حوارات

ندى مغراوي طالبة تخصص طب أسنان و  كاتبة روائية  ورسامة: ” وفر لي الحجر الصحي الوقت الكافي للدراسة  وكتابة روايتي “

بداية نود من ضيفتنا الكريمة التعريف بنفسها للجمهور؟

” أنا ندى مغراوي ذات 19 سنة من قسنطينة ، طالبة جامعية تخصص طب أسنان بجامعة قسنطينة 3 ، كاتبة روائية،  من هواياتي الرسم كذلك و عضوة في جمعية فن للإبداع الشباني “.

كيف حالك أستاذة ؟

” بخير و الحمد لله شكرا على السؤال “.

كيف بدأت الكتابة و كيف دخلت عوالمها أو من شجعك على ذلك ؟

” بدأتها إثر فاجعة فقدان والدي رحمة الله عليه، لطالما اعتبرتها مهربا و متنفسا خاصا بي إلى أن أصبحت جزء مني .في البداية كنت أكتب مجرد خواطر و يوميات بلغة غير صحيحة ، كانت مخطوطات متواضعة  ، كتبت الشعر بلغة غير موزونة أيضا ، ثم دخلت عالم المطالعة فثقفت نفسي بنفسي و طورت من موهبتي و شاركت في كتابة الروايات “.

هل للبيئة أثر كبير على الكاتب ؟

” أكيد ،كل شخص منا تؤثر عليه البيئة بطريقة أو بأخرى ، فهي التي تصقل المواهب بالنهاية و توجه الفرد إلى ميولاته،  و تكون شخصيته ، بالنسبة للكاتب فإن البيئة و الظروف هي ما يحرك قلمه أو قد تسكته تماما “.

فما هي آثارها عليك؟

” ككاتبة فإن نفسي تتأثر بكل ما يجري من حولها ليصيغ بعدها قلمي ما تراه عيناي و يحسه وجداني على الورق، و أنقله لغيري ، إن البيئة صنعت مني كاتبة “.

ما هي أهم الكتب و المشاريع الفكرية التي أثرت عليك في مشوارك ؟

” لا أذكر عملا محددا أثر في تماما ، و لكن أعمال الكاتبة أثير عبد الله النشمي كانت تلهمني دوما فما أصدق المشاعر التي تنقلها على الورق “.

ما هو تقييمك المنهجي للفكر العربي ؟

” إني أؤمن بأن الفكر العربي هو تاج العلم،  فكم من المعارف و الحضارات انبثقت منه إنه هو وحده بتاريخه العريق حضارة واسعة  “.

لمن قرأت و بمن تأثرت ؟

” أقرأ للجميع و كل ما يستحق القراءة  ، فقرأت لأحلام مستغانمي ، أثير عبد الله ، جبران خليل ، دوستوفيسكي ، نزار ، مراد بوكرزازة  ، ببساطة إني اقرأ كل ما تقع يدي عليه ، و يؤثر في كل ما لامس وجداني”.

لمن تكتبين ؟

” إني اكتب لكل شغوف بالقراءة “.

هل أنت في كل ما كتبت ؟

” أجل ، إني أجد قطعة مني و من حياتي في كل ما أكتبه  ، أصدق أن من أراد أن يبكي الناس عليه أن يبكي أولا ، لا أتذكر تحديدا أين سمعت هذا القول و لكنني أصدق به تماما  ، أحاول دائما أن أجسد حياتي في كتاباتي بطرق ليست بالضرورة مباشرة ، و لكن أريد أن يرى كل قارئ نفسه في رواياتي  ، أريد أن يحس من يقرأ كلماتي بما أحسسته و أنا بصدد كتابتها ، و أحاول أيضا أن أرسم مخرجا لكل من هو بضيق “.

ممكن تعطينا أهم أعمالك ؟

” من أهم أعمالي رواية سخرية القدر بنسختها الالكترونية  ،و رواية رسالة انتحار بنسختها الورقية “.

ممكن تعطينا شرحا حول قصتك ؟

” روايتي تدور أساسا حول الحب و ما إن كان يستحق أن نضحي بكل شيء من أجله ، نرى الحب في حياتنا يحيط بنا من كل مكان و يتجسد في الكثير من الصور ، و لكن أيعقل أن نضحي بكل مبادئنا ، أحلامنا ، مشاريعنا ، هويتنا من أجله  ، تضمن كتابي أيضا واقع المغترب ما إن يترك أرض وطنه  ، عرفت به الانتماء و كيف يحتضن الوطن سكانه و كيف تجردنا الهجرة من مفهوم الانتماء  ،حكيت عن اليتيم أيضا و كيف للحياة أن تكون بلا معنى فقط لأن الموت أخذ منا قريبا .كما تطرقت فيه أيضا لظاهرة باتت منتشرة في مجتمعاتنا و هي كيف يحاول الناس رفع أنفسهم بالصعود على حطام شخص أخر ، فقد أصبحنا نعيش بين ناس قليلا ما يشجعون بعضهم “.

