الأولىالمحلي

“كورونا حبستهم و المسيرين سمحو فيهم”…لاعبو أقسام الهواة يعيشون الجحيم بسبب الوباء والرؤساء

فئة تناساها المجتمع في فترة حساسة للغاية، و في عز الحجر الصحي و حظر التجوال المفروض، و توقف كل الأنشطة التي يقتاتون منها، و نخص بالذكر هنا لاعبوا أقسام الهواة الذين يعانون الأمرين في الفترة الحالية بسبب عدم وجود مصدر دخل لسد حاجياتهم، و بما أن لاعبي الرابطتين المحترفتين الأولى و الثانية قد دقوا ناقوس الخطر رغم الأجور المرتفعة التي يتقاضونها، فكيف سيكون حال لاعبي أقسم الهواة و الجهوي، و الذين كانوا يعتمدون على أشغال أخرى من أجل كسب قوت العيش بالموازاة مع مداخيل كرة القدم الشحيحة، لكن في الفترة الحالية إنقطع شريان الحياة بالنسبة لهم و لم يبقى لهم سوى فرق كرة القدم و رئيس الفريق الذي يدينون له بالعديد من الأجور و منح المباريات، و كل اللاعبين الذين استجوبناهم أكدوا معاناتهم من هذا الأمر و لو أن البعض اعتذر عن التصريح تجنباً للإحراج، لكن من المؤسف أن ترى مواهب شابة تدق ناقوس الخطر بسبب رؤساء الأندية الذين لم يكلفوا نفسهم عناء رفع سماعة الهاتف للإطمئنان عليهم أو السؤال إذا ما كان لديهم ما يسدون به رمقهم و رمق أبنائهم، رغم الإعانات التي يحصلون عليها من طرف الدولة لهذا الغرض لكن لا حياة لمن تنادي، جريدة بولا اقتربت من بعض اللاعبين و رصدت التصريحات التالية.

أمين مخطاري (شباب تخمارت): “كرة القدم في الجهوي الأول ما توكلش الخبز

– كيف تقضي هذه الفترة في الحجر المنزلي؟

“بطبيعة الحال في البيت ولا أغادره إلا عند الضرورة على سبيل المثال للتدرب بعيدا عن الناس، أحيانا في الغابة لكي أحافظ على لياقتي البدنية، والا ابقى في البيت والتزم بالتعليمات، من أجل سلامتنا ووضع حد لانتشار الوباء، لأن الامر خطير ولا يحتمل التساهل و الاستهتار.”

– ماذا تقول للأشخاص الذين لا يلتزمون بالحجر الصحي ؟

“اقول لهؤلاء الذين لا يزالون يتجولون في الشوارع ان الحجر الصحي في مصلحتهم، ولاجل سلامتهم وليس سجنا لهم وتقييداً لحرياتهم، يجب أن يفكروا في عائلاتهم، فمن منا يريد أن يبكي على والديه إن نقل لهما العدوى، خاصة أن مناعتهم ضعيفة، اقول لهم ايا لا نريد ا نعيش كابوس اسبانيا و ايطاليا، وتلك الأرقام المرعبة التي نراها للضحايا، و المصابين البقاء في البيت اول وسيلة وقاية لوضع حد لتفشي الوباء.”

– كيف تستطيع تلبية حاجياتك المالية في ظل عدم الحصول على مستحقاتك؟

” حتى نكون صريحين مع بعض، ورغم ان هذا الامر خصوصي نوعا ما لكن ليس عيب التصريح به لانه واقع معاش ، كرة القدم بالنسبة للاعب ينشط في فريق هاوي لا تطعم خبزا، ولا تشحن حتى رصيدا في الهاتف، خاصة مع غلاء المعيشة و الظروف الصعبة التي نعيشها اليوم على سبيل المثال ، بالنسبة لي خارج كرة القدم فأنا اعمل في اطار عقود ما قبل التشغيل، و الحمد لله ولكن الأمر صعب قليلا خاصة أن الكل يعلم ظروف نوعية هذه العقود على سبيل المثال  لم اتلق راتبي في الشهرين الاخيرين، لكن على العموم مضطرين للتعايش مع الأمر و شكر الله.”

 – منذ متى لم تحصل على مستحقاتك؟

“تقريبا منذ اخر مبارتين حققنا فيها الفوز لحد اليوم لازلنا ننتظر المستحقات،خاصة مع الظروف الصعبة التي نعيشها و استقبالنا للشهر الفضيل الذي هو على الأبواب، و بعده عيد الفطر والكل يعلم مصاريف هذه المناسبات الدينية  للأسف الوعود التي قطعها رئيس البلدية ظلت مجرد حبر على الورق، أتمنى النظر في حالتنا لان هناك من هو رب عائلة هناك من يعيل مريض على الأقل لنسير بها فترة الوباء التي تمر بها البلاد .”

