في حوار حصري لجريدة بولا.. وزير الرياضة السابق ومهندس مجد المنتخب الوطني لكرة اليد عزيز درواز: “حان وقت تطبيق الإحتراف في كرة اليد ويجب تقليص عدد الأندية في القسم الممتاز”
بداية كيف هي أحوالك مع الشهر الفضيل؟
” الحمد لله، نحن نقضي أواخر شهر رمضان و لو أن طعمه تغيّر نوعاً ما بسبب الحجر الصحي، و أنا أستغل معظم الأوقات للبقاء مع عائلتي، بالإضافة إلى تقديم بعض الندوات عبر الأنترنت و مواقع التواصل الإجتماعي رفقة مجموعة من التقنيين، حيث قدمت محاضرتين اثنين و أتابع ما يقدّمه البقية.”
إذن أنت محترم الحجر الصحي …
” بالطبع، ليس ملتزم فقط، بل أشارك في التوعية والتحسيس عبر مواقع التواصل الإجتماعي، ووسائل الإعلام، و الإنضباط هو الحل الوحيد للخروج بسلام من هذا الوباء، و على الجميع تفهّم هذا الأمر، و الحلول تبقى بأيدي المواطنين.”
ما هي الصيغة التي يراها السيد درواز مناسبة لإنهاء الموسم الرياضي لكرة اليد بعد أن طالت مدّة التوقف؟
“بما أن المنافسة تعتمد على نظام “البلاي أوف”، أرى أنه بالإمكان إنهاء الموسم عن طريق إجراء دورات، و لكن أهم شيء هو إحترام معايير الوقاية، و كذلك التفكير في صحة الرياضيين، و قبل العودة للمنافسة الرسمية يجب تخصيص وقت كافي للتدريبات، حتى لا يكون هناك إجهاد بدني، و الأمر المهم هو مشاركة كل الأطراف في حوار يسمح بالخروج بقرار جماعي لتطبيق الشروط الضرورية، لأن هناك أمور صعبة للغاية تتعلق بصعود و نزول الفرق، كما أن للمديرية التقنية دور هام، لأن هناك برامج المنتخبات الوطنية يجب أن تؤخذ بعين الإعتبار، و هذا طبقاً لقرارات الهيئات الدولية، لأن هناك مواعيد هامة تنتظر الأندية و المنتخبات على الصعيد الخارجي، و يتطلب من الإتحادية مراعاة هذا الجانب.”
العديد من رؤساء أندية القسم الممتاز يطالبون بتغيير نظام البطولة، ما تعليقك؟
“ناديّتُ منذ مدة بتقليص عدد الفرق في القسم الممتاز سواء عند الرجال أو السيدات، و هذا أمر ضروري للغاية من أجل رفع مستوى المنتخب الوطني، و ضمان منافسة من أعلى مستوى ، و قبل رأي رؤساء الأندية، يجب أن يكون رأي المديرية التقنية التي تأسست مؤخراً، و يجب أن يكون دورها رائداً، لأن رؤساء الأندية يسيطرون على القرارات التقنية، و للأسف نحن نعيش هذا الوضع منذ مدة طويلة، و يعود هذا لقواعد تنظيم الجمعية العامة، و عندما كنت وزيراً قد وضعت قوانين مرة أولى، و كنت أسعى لتغييرها مرة أخرى، لكن غادرت الحكومة قبل أن تكون لي هذه الفرصة، و للأسف دور الرابطة و رؤساء الأندية لا يسمح أولاً بتكوين جمعية عامة من مختصين قادرين على رفع المستوى التقني و العام، و روح المسؤولية يجب أن تتغير، مع مشاركة مع أصحاب المهنة من حكام، مدربين، لاعبين قدامى من لهم تاريخ كبير، و بعدها يمكننا الدفاع عن مصلحة كرة اليد و ليس عن مصلحة الأشخاص و الأندية، و هذا ما نعيشه لمدة 30 سنة، و يجب أن نضع المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار، بعيداً كل البعد عن المصالح الضيقة.”
العديد من الأندية طالبت بتغيير نظام المنافسة تحججاً بنقص الإمكانيات المادية لضمان التنقلات، هل ترى هذا صائباً؟
“هذا يجب أن يؤخذ بعين الإعتبار لكن ليس في قسم النخبة، و لكي تكون في القسم الممتاز و تطمح أن تكون نادي محترف أو شبه محترف، يجب أن تضمن الإمكانيات، و إذا لم تكن تملكها فعليك باللعب في مستوى آخر و الإهتمام بالتكوين و التركيز عليه، و ليس بالمستوى العالي، و لو تتغيّر هذه الذهنية ستكون نخبة في القسم الممتاز و باحتراف إذا كان هذا في برنامج الوزارة أو الحكومة، ثم على مستويات أخرى تكون أندية هاوية ندرس لهم برنامج فيما بعد على سبيل المثال شرق أو غرب، أو على مناطق و ليس على شكل جهوي، بنظام تقني و ليس إداري حسب المناطق الجغرافية.”
ألا ترى أنه حان الوقت لتطبيق الإحتراف في كرة اليد الجزائرية؟
“بالتأكيد، حان وقت تطبيق الإحتراف في كرة اليد و هذا أمر ضروري، و لكن يجب أولاً أن نعرف ما نريد فعله، إذا كنا نريد المنافسة على المستوى الدولي، يجب تطبيق الإحتراف، و في وقت الإصلاح الرياضي لسنة 1977، كنا تقريبا محترفين، كانوا في قسم النخبة و بشركات وطنية، و الرياضة كانت لها الإمكانيات اللازمة، و الآن لنطلب بشركات وطنية هذا مستحيل، لأن الإقتصاد الجزائري تجدد، كما أننا نعاني من هذا الجانب، و لكن رياضيّ النخبة يجب أن يكونوا محترفين، و كيف نريد من لاعبي المنتخب الوطني تحقيق نتائج على الصعيد الدولي، و هم ليسوا محترفين و لا يتقاضون رواتب، و غير متفرغين للرياضة، و كرة اليد بالدرجة الأولى لأنها تستحق أن تكون محترفة بالنظر لتاريخها الكبير، و لا يمكنني القول عن الطريقة التي يجب العمل بها، لأن هناك وزارة وحكومة التي تتصرف في هذا الجانب، و لكن لا يجب أن نكذب على أنفسنا و نطالب المنتخب بتحقيق نتائج و نحن غير محترفين، فهذا مستحيل.”
في البطولة الإفريقية فقط على سبيل المثال لاعبوا المنتخب الوطني هواة ينافسون لاعبي المنتخب التونسي و المصري المحترفين و نطلب منهم دائماً تحقيق نتائج إيجابية، هل هذا طبيعي؟
“هذا يدخل أيضاً في قضية الحجم الساعي للتدريبات، وإمكانيات التحضير، وإذا كان الخصم يتدرب 20 ساعة في الأسبوع، يجب أن نتدرب بنفس عدد الساعات، وجل لاعبي النخبة في العالم متفرغين من أي نشاط آخر، ويتدربون مرتين في اليوم، ويجب أن نأخذ هذا الأمر بعين الإعتبار.
تتحرك مجموعة كبيرة من لاعبي القسم الممتاز، لتكوين نقابة أو تنسيقية للدفاع عن حقوقهم المهضومة من قبل رؤساء الأندية، ما تعليقك؟
” أيّ حقوق لو أنهم غير محترفين، إذا كان نحن في نظام الهواة فلا حقوق لهم و هذا المشكل الذي كنّا نتكلم عنه الآن، و النقابة تؤسس عندما تكون عامل في مؤسسة أو تملك عقد يوضّح حقوقك و واجباتك، و من دون هذا، لا يمكن أن تنظم في نقابة أو ما شابه، لأن لا حقوق لك، لأنك كلاعب هاوي يجب أن تدفع حقوق الإشتراك في النادي الذي تلعب فيه، و هذا ما يؤكد أننا بعيدون كل البعد عن الحقائق، و يجب قبل كل شيئ الرياضة تنظّم وفق الشروط، و أن توضح الرؤية سواء نحن محترفون أو شبه محترفون أو هواة.”
