حوارات

غاريش رياض وسط ميدان مولودية سعيدة: “أغلب النوادي تعاني من المشكل المادي و الدخلاء سبب تدني مستوى الكرة ببلادنا”

يعتبر غاريش رياض لاعب مولودية سعيدة الناشط في بطولة المحترف الثاني من بين اللاعبين المتميزين ، بحيث ترك بصمته في كل الفرق التي لعب لها بفضل مستواه و الإمكانيات البدنية و الفنية الكبيرة التي يتمتع بها مما جعله قطعة أساسية لا يمكن الاستغناء عنها في التشكيلة الأساسية، ضف على ذلك أخلاقه العالية و تربيته ، و هو ما جعل كل أنصار الفرق التي لعب لها يثنون عليه و على حسن أخلاقه و يجعله محبوبا من الجميع. بولا تقربت من اللاعب وأجرت معه هذا الحوار.

 كيف هي أحوال غاريش رياض؟

“أنا بخير والحمد لله وأنا الآن متواجد رفقة عائلتي بوهران، في ظل الحجر الصحي جراء وباء كورونا “.

كيف يقضي غاريش رياض وقته؟

“كبقية الجزائريين نقضي الوقت في البيت في ظل الحجر الصحي المفروض و نسعى لتفادي الاختلاط تجنبا لأية مخاطر نتيجة انتشار وباء كورونا ، و لكن ذلك لا يمنع من القيام بالتدريبات اليومية التي تبقى أهم شيء نقوم به مع أخذ كافة الاحتياطات اللازمة”.

على ذكر التدريبات، هل هناك تواصل بينك وبين مدربك في المولودية لاتباع برنامج تدريبي مسطر؟

“بالفعل أنا على اتصال دائم بالمحضر البدني للفريق الذي يقدم لنا برامج تدريبية يومية عن طريق الواتساب ، و الحمد لله الامور تسير بشكل جيد و تبقى النقطة السلبية الوحيدة هي أن الأمر أخذ وقتا طويلا و دخلنا مرحلة الملل و الروتين في ظل عدم اتضاح الرؤية في مصير البطولة المتوقفة منذ مدة ليست بالقصيرة. نتمنى أن تتخذ القرارات الصائبة خدمة لمصلحة الجميع”.

في ظل انتشار جائحة كورونا، هل تؤيد أم تعارض فكرة العودة لاستكمال البطولة؟

“صراحة كلاعب أتمنى أن تستكمل البطولة لأنها متنفسنا الوحيد حيث أن اللاعب يجد الراحة في ممارسة كرة القدم ضف إلى ذلك أنها تعتبر مصدر رزقنا لنعيل عائلاتنا ، لذا أتمنى أن تستكمل البطولة و لكن للضرورة أحكام طبعا ، و حياة الناس أولى و لا يجب المجازفة بالأرواح التي تبقى أهم من كل شيء”.

هل ترى بأن الأندية الجزائرية قادرة على تطبيق ما جاء في البروتوكول الصحي في ظل انعدام الإمكانيات لدى أغلبها؟

“الأمر ليس بالبساطة التي يتصورها البعض، في ظل الأزمة التي تتخبط فيها معظم النوادي فإن تطبيق البروتوكول الصحي يبقى من المستحيلات، اللهم إذا استثنينا أربعة أو خمسة نوادي التي لها الإمكانيات و تستطيع تطبيق ما جاء في البروتوكول الذي يتطلب توفر الأموال ، و هو ما لا تتوفر عليه معظم الفرق”.

حدثنا عن أحوال فريقك مولودية سعيدة هذا الموسم؟

“فريق مولودية سعيدة مثله مثل باقي الفرق يعاني من أزمة مالية خانقة، وبحكم معرفتي لخبايا النادي بحيث أني ألعب له للموسم الرابع على التوالي، فالمشكل المادي هو العقبة الوحيدة في طريق الفريق وكان لها تأثيرها السلبي من كل الجوانب بدءا من عدم دفع أجور اللاعبين منذ الموسم الماضي، لذا يمكن القول بأن المشكل في مولودية سعيدة هو مشكل مالي بحت”.

الكل يجمع على أنك تملك مستوى يجعلك تلعب لكبار البطولة الوطنية بكل أريحية وحتى خارج الوطن، لماذا لم نرى غاريش رياض في أحد هاته الأندية؟

“بالفعل تصلني أصداء كثيرة بهذا الخصوص وأحيانا باعتراف من الخصم بحد ذاته، ولكن بصفتنا مسلمين فأنا أؤمن بالقضاء والقدر “هذا لي كتبهلنا ربي” زد على ذلك تعفن المحيط وكثرة الدخلاء على الرياضة يساهم بشكل كبير في دفن المواهب التي تجد الطريق مسدودا أمامها جراء التلاعبات وتغليب المصالح الشخصية على حساب أخلاقيات اللعبة، وكلنا نعلم ما يجري من كواليس في بطولتنا. نتمنى أن تتحسن الأوضاع ويعطى لكل ذي حق حقه خدمة لمصلحة كرة القدم الجزائرية”.

