الأساتذة يطلقون حملة للتلاميذ “أبقى في منزلك وراجع دروسك”
بعد قرار غلق المدارس ومنع الأشخاص من التنقل خشية على صحتهم، خاصة الاطفال والطلبة وقاية من انتشار الفيروس بينهم، البعض أحب البقاء في البيت والبعض الآخر لم يعتد على ذلك، ولكن في الأخير يبقى قرار البقاء داخل البيت هو الصائب. هناك من هم مقبلون على شهادة التعليم المتوسط والبكالوريا، لذلك عليهم اغتنام الفرصة للمراجعة في هذه الظروف.للبقاء في اتصال مع اساتذتهم واخذ بعض الدروس والنصائح، قرر الأستاذ مزراق سيد احمد المعروف في مدينة وهران، وهو أستاذ الفلسفة، إطلاق بعض الفيديوهات على مواقع التواصل الإجتماعي وعلى صفحته الخاصة polybac في جميع المواد. وقد حذا نهجه بعض من زملائه كالأستاذ فارس الذي فضل ان يساعد طلبته في مجال التاريخ. كل هذا مجاني ومن أجل فائدة التلميذ وبقائه في المنزل دون تضييع الوقت خارج إطار الدراسة مع تشجيعه. وعليه مواصلة لحملة التحسيس التي تقودها جريدة بولا، آثرت أن تجمع لكم التصريحات التالية:
♦استاذ الفلسفة (سيد احمد مزراق): “بالوعي والمسؤولية ننتصر على الوباء”
“يقول الفيلسوف الفرنسي روني ديكارت في أحد كتاباته: “ان حضارة كل أمة تقاس بقدرة ناسها على تفلسف أحسن ” أي بقدرة درجة وعي شعبها، فالمعركة ضد كورونا فيروس لازالت قائمة سننتصر على الوباء إذا تسلحنا بالوعي.إن ما يترتب عن الاكتشافات والاختراعات العلمية لا تعود في الحقيقة إلى العلم كأداة معرفية. و إنما إلى الإنسان باعتباره المخطط لأهدافه و المختار لطريقة استثماره للعلم نظريا أو عمليا حيث تعيش اغلب الشعوب في العالم حالة من الفزع الشديد مما أصبح يطلق عليه بهستيريا (Covid-19) أو فوبيا ” كورونا فيروس”، بل تعدى هذا الفزع إلى التوقع بأن هجوما بيولوجيا بأنواع أخرى من الميكروبات المرعب و الفتاكة.وهذا الخوف له ما يبرره عندما يصبح رجل السياسة يستعمل رجل العلم كأداة للحفاظ على سلطته وتسخيره لرغباته السياسية بدون اعتبارات أخلاقية سيما في الميدان البيولوجي ليفرز لنا هذا الوضع مثلثا متغير الأضلاع (ضلعان متغيران العلم والسياسة) وضلع ثابت يتمثل في الدين الذي يبدو اليوم في حالة تيهان من طرف رجاله الذين عجزوا في استقامة هذا المثلث المتغير الأضلاع. خاصة تحت هيمنة السياسة الأمريكية مع ضلوع بعض الدول المتحالفة معها التي تستعمل التكنولوجيا الحيوية في قضايا متعددة تخص المجال البيولوجي التي تطرح “إشكاليات أخلاقية” تثير اليوم الكثير من الجدل الفلسفي والقانوني والديني وخاصة اليوم تستعمل هذه الدول في أجندتها الكائنات الدقيقة لتصنيع الأسلحة البيولوجية بعدما أنهكها الإنفاق على الأسلحة العسكرية ولم يسلم منها الإنسان فقط، بل مست هذه التجارب البيولوجية حتى النبات والحيوان. أن هذا الفيروس الجائح قد تخطى قوانين البيولوجيا خاصة في طريقة تنقله عبر الأشياء بشتى الطرق. لذلك علينا أخذ الحيطة والحذر الذي يعتبر واجب وطني لمحاربة عدو لا نراه. فهو أخطر بكثير من مواجهة عدو مدجج بالسلاحولا حل لمواجهته إلا بالبقاء في البيت.فالرسالة التي نوجهها لأبنائنا خاصة الشباب نقول لك لا تكن أناني بتمتعك بجهازك المناعي القويوتنسى إخوانك المرضى والشيوخ والعجائز، لتخرج وتكسر الحجر الصحي. فالأجدر لك أن تتحمل صراخ أطفالك بالعافية أفضل من تحمل صراخهم على سرير المرض. تحمل الملل والضجر فيبيتك، أفضل لك من ملل المستشفى المهجور ليلا. تحمل الفراغ المنزلي أفضل من الفراغ في المستشفى. كيف تتحمل فراق أمك أو أباك أو أحد أقاربك أو أحد جيرانك وأنت تودعه من وراء الزجاج؟أظن انه مشهد أليم!.وأنت يا من تراوغ دوريات للشرطة لا ترهقهم بأفعالك الصبيانية يا من تظن أنك تكسر الحجر الصحي لإثبات رجولتك أمام أصحابك. سوف تتحطم رجولتك المزيفة أمام والدتك المرماة في أروقة المستشفيات وأنت تذرف دموعك على حالتها. فتلك الحالات لا تهم الأطباء فقط أو رجال الأمن أو حتى رجال السلطة لأنها لا تتعلق بالصحة والأمن. وإنما في معنى الوجود الإنساني وهي تهم بالتالي كل مواطن وهي تمثل أسلوب تفكير بعيداً عن التأثيرات الدينية والسياسية والاجتماعية والفلسفية وتحتاج إلى مشاركة الجميع وجهات نظر الأطراف الأخرى بعين الاعتبار وليس هناك وقت لإضاعته بانتظار تحديد جينات هذا الفيروس الجائح أو دوائه القابع الآن في مختبراتهم..ولذلك وجب علينا كدارسين لفلسفة العلوم تصحيح مسار المواطن الجزائري عامة والوهراني خاصة أو تحسيسه بذلك وذلك أضعف الإيمان. وذلك بالتوخيوالتحلي بالمسؤولية بشقيها الأخلاقي والاجتماعي. وعليه يجبعلى كل مواطن يتمتع بالحرية أن يقيدها بالوعي والمسؤولية.الحكومة راهنت على وعي الشعب وخسرت الرهانوالآن وضعت على عاتق الشعب كامل المسؤولية حتى يتحمل نتائج أفعاله. اللهم ارحم موتانا واشفي مرضانا.اللهم ارفع عنا البلاء والوباء”.