لديك مؤلف لم ينشر ممكن تعطينا شرحا حوله ؟

” لدي الكثير في الواقع منها المكتملة و منها ما تزال قيد الكتابة  ، و لكن أحبها إلى قلبي رواية تابعة لروايتي رسالة انتحار ، و التي تحكي باختصار عن الندم و الفرص التي يأخذها من الأوان ما إن فات ، و عن ضرورة الحفاظ على أحبائنا ، فكما نقول بلهجتنا العامية  (اليوم راك هنا غدوة عند الخالق ) “.

ما هي الكتب التي شاركت فيها ؟

” حاليا ليس لي أي مشاركة في الكتب الجامعة ، لدي أعمالي الخاصة فحسب و لكن أطمح لذلك مستقبلا فأراها فكرة رائعة تسمح بتقرب الأدبيين من بعضهم “.

ما هو العمل الذي أكسبك شعبية ؟

” العمل الأدبي خصوصا روايتي الالكترونية سخرية القدر ، و التي كانت بمثابة انطلاقتي الأولى و التي تحظى بعدد لا بأس به من القراء”.

منذ متى و أنت تكتبين ؟

” منذ 7 سنوات تقريبا  ، بدأت بعمر 12 سنة .”

حدثينا عن المسابقات التي شاركت فيها؟

” ليست بالكثيرة بالنسبة لفتاة في 19 من عمرها،  فإن معظم المسابقات التي شاركت بها كانت تقام بالمدارس التي زاولت دراستي بها ، أخر مسابقة كانت من طرف دار شغف للنشر و التوزيع بولاية المسيلة و شاركت بروايتي الأخيرة قبل أن أنشرها بالتعامل معهم “.

ما هي الكتب التي أشرفت عليها ؟

” من غير مؤلفاتي لا توجد كتب أخرى “.

ما هي الجرائد و المجلات التي شاركت فيها و بماذا تميزت ؟

” لحسن حظي هذه أول مشاركة لي معكم “.

من غير الكتابة ماذا تعملين ؟

” أنا رسامة و طالبة جامعية “.

كيف توفقين بين العمل و الهواية ؟

” بترتيب أولوياتي  فتأت هواياتي دائما بالمركز الثاني بعد دراستي  ، لا أمارس أيا منها إلا في وقت فراغي أو عند حاجتي الشديدة في ممارستها ، إذ أجدني أحيانا في أمس الحاجة للكتابة فلا أمنع نفسي ” .

ما هو  مستقبل الأدب و الشعر في عصر الكمبيوتر و عصر الاستهلاك ؟

” رغم الإلهاء الذي يسببه هذا التطور الإلكتروني، إلا أنني و من وجهة نظري ، أنا على يقين أن الكثير سيخالفني فيها أرى أن الكمبيوتر و ما إلى ذلك يخدم الكاتب و الأدب بطريقة أو بأخرى. عن نفسي فإن معظم أعمالي أنجزت عبر الحاسوب حتى تعاملاتي مع دار النشر و كانت عن بعد ، كما أن التسويق لأي كتاب بات ينجز عن طريق الأنترنت بالدرجة الأولى  ، هذا دون التطرق إلى الكتب الإلكترونية و التي أصبحت تستهدف من قبل الكثيرين “.

ما هو دور الشعر و الأدب في عصر الكمبيوتر و عصر الاستهلاك ؟

” لنتفق على أن الأدب يبنى نفس الدور و نفس الهدف منذ تواجده عبر العصور ، لا العولمة و لا غيرها قد يغير دوره السامي، ألا و هو التقريب بين الناس ، بين عقولهم و أفكارهم ، الأدب رسالة قيمة قبل كل شيء ، وعي و تثقيف ، و لا أظن أن عصر الاستهلاك سيغير شيئا من هذا، الحبر و القلم لا يموتان “.

ما هي مشاريعك القادمة ؟

” إني أعمل على كتابي الورقي الثاني و عملي الأدبي الثالث و أطمح لنشره العام المقبل بإذن الله “.

ما هي هوايتك المفضلة من غير الكتابة ؟

” الرسم ، وجدني الرسم و أنا طفلة صغيرة ، فإني أرسم حتى من قبل أن أبدأ الكتابة و له في نفسي نفس أثر الكتابة “.

