بلوزداد وفي للريادة ومعاناة أندية الغرب تتواصل
أندية تتألق وترفع الرأس وأخرى لم تحفظ الدرس انتهت مرحلة الذهاب من بطولة القسم الأول الممتاز في صمت كبير، خاصة وأن ذلك تزامن مع الصخب الذي خلفته نهائيات كأس أمم إفريقيا التي عرفت خروج المنتخب الوطني من الدور الأول، إضافة إلى تركيز الجماهير الجزائرية من الآن على فاصلة المونديال أمام الكاميرون نهاية الشهر المقبل، إلا أن ذلك لم يمنع عدة أندية من التألق، وفي مقدمتهم الرائد شباب بلوزداد، في الوقت الذي تعانى أخرى في أسفل الترتيب، وفي مقدمتهم نصر حسين داي وأولمبي المدية وسريع غليزان ووداد تلمسان. عرف شباب بلوزداد كيف يكرّس تقاليد مهمة خلال المواسم الأخيرة، من خلال حفاظه على لعب الأدوار الأولى والمراهنة على اللقب، حيث أنهى الشطر الأول من بطولة هذا الموسم في الريادة، وذلك برصيد 36 نقطة، وبفارق 6 نقاط عن الملاحق المباشر شبيبة الساورة التي أكدت هي الأخرى مجددا أنها من الأندية التي لها كلمتها في حظيرة الكبار، خصوصا وأنها أصبحت رقما مهما، بدليل أنها تحجز كل مرة تأشيرة تمثيل الجزائر في المنافسات القارية. كما برهن نادي بارادو هو الآخر على صحة نواياه وقدرته في مزاحمة الأندية الكبيرة، ورغم أن سياسته مبنية على التشبيب ومنح فرص البروز للمواهب الكروية تحت إشراف المدرب شريف الوزاني، إلا أن هذه السياسة أعطت أهداف مزدوجة وهي الاعتماد على خزان من المواهب لا ينضب وفي الوقت نفسه حقق مسارا إيجابيا قابلا للإثراء في مرحلة العودة، بدليل التواجد في المرتبة الثالثة مع مقابلة متأخرة، في الوقت الذي يراقب اتحاد الجزائر ووفاق سطيف وشباب قسنطينة المشهد عن قرب، مع إمكانية قلبهم الموازين خلال النصف الثاني من البطولة، خاصة وأن الفرق الثلاثة المذكورة تملك من الإمكانات المادية والبشرية ما يسمح لها بقول كلمتها في بقية مشوار البطولة. من جانب آخر، فقد خطف اتحاد بسكرة الأضواء هذا الموسم، وحوّل هدفه من تفادي شبح السقوط إلى لعب الأدوار الأولى، بدليل أن أبناء الزيبان كانوا المبادرين إلى قيادة هرم البطولة في الجولات الأولى بعد النتائج الإيجابية التي فاقت كل التوقعات، خاصة وأن ذلك تزامن مع المشاكل المالية والتنظيمية الكبيرة التي واجهها الفريق طيلة الصائفة الماضية، ناهيك عن إنهائه الموسم المنصرم بصعوبة، في الوقت الذي يبدو أنه حفظ الدرس هذا الموسم، ما يجعل زملاء لخذاري في موقع مريح لمواصلة تسيير البطولة، والكلام نفسه ينطبق على أمل الأربعاء الذي عرف كيف يتجاوز البداية الصعبة، ما مكنه من استعادة أجواء النتائج الايجابية والتموقع في وسط الترتيب في أول موسم له بعد عودته إلى القسم الأول، فيما تساير شبيبة القبائل ومولودية الجزائر المشوار بحذر في انتظار التأكيد، شأنهما شأن نجم مقرة الذي تجاوز هو الآخر مرحلة الفراغ التي عانى منها في الثلث الأول من مرحلة الذهاب، فيما تسعى مولودية وهران إلى إعادة ترتيب البيت والتفكير بجدية في بقية المشوار بغية التقدّم نحو الأمام، خصوصا وأن التواجد في المراتب الأخيرة لا يعكس سمعة الحمراوة وماضيها المميز. وعرف هلال شلغوم العيد كيف يخرج تدريجيا من منطقة الخطر بعد بداية صعبة في أول موسم له في هذا المستوى، ولو أنه تنتظره رهانات كبيرة رفقة عدة أندية يبدو أنها لم تحفظ الدرس، مادام أنها تعاني في كل موسم، والكلام ينطبق على نصر حسين داي وسريع غليزان ووداد تلمسان المتواجدة في المرتبة الخيرة بـ9 نقاط، فيما خيّب أولمبي المدية الظن، وأصبح من الأندية المهددة بالسقوط بعدما كان من الفرق التي صنعت التميز خلال الموسمين الأخيرين.
سنينة مختار