– ما هي الحلول التي تراها ممكنة للخروج من هذا المشكل؟

“اعتقد انه من الضروري على الدولة و بالتنسيق مع الاتحادية الجزائرية تشخيص المشكل، و ايجاد حل لنا لأننا بالفعل فئة مهمشة  تقع تحت الظل، الحل من وجهة نظري ممكن يكون في تشجيع الممولين و الشركات واعطائهم الامتيازات وتحفيزات، مقابل دعم الفرق الهاوية او ادراج لعبة كرة القدم في الاقسام الدنيا كمهنة من طرف وزارة العمل مع التمتع بجميع الحقوق و الواجبات كغيرها من المهن بمقابل مبلغ رمزي يصون كرامته.”

– هل تستطيع الإعتماد على كرة القدم فقط ما دمت لاعباً في فريق هاوي؟

“كما ذكرت سابقا كرة القدم في القسام الدنيا و بعكس الرابطتان الاولى و الثانية لا تطعم خبزا خاصة بالنسبة لمن هو رب عائلة لاعبين كثر يضطرون لعمل اعمال شاقة فقط لتحصيل قوت يومهم هناك من لديه مريض في البيت هناك من لديه اطفال مسؤوليات و مصاريف وهذا الأمر صعب خاصة في وقتنا الحالي.”

كلمة اخيرة …

“ادعوا الله ان يرفع عنا هذا الوباء ويعود الناس الى حياتهم الطبيعية وتستكمل البطولة لان فكرة موسم أبيض لا تساعدنا بتاتا من أجل تحقيق هدفنا المسطر سالفا وبهذه المناسبة أحيي عبر صحيفتكم كل سكان بلدية تخمارت وبالأخص جمهور الحمراوة اللذين كانوا دائما السند لنا. ”

 لعبداوي مصطفى (حارس مرمى هلال وهران): “لاعبوا الهواة يعانون وعلى رؤساء الأندية الوقوف معهم”

أقضي كل وقتي في المنزل. أخرج من أجل الضرورة فقط، التزاماً بتعليمات الحجر الصحي، لحماية أنفسناوعائلاتنا. نسأل المولى عز وجل ان يرفع عنا هذا البلاء، وبالنسبة للمستحقات صحيح اني اخدت كل منح المباريات، لكن الدفعة الثانية لا تزال عالقة، و لا يمكن لها أن تسد حاجيات الحياة  فكلنا نعلم كيف هي الأسعار في الأسواق ، الحمد لله الذي وفقني بأخذ منصب في شركة وطنية ( محطة القطار) اتقاضى أجرتي بشكل شهري، لكن ماذا عن الذي يقتات سوى من هذه الهواية، ماذا عن أرباب العائلات، بصراحة اللاعب الهاوي حقا يعاني ، الكثير منهم يعيش اوقات صعبة و حرجة جدا و لا يسأل عنا لا رئيس الفريق و لا مسير ، يبحثون سوى عن مصالحهم ، كما أن آخر منحة كانت يوم 16 مارس ما يقارب شهر و هي متواضعة جدا ….هذه أزمةستمر بحول الله تعالى، و اطلب من جميع المسيرين و رؤساء الاندية الوقوف بجانب اللاعبين و خاصة ارباب البيوت ، كيف للاعب يقضي معك سنة و هناك من قضى سنوات أن تتخلى عنه في ظرف صعب كهذا ، رغم هذا هناك لاعبين اصحاب دخل يقومون بمبادرات، و التكاثف فيما بينهم …بصفتي لاعب أقول لك اللعب في فريق هاوي لم و لن يكون مستقبل، على الأقل يجب توفير صندوق الضمان الاجتماعي لكي لا تضيع سنوات من عمر اللاعبين ، لا نريد الوقوع في نفس خطأ السابقين فهناك من انهى مسيرة في سن متقدم من دون تأمينات، و على كل لاعب ان يعرف ان مسيرته قصيرة كما انه يمكن ان يتعرض لإصابة تبعده عن الميادين ، إذن يجب على اللاعب أن يمارس نشاط غير الرياضة اما بالدراسة أو تعلم حرفة ما او نشاط تجاري ، و لا يمكنك أن تعتمد على كرة القدم في فريق هاوي أن تضمن لك مستقبلك …اسأل الله عز وجل أن يرحم شهداء هذا الوباء و يشفي مرضاه و يرفع عنا هذا البلاء… ”

