين في وقت لا يستفيد منها فرق الباهية وهران لأسباب يعلمها الجميع
حماز. ز