كيف تعلق على النتائج الكبيرة التي يحققها المدربون الجزائريون في الخليج العربي؟
” قبل كل شيئ يجب أن نفتخر بسمعة كرة اليد الجزائرية، التي سمحت للعديد من المدربين الجزائريين، أن يكونوا مطلوبين في الخارج لممارسة مهنة التدريب، و نحن نتكلم هنا عن مهنة و هذا هو الأساس، و نظام الرياضة هنا لم يسمح لعمل المدرب أن يكون مهنة، و الحمد لله أن المدربين الجزائريين أكدوا قدراتهم بالنتائج التي حققوها على مدار عشرات السنين، و لولا تلك النجاحات لما كانت هذه الإستمرارية، و هذا شرف لكرة اليد الجزائرية، و على الرياضيين الجزائريين التوجه لهذه المهنة عن طريق التكوين و الحصول على الشهادات، و أتمنى بقاء هذه الإستمرارية.”
كيف تعلق على تراجع كرة اليد في الجهة الغربية للوطن؟
” هذا التراجع ليس وليد اليوم، بل له مدة طويلة، و هذا راجع لعدة أسباب، منها ابتعاد الرياضيين القدامى عن الميادين، و مع عودتهم لم يجدوا يد المساعدة، و هذا ما يتطلب تدخل المسؤولين، و التراجع لا يشمل كرة اليد فقط، بل الرياضة عموماً وهذا ما يتطلب دراسة خاصة، و على وجه الخصوص في مدينة وهران، حيث نرى على سبيل المثال مولودية سعيدة بقيت صامدة في قسم النخبة رغم المشاكل، و مولودية كانت بارزة في كل الرياضات وقت الإصلاح الرياضي، و عودة فريق كرة القدم للواجهة هو مشكل، و الحل ربما يكون في فتح فروع كرة اليد في الجمعيات الكبيرة في وهران، و يتوجب على مديرية الشباب والرياضة و الرابطة الولائية أن يأخذوا هذه القضية بعين الإعتبار، و يخصصون دراسة معمقة للبحث عن الحلول، لأنه من المستحيل لمدينة كبيرة كوهران، أو سطيف، أو عنابة أو غيرها من المدن الكبرى ألا تكون موجودة في كل الرياضات ذات الأهمية، وممثلة على أعلى مستوى.”
نحن الآن في الجزائر الجديدة، و بغض النظر عن كل المشاكل السابقة، هل سنرى اليد درواز في الاتحادية الجزائرية لكرة اليد مستقبلاً؟
” أنا أقول دائماً بأن لي كل الإستعداد للمساهمة في المساعدة في حدود إمكانياتي.”
هل تطمح للعودة للرئاسة؟
“إذا بقيت القوانين على حالها، لا أظن ذلك، و إذا كان هناك تغيير للقوانين فمرحباً و لكن من المستحيل أن أبتعد عن كرة اليد.”
وهران على موعد مع استضافة الألعاب المتوسطية، هل ترى أن الباهية قادرة على إنجاح هذه التظاهرة؟
” أكيد، كنت أفكر في هذا الأمر منذ أن كنت على رأس وزارة الشباب و الرياضة، و أنا سعيد للغاية بتنظيم هذه الألعاب في وهران، و هذا سيساهم في تطوير عدة أمور في المدينة و ليست في الرياضة فقط، كما أن لهذه الأخيرة عدة إطارات بارزة وفي مختلف الرياضات، و بالدرجة الأولى مدير لجنة التنظيم السيد سليم إيلاس من أكبر الأبطال الجزائريين في تاريخ الرياضة الجزائرية، و أتمنى له كل النجاح رفقة طاقمه، و أنا متأكد من نجاح هذه النسخة من الألعاب التي ستحتضنها وهران. ”
كلمة أخيرة لختام هذا الحوار.. تفضل
” صح عيد كل الشعب الجزائري، و متتابعي جريدة بولا، و أكرر النداء من أجل الإنضباط و احترام معايير الوقاية من فيروس كورونا، و تمنياتي بنجاح ألعاب البحر الأبيض المتوسط، و حتى لو تأجل الموعد، إلا أنه يجب الوضع في الحسبان أن الألعاب المتوسطية سنحتضنها عن قريب، و يجب توعية كل شرائح المجتمع و كل المواطنين.”
حاوره: خليفاوي مصطفى