الصبر ..

في الواقع، واذا ما أردت اختبار قوة شخصيك و تجلدك خلال الأوقات الصعبة، عليك أن تقيس كل ذلك بمدى قدرتك على التحمل، و هو ما يمكن تلخيصه في كلمة واحدة.. الصبر. هو صفة عظيمة يجب أن يتحلى بها كل من أراد النجاح في مشروع ما. فمن المستحيل أن تكون طريقك نحو النجاح معبدة، مزينة بالورود و سهلة الوصول. وقد أثبتت التجارب الانسانية بلا منازع أن الصبر من أهم أسباب الوصول للقمة. نحن في طريقنا إلى الهدف المنشود لا يجب أن نتحلى بالصبر على المكاره فحسب، بل يجب أن نتحمل مزاجيات بعض البشر و تقلب شخصياتهم، سوء معشرهم و الشر الذي قد ينبعث منهم.. لكن لا يعني ذلك أن نكون خانعين لهم و أن نتقبل بصمت قسوتهم و جبروتهم في ذل و انكسار .. لا وألف لا .. الصبر هو حكمة الصمت في وقت ما، لنستطيع الكلام في الوقت المناسب و اللحظة المناسبة؛ هو حكمة السكون حتى تحين الفرصة الذهبية للقيام بردات الفعل المناسبة. خلال مشوار حياتك يجب أن تتعلم الصبر و يجب أن تعرف أن صاحب صفة الصبر له مقام كبير عند رب العالمين، اذا يقول الله تعالى في قرآنه الكريم: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ”. صبر مع احتساب، إضافة لعبادات كالصلاة و الدعاء و الصدقة، دون أن ننسى السعي و الاجتهاد، مكونات لوصفة سحرية يمكن التغلب بها على مشقة أي مكروه قد يتعرض لك و أنت في الطريق نحو بناء مشروع ما .. ففي نهاية المطاف سوف يكسبك الصبر قوة الشخصية، فن التعامل مع الناس و الحكمة في التحكم بردات فعلك المختلفة، ازاء مواضيع صعبة الحل، قد تطرح فوق طاولة حياتك ..

بركاش سعاد