في حوار خص به جريدة بولا، قال الفرنسي جون دانيال بادوفاني، مدرب حراس المنتخب المالي الذي سيواجه المنتخب الوطني الجزائري وديا في ملعب ميلود هدفي بمدينة وهران يوم 16 نوفمبر، أنه متشوق للقدوم إلى وهران خاصة وأنه يعلم بأن المباراة ستجرى بأكشاك مغلقة وجماهير غفيرة في المدرجات وهذا ما سيجعلها تلعب وسط أجواء كبيرة للغاية. كما أكد بادوفاني أن المنتخب المالي سيلعب من أجل الفوز رغم أن اللقاء ودي، في حين أثنى ذات المتحدث على المنتخب الجزائري، مؤكدا أن عدم التأهل إلى مونديال قطر ليس نهاية العالم و لا يجب أن ينسي الجماهير الجزائرية بما قدمه المنتخب في الفترة السابقة..
بداية كيف تلقيتم خبر مواجهة المنتخب الجزائري في مدينة وهران؟
“تلقينا الخبر منذ أيام عن طريق المدرب الأول لمنتخب مالي، رغم أنه كانت هناك عديد المنتخبات المرشحة لمواجهتنا وديا خلال فترة التوقف الدولية المقبلة، إلا أن الإختيار وقع على الجزائر لمواجهتها في مدينة وهران، وهذا ما أسعد الجميع داخل بيت منتخب مالي”.
كيف ترى هذه المواجهة الودية في وهران؟
“هو اختبار مهم لنا وللمنتخب الجزائري الذي يبقى منتخبا كبيرا، تمكن من تحقيق نتائج ممتازة في السنوات الأخيرة و يملك لاعبين كبار يلعبون في أكبر الأندية الأوروبية، كما أن مالي أيضا منتخب كبير في كرة القدم ويملك لاعبين بارزين. رغم التراجع في السنوات الأخيرة، إلا أننا نسعى لإعادة القطار إلى السكة الصحيحة، ونواصل العمل بإرادة كبيرة لتحقيق أهدافنا في الفترة المقبلة”.
مباريات المنتخب الجزائري تجري غالبا أمام مدرجات مكتظة عن آخرها، نفس الأمر سيكون يوم 16 نوفمبر في وهران، ما تعليقك؟
“رأيت العديد من الصور والفيديوهات للجماهير الجزائرية في ملعب وهران الرائع، وهذا أمر يحفز الجميع دون شك، ستكون أجواء رائعة في الملعب وستكون حفلة كبيرة. لكن نحن كمدربين علينا التركيز على الميدان وعلى العمل الذي علينا تقديمه يوم المباراة من خلال تحضير اللاعبين والنصائح الواجب علينا تقديمها لهم. مع هذا، فإن الأمور المحيطة بالمباراة وتواجد جماهير غفيرة حافز إضافي وأفضل من أن نلعب أمام مدرجات شاغرة”.
ما هو هدفكم خلال هذه المباراة؟
“بالنظر إلى عقلية المدرب التنافسية، فإن الهدف سيكون تحقيق الفوز رغم أن المباراة ودية، كما أنه يتطلب علينا تقديم مباراة كبيرة وتصحيح الأخطاء التي وقعت في المباريات السابقة، مع وضع معالم جديدة تحضيرا للإستحقاقات المقبلة التي تنتظرنا. لكن منتخب كَـمالي يلعب دائما من أجل تحقيق الفوز وهذا ما سيكون خلال مباراة وهران”.
وسط الميدان سيعرف حضور أسماء ثقيلة سواء من جانب مالي أو الجزائر، ما تعليقك؟
“صحيح، كما قلت لك سابقا فإن المنتخبان يملكان في صفوفهما لاعبين بارزين ويلعبون منافسات كبيرة مع أنديتهم وهذا ما يؤكد أننا سنكون أمام مباراة كبيرة، والمنتخبان يعتمدان على نوعية الفرديات التي يملكونها من أجل وضعها في خدمة المجموعة. رغم أن هناك عديد الأسماء البارزة، إلا أن وسط الميدان يبقى نقطة قوة المنتخبان وهذا ما سيجعلنا أمام فرصة مشاهدة مباراة كبيرة من قبل اللاعبين”.
هل ترى أن المنتخب الجزائري في مرحلة تراجع عقب الإقصاء من المشاركة في كأس العالم؟
“صراحة لا يمكنني أن أعرف إن كان ما يمر به المنتخب الجزائري يسمى يتراجع أو لا، حيث أن الجزائر حققت حصيلة كبيرة جدا في المباريات دون هزيمة وحققت كأس إفريقيا وقدمت مستويات كبيرة جدا جعلتها ترفع سقف الطموحات عاليا للغاية. من البديهي أن مسيرة أي نادي أو منتخب أو رياضي لها فترة تألق من جهة وفترة صعبة من جهة أخرى، لكن المدرب والطاقم الفني يعي جيدا ما ينتظره لتصحيح الأمور. فرغم أن المنتخب الجزائري فشل في الوصول إلى المونديال، إلا أنه حقق نتائج باهرة في الفترة السابقة”.
هل ترى أن الجزائر تستحق التواجد في كأس العالم؟
“الجزائر تبقى بلد كبير في كرة القدم وتملك لاعبين بارزين يصنعون أفراح عديد الأندية الكبيرة ويشاركون في منافسات عالمية، كما أن هناك العديد من المنتخبات تستحق فرصة التواجد في كأس العالم في قطر لكن هذه هي كرة القدم، يمكن أن تقدم مستويات كبيرة لفترة طويلة وتمر جانبا في مباراة واحدة أو إثنتين تضيع منك فرصة التواجد في المونديال. مالي أيضا تستحق التواجد في المونديال مثلا نظير الأسماء التي تملكها والمستويات التي تقدمها ولكن هذه هي كرة القدم، لا يمكن للجميع أن يشارك في كأس العالم، كما أنه لا يجب أن ننسى كل العمل الذي تم تقديمه بمجرد عدم الوصول إلى مونديال قطر”.
كيف ترى حظوظ المنتخبات الإفريقية خلال المونديال؟
“الأمور تبدو صعبة للمنتخبات الإفريقية، خاصة بعد الإصابة التي تعرض لها ساديو ماني مؤخرا وجعلت مشاركته محل شك رغم استدعائه من طرف منتخب السنغال، لكن مع هذا فإن المنتخبات الإفريقية تملك فرديات ممتازة تملك الحماس والشغف للذهاب بعيدا في هذا المونديال، وهذا ما أتمناه شخصيا بعد أن تعاملت مع المنتخبات الإفريقية لفترة طويلة، أتمنى من كل قلبي أن يذهب الأفارقة بعيدا في قطر”.
من هو المنتخب الإفريقي الذي ترشحه للذهاب بعيدا في المونديال؟
“لا يمكنني التوقع قبل بداية المونديال و لكن كل المنتخبات الإفريقية تملك فرصة الذهاب بعيدا و هذا ما أتمناه فعلا..”.
كلمة أخيرة للجماهير الجزائرية قبل مواجهة وهران..
“بحكم أنني أعمل في باريس سان جيرمان فإنني ألتقي بعديد الجزائريين في باريس ويحدثونني كثيرا على المباراة، كما رأيت تفاعلا كبيرا عبر مواقع التواصل الاجتماعي منذ اعلان اللقاء، وهذا ما يؤكد أن الأجواء ستكون كبيرة في وهران ذلك اليوم، ما يجعلنا نتشوق للقدوم إلى هناك. كما نتمنى أن تحظى المباراة بإعجاب المتابعين.”
حاوره: مصطفى خليفاوي
