في ظل الجائحة المالية و إستمرار تجاهل السلطات المحلية “الصام” على فوهة بركان بسبب أزمة “المال” و “الرجال”
يواجه فريق سريع المحمدية متاعب بالجملة، منذ نهاية الموسم المنقضي، وهو الأمر الذي حال دون مباشرة التحضير في الوقت المناسب، تحسبا للموسم الكروي الجديد، وهذا بسبب غياب سياسة واضحة في التسيير، وافتقاد المسيرين السابقين لبرنامج عمل مضبوط، على المديين المتوسط والبعيد، ما يبين أن همهم الوحيد هو جني الأموال والعبث “فسادا” في الفريق، ما زاد في تراكم الأوضاع المزرية للنادي .
الصام و المشاكل قصة لا تنتهي
بات ملف المشاكل المالية لنادي سريع المحمدية يؤرق اللاعبين و المدربين على حد سواء، خوفا من المستقبل المجهول، في ظل الأزمة المالية الخانقة التي يعاني منها النادي مما جعل الأنصار يتوجسون خيفة من المشاكل المالية والمعوقات التي تواجه عمل الطاقم الفني للنادي بشكل عام و اللاعبين على وجه الخصوص، حيث تشير المعطيات إلى أن النادي يمر بأزمة مالية خانقة بدأت آثارها تظهر منذ بداية البطولة، حيث عاش النادي فراغا إداريا بعد استقالة الرئيس السابق ابراهيم محمد المدعو “كونيصة”، قبل أن يقرر بعض المحبين ، تشكيل مكتب إداري برئاسة بن شريف محمد حبيب المدعو “الروجي” و كذا السيد بختاش و بمساعدة من بعض الأنصار مسؤولية قيادة النادي بوصاية من رئيس الجمعية بن فطة حبيب. للخروج من الأزمة المالية التي جاءت نتاج تراكمات إدارية سابقة.
تراكمات المواسم السابقة أدخلت النادي في دوامة
حاولت إدارات النادي المتعاقبة بمختلف الطرق والوسائل الخروج من الأزمة، لكن جميع المحاولات باءت بالفشل، ما جعل النادي في المواسم الأخيرة يسقط سقوطا حرا من كل الجوانب وكانت الأزمة المالية قد ألقت بظلالها على واقع الفريق الكروي الذي ظهر بشكل متواضع في المواسم الأخيرة التي عانى فيها من شبح الهبوط.ولطالما وقفت الأزمة المالية عائقا أمام طموحات الإدارة والجهاز الفني بإعادة تأهيل الفريق وبث الحياة في أوصاله، بعدما ظهر مفككا ومهزوما من الداخل، خاصة فيما يتعلق بالتعاقد مع لاعبين بارزين جدد لتعزيز صفوف الفريق وتعويض هروب مجموعة من لاعبيه للفرق الأخرى.و يأمل الأنصار الحقيقيون الذين وقفوا خلف الفريق وساندوه نظرا لمحبتهم له وحرصهم على تاريخه وإنجازاته، أن يخرج النادي من أزمته سريعا و قدوم إدارة قادرة على تحسين أحوال الفريق من النواحي كافة وخصوصا الفنية و المادية، ومراجعة الأخطاء التي صاحبت مسيرته خلال المرحلة الماضية، ووضع النقاط على الحروف بكل جرأة ومسؤولية.
الفريق يدخل المنطقة الحمراء
أصبح فريق سريع المحمدية يتخبط في جملة من المشاكل الإدارية و المالية التي ضربت أركانه حتى قبل انطلاق الموسم الجديد و دخل في أزمة مالية خانقة، باتت تهدد مستقبله، وقد تعصف به إلى حد الاندثار، في حال ما إذا لم يتحرك الغيورون على ألوانه، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان، هذا الفريق المدرسة، الذي تخرج منه العديد من اللاعبين الممتازين على مر السنين، يمر بأصعب فترة في تاريخه، في ظل اختيار السلطات المحلية كالبلدية و الدائرة و حتى أبناء المدينة من أصحاب المال انتهاج سياسة “تخطي راسي”، في الوقت الذي لا تلوح في الأفق أي بوادر لحل أزمة الفريق المعطل من كل الجوانب، ما جعل عشاق الفريق الحقيقيين يدقون ناقوس الخطر، ويناشدون الوالي عبد الخالق صيودة، ومدير الشباب والرياضة بالولاية، ضرورة التدخل لإيجاد الحلول وإنقاذ النادي.
جهود “الروجي” و “بختاش” لم تلقى الدعم
لا أسحد ينكر الدور الذي لعبه المسيران بن شريف و بختاش في مباشرة الفريق للتدريبات في بداية الموسم أين تحملا مسؤولية قيادة الفريق في ظروف جد معقدة ،و يحسب لهما وقفتهما من أجل ضمان إنطلاق تحضيرات النادي الذي كان يعيش على وقع أزمة مالية خانقة لم تغادر نادي “الصام” منذ الموسم الماضي.وفي اتصال بجريدة “بولا” قال رئيس الفرع بن شريف حبيب المدعو “الروجي” أن فريق سريع المحمدية يعيش وضعية مالية مزرية لم يجد لها مخرجا، مؤكدا :” عانينا لإقلاع الفريق و ضمان انخراطه في الآجال المحددة، واليوم نمر بفترة جد صعبة ، لكن للأسف ولا أحد من السلطات المحلية التفت إلينا بالرغم من مساعينا الحثيثة لإخراجه من هذا المأزق”. مضيفا: ” أناشد كل الغيورين على النادي التقدم ومد يد المساعد فالباب مفتوح للجميع والفريق ليس حكرا على أحد”. وفي السياق نفسه أردف :” الضائقة المالية هي من أخرت استئناف النادي لتحضيراته و أوصلت الفريق لما هو عليه الآن، وهنا أود أن أشكر جميع اللاعبين بما فيهم الجدد الذين تفهموا الظرف الصعب ، دون أن أنسى بعض الأشخاص الذين لم يبخلوا على النادي”.
بوصوار و فارس المدربان اللذان تحملا المسؤولية في أصعب الأوقات
يقال غالبا لكل زمن رجاله و في وقت اختفى فيه الرجال في فريق سريع المحمدية ظهر المدرب بوصوار مومن و مساعده فارس بوعلام ليتحملا مسؤولية قيادة العارضة الفنية للنادي في مهمة مستحيلة لا يمكن وصفها سوى بالانتحارية ،و يرجع لهما الفضل الكبير في ضبط معالم تشكيلة الفريق هذا الموسم و تمكنا من صنع فريق من العدم مجنبين النادي الموسم الأبيض الذي كان يلوح بقوة في الأفق و هو ما معناه اندثار النادي.و لا أحد ينكر تضحيتهما كل أسبوع في سبيل وضع الفريق في السكة لخوض مباريات البطولة و السهر على كل صغيرة وكبيرة ،و هو أمر يحسب لهما في وقت لم يجد الفريق المساعدة ممن يدعون حبهم لألوان النادي.
اللاعبون “ولاد فاميليا” و صبروا كثيرا
كشفت مصادرنا بأن العديد من لاعبي سريع المحمدية باتوا يستفسرون عن موعد تسديد الأجور و المنح العالقة، بعد التأخر الكبير الذي دام فترة طويلة ، حيث يحاول رفقاء الحارس حيڤونة معرفة التاريخ النهائي لتلقي مستحقاتهم، لاسيما وأن الغالبية منهم صبروا بما فيه الكفاية، بسبب الأزمة المالية الكبيرة التي تضرب النادي، والذي يعاني مثلما هو معلوم كثيرا من الناحية المالية.
الإدارة دعتهم إلى الصبر لغاية الاستفادة من الإعانات
ودعت إدارة السريع اللاعبين الصبر قليلا، حول موعد تلقي المستحقات المالية، وذلك لغاية استفادة النادي من الإعانات التي خصصتها السلطات المحلية في وقت سابق، حيث حاولت التأكيد أن الإدارة ستعمل كل ما في وسعها من أجل تسديد المستحقات المالية للاعبين في أقرب وقت ممكن.
