بداية قد نفسك للقراء، للجمهور الجزائري…
“السلام عليكم، أنا أمير مجبوري أبلغ من العمر 28 سنة، من مواليد الحروش بمدينة سكيكدة.”
حدثني عن مشوارك الرياضي…
“أنهيت دراستي الجامعية بعد حصولي على شهادة الماستر في التدريب الرياضي، وأنهيت كل الشهادات مع الاتحاد الإفريقي والجزائري لكرة القدم، خاصة مع هذا الأخير كمحضّر بدني، واشتغلت في بداية الأمر في الفئات السنية لفريق الحروش، وبعد حصولي على شهادة المحضر البدني التحقت بنادي شبيبة سكيكدة، وكانت أول تجربة لي في هذا التخصص سنة 2015 بالضبط، مع المدرب الكبير الذي أوجه له التحية وهو على مشيش، وهو الذي كان وراء قدومي إلى فريق شبيبة سكيكدة، هذه الفرصة للعمل كمحضر بدني في فريق محترف.”
كيف كانت تجربتك في الشبيبة؟
” كانت تجربة ثرية جداً خاصة مع الفريق الذي عنده مكانة كبيرة في قلبي، وبالمناسبة أوجه تحية كبيرة لجماهير شبيبة سكيكدة، كما أنه من الصعب للغاية أنك تشتغل في مدينتك، مع ضغوطات متزايدة، والحمد لله أني اكتسبت خبرة كبيرة من هذا الفريق وتركت مكاني نظيفاً فيه، وتربطني علاقة وطيدة مع الجماهير إلى يومنا هذا.”
ماذا أكسبتك هذه التجربة على الصعيد المهني؟
” كشاب لما تبدأ أول تجربة لك، ستكون متشبّعا بالمعلومات النظرية، وفريق شبيبة سكيكدة منحني فرصة الاحتكاك بمدربين كبار، واشتغلت مع العديد منهم، بسبب انعدام الاستقرار على مستوى العارضة الفنية، كما اشتغلت مع لاعبين كبار، وأسماء كبيرة على المستوى الوطني، وسمحت لي هذه الفرصة بوضع تجربتي النظرية في الملعب، ولقت تجاوبا كبيرا من اللاعبين والمدربين، والذين كانوا يثنون على العمل الذي كنت أقوم به في كل مرة، والحمد لله أنني وفقت إلى حد بعيد، رغم أن في ذلك الموسم لم يكن هناك استقرار، وكانت عديد المشاكل الادارية ولكن الحمد لله.”
وماذا عن تجربتك في شباب أهلي برج بوعريريج؟
” لمّا كنت في شبيبة سكيكدة، كان قد التحق بنا في منتصف الموسم المدرب عبد الكريم بيرة، والذي أوجه له التحية بالمناسبة، حيث تربطني به علاقات ممتازة إلى غاية يومنا هذا، اوقد أنهينا الموسم مع بعض، و أبدينا تفاهم كبيرا في العمل، وفي الموسم الموالي قد انتقل هو إلى نادي شباب أهلي برج بوعريريج، و كان قد اتصل بي مجدداً، و التحقت به في هذا الفريق، و كان موسماً ممتازاً، و لكن للأسف لم يتوج بالصعود نهاية الموسم ، بسبب حدوث بعض المشاكل، لكن يبقى فريقا كبيراً و إسما كبيراً، كما أن التشكيلة التي كانت في الشباب ذلك الموسم كانت جد ممتازة، وكنا نستحق الصعود، وأحيي بالمناسبة جماهير أهلي البرج والذين لم نرى منهم إلّا الخير، و عرفنا الرجال هناك.”
الآن نتحدث عن تنقلك لنادي النصر السعودي، كيف كانت الاتصالات، التنقل لهناك، وكذا التأقلم؟
” الاتصالات في النصر جاءت عن طريق مدرب جزائري مغترب بالإمارات وهو عبد المالك عبد اللاوي، لاعب سابق في عدة أندية جزائرية، وسبق له اللعب مع والدي. الاتصالات كانت عن طريقه من طرف إدارة النصر وعرض على الالتحاق به في طاقمه، لأنه كان في الإمارات، وبعدها أراد التنقل للسعودية لخوض تجربة جديدة، واشتغلنا لمدة موسم واحد مع بعض، وبعدها عاد المدرب عبد المالك للإمارات وبقيت إدارة النصر متمسكة بخدماتي. وحاليا لي ثلاث سنوات في النادي، حيث كانت لي عدة مناصب في الفريق، وزيادة على دوري كمحضر بدني، كنت منسقاً للمحضرين البدنيين في الفريق، وكانت لي عدة علاقات مع مدربين أوروبيين خاصة من المدارس البرتغالية، وكنت أشتغل كهمزة وصل للتنسيق بين الفئات السنية والفريق الأول، وأنا الآن في منصب محضر بدني للفريق الرديف للنصر السعودي.”
ماذا غيرت هذه التجربة في شخصك؟
” صراحةً الكثير من الأمور، لأن العمل في الخارج يمكنك من معرفة عدة أمور جديدة، هنا في السعودية تتواجد إمكانيات كبيرة، من ناحية الملاعب والمرافق والإمكانيات المسخرة للفرق، هناك أمور كبيرة جداً وكل شيء متوفر، مع وجود مستوى كبير من الاحتراف، وهذا ما يمنح فرصه الاختلاط والاحتكاك، واكتساب عديد الأمور والمعارف الجديدة مع أشخاص من كل بقاع العالم، ومنذ مجيء الى النصر اشتغلت مع برازيليين، برتغاليين، كروات ما يسمح لك باكتشاف أمور جديدة في كل مرة.”
وهل تنوي الحصول على المزيد من الشهادات؟
” بالطبع، حالياً حصلت على عدة شهادات هنا مع الاتحاد الآسيوي، وبعض الدراسات توقفت للأسف مع جائحة كورونا، أطمح لإنهاء كل الشهادات الإفريقية والآسيوية ولما لا الأوروبية أيضا. الطموح نحو الأمام متواصل دوماً، وفي كل مرة تكون هناك فرصة في الإجازة الصيفية يجب المشاركة في الدورات التدريبية والتكوينية في كل مكان. وبالمناسبة كانت لي في الأيام الأخيرة فرصة بعد توقف الدوريات، للمشاركة في العديد من الدورات أون لاين، ما سمح لنا بتبادل الخبرات مع مدربين كبار، وأهل الاختصاص، وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم، ولعل هذه الفترة رغم صعوبتها تسمح لنا بمراجعة العديد من الأمور للاطلاع أكثر على الجانب النظري، هو الذي دائما ما يكون سندا لنا في الملعب.”
وماذا عن الأهداف، هل تطمح للعمل في أوروبا؟
” أوروبا تبقى دائماً هدفا، لأن المستوى مرتفع جدا هناك، والحمد لله كان لنا احتكاك مع مدربين أوروبيين وهو ما سيسهل لنا المأمورية في قادم التجارب إن شاء الله، كما أن النادي الذي أشتغل فيه هنا في الخليج يبقى اسما كبيراً، ولا يُرفض، وأعطاني أمورا كثيرة، وهذا ما حمّسني للقدوم إلى هنا، ويبقى طموح العودة للجزائر قائماً دائماً، لأضع خبرتي وتجربتي في فائدة بلدي سواء مع المنتخب الوطني، أو مع أندية النخبة هناك، ونتمنى تحسن الظروف في كرة القدم الجزائرية.”
كيف ترى مهنة المحضر البدني في الجزائر؟
” لو نتكلم عن مهنة المحضر البدني في كرة القدم بصفة عامة، تبقى مهنة جديدة، وفي الجزائر نحن دفعة 2015 كانت قبلنا فقط دفعة واحدة، وحالياً هناك دفعات أخرى جديدة في هذا الاختصاص، حيث كان هناك محضرين بدنيين في الفرق سابقاً من تخصص ألعاب القوى، والذين أقدّم لهم التحية بالمناسبة، لأنهم كانوا السباقين في هذا الميدان، ولكن التحضير البدني الخاص بكرة القدم يعتبر ميدانا جديدا في الجزائر، والحمد لله أنه تقدم ملحوظ، و في الدفعات الماضية ظهرت طاقات شبانية كبيرة تمثل الجزائر أحسن تمثيل سواء هنا في الخليج، أو في البطولة الوطنية، ولكن نتمنى دائماً من المسؤولين سواء عن طريق الاتحادية أو الفرق تقديم أهمية أكبر للمحضر البدني، لأن دوره على المستوى العالمي يبقى من أهم العناصر في الطواقم الفنية. ونتمنى أن يكون لهذه المهنة في الجزائر اهتمام أوسع، ونتمنى من الاتحادية أن تبرمج دورات تكوينية مكثفة ودورية لأن العلم لا يتوقف، ويبقى متواصلا دائماً.”
ما هي نصيحتك للشباب الراغب في احتراف هذه المهنة؟
“النصيحة الوحيدة هي الاجتهاد والمثابرة والحب لهذه المهنة، لأنه ميدان صعب وميدان علمي بحت، صحيح أن الخبرة تأتي مع مرور الوقت، ولكن أهم شيء، هو الجانب العلمي، ومن الضروري أنك تدرس وتبحث، والجامعة وحدها لا تكفي، حيث أنه من الضروري المشاركة في الدورات التكوينية للتخصص في هذا الميدان.”
مهنة علمية ومهمة للغاية، ولكن “مهمشة” إن صح القول إعلامياً، ما تعليقك؟
“صحيح، وخاصة في الجزائر، ولكن من المعروف أن المحضر البدني لا يبرز بصفة مستمرة في وسائل الإعلام، وهو من رجال الخفاء، ويبقى جزء مهم جداً في الهيكل الفني، ولكن أتمنى من الإعلام الجزائري إبراز المحضرين البدنيين، مع منحهم فرصة تعلم التكوّن، وتنظيم دورات، وهذا ما نطالب به من جانب الاهتمام، ومن ثم يسلط الإعلام الضوء على مهام المحضر البدني، من عمله في الملعب والاختصاصات التي يدرسها. و ولكن في العالم بأسره لا يظهر المحضر كثيراً، هذه هي كرة القدم فيها تضحيات دائماً، و أتمنى أن تكون لتكوين الشباب في هذه المهنة أهمية في الجزائر.”
كلمة أخيرة للختام، المجال مفتوح تفضل….
” تحية كبيرة لكل الشعب الجزائري ولا أخفي أنني اشتقت ل “البلاد” حيث لا نزال عالقين في السعودية بعد تعليق الرحلات الجوية، تحية كبيرة للوالدين الكريمين، وشكراً لجريدة بولا على هذا الاهتمام.”
حاوره: خليفاوي مصطفى