الأولى

ممثل شركة ستار سبورت مانجمنت الألمانية لتحويل اللاعبين  ..يونس عبدو (وسيط معتمد للاعبين): “اللاعبون المحليون يعانون، وسنشهد هجرة جماعية نحو الدوري المصري في الميركاتو الصيفي”

كيف تقضي يونس أجواء رمضان؟ 

” الحمد لله نحن نقضي رمضان مع التزام كبير بالحجر الصحي والخروج للضرورة القصوى، كما أننا في اتصال دائم باللاعبين المرتبطين معنا.”

كيف ترى الحالة النفسية للاعبين خلال هذه الفترة؟ 

” اللاعبون متأثرون كثيراً من الناحية المعنوية والنفسية جراء هذا الوباء الذي غيّر حياتهم جذريا، كما أنهم متأثرين للغاية من الجانب المادي، كون توقف البطولة جاء في فترة حساسة للغاية من الموسم، حيث أن جل الفرق تلعب من أجل تحقيق أهدافها وهذا ما يجعلها تحرص على تسديد أجور اللاعبين، ولكن الفيروس أخلط حساباتهم بالكامل حيث أنهم مسؤولون على أسر وعائلات، ويتحمّلون أعباء كبيرة.”

ما هي اقتراحاتك لصيغة إنهاء بطولة هذا الموسم؟ 

” الأمور لا تزال مبهمة، كما أن اللاعبين سيعانون كثيراً من الجانب البدني، والعديد منهم سيعجز عن إنهاء الشوط الثاني من المباريات، ويجب منح وقت للاعبين من أجل التحضيرات، و من الممكن إنهاء الجولات المتبقية في مدة شهر و نصف، و لكن عدة مشاكل ستعرقل السير الحسن للبطولة، منها الظروف المناخية و الحرارة المرتفعة، انتهاء عقود اللاعبين، و تغيير صيغة المنافسة إضافة للأزمة المالية التي تعاني منها جل الأندية”.

على ذكر الأزمة المالية، ألا ترى بأنها ساهمت بقسط كبير في تدني المستوى وبروز عدة مشاكل؟ 

” هذا أمر مفروغ منه، و المستوى سيتدنّى أكثر فأكثر، خاصة و أن الإتحاد المصري يسير لتبني التجربة التونسية باعتبار لاعبي شمال إفريقيا محليين، ما يعني أن البطولة الوطنية ستشهد هجرة جماعية نحو الدوري المصري الموسم المقبل، و شخصياً اتصل بي في الأيام القليلة الماضية أكثر من 9 وكلاء لاعبين مصريين لتحويل لاعبيّ إلى أرض الفراعنة، و وفرة السيولة المالية هناك سيشجّع اللاعبين على اللعب في مصر حيث أن الفرق المتوسطة و الضعيفة تدفع رواتب مرتفعة للغاية للاعبيها مقارنة ببطولتنا، و من المؤكد أن نرى في الميركاتو المقبل زحف الجزائريين نحو مصر، و لا أعني بالذكر اللاعبين البارزين بل حتى أصحاب المستوى المتوسط سيتجهون لتونس و مصر، و دعني أوّضح أمراً في غاية الأهمية..”

تفضل..

“الناس في الجزائر تتكلم من فراغ، و لا تعلم ما يعانيه اللاعبون في البطولة الوطنية، في حين الجميع متشبث بفكرة أن لاعبي كرة القدم يتقاضون مبالغ كبيرة، و أي موظف جزائري يتقاضى أجوره لمدة 12 شهراً، في حين لا يوجد لاعب في الدوري المحلي يتقاضى أجور السنة كاملة، و لماذا لم يتقبل الجزائريين فكرة أن لاعبي كرة القدم هم من يتقاضى أجور مرتفعة، مثلما هو معمول به في كل دول العالم، و رواتب اللاعبين لا تقارن بما يتحصل عليه نظرائهم في بطولة دول الجوار، في حين يملك لاعبونا مستويات أفضل منهم، كون تشكيلة الترجي التونسي النسبة الأكبر منها جزائريين، و أفضل الحراس في السعودية هم جزائريين.”