المير و الوالي مدعوان للتدخل و الأنصار يؤكدون أن السلطات المحلية مطالبة بتحمل مسؤوليتها
من خلال حديثنا مع أنصار الفريق، أكدوا أن السلطات المحلية تبقى غائبة في الوقت الراهن، حيث أنها لم تبادر إلى إيجاد حلول للفريق الذي يبقى في مفترق الطرق، بسبب ما يعيشه بسبب الجائحة المالية ، في ظل غياب الدعم من السلطات المحلية و على رأسها الوالي و المير و رئيس الدائرة، ولهذا يصر أنصار السريع على السلطات من أجل التحرك وإيجاد حل لقضية الأموال، وإنقاذ الفريق، لاسيما في ظل الوضعية المعقدة التي آل إليها السريع. وشهدت الكثير من أندية ما بين الرابطات صائفة ساخنة، تعكس المشاكل العميقة التي تعانيها من الناحية المالية والتسييرية، حيث أجمع الكثير على أن المشكل لا يكمن في المال فحسب، بل الأزمة أيضا في غياب “الرجال” القادرين على تسيير الأندية إلى بر الأمان، بدليل أن أموالا ضخمة تصرف بصورة عشوائية على بعض الفرق، في الوقت الذي لا تزال أغلب النوادي تفتقد تقاليد واضحة في مجال التسيير، وهذا دون الحديث عن التكوين الذي بات من آخر الاهتمامات والالتزامات.
بوصوار مومن مدرب الفريق:”نمر بأصعب وأحلك الظروف في تاريخ نادينا”
قال بوصوار مومن مدرب نادي سريع المحمدية أن فريقه يمر بواحدة من أصعب وأحلك الظروف، لم يمر بها من قبل تحتاج إلى تكاثف الجميع خلف السريع ومساندته ناهيك عن تحمل الجميع المسؤولية من أجل إخراج الفريق من الدوامة التي يعيش بها والابتعاد عن شبح الهبوط.وأوضح المدرب بوصوار أنه تولى المهمة في ظروف صعبة ووصف المكانة التي يقبع فيها الفريق بأنها مكانة متأخرة لا تليق بسمعته وتاريخه وحجم إنجازاته ،وهي كارثة بكل معنى الكلمة والآن كل هدفه مع الفريق هو حصد النقاط والتقدم في جدول الترتيب والقتال من أجل الفوز ،ولا شيئ سواه مبديا تفاؤله بقدرة الفريق على انتشال نفسه من المراتب الأخيرة.ودعا المدرب بوصوار مومن الجميع إلى ضرورة مساندة الفريق في المحنة التي يعيشها والصبر عليه حتى تحقيق هدف البقاء في قسم ما بين الرابطات.
عون العيد نصر الدين حارس مرمى سريع المحمدية:”الفريق في مفترق الطرق و يجب تدخل السلطات المحلية”
في تصريح للحارس عون العيد نصر الدين قال:” نحن كلاعبين نؤدي في واجبنا على أكمل وجه و لا يمكن إخفاء ملامح الأزمة المالية التي يعيشها الفريق، و التي جعلت ظروف العمل صعبة في غياب أي عامل لتحفيز اللاعبين ،و رغم ذلك لم ندخر جهدا نحن اللاعبين فوق أرضية الميدان ،”و ربي شاهد علينا”، صبرنا كثيرا من أجل الفريق و اللاعبين كلهم “ولاد فاميلية”،و رغم ما يعانوه من مشاكل إلا أنهم لم يصدر منهم و لا ردة فعل اتجاه الإدارة ،و لم يخلقوا أي مشاكل بالعكس الانضباط في التدريبات و لعب المباريات بكل جدية هي سمة الجميع. و لكن يجب النظر في الحالة الاجتماعية للاعبين لان أغلبهم تعتبر كرة القدم مصدر رزقهم الوحيد، و منهم من هو رب بيت و لهم احتياجاتهم في هذه الحياة على الإدارة و السلطات المحلية مراعاة لظروفهم المعيشية ،و تسوية مستحقاتهم العالقة في أقرب وقت خاصة و نحن في شهر رمضان المبارك و العيد على الأبواب. أتمنى أن تحل مشكلة الأموال في أقرب وقت ممكن للمحافظة على إستقرار النادي و ضمان البقاء بأريحية”.
إعداد: سنينة مختار