تواصل جريدة بولا سلسلة حواراتها الحصرية مع مدربين ولاعبين كاميرونيين سابقين، حيث جاء الدور اليوم على الفرنسي دينيس لافان الذي سبق له تدريب الأسود الغير مروضة والذي تحدث لنا في هذا الحوار عن عديد الأمور الخاصة بملعب جابوما ومدينة دوالا وكذا نظرته لهذه المباراة وطريقة لعب الجزائر والكاميرون وعديد الأمور الأخرى في الحوار التالي:
بداية، كيف ترى المواجهة بين الكاميرون والجزائر غداً؟
” مباراة كبيرة وصعبة للطرفين، ولا يمكن بأي حال من الأحوال التكهن بهوية الفائز في هذه المباراة، صحيح أن الكاميرون تعتبر عقدة الجزائر والشبح الأسود لها، لكن الجزائر اليوم تملك منتخب كبير وفرديات رائعة للغاية يمكنها صنع الفارق في أي لحظة وهذا ما يجعل المباراة صعبة للغاية بين الأسماء الكبيرة التي يملكها المنتخبان.”
كنت مدربا للمنتخب الكاميروني سابقاً، ما هي خصائص اللعب في دوالا و جابوما تحديداً في رأيك؟
” ليس سهلا أن تلعب بـ100 % من إمكانياتك في دوالا بالنظر إلى الأمور المناخية هناك مع ارتفاع نسبتي الحرارة و الرطوبة، و لكن هذا الأمر ينطبق على الطرفين لأن كلاهما يملكان لاعبين ينشطون في الدوريات الأوروبية، بالإضافة إلى نوعية أرضية ميدان جابوما الذي أسال الكثير من الحبر في الفترة السابقة خلال كأس إفريقيا، وهو ما يعرقل طريقة لعب المنتخب الجزائري الذي يعتمد على التمريرات القصيرة الأرضية، هذا يمنح أفضلية للكاميرون التي تلعب كرات مباشرة وتعتمد على الصراع البدني و هذا ما قد يشكل صعوبات بالغة على الجزائر.”
هل تعتقد أن لاعبي المنتخب الجزائري سيتأثرون نفسيا بالعودة إلى جابوما مجدداً؟
” العودة إلى جابوما سيكون لها سلاح ذو حدين وهذا حسب الطريقة التي سيتعامل مع المنتخب الجزائري، حيث أن العودة هناك من جديد قد تكون حافز كبير لرد الاعتبار رغم أن المنافسة تختلف بين كأس إفريقيا وتصفيات المونديال كما أنه يمكن للاعبين التأثر بالملعب والخلفيات، أعتقد أن الأمر متوقف على طريقة الدخول في المباراة ولو أن الجزائر إذا نجحت في تسيير الدقائق الأولى بإحكام يمكنها تقديم مستوى مميز وتحقيق نتيجة إيجابية وتفادي ما حدث في الكان الأخير والتأكيد على أنها كانت كبوة جواد فقط.”
ما تعليقك على الغيابات الكثيرة التي يعاني منها المنتخب الكاميروني؟
” هذا أمر إيجابي للجزائر، لا أعتقد أن للكاميرون البدائل اللازمة والتي هي بنفس مستوى اللاعبين الغائبين، أمر سلبي للغاية ومعقّد خاصة مع الفترة الزمنية الضيقة التي ستجري فيها المبارتين، كما يجب أن لا ننسى أن الكاميرونيين معروفين بروحهم القتالية و أنهم قادرون على رفع التحدي و التأقلم مع أي ظرف كان.”
هل ترى أن المدرب سونغ بإمكانه تقديم الإضافة اللازمة للكاميرون؟
” سنرى إن كان بقدرة ريجوبار سونغ تقديم الإضافة لهذا المنتخب، فهو في سباق ضد الزمن ولا يمكنه تغيير الكثير من الأمور على المستوى التكتيكي في أسبوع فقط، لكنه يملك خصائص هامة على الشق النفسي الذي يمكنه أن يقدم الكثير من خلاله للاعبين، فهو معروف يروح القتالية العالية عندما كان لاعبا وقائدا لمنتخب بلاده وسيعمل على تحويل ذلك للاعبيه في هذه الفترة، سنرى كيف سيتعامل مع مباراته الأولى.”
بلماضي أقصى 11 لاعبا من الذين شاركوا في الكان الأخير، ما رأيك؟
“هذا تحصيل حاصل لما حدث في كأس إفريقيا، هو يعلم جيدا ما يفعل وأعتقد أنه اختار اللاعبين الأنسب لمواجهة الكاميرون خاصة في مباراة الذهاب وهو قام بخيارات فنية سنرى بعد المباراة إذا كان ما قام به إيجابي على المنتخب الجزائري أو لا.”
ما هو مفتاح الفوز في مباراة دوالا في رأيك؟
” بداية المباراة ستكون في غاية الأهمية بالنسبة للمنتخب الجزائري، و لو افتتحت الكاميرون باب التسجيل مبكرا سيكون صعبا على الجزائر العودة في المباراة خاصة من الجانب النفسي، و عن طريقة اللعب سيكون للعامل البدني دور كبير في هذه المباراة، خاصة في الشق الهجومي، على لاعبي المنتخب الجزائري الإحتفاظ بالكرة أكثر وقت ممكن و محاولة جَلب لاعبي وسط الكاميرون من أجل ترك الفراغات في الخلف، مع كل هذا تبقى بداية المباراة مهمة جدا.”
هل ترى أنه الوقت الأمثل للاعبين لرفع التحدي بعد نكسة الكان؟
” بالطبع، لا توجد فرصة أفضل من هذه من أجل رد الإعتبار والعودة من جديد ونسيان ما حدث في كأس إفريقيا والذي يحدث لكل المنتخبات والفريق، ليس من السهل أن تعود من المكان الذي سقطت منه وفي هذه الظروف، لكنه الوقت المناسب ليرفع المنتخب الجزائري رأسه من جديد.”
من هي أخطر العناصر الكاميرونية في رأيك؟
” من الواضح أنهما إيكامبي وأبوبكر، يجب مراقبتهما بشكل صارم للغاية وعدم ترك أي فرصة لهما خاصة في الكرات العالية أو في الكرات التي تكون في العمق.”
من هو اللاعب الجزائري القادر على صنع الفارق في هذه المباراة؟
” دون شك هو رياض محرز، القادر على تشكيل خطر كبير للغاية على دفاع الكاميرون سواء من انطلاقاته الفردية على الرواق، أو من خلال ركلاته الحرة القاتلة، مع هذا أرى أن اللعب الجماعي للمنتخب الجزائري لا يستهان به.”
ما هي توقعاتك للمباراة؟
” أعتقد أننا لن نرى أمور كبيرة في هذه المباراة، فكل منتخب سيكون حذر خاصة الجزائر التي لن تغامر كثيرا في الهجوم خشية الهجمات المعاكسة للكاميرون، من الأفضل للجزائر أن تتفادى الهزيمة ذهابا حتى تلعب بأريحية في لقاء العودة، خاصة و لها أفضلية الإستقبال في مباراة الإياب التي ستكون نارية.”
كلمة أخيرة للجماهير الجزائرية
” أتمنى لهم الذهاب إلى المونديال، أتمنى حظا موفقا للمنتخب الجزائري و جماهيره..”
حاوره: خليفاوي مصطفى