♦مقدور العيد (استاذ الأدب العربي): “لعله شر يضم بين دفتيه خيرا.. كما أدعو المدخنين الإقلاع لأنه مضعف للمناعة”
“إننا نقف وقفة الحائر من هذا الوباء الذي لم يتّضح سرّه الذي يخفيه لغاية كتابتنا لهذه الأسطر. ولعله شرّ يضم بين دفّتيه خيرا ذلك أنه بيّن لنا عظمة الخالق وأن لا منجي إلّا هو. فما علينا إلا العودة إلى جادّة الحقّ والدعاء برفع البلاء والوباء. وأخذ الحيطة والحذر بالالتزام بتعاليم وزارة الصحة كالحجر المنزلي وغسل الأيدي غسلا جيدا والعمل على تعقيم كل مكان يشتبه في أن يكون ناقلا للعدوى وغيرها من التوصيات الأخرى.وقد بلغت درجة الوعي لدى سكان وهران مبلغها. فبعدما كنا نجدهم في بادئ الأمر مستهترين بهذا الوباء ضاربين عرض الحائط توصيات منظمة الصحة. أصبحوا الآن على أعلى درجة من الوعي. ملتزمين بالحجر الصحي. يطبقون ما أوصى به الأطباء بحذافيره حتى يسلموا ويسلم أهلهم من هذا المرض الخبيث.ربما الحجر الصحي ترك لنا مجالا لإتمام أعمالنا الناقصة. فأنا أغتنم أيام الحجر المنزلي في إكمال ما بقي عالقا من أعمالي. كما أجدني أميل إلى مطالعة الكتب واغتنام الفرصة للاجتماع بالعائلة وتبادل أطراف الحديث والسهر والسمر ليلا.نصيحتي للشباب هي أن يلتزموا بأوامر الجهات الوصية. وأن يحسنوا استثمار أوقات الحجر الصحي هذه ويملؤوا فراغهم بما يفيد كقراءة القرآن والحديث وغير ذلك. وأن يصبروا ويغالبوا ضجرهم وسأمهم من البقاء في المنزل فربّ ضارّة نافعة. كما أناشد المدخنين بأن يقلعوا عن التدخين حفاظا على صحتهم فإن فيه مضرة على الرئتين من شأنها أن تضعف المناعة وتجعل صاحبها عرضة الهلاك بهذا الوباء.
♦فارس بومعزوزة (استاذ التاريخ والجغرافيا): “على كل الطلبة ان يغتنموا فرصة الحجر بمراجعة دروسهم”
“كورونا لم تمس الجزائر بل مست معظم دول العالم، حتى لا ننسى أن هذا الفيروس ليس عاديا اي فترة زمنية وتشفى بل هو قاتل بالمئات لهدا يجب علينا بوقاية أنفسنا بالنصائح التي قدمتها لنا منظمة الصحة العالمية اولها النظافة كما حثنا ديننا “النظافة من الإيمان “. بعد ذلك الابتعاد عن المناطق التي فيها تجمعات من أجل التخفيف من حالات الإصابة وانتشار العدوة. ويجب على المناطق المعنية بالحجر سواء جزئي او كلي احترام القوانين، ويجب على أي شخص أدا رأى بعض الاعراض المذكورة التي تشخص المرض والاتصال بالرقم الأخضر قبل تفاقم الوضع. يوجد بعض الناساستجابوا للحجر وبقوا في منازلهم وهناك من لازالوا يخرجون وهي فئة قليلة جدا جدا خصوصا بعض الشباب لازالوا يخرجون ليلا وهذا شيء مؤسف يستطيع أن يأخذ الفيروس لعائلته وبسببه يهلك شخصا كبير السن واطلب لهم الهداية لأن هذا الأمر ليس مزحة. ايامي اقضيهافي الحجر الصحي بالمنزل في الدراسة لذي مكتبة اطالع كتب التاريخ بالإضافة الى تصوير فيديوهات ومونتاج لتلاميذ البكالوريا من أجل مساعدتهم بدروس عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وقد قدمنا عبر صفحتنا الفايسبوكpolybacاو على اليوتوب دعما بفيديوهات في جميع المواد من أجل أن يبقوا في مجال الدراسة والتحضير للامتحانات .نصيحتي للمواطن ككل عليهم التزام بيوتهم وهذا كله من أجل صحتهم علينا أن نعمل بقوانين وزارة الصحة لأنها أرواحنا لا يجب اللعب بها وهذه احترازات الكل يلزم بيته”.
أسامة شعيب