سيد علي بودينة البطل الجزائري في التجديف يصرح لجريدة بولا: “نتأسف لغياب التجديف في الألعاب المتوسطية بوهران”
يعتبر سيد علي بودينة من أفضل ما أنجبت الجزائر في رياضة التجديف، يجابه المصاعب بإرادة وصبر، ويحلم بالعالمية، وهو طموح يداوم على التحضير منذ عام تقريبا بفرنسا، مدفوع بثأر رياضي من خيبة أولمبياد طوكيو 2021، التي وصفها بالصفعة. وبداية الثأر لديه بالتتويج بميدالية في بطولة العالم بجمهورية التشيك، قبل التعويض الإيجابي في أولمبياد باريس سنة 2024. و عن مشاركته في البطولة الوطنية بوهران داخل القاعة ، التي جرت منذ أسبوع ، قال : ” بطولة التجديف داخل القاعة تجرى قبل بداية موسم التجديف، فعموما، كل الأودية والأنهار تكون مجمدة في أوروبا وأمريكا في هذه الفترة. أما بالنسبة للمستوى الفني، فقد شدّني تطور مستوى الفئات الدنيا مقارنة بالأكابر الذين انخفض مستواهم ،فمستوى الجدافين الشباب في تطور، وهذا يعطي انطباعا بأن خلفا جيدا قادم، إذ لاحظنا تنافسا شديدا في السباقات الخاصة بالأصناف الدنيا لدى الأشبال والأواسط، وهذا مفرح جدا لنا، ولرياضة التجديف في الجزائر”. و عن سبب غياب رياضة التجديف الجزائرية في المقدمة خلال المحطات الدولية، أكد المتحدث أن السبب يعود في غياب المجسمات المائية، بقوله :”للأسف الجميع يشتكي من غياب المجسمات المائية ، فالسدود التي تُستعمل في رياضة التجديف، توجد في مناطق معزولة وبعيدة. وفي المدن الساحلية لا توجد مجسمات مائية. وإجراء التدريبات والمنافسات الرسمية بالموانئ صعب جدا، لأن أغلبها مغلق في وجوه الجدافين، وفي غياب إمكانيات العمل، عكس ما هو موجود في أوروبا، حيث تقع السدود في وسط المدينة بما يمكّن الجدافين من التدريب يوميا وفي أي وقت يشاءون، وبالتالي يستطيعون التوفيق بين دراستهم وممارسة رياضتهم المفضلة، لذلك فالمستوى بيننا وبينهم بعيد. وعلى حسب علمي، كان هناك مشروع لإنجاز مركز مائي في ولاية وهران، وتحديدا في بحيرة أم غلاز بوادي تليلات، كانت ستستفيد منه الأندية الوهرانية، مما يعطي دفعا قويا لرياضة التجديف في وهران عموما، ويجعلها الأفضل في الجزائر، لكن للأسف لم يجسَّد هذا المشروع على أرض الواقع”. و في تعليق له على نتيجة نائب بطل العالم التي حققها في بطولة العالم للتجديف داخل القاعة، أفاد :”كان لزاما عليَّ المشاركة في هذه المنافسة العالمية، لأن هدفي هذا العام هو التتويج بميدالية في بطولة العالم للتجديف، التي ستقام شهر سبتمبر القادم بجمهورية التشيك. ومن أجل التأكيد، كان يجب المرور على هذه المرحلة بالمشاركة في بطولة العالم للتجديف داخل القاعة، حتى أقيس إمكانياتي قبل ولوج مسابقة كأس العالم، وبعدها البطولة العالمية”. و عن شطب برنامج التجديف من ألعاب البحر الأبيض المتوسط، التي ستجرى الصائفة القادمة بوهران ، ختم حديثه قائلا: ” حقيقةً، كانت خيبة كبيرة بالنسبة لي، وليس الاتحاد الدولي للعبة هو الذي لجأ إلى حذف التجديف من الألعاب المتوسطية، بل راجع إلى سوء تفاهم داخلي هنا بالجزائر، فالبعض رأى أن الاحتفاظ بالتجديف في الألعاب المتوسطية، كان سيكلف أموالا باهظة من أجل بناء وتهيئة موقع مناسب لإجراء منافسات التجديف، وحتى بحيرة أم غلاز بوادي تليلات، كانت بحاجة إلى إعادة تهيئة كبيرة مقارنة بإعادة تهيئة قاعة رياضية، لذلك اختاروا الحل السهل بإلغاء التجديف من الموعد المتوسطي. كان بودنا تشريف الجزائر، وإحراز ميدالية في بلادنا، وهو دائما شرف لنا، ولكنا نأمل التعويض في منافسات قادمة كالألعاب الأولمبية سنة 2024 بباريس”.
بن حدة