حوارات

يايسي جيلالي (مؤسس مدرسة مجد السانيا): “للمدرسة أهداف رياضية، تربوية واجتماعية”

تعتبر رياضية الكاراتي دو من الرياضات المميزة لدى الشباب والأطفال، والتي يمكن ممارستها، سواء من أجل الدفاع عن النفس، أو من أجل الحفاظ على اللياقة البدنية. وقد نشأ هذا الفن القتالي في القرن العشرين، وهو في الأساس فن مذهل يعود بفوائد جسمانية ونفسية كبيرة على المتدرّب. كما أنّ الثقة والانضباط وتعلّم التفاعل مع الشخص المقابل من الأمور المفيدة التي يتقنها المصارعون والتي يستفيدون منها في شتى جوانب الحياة. وقصد تسليط الضوء أكثر على وقاع هذه الرياضة في وهران، توجهت جريدة بولا إلى أحد مدارس الكاراتي بالباهية ويتعلق الأمر بمدرسة، مجد السانيا، والتي تخرج منها العديد من الأبطال. ويعود الفضل في تأسيس هذه المدرسة إلى البطل السابق في سنوات التسعينات، يايسي جيلالي. هذا الأخير قرر إنشاء مدرسة أسماها مجد السانيا والتي ساعدت الكثير من الشباب في مسيرتهم الرياضية ودفعهم نحو الأمام. ويتحدث مؤسس مدرسة مجد السانيا في رياضية الكارتي دو من خلال هذا الحوار عن مدرسته والأهداف التي تسعى لبلوغها.

السلام عليكم، بداية شكرا لكم على قبولكم الإجابة على أسئلتنا..

” وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. لنا الشرف الكبير في استضافة جريدة بولا لمدرستنا اليوم، وأنا هنا في الخدمة من أجل الإجابة على جميع تساؤلاتكم.”

بداية هل لك أن تُعرف نفسك للجمهور الرياضي؟

” نعم معكم يايسي جيلالي من مواليد 3 أكتوبر 1968. بدأت ممارسة رياضة الكاراتي في سنة 1978، أي في سن العاشرة من عمري، بدأت ممارسة هذه الرياضية على يد المدرب والأستاذ، بالموفق ميمون. تحصلت على الحزام البني في سنة 1985، تم تحصلت على الحزام الأسود درجة أولى سنة 1990، وتحصلت على الدرجة الرابعة سنة 1995. التحقت بالمنتخب الوطني سنة 1989. تحصلت على عدة ألقاب منها بطولة أفريقيا وبطولة ألعاب البحر المتوسط سنة 1992. بالإضافة للمرتبة الأولى في الألعاب العربية في سوريا وبالتحديد في حلب. تحصلت على المرتبة الثانية في الألعاب الإفريقية في القاهرة. كما أنني كنت ممثل إفريقيا مع 27 مصارع أخر في أكبر دورة بفرنسا والذي كانت تقام خلال كل سنتين من أجل اختيار أحسن الرياضيين. أتذكر بأنني حينها تحصلت على المرتبة السابعة. الحمد لله، فأنا جد راضي على مسيرتي في عالم الكاراتي وأحاول حاليا وضع خبرتي تحت تصرف الجيل الصاعد.”

متى وكيف تأسست مدرسة مجد السانيا للكاراتي دو؟

” مدرسة مجد السانيا تأسست سنة 1992. والحمد لله، فلقد تخرج منها العديد من أبطال الجزائر. كما أنها زودت المنتخب الوطني في السباق بالعديد من الرياضيين. كما قمت بعدها وبالتحديد في سنة 2019 جمعية رياضية، والتي شاركت مرتين في بطولة الجزائر. هناك 15 رياضي من المدرسة تحصل على الحزام الأسود درجة أولى، ورياضي واحد درجة ثانية. حاليا، تضم مدرستنا خمسون رياضي ورياضية، وصراحة ليس العدد من يُقيم المدرسة بل الإنجازات المحققة.”

ماهي أهداف المدرسة؟

” الهدف الرئيسي للمدرسة هو التكوين القاعدي للشبان، والذي من خلاله نكون أبطال الغد. وأنا شخصيا، ما يهمني بالدرجة الأولى هو التربية قبل الرياضة. التربية أساس النجاح في الرياضة والحياة. لأن الرياضي يجب أن تتوفر فيه التربية قبل أن يبدأ ممارسة الرياضة. هذا هو الهدف الأساسي للمدرسة. كما أن ممارسة الرياضة يبعد لشباب عن الآفات الاجتماعية. كما أن ممارسة رياضة الكاراتي دو تساعد البنات على زرع الثقة والدفاع عن أنفسهن.”

ما هي المشاكل التي تعاني منها المدرسة؟

” صراحة، و كباقي الرياضات وكل المدارس الرياضية فإننا نعاني من نقص الدعم المادي. فمدرستنا تعاني كثيرا من الناحية المادية. فالأمور تغيرت بشكل كثيرا حاليا مقارنة بالماضي. نحن في وقتنا، كنا نمارس الرياضة ونتحصل على الألقاب بفضل تضحيات المصارع. أما الأن فالجانب المادي أصبح جد مهم في مسيرة الرياضي. فالمصارع حاليا يسأل عن قيمة الجائزة التي سيحصل عليها حتى قبل المشاركة في المنافسة، وهذا من حقه. ففيما يخص مدرستنا، فالفضل في مواصلة النشاط يعود لأولياء المصارعين. فلولاهم لكانت المدرسة قد أغلقت أبوابها منذ عدة سنوات. لأنه من المستحيل أن تسير المدرسة بإعانة 18 مليون سنتيم. فلا يخفى عليكم بأن مدرستنا لديها عدة فئات كالأصاغر، الأشبال، الأواسط، الآمال والأكابر. كما أننا نشارك في بطولتين واحدة في ولاية عنابة والأخرى في الجزائر العاصمة. هذا ما يعني بأننا بحاجة للمزيد من الإعانات من أجل ضمان السير الحسن للجمعية. وهنا بودي أن أشكر أولياء المصارعين على كل ما يقدمونه من دعم من أجل السير الحسن للمدرسة.”

في نظرك، ماذا يحتاج الكاراتي دو بوهران حتى يعود لسابق عهده؟

” المشكل الذي تعاني منه وهران في رياضة الكاراتي هو مشكل المدرب. فللأسف الشديد، لم يعود هناك مدربين في المستوى في رياضة الكاراتي دو بوهران. ودائما ما أقول وأكرر بأنه لابد حتى تتطور رياضة الكاراتي أن نتعلم لغة الحوار. فلغة الحوار منعدمة عندنا.  لماذا لا نجلس كلنا مع بعض ونتكلم، حتى يقف كل شخص على سلبياته. كما يجب أن يكون هناك إتحاد بين المدربين. يجب أن نعمل كمجموعة إذا ما أردنا لرياضة الكاراتي أن تعود لسابق عهدها. نحن في القديم، كنا نتدرب في كل القاعات ولم يكن هناك أي مشكل. اليوم، لو أن رياضي ما يذهب لقاعة أخرى فإن مدربه لا يتقبل هذا الأمر. يجب أن نُصلح الأمور قبل فوات الأوان.”

ما هي الرسالة التي تريد توجيهها؟

“الرسالة الأولى التي أريد توجيهها، هي ضرورة الإتحاد بين الرياضيين من أجل الرفع من مستوى رياضة الكاراتي بوهران. يجب أن نتعلم من بعضنا ونسمع لبعضنا البعض. كما يجب أن ترجع الأخوة بين الرياضيين وهذا الكلام موجه للمدربين. كما يجب على رؤساء الأندية ألا يتدخلوا في عمل المدربين. وإن شاء الله تكون الرسالة واضحة.”

كيف تفسر الإقبال الكبير للبنات على ممارسة رياضة الكاراتي دو؟

” نعم هناك الكثير من البنات يمارسن اليوم رياضة الكاراتي دو. أتذكر في السباق بأن ممارسة رياضة الكاراتي كان حكرا على الرجال. أتذكر بأنه كان يوجد أربعة بنات في المنتخب الوطني سابقا. اليوم عدد البنات زاد بقوة في رياضة الكاراتي. وهذا يعود بدرجة كبيرة لدعم الأولياء. لكن ومن هذا المنبر، أود أن أدعو جميع الأولياء لمراففقة بناتهن في القاعات والوقوف على تحضيراتهن. يجب على الأولياء مرافقة ومراقبة أبنائهم، سواء البنت أو الولد لأن دعم الأولياء هو أساس نجاح الأبناء.”

كلمة ختامية..

” في الأخير، شكرا لجريدة بولا على دعمها المتواصل لمختلف الرياضات. أتمنى لكم التوفيق في مهمتكم. كما أتمنى للمدرسة ولجميع المصارعين المزيد من النجاحات. كما أتمنى من قلبي أن تعود رياضة الكاراتي دو بوهران لسابق عهدها.”

حاورته هاشم وداد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى