الوداد يسير نحو المجهول
بعد أن فقد وداد تلمسان حظوظه في النجاة من شبح الهبوط إلى الرابطة الثانية للهواة بنسبة 90% بسبب النتائج المخيّبة للآمال المسجّلة في المباريات الملعوبة من عمر مرحلة الإياب التي جمع فيها نقطة وحيدة، لتضاف إلى الكوارث التي سجّلت في الشطر الأول من البطولة، فإن الفريق يسير نحو الإندثار حيث أضحت حالته تشابه حالات العديد من الأندية التي غرقت في قاع البطولات السفلى، على غرار الجار إتحاد بلعباس أو إتحاد البليدة، أهلى البرج والكثير من النوادي العريقة التي غاب أثرها بمجرد هبوطها للقسم الثاني، حيث أضحت تصارع في الوقت الذي كان من الأجدر عليها العودة إلى حظيرة الكبار في أقرب وقت إلا أنها اصطدمت بواقع مرير زاد من معاناتها أكثر فأكثر.
… لا أحد يحرك ساكنا
وعلى الرغم من أن الجميع يعلم أن فريق وداد تلمسان يسير نحو الهاوية، إلا أن الوضع أضحى شبه عادي بالنسبة لكل الأطراف. خاصة وأنه لم تظهر لحد الآن أي بوادر تثبت بأن الغيورين على النادي سيتحركون لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. فلا مسيرين استفاقوا وتداركوا الوضع ولا أنصار وقفوا إلى جانب النادي في محنته بالرغم من أنهم السند الذي يتكئ عليه. ولا محبين أو لاعبين قدامى سارعوا لنجدته ليبقى الفريق العريق يصارع وحيدا.
الفريق من سيء إلى أسوأ
وخير دليل على سوء حالته من جولة لأخرى هذا الموسم، هو أن تشكيلة سليماني بأمام بارادو لم تقدر على حفظ ماء الوجه، متكبدة خسارة مهينة قوامها 3 أهداف مقابل واحد. هي الخسارة التي أعقبت النتيجة المخزية التي تلقها الوداد قبل أيام على يد شباب قسنطينة حيث كان يفترض على اللاعبين رد الاعتبار لأنفسهم، إلا أن الأداء المقدم من جميع العناصر دون استثناء استغراب المتتبعين. حيث ظهر الفريق مستسلما من البداية، بعد أن ترك المبادرة للزوار الذين فرضوا عليه ضغطا رهيبا منذ الدقائق الأولى، بالرغم من أنهم افتتحوا باب التسجيل في الدقائق الأخيرة. زيادة على الأداء المتواضع المقدم في المرحلة الأولى، فإن الوداد انهار بشكل كلي بعد الهدف وتلقى الثاني في ظرف دقائق واهتزت شباكه مرة أخرى في الشوط الثاني. ليواصل وداد تلمسان تحطيم كل الأرقام السلبية، بما أنه تلقى الخسارة الـ 16 كأكثر الفرق انهزاما في بطولة هذا الموسم. إضافة إلى ذلك، فإن الخط الأمامي بقي في سباته بالرغم من تسجيله لهدف لا يسمن ولا يغني من جوع من طرف لاعب الرديف طالبي.
لم يعش وضعية مماثلة قط في تاريخه
صحيح أن هذه ليست هي المرّة الأولى التي سيغادر فيها الوداد حظيرة الكبار، بل سبق وأن عاش ذات السيناريو في سنوات 1974، 2008 و2013 ثم نجح في العودة إلى مكانته من جديد، لكن المعطيات الحالية توحي بحدوث الأسوأ، خاصة وأن النادي يعاني ماديا، كما أن ديونه لدى لجنة المنازعات تجاوزت عتبة الـ 8 ملايير سنتيم الأمر الذي سيحرمه من تدعيم صفوفه بلاعبين يكون بمقدورهم إعادة الوداد إلى مكانته الأصلية.
الاعتماد على الشبان في الموسم المقبل مغامرة
القائمون على شؤون النادي يؤكدون من الآن بأن الوداد سيعود للاعتماد على أبناء المدرسة من لاعبي الرديف وفئة أقل من 19 سنة. ما سيكون بمثابة مغامرة لا يحمد عقباها، بحكم أن الرابطة الثانية تفرض وجود لاعبين بخبرة كبيرة، بغية التأقلم مع الضغط الموجود في معظم مبارياتها. كما أن الفرق التي كانت قد غادرت الرابطة الأولى في الموسم المنقضي واعتمدت على لاعبين من صنف الرديف في صورة اتحاد بلعباس وشباب أهلي البرج، تتجه نحو تسجيل سقوط آخر. السيناريو الذي لا يتمنى عشاق اللونين الأزرق والأبيض أن يذهب ضحيته فريقهم المفضّل.
تحمل المسؤوليات أمر ضروري
ومن أجل تفادي حدوث ما لا يحمد عقباه، يجب على كل طرف تحمّل مسؤوليته الكاملة اتجاه النادي والسعي من الآن لوضعه في السكة الصحيحة، خاصة وأن التنافس على الصعود في الرابطة الثانية لم يعد أمرا هينا، بما أن التأشيرة ستعود لفريق واحد فقط من كل المجموعة.
ياسين