ما السر في ترحالك الدائم بين الأندية؟

” السبب الرئيسي في ذلك هو عدم وجود الاستقرار في الأندية، ونحن كلاعبين نبحث عن النادي الذي يوفر لنا أسباب التألق، خاصة الاستقرار على مستوى الإدارة ثم يأتي العامل الأهم وهو الاستقرار المادي، وهو ما يساعدنا على تقديم واجبنا على أكمل وجه سواء في التدريبات أو المباريات، لذا يضطر اللاعب إلى الترحال بحثا عن الراحة النفسية والمادية ويمكن القول بأن المشكل المادي يبقى السبب رقم واحد في تغيير الأجواء بالنسبة لأغلب اللاعبين”.

لنعد إلى فريقك السابق اتحاد بلعباس، كنت لاعبا مهما في الفريق وبصمت على مواسم رائعة، كيف تقيم تجربتك مع المكرة؟

“لعبت لموسمين في فريق اتحاد بلعباس أعتبرهما ناجحين إلى أبعد الحدود، ولا يخفى عليك بأن فريق الاتحاد فريق كبير وعريق ينافس على الألقاب كل موسم خاصة منافسة كأس الجمهورية التي يتألق فيها، وأي لاعب يجد راحته في هذا الفريق الذي يملك أنصار من ذهب يعرفون معنى كرة القدم وهو ما يساعد اللاعب على تطوير مستواه. وككل الفرق يعاني الاتحاد من المشكل المادي لكن بحدة أقل مقارنة ببقية النوادي”.

هل تنوي البقاء في مولودية سعيدة أم أنك تملك عروضا هذا الصيف؟

“انتشار وباء كورونا تسبب في شل عالم كرة القدم بصفة خاصة والرياضة بصفة عامة ونحن ننتظر أن تتضح الرؤى لمعرفة ما سيحصل، وما يجب القيام به، ولا أخفيك سرا إن قلت لك بأني أتمنى البقاء في مولودية سعيدة إذا تحسنت الأمور المادية ووضعت الإدارة اللعب على الأدوار الأولى كهدف، لذا فالأولوية للمولودية وكل شيء بالمكتوب”.

نعلم أنك لاعب رحالة ولعبت لأكثر من ناد، ما هي الأندية التي لعب لها غاريش رياض وما هو الفريق الذي وجدت فيه راحتك؟

“أنا ابن المحمدية ، و ترعرعت في فريق سريع المحمدية في كل الأصناف و كان لي الشرف أن لعبت موسما في الأكابر ثم انتقلت إلى اتحاد الحراش في القسم الأول ثم إلى ترجي مستغانم أين ضيعنا الصعود، و اكتفينا بالمرتبة الرابعة بسبب المشاكل التي كانت سائدة في الترجي أنداك،  بعدها انتقلت إلى اتحاد بلعباس و لعبت موسمين حققنا الصعود   يعتبر الاتحاد هو النادي الذي وجدت فيه كامل راحتي بحكم أنه كان يضم خيرة اللاعبين من أصحاب الخبرة و التجربة أمثال بن عيادة، حسين عشيو ،نوري أوزناجي، بن قورين، غزالي، فاروق بلقايد أمين بلخير ، ياسين كشوط و جيلالي كحلة مما سهل عليّ الأمور كثيرا آنذاك”.

كيف تقيم مردودك في مولودية سعيدة هذا الموسم؟

“بالرغم من وجود مختصين وتقنيين هم فقط من بإمكانهم الحكم على مستواي إلا أني راض على ما قدمته في مولودية سعيدة هذا الموسم، بحكم أني أثق في إمكانياتي وبوسعي تقديم الأفضل من هذا. لو توفرت سبل النجاح خاصة الأموال لكان بإمكان المولودية قول كلمتها في بطولة هذا الموسم لأن العامل البشري متوفر ونملك فريقا ممتازا”.

إذا قلت لك سريع المحمدية، ماذا يعني لك هذا الفريق؟

” فريق القلب وهو الفريق الذي كبرت فيه، ومنه كانت انطلاقتي في عالم الكرة أتمنى أن يعود إلى مكانته الحقيقية، لأن “الصام” مكانتها في القسم المحترف وأرجو من الغيورين على الفريق أن يلتفوا حوله لإعادته لمكانته الطبيعية في القسم الثاني المحترف”.

كلمة أخيرة؟

 

“أدعو الله أن يذهب عنا هذا الوباء، وأطلب من الجميع الدعاء ليرفع الله عنا هذا البلاء، وأتمنى أن تتحسن أوضاع الرياضة في بلادنا بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص، وأن تعود الحياة كما كانت في الماضي القريب. وكل الشكر لجريدتكم المحترمة على كل ما تقدمه في سبيل إيصال صوت الرياضيين.  وأتمنى التوفيق والنجاح لكل طاقمها الصحفي”.

 

حاوره: سنينة مختار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى