الأولى

رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون “الجزائر في أزمة صحية وليست غذائية”

أجرى رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون لقاء صحفيا عشية أول أمس (سهرة الثلاثاء) برئاسة الجمهورية،مع مسؤولي بعض الوسائل الإعلامية، ردّ من خلاله على أسئلة تتعلق بتطور الوضع الصحي في البلاد وما ترتب عنها من إجراءات اقتصادية واجتماعية لمجابهة انتشار وباء فيروس كورونا، هذا وتطرق الرجل الأول في الجزائر إلى مصير عديد القطاعات كالتربية والتعليم خلال الوضع الراهن.

 الرئيس تبون يمدد الحجر الصحي ويؤكد قدرة الجزائر على مواجهة “كورونا”

 وفي بداية حديثه، قدم رئيس الجمهورية تعازيه الخالصة لعائلات ضحايا فيروس كورونا المستجد الذي اجتاح الجزائر، وقال الرئيس تبون: “أترحم على ضحايا وباء كورونا وأدعو الله أن يلهم ذويهم الصبر والسلوان”، كما أترحم على روحي الفقيدين البروفيسور سيد أحمد مهدي وسائق سيارة الإسعاف وجعلهما الله من الشهداء.”هذا و كشف الرئيس توجهه نحو تمديد فترة الحجر الصحي و تعليق الدراسة بكامل أطوارها ( الإبتدائي، والثانوي، والجامعي) وحتى المساجد، أنه سيحدد فترة توقف الدراسة في المدارس والجامعات لفترة مماثلة، مشددا على أن ” التمديد سيستمر ما لم نتحكم تماما في انتشار الوباء، وأوضح الرئيس تبون أنه لن ينعزل عن عمله بالبيت وهذا تجنبا للتأويلات والإشاعات، مضيفا أنه ألغى مجلس الوزراء ومجلس الحكومة حتى انتهاء الأزمة، كما اعتبر أن الدستور حاليا لم يعد من أولوياته، بل يجب الإتفاق على أن أولوية الأولويات اليوم هي مواجهة الوباء، لكم سيتم التحضير لها لاحقا و تعويضها باجتماعات عبر تقنية التواصل عن بعد، و أن سعيهم نحو الإصلاحات السياسية لن يتوقف و المضي في تغيير النظام مستمر، مردفا أنه ليس من المعقول عرض مسودة الدستور الجديد على مواطنين في الوقت الراهن و همهم الوحيد هو الحفاظ على صحتهم و القضاء على هذا الوباء.وطمأن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، في لقائهالإعلامي، الشعب الجزائري بأن “الدولة لديها كل الإمكانيات المالية و المادية و البشرية لمواجهة الوباء”، وقال تبون، إنه “فيما يتعلق بالمواد الغذائية فإن المخزون يكفي خمسة أشهر على الأقل ولا يوجد ما يدعو للفزع”، مشيرا إلى أن الجزائر تمتلك القدرات الكافية للتعامل مع الأزمة، كون أن احتياطي الصرففي البلاد بلغ 60 مليار دولار، معتبرا أن من يظن بأن انهيار أسعار البترول سيُحطم الجزائر فهو مخطئ، موضحا في سياق كلامه، أن “بعض المشاكل سجلت ليس في توفير الإمكانيات و لكن في التوزيع، و هي المشاكل التي تعيشها الدول العظمى نظرا للأزمة التي نعيشها و الذي وصفهابغير المسبوقة”.ودعا تبون المواطنين إلى التعاون مع مصالح الأمن للكشف عن المحتكرين والمضاربين، وكشف أن مصالح الأمن ألقت القبض على أشخاص بصدد تهريب أربعة ملايين كمامة.

 الرئيس تبون يدعو المواطنين إلى “الانضباط” لمكافحة جائحة كورونا

و اغتم رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون فرصة اللقاء لحث المواطنين على التحلي بـ”الانضباط” و الإلتزام بالحجر المنزلي للمساهمة في مواجهة فيروس كورونا المنتشر في بلادنا، في الوقت الذي ارتفع فيه عدد حالات الإصابة والوفيات جراء الفيروس، قائلاً: “لدينا مشكلة انضباط من قبل الناس في مدى احترام التدابير الوقائية”، موضحا أن السلطات تفكر في تبني عقوبات السجن وحجز السيارات لوقف خرق الحجر الصحي، مذكرا : ” أن الفيروس لا يأتي إليك بل أنت الذي تذهب إليه فيصيبك و تنقله إلى محيطك”، مشددا على أن “أهم خطر نواجهه اليوم هو استهتار بعض المواطنين بإجراءات السلامة.

تبون: “كل الإجراءات متخذة .. مستعدون لتخصيص أكثر من مليار دولار لمواجهة الوباء”

ونفى الرئيس تبون أن تكون الإجراءات المتخذة بشأن مواجهة كورونا متأخرة، وقال إن الجزائر سبقت كثيرا من الدول في تعليق الدراسة وإلغاء الرحلات وإجلاء العالقين، وقال تبون “أنا أتابع الوضع الوبائي والتموين والتدابير الوقائية، لدينا كل الإمكانيات ولحد الآن نحن مسيطرون على الوضع، مع أننا لم نستثمر بعد كل الإمكانات بما فيها إمكانات الجيش”، وكشف أن الجزائر تنتج ألف قناع يوميا، وطلبت من الصين توريد 100 مليون قناع طبي وعادي، و30 ألف جهاز للكشف وبعض المعدات، وهذا سيكلفنا ما قيمته بين 100 إلى 150 مليون دولار أميركي.على المنوال نفسه، كشف تبون أن “الدولة خصصت في البداية 370 مليار لمواجهة الوباء قبل أن نضيف لها 100 مليون دولار، ثم 130 مليون دولار من صندوق النقد الدولي والبنك العالمي، وهي عبارة عن قروض بدون فوائد”، ثم أردف قائلا: “إذا تطلب الأمر فإننا مستعدون لتخصيص ما لا يقل عن مليار دولار لمواجهة الأزمة وبكل أريحية”.

علاوات تفوق الـ 10 ملايين سنتيم لعمال الصحة والنظافة والأمن

و خلال لقائه هذا، أشاد رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون بعمال الصحة و الحماية المدنية و الشرطة و الدرك و عمال النظافة، نظير المجهودات المبذولة في سبيل الوطن و المواطن في ظل انتشار فيروس كورونا و المساهمة القيمة للحد من تفشي هذا الوباء الخبيث في بلادنا، و كشف على أنه وقع صباح الثلاثاء (أول أمس) على مرسوم يؤسس لعلاوة تسمى منحة الخطر،مضيفا أن العمال المنتسبين لقطاع الصحة سيستفيدون من منحة مهمة نظير ما يبذلونه من جهود و تضحيات في مواجهة وباء كورونا، بالإضافة إلى تمكين المنتسبين لقطاعات أخرى من علاوات تتناسب مع ما يواجهونه من أخطار،و التي تتراوح قيمتها من 10 آلاف إلى 40 ألف دينار “تصرف لهم عن ثلاث أشهر بداية 15 ديسمبر الماضي، و مستعدون لتمديدهالأشهر أخرى في حال استمرار الأزمة.

