رغم الإمكانيات الضعيفة والمحدودة … الجمعية الرياضية لأساتذة التربية المدنية فرصة المواهب لولوج عالم الرياضة
شيء جميل أن يتولى أهل الاختصاص تسيير أو الإشراف على جمعية و هم أهلا لها أو من ضمن مهامهم، عكس ما نلاحظه في الكثير من الأحيان في مختلف القطاعات ،و كلما تواجد أهل الاختصاص في المكان المناسب كلما أدى ذلك إلى نتائج مميزة و من جميع الجوانب سواء الفنية أو المعنوية و هذا ما ينطبق على جمعية رياضية مكونة من أساتذة التربية البدنية، و هي جمعية ولائية تأسست منذ سنة2006 حتى و إن كان نشاطها جد محدود في بدايتها إلا أنها واصلت العمل في الظل و اقتصر نشاطها في البداية على الرياضة التقليدية – العصا – و المصارعة التقليدية ، وهذا في عهد الرئيس السابق السيد زعراط الذي خلفه السيد بن سهيلة أمين أستاذ رياضة بثانوية أبو بكر بلقايد بحي خميستي بوهران ، ليبقى السيد زعراط رئيسا شرفيا للجمعية نظرا لجهوده المبذولة في المجال الرياضي رغم ضعف الإمكانيات المتاحة للجمعية .وقد استطاعت الجمعية إضافة اختصاص السباحة منذ الموسم الماضي حيث اقتصر النشاط على فتح مدرسة تكوين للمبتدئين و البراعم في السباحة ،و مع بداية الموسم الحالي أضيف فرع لكرة القدم بداية من فئة المبتدئين و الكتاكيت إلى البراعم بعدد يفوق الخمسين ،و هو مرشح للزيادة في أقرب الآجال نظرا لسمعة الجمعية و القائمين عليها ،خاصة فرع كرة القدم بقيادة السيد بلعسكري علي لاعب سابق و السيد دريسي علي مدرب فئات صغرى بمساعدة عزوز الهواري و السيد صفاوي ياسر. للإشارة فإن فرع كرة القدم كان ينشط منذ مدة مما سهل من مهمة الاحتواء من قبل الجمعية وبصفة رسمية حتى يتسنى له المشاركة في المنافسات الرسمية في حالة ما تم إعادة النشاط الكروي لمختلف الأقسام خاصة في الفئات الصغرى، باعتبار الجمعية نادي هاوي حسب القوانين الجديدة لقانون الجمعيات الرياضية. وقد برزت عدة مواهب من خلال المعاينة الأولية لبعض اللاعبين على غرار مبارك نذير وبن أحمد آدم.
♦ بن سهيلة أمين رئيس الجمعية:”هدفنا تربوي وصحي ولا يقتصر على الرياضة فقط”
أشار رئيس الجمعية في بداية حديثه عن شكره لمن ساهموا في تكوين هذه الجمعية من قبل ،خاصة الرئيس زعراط الذي يبقى من الوجوه الرياضية البارزة خاصة الرياضة المدرسية التي تبقى خزانا مميزا في مختلف أنواع الرياضة الفردية أو الجماعية ،مؤكدا : ” الهدف من هذه الجمعية ليس رياضيا بحتا إنما نهدف إلى تكوين الطفل من الناحية الرياضية و المعنوية و الصحية في وقت كثرت فيه الأمراض خاصة السمنة لدى الصغار، كما نهدف إلى تجنب الخمول و الكسل لديهم ،و من الناحية الرياضية تعمل الجمعية إلى إعداد الطفل للممارسة بغض النظر إلى نوع الرياضة فالمهم هو إدخاله لعالم الرياضة مهما كانت هوايته المفضلة وليس شرطا أن تكون كرة القدم أو السباحة، فنعمل على توجيهه بالتشاور مع والديه طبقا لإمكانيات الطفل البدنية و النفسية ،فنحن نريد أن يتعلم الطفل أبجديات الممارسة الرياضية قبل كل شيء مهما كان مستواه ونغرس فيه الرغبة في النشاط و الحركة بعيدا عن الخمول و الكسل ،في وقت أصبح الهاتف و الألعاب الالكترونية الشغل الشاغل للكثير من الأطفال بعيدين كل البعد عن الحركة و النشاط .
“إشراك أولياء الأطفال في مشروعنا”
و أضاف السيد بن سهيلة أمين رئيس الجمعية: ” نحن في اتصال مستمر مع أولياء الأطفال و إشراكهم في هذا المشروع الرياضي التربوي و الصحي، و تقديم النظام الداخلي لكي نضعهم في الصورة عن كيفية التسيير داخل الجمعية و مدى نسبة المشاركة في توفير الوسائل البيداغوجية للعمل، نتيجة لضعف المداخيل المالية ” . وعن المنشآت الرياضية المتاحة أمام الجمعية فقد أشار رئيس الجمعية أنها تستغل لحد الآن ” مسبح مدينة قديل أمام الأطفال، أما بالنسبة لكرة القدم فهناك الملعب الجواري لحي خميستي حيث نتلقى كل المساعدة من قبل القائمين عليه خاصة من طرف السيد فتحي مسؤول الملعب، هذا إضافة إلى الملعب البلدي الكبير الذي خصص لفئة البراعم، وفي الأخير نتمنى أن تولي السلطات المحلية سواء على المستوى البلدي أو الولائي اهتماما لهذا المشروع الهادف لحماية النشء في ظل تفشي الانحراف والجريمة، وأشكر كل الطاقم الذي يعمل بصفة تطوعية”.
♦ بلعسكري علي (مدرب كرة القدم):”اهتمام الأولياء بعملنا يشجعنا”
“إن اهتمام الآباء بأطفالهم من الناحية الصحية شيء مفيد لنا، حيث من شأنه زيادة عدد المنخرطين لدينا، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى زيادة في اكتشاف المواهب التي لم يتح لها البروز في نوادي أخرى لأسباب مختلفة والعمل القاعدي الذي نقوم به رفقة الزملاء سيكون له الأثر الإيجابي على الطفل من جميع الجوانب سواء رياضية أو نفسية وتربوية .إن الاهتمام المتزايد بالتكوين الرياضي لأبنائهم يعتبر تشجيعا لنا ويدفعنا لبذل مجهودات إضافية رغم تواضع الإمكانيات المتاحة، كما أننا مطالبون بتقديم معارفنا الرياضية التي سبق و أن تلقيناها من قبل مدربين سابقين كالسيد دريسي علي مدربي عندما كنت في صنف الأصاغر باتحاد خميستي ،و إنه لشرف كبير أن يتواجد معنا في تلقين أبجديات الكرة لهؤلاء الصغار”.
زروقي حماز