بورڨبة زهير (لاعب مشعل سيدي الشحمي): “مضطر للعمل في ورشات البناء لتلبية حاجياتي، ومنح الفريق لا تكفي ليومين”

“في الفترة الحالية أنا ملتزم بالحجر الصحي و لا أخرج من المنزل سوى للضرورة القصوى، كتلبية حاجيات المنزل أو التدرب في الغابة للحفاظ على لياقتي البدنية. وبما أني لاعب في قسم ما بين الرابطات، والمداخيل المالية منعدمة في هذا المستوى، إلا بالمنح المباريات، ولكن قررت قبل الحجر الصحي وفي ظل توقف البطولة أذهب للعمل في ورشات البناء كعامل يومي لكي أكسب 1000 دج لأساعد الوالد على مستلزمات البيت. في الحقيقة في بداية الموسم  تحدثت الرئيس لمساعدة الفريق في ظل الأزمة المالية الخانقة، و على أساس أخذ صك بريدي، و كل مباريات التي تفوز بها نأخذ منحة الفوز، و كما تعلم في مستوى ما بين الرابطات المال قليل، و ننتظر قرابة شهر لكي تأخذ منحة  عشرة آلاف دينار، و اللاعب الذي له مسؤولية على عاتقه لا ينتظر المنح لكي يعيش لأنه حتما سيموت من الجوع، و الحلول هي بأن تكون للاعب أجرة شهرية  وتختلف من لاعب لآخر  حسب المستوى، أو ضمان للاعب منصب عمل، حيث أن منح الكرة على مستوى الهواة لا يكفي للعيش على الأقل ثلاث أيام، وهناك لاعبين أرباب عائلات و لهم مسؤوليات مضاعفة.. كان الله في عونهم. ”

♦ مهدي بن عبد الرحمن (شباب بطيوة): ” قررت التوقف عن ممارسة كرة القدم بسبب تلاعبات المسيرين، و لم يسبق لي أن تعاملت مع رئيس ‘ راجل”

“لم أغادر البيت منذ بداية حالة الطوارئ وفرض الحجر الصحي، ولا أغادر غرفتي نادراً، والحمد لله أن الوالدين الكريمين متكفلان بمصاريف البيت. و مع الحالة التي نعيشها في الأندية الهاوية، فلا يمكننا سد حاجيات البيت أو حاجياتنا الشخصية بسبب عدم وجود الموارد المالية لأننا نلعب مجاناً كما أن رؤساء الأندية في العديد من المرات يسطون على اللاعبين و يرفضون منحهم حقوقهم، و شخصياً لم أتلقى مستحقاتي منذ شهرين و أرى أننا لن نحصل عليها إطلاقاً كوننا لم نتلقى و لا مكالمة هاتفية من قبل المسؤولين، رغم أننا وقفنا وقفة رجال مع الفريق، نتمنى أن تكون لهم التفاتة لنا و يمنحونا حقوقنا و مستحقاتنا العالقة لأننا في أمس الحاجة لها خاصة في الفترة الحالية، و لو أننا في الحياة العادية كان بإمكاننا البحث عن مصادر أخرى، و من المفروض في ظل هذا الوباء يساعدوننا و على الأقل يمنحوننا مستحقاتنا، و أرى أن تدخل السلطات بات أمراً ضرورياً فكيف لفريق يحصل على إعانات الدولة بمبالغ تقارب 800 مليون يعجز عن منح 10 ملايين للاعبين، و بداية من هذه الأزمة فقد قررت التوقف عن ممارسة كرة القدم نهائياً بسبب تلاعبات المسيرين و لم يسبق لي أن تعاملت مع رئيس ” راجل” و صاحب كلمة، و رغم المستويات الكبيرة التي نملكها إلا أنهم حرمونا من ممارسة كرة القدم بسبب هذه التلاعبات، و اخترت وجهة التدريب و أتمنى أن لا ألقى نفس المعاملة، و حسبي الله و نعم الوكيل في هؤلاء المسيرين الذين تركونا نعاني في فترة مماثلة، كما لا أنسى أنهم حرموني من المغادرة في الميركاتو رغم العروض الكثيرة، إلا أنهم أقسموا بمنحي مستحقاتي و ترجوني من أجل البقاء و هذه هي النتيجة.”

من اعداد خليفاوي مصطفى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى