كانت له مساهمة متميزة وفعالةً في مواجهة تداعيات انتشار فيروس .. الوالي مسعود جاري يلتقي مع فعاليات المجتمع المدني
تجسيدا لمبدأ الديمقراطية التشاركية، في إطار التواصل بين السلطات العمومية والمجتمع المدني، عقد والي ولاية وهران بمعية رئيس المجلس الشعبي الولائي، لقاء مع فعاليات المجتمع المدني بالولاية، وذلك على مستوى قاعة المحاضرات بالمسجد القطب عبد الحميد بن باديس. الوالي عرض خلال هذا اللقاء منهجية العمل بالولاية، كما استمع أيضا إلى العديد من التدخلات لممثلي المجتمع المدني بمختلف أطيافه بالولاية. كلمة والي وهران مسعود جاري: ” هذا اللقاء الذي نعتبره اللبنة الأولى، في مسار طويل، نريد أنْ تكونَ بدايته إطارا وأسلوبا للتواصل والتشاور. تماما كما نريده منهجا لإرساء قيم الحوار وتبادل الرؤى. إنني ألتقي بكم اليومَ لأول مرة، وكليّ ثقةٌ بأنَّ حضوركم هذا يترجمُ التزامكم الصادق في المساهمة في بناء مستقبل زاهر لهذه الولاية وذلك في إطار معالمَ جزائر جديدةٍ، معتمدين على الله، ومسترشدين بآرائكم النيّرة وتجاربكم الغنية. وذلك حتى نتمكنَ من أداء المسؤوليات الملقاة على عاتقنا ونتمكنَ أيضًا من الوفاء بالأمانة المسندة إلينا، بصدق وإخلاص. لاحظتم دون شكّ أننا نعتبر المجتمع المدني شريكا أساسيا في تسيير المجالات المرتبطة بعمل السلطات العمومية، بدءً بالتنمية المحلية إلى القطاعات الخدماتية، الصحية وغيرها، إلى المواعيد الوطنية السياسية. وهذه المقاربة ليست ابتكارا جديدا مني أو من غيري. ذلك أنّ المجتمعات المتقدمة يكادُ يحتلّ فيها المجتمع المدني الدور الريادي في بلورة وتسيير الشؤون العامة، من خلال انخراطه التام في صياغة التصورات المرتبطة بالحياة العامة، كذا المساهمة في تجسيدها. بالنسبة لمساهمة المجتمع المدني في الوقاية من انتشار فيروس كورونا علمتُ أن المجتمع المدني بمختلف مكوناته كانت له مساهمة متميزة وفعالةً في مواجهة تداعيات انتشار فيروس كورونا على المجتمع المحلي بهذه الولاية. تماما مثلما هو الشأن في غالبية مناطق الوطن. وهذه بطبيعة الحالة شيمةٌ من شيم التضامن والتآخي والتآزر التي تميز مجتمعنا الجزائري، بل لا أبالغُ إن قلتُ إنها من خصوصياتنا وصورة من صور ذاتيتنا المشرقة والمشرفة. قيمٌ يستمدها من انتمائه الحضاري وتمسكه بمبادئ الدين الإسلامي الحنيف، الذي كان وسيبقى الاسمنت الذي يوحدنا ويكرس كياننا الثقافي وامتدادنا الحضاري. إلى جانب مقوماتنا الثقافية الأخرى التي يكرسها الدستور وقوانين الجمهورية، والتي يؤكدها السيد رئيس الجمهورية في كل مناسبة. لكن رغم النتائج المحققة في محاربة هذا الوباء، بفضل مجهودات الدولة والإمكانيات الهائلة المسخرة والتزام الأسرة الطبية بكل إخلاص ووفاء في مواجهة الداء، ولها مني -لقاء ذلك -ومنكم كل الشكر والثناء والإكبار والإجلال.
أقول مع ذلك مازلنا مطالبين باليقظة حتى لا نعود إلى الوراء سيما ونحن نلاحظ دولا أكثر تطورا وتقدما تواجه من جديد وضعا صعبا لذلك نحن مطالبين بنشر ثقافة الوقاية والحرص على تحسيس مواطنينا بأنّ الخطر مازال قائما، وأن الاحتياط مازال واجبًا أيضا. بالنسبة للتحضير لألعاب البحر الأبيض المتوسط من المعلوم أنّ وهران تستعدُّ منذُ سنوات لاحتضان تظاهرةٍ دوليةٍ هامة هي ألعاب البحر الأبيض المتوسط. هذا الموعد الإقليمي سيكونُ دون شكٍ مرآةً عاكسةً لصورة مجتمعنا ومؤسساتنا، بل صورتنا نحن كأفراد قبل ذلك. لذلك فإنَّ التزامنا اتجاه كل ما من شأنه ضمان نجاح هذا الموعد يجب ألاَّ يُطاولَه أيَ تراخي أو تردد أو شك. وعليه نحن كسلطات عمومية ملزمونُ بضمان الترتيبات المادية الأمنية واللوجستية لهذا الموعد الهام. لكننا كمجتمع مدني مطالبون بترقية السلوك المدني، من أجل إعطاء صورة مشرقة للتأكيد مجددا على مقدراتنا الإنسانية والتزامنا بقيمنا المعنوية والحضارية أيها الحضور الكرام. هذا ما كنتُ أودُّ أن أقوله لكم في هذا اللقاء التشاوري، وأودُّ أيضًا أنْ أبلغَهُ -من خلالكم ومن خلال وسائل الإعلام-إلى إخواننا وأخواتنا المواطنين في الأحياء والقرى، وفي المجمعات الحضرية والمدنْ التي تنتمون إليها وتمثلونها اليومَ. وعلى ذكر وسائل الإعلام، لا تفوتني هذه الفرصة دون أنْ أحَيي منتسبي هذه المهنة الشريفة، وأؤكد على قناعتي المطلقة بأن أي مشروع تنموي لا بد أنْ يعتمدَ في العديد من منطلقاته وغايته أيضا على مساهمة وسائل الإعلام لأنها جزء من مكونات هذا المجتمع ولها القدرة على تحسس نبضاته وانشغالاته وطموحاته أيضا “.
أسامة شعيب