في حوار حصري لجريدة بولا .. عادل خلو (معلق قنوات بين سبورت): “الإعلام الرياضي في الجزائر له طاقات شابة هائلة، و بيين سبورت أكسبتني الكثير”
بداية كيف كانت بدايتك نحو مجال التعليق؟
” حقيقة كنت مهتماً بمجال التعليق منذ أن كنت أبلغ من العمر 15 سنة، كان هذا في سنة 95 كنت لا زلت شاباً، ولكن كنت أجتهد وأعلق في البيت وهنا وهناك، كما كنت لي الفرصة للمشاركة في التعليق على دورة ودية جوارية على مستوى البلدية، قبل أن أشارك في برنامج مشروع معلق لقنوات الجزيرة الرياضية لسنة 2008 وأفوز في هذه المسابقة.”
هل كان التعليق هدفك أو حلم الطفولة؟
” نعم، كان يرافقني هذا الحلم منذ الصغر، وكما تعرف في المدرسة الابتدائية عادة ما نشارك في المسابقات وفي المسرح وغيرها من النشاطات، وحمل الميكروفون هو من كان يقودني لمجال الإعلام، ومنه لميدان التعليق.”
ماهي أول مباراة علقت عليها وكيف كان شعورك؟
” كانت بتاريخ 8 من شهر فيفري سنة 2009، كانت بين ريفربلايت و كولن، في الدوري الأرجنتيني، و كان شعور غريب و غريب جدا. الخوف كان يتملكني أكثر من أي شيئ آخر، بالإضافة إلى الشعور بالفخر و الاعتزاز لأنني حققت ما كنت أتمنى، مع الشعور بضرورة النجاح في التحدي، و كانت مشاعر مختلطة و متناقضة امتزجت في لحظات، الارتباك و الخوف في البداية و لكن الفخر و الاعتزاز في النهاية و التحدي في وسط التعليق.”
هل كنت تتوقع وصولك لهذا المستوى؟
” كنت أتوقع أني سوف أصل يوماً ما لأعلق في قناة عربية فضائية خارج الوطن، ولم تكن مسألة التوقع بل كان مسألة الرغبة والطموح، ولا أحد يتوقع المحطة التي سوف يصل اليها، والمسيرة لا تزال متواصلة، وفي كل مرة يحب فتح المجال لمزيد من الطموحات.”
ما هو اللقاء الذي تحلم بالتعليق عليه؟
” أحلم بالتعليق على مباراة الجزائر ضد الأرجنتين أو البرازيل أو فرنسا في نهائيات كأس العالم.”
ما هي الصفات التي من المفروض يمتلكها المعلق الناجح؟
” صفات عديدة، علاوة على الصوت القوي واللغة، واتقان المزيد من اللغات ” الالمانية، الاسبانية وحتى البرتغالية”، المعلق يجب أن يمتلك ثقافة واسعة ليس في مجال كرة القدم فقط، بالإضافة إلى امتلاكه لشخصية قوية، وامتلاك أسلوب مميز يختلف به عن غيره، وأن يكون متواضع جداً ويقبل النقد أيضاً.”
ماذا تغير في عادل خلو قبل الجزيرة الرياضية و بيين سبورتس و بعدها؟
“قبل الجزيرة الرياضية صحيح أني كنت أستاذ في الجامعة، و كنت أرغب و أحلم، و أمتلك شغف كبير للوصول للعمل في قناة تلفزيونية، و أكون معلقاً بدلاً من أمشي في الشوارع و أعلق هنا و هناك، و مع الوقت كسبت الكثير من الثقافة، الكثير من الدروس في الحياة تجعل شخصيتك تتزن أكثر و تثقف أكثر، و تتعلم و تتواضع أكثر، و كسبت المزيد من الأمور في مجال الإعلام، و كونت المزيد من الصداقات، و تعرفت و احتككت بالعديد من القامات الإعلامية، و عرفت ما معنى أن تكون في هذا المجال و ما يتطلب منك، و الحمد لله عرفت أني كنت في بداياتي على حق و كنت صائباً في قراري، و عرفت أن العديد من القامات الإعلامية في الوطن العربي قد تشاركت في هذه النقاط التي مررت بها لما كنت صغيراً.”
نعرف أن تخصصك الأكاديمي لم يكن في الإعلام، هل ندمت على عدم دراستك في كلية الاعلام والاتصال؟
” لا تماماً، بل أعتز بكل المحطات التي درست فيها، و ربما يأتيني الشعور بالافتخار خاصة عندما كنت أستاذاً بالجامعة، بعد أن درست بالمدرسة العليا للإدارة، لأني رأيت الفوارق بينها و بين الدراسة في الجامعة، و ربما لو درست في الجامعة لم أكن لأكسب تلك الشخصية والقوة و الثقافة، و الحمد جعلتني أدخل مجال الإعلام بكل سهولة، و لم أندم على الإطلاق بل بالعكس، و لا يعني أنه بالضرورة عليك دراسة الإعلام لتنجح في هذا الميدان، كما اكتشفت أن الكثير من القامات في العالم العربي لم تدرس الإعلام، ضف إلى ذلك في وقتنا الراهن، لو نأتي لو نأتي مثلاً بطبيب يملك أسلوب و لغة يمكنه تقديم حصة في مجال الطب، سيقدمها أفضل مما يقدمها خريج كلية الإعلام، لأن لا علاقة له بمجال الطب، فالإعلام المتخصص أصبح يختصر المسافات و يقدم معلومة دقيقة و صحيحة. و الحمد لله دراستي في المدرسة العليا للإدارة و بعدها الماجستير في العلوم السياسية منحاني الكثير و لم أندم تماماً، لأن ما تأخذه من مجال الإعلام يمكنك أخذه من دورات متخصصة، و يمكن أن تأخذه من تجربة أو الإحتكاك، و الإعلام يقوم على الموهبة و الرغبة أكثر مما يقوم على توجيه دراسي و أكاديمي.”
ماذا أكستبك قناة بيين سبوتس؟
“أكسبتي شخصية طموحة متطلعة ومعرفة الكثير من الأشخاص الطيبين، والاحتكاك بقامات الإعلام الرياضي العربي.”
من هو صديقك المقرب في طاقم بيين سبورتس؟
” أصدقائي المقربين في بيين هم المعلق اليمني حسن العيدروس، المغربي ماجد الشجعي، عادل ضيف الله ولو أنه في الجزائر في الوقت الراهن، وهؤلاء من أعز الأصدقاء.”
ماذا يمثل لك الاعلامي أيمن جادة؟
” هو السوبر ستار في مجال الإعلام الرياضي في الوطن العربي، وفي العالم أجمع، وهو الرقم واحد بالنسبة لي من حيث التقديم أو التعليق أو اللغة، ويكفي بأنه يؤلف في المجال الرياضي، ويقدم دورات، وتصور أن في كوريا الجنوبية يدرسون اللغة العربية في الجامعات بأشرطة فيديو هو كان يقدمها في بعض الدول العربية، وهذا أمر مشرف للغاية.”
نريد معرفة أفضل و أسوأ ذكرى في مسيرتك المهنية..
” أسوأ ذكرى في مسيرتي المهنية هي الفترة التي قضيتها في وزارة المالية كمتصرف إداري في العاصمة الجزائرية، مع مسؤول الله يهديه ويغفر له، وأفضل ذكرى هي التعليق على مباراة المنتخب الوطني ضد بوركينا فاسو والتأهل لمونديال 2014.”
كيف ترى مستقبل الإعلام الرياضي الجزائري؟
“نتمنى دوماً أن يكون المستقبل هو الأحسن، والخير سوف يأتي لا محالة، لأننا في الجزائر لا نزال في بداية المشوار في الإعلام الرياضي المتفتح، والإعلام الرياضي في الجزائر لا يحتاج منا سوى مجهود ب 20%، وعندما تكون تملك المادة الخام، فشيئ من التنظيم والتخطيط سوف يكفي للنجاح، وقناة متخصصة في الإعلام الرياضي ستنجح بنسبة 100% لأننا نملك الطاقات الشابة، ونملك المال و نملك المادة الخام التي تذاع في القناة، و الجزائر كونها قارة، كل الرياضات فيها لها طاقات شابة يمكن أن نغطيها بغض النظر عن كرة القدم التي لا تملك القنوات الحقوق لبثها، و لكن يمكن بث رياضات أخرى، و كذا مباريات الرابطتين المحترفتين الأولى و الثانية، و من المفروض أن يفسح المجال لباقي القنوات لتغطية شاملة للمباريات، و ان كان مثلاً التلفزيون الجزائري احتكر الرابطة المحترفة الأولى، فلنتجه نحو الرابطة الثانية و نقوم بتغطية شاملة و بث مباشر من الملاعب لكل المباريات و يتحسن الدوري، هذا في مجال كرة القدم فقط، و دعني أتحدث عن أمر هام آخر”.
تفضل…
” هناك بعض القنوات الفرنسية تغطي حتى الأقسام الجهوية، حتى تكون هناك مادة خام كبيرة، و اليوم نسمع عن شبام شاركوا في بطولات عالمية كبيرة خاصة في ألعاب القوى و رياضات أخرى، و لا أحد يسمع بهؤلاء الشباب إلا بعد مشاركتهم و عودتهم لأرض الوطن، و عندما تكون لدينا قنوات رياضية متخصصة سوف تسهل علينا مهمة التغطية و نصبح مطلوبين بقوة، وبالتالي هذه المادة الخام التي تفتقر اليها قنوات عالمية، تدفع أموال كبيرة من أجل اقتناء حقوق بث المباريات و الدوريات العالمية، فنحن في غنى عن ذلك و يمكن أن ننجح.”
ما هي نصيحتك للمعلقين الشباب؟
” يجب أولا أن يتواضعوا، و أحياناً نرى بعض الناس يريد أن يسبق الاحداث و يحرق المراحل، وهذا خطأ كبير، و كل ما تمر به في حياتك سواء متاعب أو مشاكل أو محطات ناجحة يدخل في بناء شخصيتك، تواضع، انتظر، تعلم الصبر، تعلم أنك تمشي درجة درجة، لا تتكلف، لا تتقلد، لا تسرع، لا تستبق الأحداث، صحيح أن طموحك يكون بعيد لكن اشتغل على نفسك و تعلم النقد الذاتي و التطوير الذاتي، و أعطيك مثال يوم دخلت مسابقة مشروع معلق، اكتشفت أنه في العالم العربي أكثر من 8000 أرسلوا تسجيلاتهم للجزيرة الرياضية، راودتني فكرة أنه إن كنت موهوب في الجزائر فأنت واحد من بين 8000 موهوب في الوطن العربي، و يحب أن يشتغل الإنسان على امكانياته و يحاول أن يستثمر في موهبته، و لا يقول أني نجحت في تقليد فلان، و أصبحت وممتاز، صحيح أنك تتأثر بمعلق آخر و تحاول النجاح و يجب أن تجتهد و تكتب الشهادات و تمتلك رصيد معرفي، و هذا سوف يتطلب منك وقت، واستغل هذا الوقت حتى تبني شخصية، و ثقافة و تبني ذاتك، و عندما تأتيك فرصة العمل في أي قناة ستجد نفسك جاهز من كل الجوانب، و مستعد للعمل.”
كلمة أخيرة…
” تحياتي لكم ولكل قراء ومتابعي جريدة بولا التي أعرفها جيدا، وتحية كبيرة لأهلنا في الغرب الجزائري، دعني أقول لك بأن أحد أفضل المباريات التي علقت عليها كان داربي وهران المثير بين المولودية والجمعية قبل سنوات.
حاوره: خليفاوي مصطفى