تحدث مدرب المنتخب الوطني لرفع الأثقال عبد الناصر عوينة لجريدة ” بولا ” وخصها بتصريحات تحدث فيها عن مشواره مع المنتخب الوطني والتتويجات التي حصدها لحد الآن. كما كشف عن الصعوبات التي تواجه الرياضيين في هذا الاختصاص بسبب نقص الإمكانيات وقلة قاعات التدريبات، فضلا عن أهدافه المستقبلية مع المنتخب خاصة في أولمبياد طوكيو المقبل وأمور أخرى ستتابعونها عبر هذا الحوار …
أولا كيف حالك كوتش؟
“في البداية أرحب بكم وأشكر جريدة ” بولا ” التي فتحت لنا هذا المنبر للتواصل مع الجميع، والحمد لله حالي كحال كل الجزائريين فكما تعلمون نحن في فترة الحجر الصحي، لذا فأنا ملتزم بالبقاء في البيت لأطول فترة ممكنة ولا أغادره إلا للضرورة فقط “.
كيف يقضي الكابتن الناخب الوطني أوقاته في ظل الحجر الصحي؟
“هذا الوقت سمح لنا بأن نكون مع العائلة لوقت أطول، والآن نحن نقضي وقتنا في البيت ونتوخى الحيطة والحذر، ولا نخرج إلا عند الضرورة من المنزل كما قلت، وهذا الحجر جعلني أشبع من عائلتي، مع تمنياتنا ودعواتنا أن يرفع الله عنا هذا الوباء وتعود الحياة لطبيعتها”.
في البداية دعنا نمنح القراء لمحة عن عبد الناصر عوينة؟
“عبد الناصر عوينة من عائلة رياضية حاصل على شهادة مستشار في الرياضة اختصاص رفع الأثقال، حاليا أنا الناخب الوطني لرفع الأثقال أكابر منذ سنة 2005، وكل ما أسعى إليه هو أن أكون عند حسن الثقة التي وضعت في شخصي وقيادة المنتخب الوطني لبلوغ منصات التتويج في المحافل الدولية والإقليمية القادمة.”
كيف كانت البداية في هذا التخصص؟
“البداية كانت بتأسيس نادي الحضنة بالمسيلة سنة 1992 ونشر هذه الرياضة على مستوى الولاية، أي أنني منذ تخرجي سنة 1992 وأنا في الميدان قرابة 28 سنة، منها 11 سنة على رأي العارضة الفنية للمنتخب الوطني. ”
ما هي الصعوبات التي واجهتك في بدايتك؟
“لا أتكلم عن نقص الإمكانيات بقدر ما أتكلم عن ثقافة المجتمع التي ترى في رفع الأثقال رياضة مضرة، وهذه نظرة خاطئة أتمنى من الأولياء الانفتاح بشأن هذه الرياضة وحث أولادهم على ممارستها، خاصة وأنه بالرغم من قلة الرياضيين الذين يمارسون هذا التخصص إلا أن النتائج التي حققناها تبقى باهرة، لذا نتمنى في المستقبل أن تتوزع هذه الرياضة عبر مختلف ارجاء الوطن من خلال تأسيس نوادي خاصة برياضة رفع الأثقال”.
كيف التحقت بالمنتخب الوطني؟
“تلقيت العرض سنة 2005 وغمرتني فرحة لا توصف، كل هذا كان بفضل مسيرتي مع نادي الحضنة الذي كان خزانا للمنتخب الوطني في رفع الأثقال، تلقيت عروضا من الخارج لا أريد الإفصاح عنها حاليا، أتمنى أنني قدمت كل شيء للمنتخب الوطني وأسعى لرفع راية البلاد في كل المحافل.”
لديك الكثير من الإنجازات في المنتخب وفي نادي الحضنة، حدثنا عنها؟
“ميدالية برونزية في بطولة العالم كانت أغلى ميدالية، لأنها أول ميدالية عالمية في تاريخ الجزائر بالنسبة للأكابر، كذلك 3 كؤوس إفريقية حسب الفرق سنوات 2010، 2012 و2017، كنت وما زلت في نادي الحضنة الذي يبقى دائما في قلبي، فقد حققت معه أغلى الانجازات 5 بطولات وطنية وكأس الجمهورية. ”
حدثنا عن بطولة كأس قطر الدولية الأخيرة لرفع الأثقال…
“كانت محطة تأهيلية للألعاب الأولمبية، وهي آخر بطولة شاركنا فيها قبل وباء كورونا الذي بسببه تغيرت المواعيد وتوقفت الأنشطة، أما بالنسبة لدورة قطر فجاءت بعد البطولة العالمية وقبلها الألعاب الإفريقية، كان صعبا علينا تحقيق أرقام جيدة، لكن الحمد لله تمكن الرباع وليد بيداني من التتويج بميدالية فضية وميداليتين برونزيتين.”
ماهي النقائص التي تعانون منها في هذا المجال؟
“نفتقد في الجزائر لمراكز تحضير المنتخبات على المستوى العالي رغم ما وفرته الوزارة من الإمكانيات، ونفتقد أيضا لرؤية مستقبلية ومشروع البطل الأولمبي على المدى البعيد، وما أتمناه هو المرافقة والمتابعة والتكفل الحقيقي بالرياضيين اجتماعيا وإعطاء كل الامكانيات للمدرب المحلي وإنصافه. ”
هل وضعتم برنامجا خاصا في ظل الأزمة؟
“بدون قاعة وعتاد خاص برفع الأثقال لا يمكن للرياضي اتباع أي برنامج، فصعب التدارك والرفع من اللياقة البدنية للرياضيين لقصر المدة وقرب المنافسات، نحن هنا نتحدث عن المستوى العالي الذي يتطلب تخطيطا سنويا وعملا متواصلا دون انقطاع، كنا في تحضيرات مستمرة ومتواصلة تحسبا للبطولة الإفريقية التي كان مقررا إجراؤها في 13 أفريل 2020، لكن بعد تأجيلها وإغلاق كل القاعات والمراكز التي كنا نتربص بها توقفنا عن النشاط وننتظر ما تسفر عنه الأيام المقبلة إن شاء الله.”
ماهي أبرز الأهداف المسطرة مستقبلا مع المنتخب الوطني؟
“على المدى القصير هناك بطولة إفريقية في جزر موريس والألعاب الأولمبية 2021 باليابان، وطبعا الحدث الذي تتشرف الجزائر باستضافته ألعاب البحر المتوسط في وهران سنة 2022، طبعا دائما نشارك من أجل البروز والفوز بالميداليات وليس من أجل الحضور وفقط.”
هل من كلمة تود أن نختم بها هذا الحوار؟
“تحياتي لجميع المحبين والجمهور الرياضي، كما أشكر جريدتكم المحترمة على هذه الالتفاتة الطيبة وأتمنى لها المزيد من التطور والنجاح مستقبلا، كما أتمنى أن يرفع الله عنا هذا الوباء وتعود الحياة الطبيعية كما كانت عليه سابقا وتحياتي للجميع مجددا.”
حاوره: نور الدين عطية