تحسبا لأولمبياد طوكيو …مصير مبهم وتحضيرات ناقصة لرياضيي النخبة
يواصل، الرياضيون الجزائريون في ظروف خاصة، تدريباتهم في ظروف لم يعرفونها من قبل، بل ولم يتخيلوا أبدا معايشة هذا الوضع، الذي له علاقة بتفشي فيروس “كوفيد 19” في بلدنا. الأمر لا يبدو سهلا، على كل الرياضيين وبشكل خاص على المتأهلين إلى الألعاب الأولمبية القادمة، رغم تقديم انطلاق دورتها بسنة، بعد أن كان من المقرر تنظيمها في السنة الجارية، ليكون 21 جوان القادم، تاريخ انطلاقها بالعاصمة اليابانية طوكيو. كما أن كل برامج تدريبات الرياضيين الجزائريين تقريبا، أدخلت عليها تغييرات، سواء تلك التي تم رسمها على المستوى الوطني أو المستوى الدولي، ومع مرور الوقت، أصبحت الأيام والأسابيع والأشهر تبدو ثقيلة وخالية من الحيوية، التي عادة ما ترافق الرياضي في مسعاه للاحتفاظ بلياقته البدنية وتطويرها إلى الأحسن، بل وهناك من الرياضيين من انتابهم الملل، كون الظروف التي يستعدون فيها مغايرة تماما عن سابقاتها. وما يؤلم أكثر الرياضي في هذه الفترة، أنه عادة ما يجد نفسه يتدرب بمفرده، بسبب الحجر الصحي، الذي قد يعوده من جديد، ناهيك عن معاناته من قلة الإمكانيات الرياضية بمنزله. وقد شكل تطبيق البروتوكول الصحي بين وزارة الشباب والرياضة والهيئات الرياضية، منفذا إيجابيا لجميع الرياضيين، الذين كانوا في حاجة ماسة لتفجير طاقاتهم في المساحات، وعلى الهواء الطلق، وفي القاعات الرياضية المغطاة، لكن تحت شروط مقيدة فرضها البروتوكول الصحي. ورغم استعادة جزء كبير من نشاطهم العادي، إلا أن مستقبلهم الرياضي لا زال غامضا، في ظل استمرار تفشي وباء فيروس “كورونا”، الذي يأبى أن يضع حدا لأوزاره على الكرة الأرضية ويخلص البشرية من كابوسه الصحي. لأن الوضع يبدو صعبا ومقلقا على الرياضيين، الذين تنتظرهم المشاركة في منافسات دولية وعالمية، منها بشكل خاص الألعاب الأولمبية، التي تأهل لها الكثير من رياضيينا، تأتي في مقدمتهم الملاكمة، التي اجتاز ستة من عناصرها الدوليين تأشيرة التأهل، مع الاحتفاظ باحتمال الحصول على تأشيرتين أخريين في المنافسات التأهيلية القادمة، ثم ألعاب القوى التي يتصدر قائمتها المتأهلة لألعاب طوكيو البطل الأولمبي توفيق مخلوفي، والسباحة والدراجات والشراع والتجديف، بينما فرع الجيدو، الذي عودنا على أن يكون دائما في طليعة الفروع الرياضية الجزائرية المتأهلة إلى هذه الألعاب، تعاني بعض عناصره الدولية من فيروس “كورونا”.
انتظار المنح وبرمجة التربصات الرياضية مستبعد
كل الرياضيين الجزائريين المتأهلين إلى الدورة الأولمبية 2021، ينتظرون بفارغ الصبر، الحصول على المنح المالية من السلطات العمومية المكلفة بالرياضة، ومن اللجنة الأولمبية الجزائرية، هذه المنح ستخصص بطبيعة الحال للتحضيرات والتربصات في الخارج، لكنهم يخشون عدم الاستفادة منها، في حال ما إذا تواصل تفشي فيروس “كورونا” عبر العالم، بسبب غلق الحدود بين الكثير من الدول، التي لا تسمح بتنقل الأشخاص. وهذا هو الشبح الذي يخيف رياضيينا المتأهلين إلى ألعاب طوكيو القادمة، مثلما هو الحال لدى الرياضيين التابعين للدول الأخرى المعنية بهذه الألعاب. كما أن كل الرياضيين تقريبا عبر العالم، يتواجدون في نفس الوضعية، ما عدا بعض الاستثناءات، حيث بادرت الهيئات الدولية الرياضية بتنظيم دورات دولية في عقر دارها، على غرار اتحادية الملاكمة الإسبانية، التي وجهت دعوة لنظيرتها الجزائرية من أجل خوض أطوار دورة دولية، غير أن استحالة تنقل رياضيينا إلى الخارج يحرمهم من أهم شيء في برنامجهم التحضيري، نظرا لحاجتهم الملحة في الاحتكاك مع الرياضيين ذوي المستوى العالي، وإجراء تربصات بعين المكان، وسيسمح لهم هذا التنقل في الوقت القريب، بالاستفادة من منح بالعملة الصعبة للتدريب والتنافس على أعلى مستوى، لكن كل شيء متوقف على مدى التطور الذي يعرفه وباء “كورونا” عبر العالم.
بن حدة