إذن حسب رأيك فإن مشاكل الدوري الجزائري تكمن في الجانب المالي؟ 

” بالتأكيد الجانب المالي هو العائق الأكبر في الجزائر، و من المؤسف أن نرى في البلاطوهات وفي وسائل الإعلام أن أشخاص لا علاقة لهم بالمنظومة الكروية يتحدثون عن مشاكلها و حلولها، و سأعطيك مثال حول موضوع أسال الكثير من الحبر و يتعلق بمحدودية مستوى اللاعبين الأفارقة المنتدبين للدوري الجزائري، و أجيب بأن لا يوجد أي لاعب دولي إفريقي في المنتخب الأول أو المحلي، يمضي في فريق آخر دون كسر عقده، و كلهم مرتبطين بعقود مع فرق و أكاديميات، في المقابل لا يوجد أي رئيس نادي جزائري يقبل بدفع قيمة ورقة تسريح لاعب، و يطلب دائماً لاعبين أحرار من أي التزام، و على سبيل المثال هناك هداف دولي كاميروني يلعب في نادي ” بيرات” كان مقترح على نادي جزائري و رئيس ناديه طلب قيمة 30 ألف أورو فقط لتسريحه، و لا يوجد أي رئيس جزائري قبل شراء، عقده رغم إمكانياته الهائلة، و من سابع المستحيلات أن نرى لاعب افريقي ممتاز في البطولة الوطنية بسبب رفض الأندية كسر العقود، و أي افريقي سيقبل اللعب في الجزائر براتب 6000 أورو سيكون إما مصاب أو يريد بعث مشواره الكروي، و هناك مثال آخر عن مهاجم النادي الإفريقي التونسي باسيرو كومباوري كان مهتماً باللعب في الجزائر و لكن راتبه يقدر بحوالي 15 ألف أورو، و ورقة تسريحه تبلغ ما قيمته 150 أورو، هل هناك أي نادي جزائري قادر على دفع هاته المبالغ.؟ و هل هناك نادي له عائدات مالية باستثناء نادي بارادو؟”.

يونس، كيف كانت بدايتك في مجال وكيل اللاعبين؟

” بدأت في هذا المجال منذ أن كنت أبلغ من العمر 21 سنة، أملك شهادة ليسانس في الحقوق كان بالإمكان أن أكون محامي، و لكن اخترت هذه المهنة و وجّهت قراري نحو وكيل اللاعبين، تحصلت على شهادة خبير دولي و مناجير تحصلت عليها من جنيف السويسرية، كما أني ممثل شركة ستار سبورت مناجمت العالمية لتحويل اللاعبين، و في البداية كان هناك إعتماد رسمي أقرّره رئيس الفاف السابق الحاج روراوة سنة 2014، و بعد تغيير لوائح الفيفا و سحبها لاعتماد وكيل اللاعبين و تعويضه بوسيط اللاعبين، و في 2019 الفاف بقيادة زطشي، أرادت تطبيق هذا القرار في الجزائر، و استدعت كل وكلاء اللاعبين الناشطين في الجزائر و طلبت منهم تقديم ملف مع إلزامية توفر عقود وساطة مع اللاعبين، و تحصلت الإتحادية على 150 ملف، و هذا ما جعلها لمراجعة الأمر و طلبت من كل من وضع الملف أن يقدم عقد اللاعبين مع فريقه مع وجود إسم الوسيط، و هذا ما قيّد العديد من أرادوا شغل هذه المهنة، و أصبح بعدها 7 وسطاء معتمدين للاعبين من استوفت فيهم الشروط هناك من قدم عقدين للاعبيه، و كنت أنا صاحب أكبر عدد من العقود التي بلغ عددها 13.”

اعذرني، وهل لا تشترط الفاف مستوى دراسي معين لوسطاء اللاعبين؟ 

” الاتحادية تشترط مستوى دراسي مقابل اعتماد وسطاء اللاعبين، وقد سحبت ملفات البعض ممن يملكون مستوى ابتدائي و المتوسط، و بقي فقط الثانوي و الجامعي، للأسف أن هناك من يدّعي أنه وسيط أعمال اللاعبين و لا يتمكن حتى من تحديد الفرق بين المبالغ المالية، أو قراءة عقد باللغة الفرنسية، هناك من فشل في حياته المهنية و الشخصية يريد إنجاح مسيرة لاعب، و هذا الخطأ يقع على عاتق اللاعبين أيضاً، لأنهم مقتنعون بفكرة خاطئة تماماً و هي فكرة أن الوكيل هو من يجلب لك العروض، و على العكس أن الوكيل هو من يسير مسيرتك و يرى الأفضل لك، و يقف معك في الأوقات الصعبة، كالإصابات و المشاكل الإدارية، و المناجير عليه أن يقف مع اللاعبين طيلة الموسم، و النجاح لا يأتي من العدم بل هناك عدة أمور يجب أن تتوفر، كما أني قبل الإرتباط بأي لاعب يجب النظر في انضباطه و أخلاقه و عائلته.”

ما هو الهدف الذي تنوي تحقيقه والوصول إليه؟ 

” الحمد لله، على المستوى الوطني حققت ما كنت أصبو إليه، و أي إنسان يريد أن يكون الأفضل في مجاله، و الأفضل ليس بالصور، بل بالعقود و بالإثبات و العمل المتواصل و الإحترافية، أذكر عندما بدأت مسيرتي كان لدي لاعب واحد فقط هو داغولو و بعدها كوريبة، و لكن لم أدّعي أبداً أني أملك لاعبين آخرين بدون عقود، و الحمد لله الآن أنا أملك 36 لاعباً، و كلهم مرتبطين بعقود من 3 إلى 4 لاعبين، و يمكن لجريدة بولا أن تحصل على نسخ العقود لتكون الأمور أكثر شفافية و احترافية، و الحمد لله أني إسمي أصبح مدوّنا في الموقع العالمي للتحويلات ترانسفير ماركت، و لكن المبالغ المالية الضئيلة للتحويلات اللاعبين في الجزائر تلعب دور كبير في التصنيف العالمي.”

حدثني عن علاقتك مع شركة ستار سبورت مناجمنت.. 

” هذه الشركة الألمانية لها عقود مع عدة لاعبين عالميين، مقرها في مدينة شتوتغارت و لها أسهم كبيرة في سوق التحويلات الأوروبية، أردت فتح فرع في الجزائر، و اتصل، بي صاحب الشركة السيد طلال بن حاج و هو تونسي مقيم بألمانيا، و طلب مني أكون ممثل للشركة، مع حصولها على حقوق تحويل لاعبي للبطولات الأوروبية و كذا الخليجية، و اللاعبين المرتبطين معي بعقود لهم عقود أيضاً مع هذه الشركة، و في حال وجود أي مشكل للاعب، تتدخل هي على مستوى محكمة لوزان و كذا الاتحادية”.

ما هي أفضل صفقة قمت بإبرامها؟ 

” من الناحية الرياضية هناك 4 صفقات برز منهما أمين محيوص الذي تألق، في شباب باتنة و اتحاد العاصمة و جمعية عين مليلة قادماً من فريق هاوي و له عرض من فريق صن داونز الجنوب إفريقي بقيمة خيالية، و هناك أيضاً صفقة طالح في الساورة، بالإضافة إلى بوطيش و مطراني في مولودية وهران، و من الناحية المالية صفقة داغولو لوفاق سطيف هي الأحسن، حيث كان يتقاضى 250 مليون شهريا و تحصل على 6 أشهر كتسبيق، و حدث هذا في سنة 2014 حيث كان يعتبر هذا المبلغ مرتفع للغاية في الدوري المحلي”.

من هو أفضل لاعب تعاملت معه؟ 

” صدّقني أنه لا يمكنني أن أفرّق بين لاعبي، كلهم أبناء عائلة وذوو أخلاق عائلة، ويتمتعون بأخلاق عالية.”

هل لك أن تسرد لنا موقف طريف أو محرج حدث لك خلال تحويلك للاعب ما؟ 

“الموسم الماضي، اتصلت بي الشركة كون نادي ضمك السعودي كان بحاجة ماسة لوسط ميدان دفاعي في ثلاث أيام قبل غلق الميركاتو، و اقترحت عليهم عبد القادر بوطيش، اتصل بي رئيس النادي و أكدت له بأن اللاعب ممتاز و سيكون أساسي و سيبيعه بمبلغ خيالي الموسم المقبل، و هذا ما جعل رئيس النادي يطلب فيديوهات اللاعب، و هذا ما وضعني في إحراج شديد كونه لا يملك أي أشرطة فيديو في فريق محترف، و هذا ما جعلني أقدم على تخصيص قناة و كاميرات لتتبع حركات و لقطات اللاعبين في المباريات في سابقة في البطولة المحلية، حيث أن كل لاعب له فيديوهات خاصة به من قناتنا الخاصة و على اليوتيوب و على مواقع التواصل الإجتماعي.”

كلمة أخيرة.. تفضل المجال مفتوح

” تحية خالصة لجريدة بولا و كل طاقمها و مزيد من التألق لكم، رمضان كريم لكل الجزائريين و عيد مبارك مسبقاً و الله يرفع عنا هذا الوباء في أقرب وقت ان شاء الله، و شكر خاص لمدير شركة ستار سبورت مناجمنت السيد طلال بن حاج، و إلى طاقم و عمال ستار سبورت مناجمنت مسؤول الاحصائيات عبدو المهدي، المنسق مليك شرشار الكاميرامان هواري قدار، المصور شارف زين الدين و مسؤول المونطاج أيمن عبدو و المقدم محمد عليق كومان .”

حاوره: خليفاوي مصطفى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى