أولمبيك المحمدية لكرة اليد … الكرة الصغيرة بالمحمدية تحتضر فهل من منقذ؟!
تعيش الرياضات الجماعية في مدينة المحمدية أيامها الأخيرة في ظل الوضعية الكارثية لمختلف الفرق، فبعد فريق كرة السلة والذي زال من الوجود وكرة الطائرة الذي لم يعد له أي محل من الإعراب، وفريق كرة القدم سريع المحمدية الذي فقد كل كيانه وبات ينشط في الجهوي الثاني وكان قاب قوسين أو أدنى من الزوال، جاء الدور على فريق اولمبيك المحمدية لكرة اليد والذي يسير بخطى ثابتة نحو الاحتضار بسبب التهميش واللامبالاة من كل الجهات المسؤولية سواء المحلية أو الولائية.
10 ملايين سنتيم إعانة لفريق ينشط في القسم الثاني وأنهى البطولة ثالثا
قدم فريق أولمبيك المحمدية لكرة اليد موسما متميزا حيث نافس وإلى غاية الجولات الأخيرة من بطولة القسم الثاني على تأشيرة الصعود للقسم الأول، قبل أن يضيعها في الأمتار الأخيرة بسبب واحد ووحيد وهو غياب الدعم المالي. حيث لم يستفد النادي طيلة موسم كامل سوى من إعانة مالية واحدة مخصصة من المجلس الشعبي البلدي بقيمة 10 ملايين سنتيم فقط، وهي القيمة التي لا تكفي حتى لتسديد مصاريف ثلاثة تنقلات للفريق، ليضيع في نهاية المطاف حلم الصعود بعدما كان قاب قوسين أو أدنى من أن يكون حقيقة.
اللاعبون والمدربون دون مستحقات “ويزيدوا على رواحهم“
في الوقت الذي كانت فيه الأندية المنافسة لأولمبيك المحمدية لكرة اليد تلعب ورقة التحفيزات المالية لتحقيق هدف الصعود، كان لاعبو ومدربو الأولمبيك يجمعون المال فيما بينهم لتسديد مصاريف التنقل والاطعام والمرشات سواء داخل الديار أو خارجها، مع العلم بأن رفقاء اللاعب بورصالي لعبوا طيلة موسم كامل دون الحصول على أي سنتيم وكذلك الحال بالنسبة لأعضاء الطاقم الفني وحتى الطاقم الطبي وبقية مستخدمي الفريق.
مشروع على المدى لكن قد لن يكتب له بالنجاح لغياب المال
رغم كل الهزات التي ضربت بيت اولمبيك المحمدية الموسم الفارط والأزمة المالية الخانقة التي يتخبط فيها النادي، إلا أن ذلك لم يمنع إدارة الرئيس ويدار نور الدين من تسطير مشروع على المدى البعيد وذلك من خلال تعيين المدرب المخضرم باشيك هواري كمدير فني للفريق من الاكابر الى غابة كل الفئات الشبانية، مع مباشرة التحضيرات لانتقاء الشبان مبكرا لضمان أفضل تحضيرات للموسم الكروي الجديد، لكن هذا المشروع يبقى مهددا بعدم النجاح بسبب غياب الدعم المالي.
الأزمة مستمرة أمام صمت السلطات
الأزمة المالية الخانقة التي يتخبط فيها نادي أولمبيك المحمدية والمعافاة الكبيرة لفريق الرئيس ويدار نور الدين، لم تكن لتحرك السلطات المحلية على مستوى بلدية المحمدية ولا حتى الولائية، حيث تتواصل المعاناة في ظل غياب كلي للدعم والإهتمام بهذه الرياضة التي صنعت في يوم ما أفراح مدينة المحمدية، وتسير الآن بخطى ثابتة نحو الزوال بسبب سياسة الكيل بمكيالين المنتهجة من طرف المسؤولين والذين يسعون لدفن الرياضة في مدينة البرتقال.
ويدار نور الدين (رئيس النادي):“نعيش أزمة مالية خانقة ومستقبل النادي بيد السلطات“
وجه رئيس نادي أولمبيك المحمدية لكرة اليد ويدار نور الدين نداء إستغاثة للسلطات المحلية والولائية وأرباب المال في مدينة المحمدية عندما قال: “فريق أولمبيك المحمدية لكرة اليد يعيش أزمة مالية خانقة جعلت النادي يسير بخطى ثابتة نحو الاحتضار بعدما كان يحسب له ألف حساب في الماضي القريب. الكرة في مرمى السلطات وحتى أرباب المال لأن مستقبل النادي بات مهددا أكثر من أي وقت مضى وناقوس الخطر دق والفريق بات بحاجة ماسة لوقفة من الجميع”.
باشيك هواري (المدير الفني):“كرة اليد في المحمدية تعيش أيامها الأخيرة”
سار المدير الفني لنادي أولمبيك المحمدية لكرة اليد باشيك هواري على نهج رئيس النادي ويدار نور الدين عندما قال: “كرة اليد في المحمدية تعيش أيامها الأخيرة بسبب معاناة نادي أولمبيك المحمدية من أزمة مالية خانقة في ظل غياب الدعم. مدينة المحمدية تزخر بمواهب شابة في لعبة كرة اليد ونحن نسعى للإستثمار فيها وتكرار المشروع الذي كنا قد قمنا به في مولودية سيق مع أولمبيك المحمدية، لكن شريطة وقفة من الرجال الغيورين والمحبين للعبة كرة اليد خاصة والرياضة عموما”.
سوداني مراد (مسير):“ضيعنا الصعود والفريق يتجه للزوال فأين هي الوعود؟“
تحدث اللاعب السابق لفريق أولمبيك المحمدية لكرة اليد والمسير الحالي سوداني مراد عن انعكاسات الأزمة المالية على النادي وقال: “فريق أولمبيك المحمدية لكرة اليد يتجه نحو الزوال بسبب الأزمة المالية وغياب الدعم والرعاية من قبل السلطات. الموسم الفارط كما قاب قوسين أو أدنى من تحقيق الصعود الذي ضيعناه في الجولات الأخيرة بسبب الأزمة المالية، وهذا الموسم نتجه لعدم الانخراط والمشاركة لنفس السبب في ظل غياب تجسيد الوعود المقدمة. نتمنى ان يكون للغيورين في مدينة المحمدية وقفة مع هذا النادي وكرة اليد”.
بورصالي حبيب (لاعب):“نحن نتنفس كرة اليد وحرام أن نكافئ بهذه الطريقة“
أوضح لاعب فريق أولمبيك المحمدية لكرة اليد بورصالي حبيب بأن ما يعيشه النادي هو كارثة حقيقية وقال: “فريق اولمبيك المحمدية شرف مدينة البرتقال بعد تحقيق الصعود منذ موسمين وتقديم موسم متميز السنة الماضية. نحن كلاعبين نتنفس كرة اليد وحرام أن نكافئ على مت قدمناه خلال المواسم الفارطة بهذه الطريقة. أتمنى من السلطات أن تقف بجانب الفريق الذي يبقى بحاجة ماسة للدعم حتى يشرع في التحضير للموسم الجديد والذي وإن وجدنا فيه الدعم فإننا سنحقق الهدف وسنعيد الكرة الصغيرة في المحمدية للقسم الأول”.
اعداد: الحاج يوسف