عقب نكسة طوكيو … ثقافة الاستقالات الغائب الأكبر عن تفكير مسؤولينا
من السهل جدًا مطالبة عبد الرحمان حماد بتقديم استقالته من منصبه على رأس اللجنة الأولمبية الجزائرية عقب المشاركة غير الموفقة لرياضيينا ولاعبينا في أكثر من لعبة بالألعاب المختلفة في أولمبياد اليابان 2020، والتي جاءت “مخيبة للآمال” حسب نظرة المتفائلين الذين يجهلون الحقيقة. ومن السهل أيضًا مطالبة رؤساء الاتحاديات “المكلفين” بتقديم استقالاتهم لنفس السبب، وتحيملهم مسؤولية ما حدث في طوكيو بكلمة “حشمتونا”، ولكن في نفس الوقت من الواجب أن نتوقف طويلًا أمام ذاكرة السنين ونسترجع أسماء رؤساء اللجان الأولمبية والاتحادات السابقين ، ألم نسمع منهم الكثير من الخطط التطويرية وعن طموحات لا حصر لها ليكون للرياضة الجزائرية وجود “مشرف” في الأولمبياد وغيرها من المشاركات الدولية؟
بصريح العبارة مع كل مرحلة فشل نسمع نفس النصوص التي تذهب بنا إلى عالم الأحلام والأمنيات عبر نظرة “مستقبلية” ،وخطط مدروسة لغد مشرق مختلف عما سبق، ثم نكتشف أن هذه الأحلام تبخرت والحقيقة الصادمة أنه لم يحن الوقت لتحقيقها، وسنظل طويلًا نبحث عن ذلك “الساحر” الذي يستطيع نقلنا من عالم الأحلام إلى عالم الحقيقة. حينما تتكرر نفس المعاناة بنفس المعطيات وبنفس النتائج دون أن تتبعها استقالات بالجملة فمعناه أننا أمام حقيقة مفجعة ومؤلمة أيضًا تقودنا إلى استنتاجين لا ثالث لهما، إما أننا لا نملك الكفاءات القيادية القادرة على بلوغ طموح مشروع وطني، أو أن هناك خلل كبير يمنع تنفيذ خطط نهايتها تحفظ في الأدراج، وبدايات تعود بالرياضة الجزائرية وآمالنا وأحلامنا إلى الصفر. عقب استماعي لحديث أحد الشخصيات الرياضية المعروفة وطنيا قبل مشاركتنا في أولمبياد طوكيو 2020، وما عبَّر عنه بمنتهى الشفافية و”الواقعية”، مقدمًا خطة عمل للاتحادات الرياضية لثمانية أعوام مع تخصيص ميزانيات ليس لعام واحد، أجدني “متفائل” وإن كان هناك من سيقول إننا سمعنا مثل هذا الكلام ما يكفي، وردي باختصار أن الوقت وحده الذي يسمح بتنفيذ هذا المشروع مع إعطاء رؤية شاملة للواقع الرياضي بدون أي تدليس، فأكيد سيفضي إلى واقع ملموس،و بعد خطة “الثمانية سنوات” سنتخلص من كل تراكمات السنين.
سنينة مختار