خير الدين برباري (رئيس إتحادية الدراجات): “نجاحنا في المكتب التنفيذي للإتحاد الدولي هو انتصار للجزائر”
شهدت رياضة الدراجات الجزائرية مؤخراً حدثين بارزين، تمثلا في تتويج رئيس الاتحادية والأمين العام للجنة الأولمبية، خير الدين بريباري، بعضوية المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي للدراجات، وهو ما يعتبر نجاحاً ديبلوماسياً للرياضة الوطنية، ثم التنظيم الناجح للجائزة الكبرى لمدينة الجزائر، ولتسليط الضوء على هذه المرحلة الجديدة ومستقبل الدراجة الجزائرية، تحدثت “بولا” في حوار خاص مع خير الدين برباري الذي كشف عن دلالات هذا التواجد الدولي، وخطط الاتحادية لتمويل الأندية وتكوين قاعدة قوية للمنافسة على تأشيرة أولمبياد 2028.
نبدأ بتهنئتكم على انتخابكم في المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي للدراجات… كيف استقبلتم هذا التتويج؟ وما الذي يمثله بالنسبة لتواجد الجزائر في الهيئات الرياضية العالمية؟
“أولاً، فيما يخص الانتخاب في المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي، فهو نجاح للجزائر قبل كل شيء، ويجسد مكانة الرياضة الجزائرية بين الأمم، حيث لم يكن الوصول إلى هذا المنصب سهلاً على الإطلاق، نظراً لأن المرحلة الانتخابية كانت صعبة ومحتدمة، خصوصاً وأن المنافس المباشر كان رئيس الاتحاد المغربي للدراجات، الذي كان في الأصل عضواً في المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لثلاث عهدات متتالية، مما ضاعف من صعوبة المهمة، الحمد لله على التوفيق من الله، وكذلك على دعم الدولة الجزائرية بكل مؤسساتها، بالإضافة إلى اللجنة الأولمبية وكل الشخصيات الرياضية المتواجدة في مختلف الرياضات الدولية، ونتمنى، إن شاء الله، أن ينعكس هذا التواجد في أعلى هيئة رياضية للدراجات على تطوير رياضتنا المحلية في جميع الأصعدة.”
بالانتقال إلى الجانب الميداني، شهدت الطبعة الـ18 من الجائزة الكبرى لمدينة الجزائر تنافسًا قويًا ومشاركة دولية مميزة… كيف تقيّمون المستوى العام لهذه النسخة؟ وهل ترون أن هذا الحدث بلغ فعلاً المعايير التنظيمية الدولية التي تطمحون إليها؟
“بالحديث عن الجائزة الكبرى، فإن الدورة الثامنة عشرة للجائزة الكبرى الدولية عرفت منافسة ممتازة بين كل الفرق المشاركة، حتى وإن كنا نأمل أن تكون المشاركة أكبر لو أُقيمت في توقيت آخر من الموسم، كأن تكون في شهر نوفمبر مثلاً، حيث إن اختيار التوقيت كان أساساً تحضيراً للفريق الوطني المقبل على البطولة الإفريقية شهر نوفمبر المقبل بكينيا، ومع ذلك، يمكن القول إن هذه الدورة مرت في ظروف ممتازة، حيث شهدت تنظيماً رائعاً وتأميناً جيداً للمسالك، وعليه فقد حققت أهدافها الرياضية والتنظيمية التي كنا نطمح إليها.”
في سياق هذه المنافسات، أشرتم إلى أن هذا الحدث سيساهم في رفع ترتيب الدراجين الجزائريين عالمياً، ما هي الخطوات العملية التي تتخذها الاتحادية لمرافقة هذا الطموح نحو التأهل لأولمبياد لوس أنجلوس 2028؟
“فيما يتعلق بالأهداف الأولمبية، نقول إن تأهل الألعاب الأولمبية 2028 هو هدف كل الاتحادات المشاركة في مختلف المنافسات، حيث يكمن هدفنا في جمع النقاط وجعل الجزائر ضمن أفضل 45 دولة في العالم التي لها حق التأهل إلى الألعاب الأولمبية، ولهذا، نحن نعمل على ذلك بجدية، وإن شاء الله سنتمكن من دعم المنتخبات الوطنية، من خلال تكثيف المشاركات النوعية ورفع مستوى التحضير، لتحقيق هذا الهدف الطموح.”
بصفتكم عضوًا في الاتحاد الدولي، كيف يمكن للجزائر أن تستفيد من هذا التمثيل من حيث تطوير التكوين، وتبادل الخبرات، واستضافة المنافسات الدولية مستقبلاً؟
“أما عن الاستفادة من التواجد الدولي، فمن الطبيعي جداً أن يكون هناك تواجد إفريقي داخل المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي، ونسعى من خلال ذلك إلى إضفاء ديناميكية جديدة في مجالات التكوين ومستوى التحضير، سواء داخل الجزائر أو خارجها، لمختلف الأطوار الفنية وإطارات الاتحادية، كما نهدف إلى تعزيز تبادل الخبرات مع البلدان الرائدة في هذا الاختصاص، بالإضافة إلى التقدم بطلبات لاحتضان منافسات دولية كبرى في المستقبل القريب، حيث يعد هذا التواجد الدولي مفتاحاً لفتح أبواب الشراكة والخبرة أمام الكوادر الجزائرية.”
في سياق هذا الطموح، تحدثتم عن بناء قاعدة قوية لرياضة الدراجات في الجزائر… ما هي ركائز هذه الإستراتيجية خصوصًا فيما يتعلق بتكوين الفئات الشبانية ودعم الأندية المحلية؟
“بالنسبة لاستراتيجية التأسيس، فإن القيادة القوية لرياضة الدراجات ترتكز أساساً على توفير الإمكانيات اللازمة، إذ لا يخفى على أحد أن رياضة الدراجات تتطلب إمكانيات كبيرة لتوفير العتاد وتغطية مصاريف التنقل، لذلك تم العمل على تحسيس السلطات المحلية من أجل دعم النوادي والرابطات، إضافة إلى دور الاتحادية التي تسعى إلى تنويع مداخيلها عبر عقود الرعاية (السبونسور)، واستغلال صندوق التضامن لدعم الفرق التي تغذي المنتخبات الوطنية بالدراجين، وكذلك الرابطات النشطة التي تنظم السباقات بصفة فعلية، حيث إن دعم القاعدة هو الرهان الأول لضمان مستقبل النخبة.”
ختامًا، كيف ترون مستقبل رياضة الدراجات الجزائرية في أفق 2030؟ وهل أنتم متفائلون بإمكانية بروز أبطال جزائريين في المراتب الأولى قارياً ودولياً؟
“ختاماً، يمكن القول إن لدينا طموحاً كبيراً جداً، وطموحاً إيجابياً كذلك، وهو الدافع الأساسي الذي نعمل به داخل الاتحادية، ونحن نسعى إلى تطوير رياضة الدراجات، وتوسيع قاعدة الممارسة، إضافة إلى بناء منتخب وطني قوي يمثل الواجهة الحقيقية ويُبرز صورة جميلة عن الجزائر، ولهذا نعمل بتنسيق كامل مع جميع المكونات والأطراف الفاعلة في عالم الدراجات، من أجل وضع رياضيينا في أفضل الظروف التي تسمح لهم بالتألق وتشريف الراية الوطنية في قادم الاستحقاقات العالمية.”
حاورته: حليمة.خ