 تبون: “ليس من صالحنا إخفاء الحقائق ولا أقبل التهويل و التهيين”

وتطرق الرئيس تبون إلى محاولات بعض الأطراف في الخارج لتهويل الوضع وتضليل الرأي العام و زرع الرعب في نفوس المواطنين الجزائريين بشأن مستويات الأزمة، وقال: “لا مصلحة لنا في إخفاء الحقائق أو الأرقام التي نعلنها بشأن عدد المصابين والوفيات، نحن في أزمة و لسنا بحاجة إلى أزمة أخرى، و ليست من مصلحتنا الكذب على الشعب”، مضيفا في سياق كلامه : “إن الخوف و القلق ينقصان من مناعة الإنسان على مواجهة المرض “، و قال الرئيس تبون: “إن هناك من يعمل على التهويل لأنه منزعج من عدم دخول الجزائر في أزمة”، مضيفا: “هناك من تعمد التهجم على مؤسسات الدولة، من الجيش الذي يحمي الحراك ثم انتقلوا إلى التهجم على مصالحنا.”

الرئيس تبون عن الجزائريين العالقين في تركيا:

“لن نسمح بأي تسلل، وسيتم التحقيق في هوياتهم فردا فردا”

 وبخصوص ملف العالقين في تركيا والبالغ عددهم أكثر من 1500 مواطن، معبرا عن استغرابه من ازدياد عدد العالقين في مطار إسطنبول من 250 شخصا إلى 1850 شخصا، وأوضح رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون خلال اللقاء ذاته، أن السلطات الجزائرية أجلت رعاياها من تركيا يوم 20 مارس الماضي، بثلاث طائرات تابعة للخطوط الجوية الجزائرية و ثلاث طائرات أخرى تابعة للخطوط التركية، وبلغ عددهم 1800 جزائري، متسائلا عن مصدر العدد المعلن والذي وصل إلى 1850 شخصا، لا يملك الكثير منهم جوازات سفر أو تذاكر سفر قديمة، وقال: ” نحن ملتزمون بترحيل كل الرعايا لكن دون أن نسمح أن يتسلل أي أحد هناك، و منهم من لا يملك حتى جواز سفر ولن يسمح بدخول أشخاص إلا بالتحقيق في هوياتهم فردا فردا”.وسبق وأن أكدت وزارة الخارجية الجزائرية أنها في انتظار التأكد من هوية الكثير من هؤلاء العالقين قبل إعادتهم إلى البلاد، موضحة في بيان نشرته على موقعها الرسمي أن أعداد العالقين يزداد كل يوم بشكل يثير الريبة والتساؤل، خاصة أن الكثير منهم لا يحوز لا على تذاكر السفر ولا حتى على وثائق سفر رسمية.

وجاء في بيان الخارجية الجزائرية:

“تعلن وزارة الشؤون الخارجية أن مصالحها المركزية تتابع عن كثب وعلى مدار الساعة وضعية المواطنين الجزائريين العالقين في بعض الدول وذلك بالتنسيق الدائم مع ممثلياتنا الدبلوماسية والقنصلية وسلطات البلدان المعنية وفق نفس المنهجية التي تمت بها إعادة المواطنين الجزائريين إلى أرض الوطن بعد تفشي وباء كورونا وهذا تطبيقا للأوامر السامية للسيد رئيس الجمهورية.أما فيما يخص وضعية المواطنين العالقين في تركيا، فإن كل التدابير اتخذت بالتنسيق والتعاون مع السلطات التركية للتكفل بهم في انتظار التأكد من هوية الكثير من هؤلاء العالقين.تطمئن وزارة الشؤون الخارجية المواطنين العالقين وأسرهم بأنه ستتم اعادتهم إلى أرض الوطن حال انتهاء فترة الحجر الصحي والتأكد من هوية كل العالقين الذين يزداد عددهم يوميا بشكل يثير الريبة والتساؤل، خاصة أن الكثير منهم لا يحوز لا على تذاكر السفر ولا حتى على وثائق سفر رسمية.وفي هذا الصدد تذكر وزارة الشؤون الخارجية أن كل المواطنين العالقين بالخارج والبالغ عددهم حتى تاريخ 21 مارس الجاري 1811 تم اجلاؤهم جميعا بتخصيص ست (06) طائرات لهذا الغرض.”

سهيلة.م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى