الملتقى الإعلامي الرياضي … الاتفاق على أن حق المعلومة في الرياضات الأخرى غير مكفول
نظّمت المنظمة الوطنية للصحافيين الرياضيين الجزائريين بالشراكة مع اللجنة الأولمبية الجزائرية، بقاعة المحاضرات التابعة لديوان المركب الأولمبي محمد بوضياف ملتقى تزامنا مع اليوم العالمي لحرية الصحافة، بعنوان «الصحافة الرياضية في الجزائر واقع الحال»، أين حضرت شخصيات إعلامية بارزة في المشهد الإعلامي وأخرى رياضية، على غرار عبد الرحمن حماد رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية، وعمار براهمية رئيس مجلس إدارة مولودية الجزائر، وهو الملتقى الذي عرف نقاشا ساخنا بين الفاعلين في المشهد الرياضي، أثمر بضرورة تحضير ميثاق عمل يحدّد العلاقة بين وسائل الإعلام والهيئات الرياضية لتحسين الأداء الإعلامي في الجزائر. حيث أجمع كل المشاركين في الملتقى، أن الإعلام الرياضي في الجزائر أضحى يملك مكانة خاصة، بفعل تعدد البرامج الرياضية عبر القنوات التلفزيونية العمومية والخاصة ومختلف الإذاعات الوطنية والمحلية، وكذا الجرائد الورقية والرقمية المنتشرة على نطاق واسع، وهو ما جعل الإعلام الرياضي في الجزائر يشهد تطورا كبيرا، بالرغم من بعض النقائص والتجاوزات. هذا، وتطرّق المتدخلون خلال المحور الأول للحديث عن مكانة الصحافة الرياضية في المشهد الإعلامي، أين أكد الإعلامي معمر جبور أن كل وسائل الإعلام الجزائرية الثقيلة والخفيفة، تعير اهتماما كبيرا لكرة القدم دون الاختصاصات الرياضية الأخرى، وقال: «الجميع يركز على كرة القدم كونها اللعبة الأكثر شعبية، ويتجاهل أو يتناسى الرياضات الأخرى، وهو ما يحرم عشاق الرياضة في الجزائر من الحق في المعلومة». وأضاف :«في كل العالم هناك صحف رائدة متخصصة في الرياضة، أين نجد فيها كل الاختصاصات وفي الجزائر نتحدّث عن الرياضات الأخرى إلا في المناسبات». في ذات السياق، أفاد رشيد عباد أن قراء سنوات السبعينات والثمانينات ليسوا قراء الألفية الجديدة، موضحا بأن شباب اليوم يبحث عن المعلومة في أسطر ولا يمكنه قراءة تحاليل طويلة حول قضية ما، وهو ما أنشأ صحافة موازية للإعلام وهي صحافة وسائل التواصل الاجتماعي التي يعمل بها أي شاب كانت لديه اهتمامات رياضية. كما شدّد الصحفي فريد آيت سعادة على ضرورة تحوّل الصحافة الجزائرية المكتوبة نحو الصحافة الالكترونية، وإلا سيكون مصيرها الزوال، وأعطى مثالا على ذلك حين قال : «في وقت مضى كانت شركة نوكيا الرائدة في صناعة الهواتف النقالة عبر العالم، لكنها ضيعت التحوّل نحو العالم الرقمي، وهو ما جعلهم يفقدون مكانتهم في السوق لعلامات أخرى». وتابع فكرته :”صحيفة «ليكيب» مثلا رفض مسيروها التحوّل الرقمي وأرادوا الصمود، لكنهم تأكدوا مع مرور السنين أنهم يخسرون الكثير من الأموال، وهو ما اضطرهم للتحوّل للرقمي الذي أكسبهم قراء أكبر عبر العالم عن طريق المشتركين».
خضوع المحللين لدورات تكوينية
من جهة أخرى، كشف المحلل الرياضي الشاب سيد أحمد خديس عبر مختلف القنوات التلفزيونية والإذاعية، أنه على المحلل التلفزيوني أن يطوّر نفسه ويقوم بتحديث معلوماته آنيا، حتى يقدم معلومات دقيقة لكل المتابعين ويجبرهم على متابعة البرنامج وعدم تغيير القناة، موضحا أن التحليل التفلزيوني أضحى مهنة قائمة بذاتها ولا يمكن الاستغناء عنها. في سياق متصل، كشف رضا ماتام أن مهنة التحليل الرياضي تستند على البحث والتنقيب ودراسة الخصوم تكتيكيا، كما تعتمد كثيرا على الأرقام والإحصائيات، وهو ما يتطلب على المحلل خوض دورات تكوينية عالية المستوى ليقدم المرجو في تحليله للمباريات، وقال: «صديقنا الخبير سعيد حدوش الذي يعمل بالاتحاد البلجيكي لكرة القدم يقوم بدورات عالية المستوى، وبلدان كثيرة تبحث عن استغلال خبراته». وختم حديثه: «نتمنى أن يتم جلبه إلى الجزائر بمشروع قوي ومتين، ليساهم في تطوير كرة القدم الجزائرية وكذا تطوير أداء المحللين عبر مختلف القنوات». يذكر، أنه تمّ في الأخير تكريم عدد من الوجوه الإعلامية نظير ما قدموه في مسيرتهم الطويلة، يتقدمهم الزميل محمد توزالين من التلفزيون الجزائري، ومصطفى وائيل صحفي الجزائرية وان، وكذا صحفي وكالة الأنباء الجزائرية عبد القادر خلفات، وعبد الغاني العايب رئيس القسم الرياضي بالإذاعة الأولى، والزميل المتقاعد فضيل حفيّظ.
بن حدة