من شجعك على الكتابة أول مرة ؟

أظنني كنت المشجع الأول لنفسي فقد بدأتها سرا و لم أتوقف، و لكن سيكون من الظلم أن لا أقول أن أصدقائي و عائلتي قد شجعوني ، بل قد كانوا معي في كل خطوة من دربي “.

ما هو إحساسك و أنت تكتبين رواية ؟

” سيكون من الصعب تحديد إحساس واحد فإني أحس بكل ما أكتبه، بل إني أحس فأكتب ، أحزن فأكتب ، أذكر أني بكيت كثيرا لكتاباتي و سعدت لها أيضا ، الأمر و كأنك داخل فائض من المشاعر التي تحرك أفكارك ،فتكتب “.

هل ممكن أن تكتبي قصة حياتك ؟

” أنا فعلا أكتب الكثير من حياتي في رواياتي ، و لكن أن أكتب عن نفسي فلا تغريني تلك الفكرة ، لست من محبي الروايات ذات النهايات المفتوحة و أنا لا أقبل أن أكتب بعد قصتي  النهاية” .

لو أردت تقديم نصيحة للشباب و البنات ماذا تقولين ؟

” لا تقبل بأقل مما تستحق و اجعل نفسك أولويتك رقم واحد “.

ما هو طموحاتك في عالم الكتابة ؟

” تغريني فكرة أن تكون كتاباتي مهربا لأحدهم آو منبع إرشادات، فأطمح أن يصل ما أكتبه لأكبر عدد من الناس “.

كنصيحة للشباب الراغب في دخول عالم الكتابة ماذا تقولين لهم ؟

” توكل على الله و ابدأ و لا تنتظر الدعم من أحد “.

ما هي أجمل و أسوأ ذكرى لك ؟

“أظن أن يوم نتائج البكالوريا سيحتل مرتبة أجمل ذكرى ، فأعجز حقا عن تذكر يوم كنت أكثر سعادة فيه  ، و ذكرى وفاة والدي رحمه الله هي أسوء ذكرى ، و لكن إنا لله و إنا إليه راجعون “.

ما هي رياضتك المفضلة ؟

” لست من محبي الرياضة ، إني أميل إلى الفن بشكل خاص  ، فلا أحب أي نوع من الرياضة “.

هل أنت من عشاق الكرة المستديرة ؟

” لا أبدا نادرا ما أشاهد المباريات “.

ما هو فريقك المفضل محليا و عالميا ؟

” سأختار المنتخب الوطني فقط لأنه منتخب بلدي “.

من هو لاعبك المفضل محليا و عالميا ؟

” لا أفضل أي لاعب ، الحقيقة أني بالكاد أعرف لاعبي منتخبنا “.

جائحة كورونا هل أثرت عليك ؟

” أكيد ، قد عشنا مدة طويلة من الرعب و الضغط،  لم يكن سهلا تقبل فكرة أن الخروج وحده قد يؤدي بك أو بأهلك للموت”.

كيف كانت فترة الحجر الصحي ؟

” مليئة بالضغط ، خصوصا أنه كان عام اجتيازي للبكالوريا ، رغم أني من محبي المكوث بالبيت إلا أن الملل قد أخذ مني ما استطاع “.

هل كنت تطبقين قوانين الحجر؟

” اجل الحمد لله “.

نصيحة تقدمينها للمواطنين خلال هذه الفترة ؟

” لقحوا و احفظوا أنفسكم و أحباءكم “.

ماذا استفدت من الحجر الصحي ؟

” كان لي الوقت الكافي لأطور من نفسي و مواهبي  ، وفر لي الحجر أيضا الوقت الكافي للدراسة و الحمد لله كانت مدة صعبة “.

هل كانت لك أعمال خلال هذه الفترة ؟

” نعم باشرت بكتابة روايتي في تلك الفترة ليتسنى لي نشرها هذا العام 2021 “.

رأيك حول مواقع التواصل الاجتماعي في فترة الحجر ؟

” انتشرت السلبية على مواقع التواصل الاجتماعي في تلك الفترة بشكل رهيب، رغم دورها الجاد في التوعية إلا أن السلبية دوما تجد منفذها لتنتشر “.

كلمة أخيرة المجال مفتوح؟

“أولا أود شكرك على هذا الحوار و كل من ساهم في تحقيقه ، إنها لفكرة رائعة أن يتم التعريف بالأدباء و الفنانين ، و لي الشرف أن أكون واحدة من هذه العائلة الراقية .

ثانيا أود أن أعبر عن مدى امتناني لكل متذوق في الأدب و لكل من جعلني أحمل قلمي في يوم لأكتب ، مازال لي طريق طويل و ما دام النفس لم ينقطع فلن أتخلى عن حبي للفن ولي و لكم التوفيق “.

أسامة شعيب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى