غالي معسكر … الأنصار يحتفلون بالذكرى الـ 98 لتأسيس الغالي … “الڤالية” أمانة الأجداد ومسؤولية الجميع
يبقى تاريخ 06 جوان من كل سنة راسخا في أذهان محبي فريق غالي معسكر. فبعد مرور 98 سنة من الوجود بالنسبة للفريق، كان الموعد سهرة الثلاثاء، بملعب شموم مختار، والمعروف بالفاج، مع احتفالات صنعها أنصار الغالي. حيث كانت الأجواء رائعة وبالألعاب النارية. الغالي يبقى يصارع البقاء ويتفادى الانقراض، رغم الهزات التي عاشها هذا النادي التاريخي والعريق، الذي رفض اعتماد تأسيسه سنة 1913 من طرف المستعمر بسبب عدم وجود لاعبين فرنسيين ضمن التعداد. وهو الشرط الذي لم يتقبله آنذاك المسؤولين على النادي الذي واصل الصراع إلى غاية تاريخ 06 جوان 1925 الذي كان شاهدا على تاريخ التأسيس، الذي باشر النضال الرياضي وتحدي الأندية الفرنسية.
كما تم تأسيس أول مكتب مسير للفريق بقيادة الرئيس دي هارو، الكاتب العام لكحل عبد الكريم، نائب الكاتب العام ڨوال دحو، أمين عام للخزينة شلالي مختار، نائب أمين الخزينة مانو جيلالي. بالإضافة إلى أعضاء آخرون في صورة عدة حنيفي، بلعيد، عبد القادر بركاني، فرنسوا بلاصكو، حجو مصطفى، عبد القادر عدة حنيفي، قدور عڨار وبوكليخة بلميلود.
مشاركة قارية ولقب الجهة الغربية في أول ظهور
ضمن منافسة كأس شمال إفريقيا في أول مشاركة لفريق غالي معسكر سنوات الأربعينيات أين واجه الفريق الثاني بالمدينة الطليعة الذي رفض اللعب بالملعب البلدي بمعسكر. ليتقرر لعب اللقاء بملعب “مونريال” بوهران آنذاك. ليحقق الغالي حقق الفوز بثنائية دون رد بفضل الإرادة الكبيرة للاعبين. لتتوقف المسيرة أمام شباب مراكش المغربي بهدف قاتل في الدقائق الأخيرة. المشاركة الثانية كانت في سنة 1953 أين أطاح الغالي بفريق إتحاد البليدة بقيادة المدرب القدير إسماعيل خباطو، بهدفين دون رد. ثم الفوز أمام إتحاد سطيف بثلاثة أهداف دون مقابل من توقيع جاكار نهاري. المشوار تواصل بتحقيق اللقب الخاص بالجهة الغربية عن جدارة واستحقاق سنة 1956. ليتقرر بعد ذلك تجميد كل النشاطات الرياضية.
ريمونتادا تاريخية أمام فريق الطليعة الفرنسي
سنة 1953، ومواجهة أخرى مثيرة ضد الفريق الثاني بالمدينة التابع للمستعمر الطليعة الرياضية، أين كانت النتيجة عند نهاية الشوط الأول بـ 3-1 لصالح الفريق الفرنسي. أين خرج أنصاره إلى الشوارع للاحتفال. لكن في الشوط الثاني، عادت تشكيلة الغالي بقوة أمام جماهير غفيرة بالملعب البلدي – مفلاح عواد حاليا – و بعدما سجل بهلول الهدف الأول تمكن علي مومن من تسجيل الهدف الثاني ثم بكوش عادل النتيجة. قبل نهاية اللقاء بعشر دقائق تمكن بهلول مرة أخرى من إمضاء الهدف الرابع لينتهي اللقاء تحت فرحة كبيرة جدا لأنصار الغالي.
عودة قوية للفريق بعد الاستقلال
الفترة التي بدأ فيها الفريق في الظهور بوجه قوي بالنظر إلى التركيبة البشرية والمستوى العالي وظهور بعض الشباب الموهوبين على غرار مسكين، معمر، جكار رشيد، بوزوادة، غزار، بوكحلة، دهيم، تشيكو، شيبة. لكن لسوء الحظ لم يتمكن الفريق من الصعود أمام فرق قوية أمثال اتحاد بلعباس، وداد تلمسان. كما أقصي الغالي في الدور الثمن النهائي من منافسة كأس الجزائر أمام إتحاد الخروب بهدفين دون رد.
1968 جيل جديد وعودة الأسطورة الماحي
الفريق لم يقف عند هذا، بل واصل العمل وظهرت عدة أسماء كبيرة صنعت الفارق على غرار بوحجر، كساس، دياب. ثم في سنة 1968 وبقيادة ملياني الذي أقنع المدلل ماحي بتقمص ألوان الغالي من جديد بعد غياب 12 سنة ليكون ضمن التعداد رفقة أسماء ثقيلة في صورة باكار، روميس، قداوي، قديم، معمر، كاوبي، كساس، بن مصابيح، بوطيش والشاب بوطالب صاحب 19 سنة الذي صنع الحدث بفضل الإمكانيات التي أبهر بها متتبعي الكرة المستديرة.
تضييع الصعود في موسمين متتاليين
في نفس الموسم، الغالي ضيع الصعود أمام منافس شرس وهو وداد تلمسان الذي فاز على الغالي بهدف دون رد، من إمضاء بن فرحات في الدقيقة ال30 في المواجهة الشهيرة، و في ظروف صعبة للغاية. بداية من الحكم خليفي الذي كان بإمكانه تأجيل المباراة بسبب سوء الأحوال الجوية، وكذا رفضه هدف شرعي للماحي. كما ضيع الغالي فرصة الصعود مرة أخرى في الموسم الموالي أمام شبيبة تيارت.
أول صعود لم يدم طويلا
إنه سنة 1971 والتعداد الثري للغالي بقيادة الرئيس مختار برحال، أين حقق الفريق نتائج مميزة داخل وخارج القواعد، وتمكن من الظفر بورقة الصعود أمام أقوى الأندية بالجهة الغربية. إلا أن بعض المعطيات حالت دوت تحقيق الأفضل. لتعود التشكيلة إلى بطولة القسم الثاني. كما سجلت التشكيلة أفضل نتيجتين أمام الرائد آنذاك نصر حسين داي الذي فرض عليه الغالي التعادل السلبي بملعب 5 جويلية. وهي المباراة التي أوقفت مشوار المهاجم بوطالب بعد تعرضه لإصابة خطيرة، وألحق به أول تعثر بمعسكر ضمن الجولة 21.
التتويج بالبطولة سنة 1984
ضمن أفضل مرحلة لفريق غالي معسكر بداية من تحقيق الصعود سنة 1979 والفوز في آخر مباراة أمام شبيبة تيارت بثلاثية دون رد أين. حيث تم تسطير سياسة منتهجة، ليحقق الفريق أفضل مشوار، من خلال الصمود لسبعة مواسم متتالية، حقق فيها لقب البطولة سنة 1984 ضمن آخر جولة من البطولة أمام جمعية إلكترونيك تيزي وزو شبيبة القبائل حاليا بهدف وحيد وقعه المهاجم عبد الهادي خليلي.
مشاركة مشرفة في المنافسة الإفريقية
كما خاض الفريق سنة 1985 أول مغامرة قارية له ضمن بطولة كأس إفريقيا أين واجه ضمن الدور 16 إتحاد طرابلس الليبي وفاز عليه برباعية كاملة دون رد من تسجيل شعبان وهاتريك من مختار شيباني. ليتأهل الغالي إلى الدور ثمن النهائي وخسر ببماكو أمام الملعب المالي بثنائية دون رد، ليتمكن من قلب الطاولة في لقاء العودة وفاز بثلاثية دون رد وقعها شيباني وثنائية من مراد بلحاج. المسيرة توقفت أمام نادي بيليما من الزائير الكونغو الديمقراطية حاليا الذي أنهى اللقاء الأول بمعسكر بالتعادل السلبي وفاز بكنشاسا بثلاثية دون رد.
الوصول إلى الدور نصف النهائي لكأس الجمهورية
في نفس الموسم رفع غالي معسكر التحدي على ثلاثة جبهات حين واصل التألق بداية من منافسة كأس إفريقيا ثم الوصول إلى الدور النصف نهائي من منافسة السيدة الكأس حين أقصى كل من إتحاد كهرباء الجزائر بملعب 24 فبراير بسيدي بلعباس ثم إتحاد مناجم الحراش بركلات الترجيح بملعب 17 جوان بقسنطينة وإتحاد سطيف بملعب 20 أوت. ليقصى بطريقة غريبة وغير منتظرة بملعب 5 جويلية في سهرة رمضانية أمام مؤسسة بناء قسنطينة والمعروف بالكراك. لحد كتابة هذه الأسطر يبقى الفريق يصارع البقاء ويرفع التحدي أمام أصعب الظروف وبعيدا عن الاستقرار رغم تحقيق بعض النتائج الإيجابية، بداية من تحقيق الصعود سنوات 1993، 1998 و2003 إلى بطولة القسم الأول. لكن يبقى السقوط في الموسم الرياضي الموالي، حيث يأمل الجميع أن تكون الاحتفالات المئوية بوجود الغالي ضمن الرابطة المحترفة الأولى.
أسماء رياضية، تاريخية و ثورية… الحاج علي مومن أقدم لاعب في صفوف الڤالية
من أقدم لاعبي فريق غالي معسكر الذي قدم الكثير وشارك زملاءه أفراح هذا النادي التاريخي والعريق رفقة القطني، الماحي، القوشي، هوبا، باش، لاغا الصادق، بوخودمي، كيري، بهلول وغيرهم، الحاج علي مومن صاحب 93 سنة. فهو متقاعد من مديرية الضرائب في منصب مفتش، الذي كان ليومية بولا حوار طويل وشيق رفقته أين تطرق إلى كل المراحل من مشواره الكروي ونضاله الثوري والكشفي. فتحية شكر وتقدير للحاج علي مومن و أطال الله في عمره.
حمزة بن شنان LE PRESIDENT
من بين أحسن وأفضل الأسماء التي قادت سفينة الغالي حيث يبقى المرحوم حمزة بن شنان اسما راسخا في السجل التاريخي لهذا النادي من خلال الطريقة الاحترافية التي كان ينتهجها في تسيير الفريق، وكذا قدرته العلمية الواسعة، حيث لا زال اسمه في قلوب أبناء مدينة معسكر. خاصة من ذالك الجيل الذي حقا كان محظوظا للتمتع بمؤهلات هذه الأسماء التي مرت عبر تاريخ الغالي سواء رؤساء، لاعبين أو مسيرين.
الأسطورة الماحي والمنتخب الوطني
صورة تاريخية للمنتخب الجزائري بملعب العناصر وبالضبط يوم الأول من شهر جانفي 1964 في مواجهة كروية ودية أمام ألمانيا الفيدرالية. أين حقق المنتخب الوطني فوزا رائعا بثنائية دون رد من توقيع المعسكري الماحي خنان في د8 وزميله أحمد وجاني في د31.
جيلالي ملياني شخصية وأناقة
النجاح الذي حققه فريق غالي معسكر في تاريخه أين تحدى الأندية الأوروبية وترك بصمات لا زال الجميع يتذكرها لم يأتي ذلك بالصدفة وإنما بالتفاف أبناء النادي على غرار الرئيس المرحوم جيلالي ملياني الذي حقق الصعود مرتين رفقة الغالي، الذي يشهد له الكل بشخصيته القوية وثقافته الواسعة التي كانت تشرف كل من هو معسكري وتزيده فخرا.
لكحل والهلالي الطاقم الطبي التاريخي للغالي
تحمل هذه الصورة التاريخية ثنائي الطاقم الطبي لفريق غالي معسكر منذ سنوات السبعينات إلى غاية التسعينيات بالنسبة للمرحوم الحاج لكحل ولد عزالدين الغني عن كل التعريف، الذي يظهر على يمين الصورة والذي منح كل خبرته ومؤهلاته لصالح هذا النادي، ليغادرنا للأبد بعد معاناة مع المرض. بينما على يسار الصورة المرحوم الحاج أحمد الهلالي طبيب الفريق والذي واصل خدمته ومهمته النبيلة للغالي دون مقابل.
الماحي، ريمون كوبا و زيدان
لقاء تاريخي بين أساطير الكرة المستديرة بقيادة المعسكري صاحب الرأس الذهبي خنان الماحي مع صديقه النجم ريمون كوبا بالإضافة إلى اسم آخر ثقيل في كرة القدم، جزائري الأصل زين الدين زيدان. الصورة أخذت بمركز كليرفونتان على هامش لقاء نجوم الكرة الذين قدموا الكثير وأمتعوا الجماهير الغفيرة ضمن البطولة الفرنسية، ولحد اللحظة لا زالوا يصنعون الحدث بعد ما تركوا بصمات من ذهب.
لقاء الأساطير، بلومي بيكانباور
صورة أخرى من التاريخ أين يظهر عليها أحد أحسن رقم 10 لكل الأوقات بقارة إفريقيا وصاحب الكرة الذهبية سنة 1981 وفي عمره آنذاك سوى 23 سنة. إنه لخضر بلومي رفقة القيصر الألماني فرنز بيكانباور على هامش اللقاء الاستعراضي في شهر أوت 1982 بنيويورك الأمريكية بين منتخب أوروبا ونجوم باقي العالم. وهي المواجهة التي سجل فيها بلومي هدفا في مرمى دينو زوف.
الغالي نجمة واحدة، رجال وتاريخ
يبقى تاريخ 8 جوان 1984 في ذاكرة المعسكرية وبالضبط في شهر رمضان المبارك في لقاء الحسم أمام أقوى فريق في البطولة الجزائرية، جمعية إلكترونيك تيزي وزو والفائز يتوج باللقب الذي حسمه أشبال الماحي خنان بفضل هدف خليلي الهادي في الدقيقة ال12. وهو الهدف الذي كان كافيا لدخول الفريق للتاريخ عند صافرة الحكم كوسة. اللقب جاء بفضل سياسة منتهجة كانت موفقة على كل الخطوط، أين نال الغالي لقب مرحلة الذهاب وضيع مرتين فقط المرتبة الأولى. كما نال لقب أفضل هجوم، هذه المعطيات تؤكد الاحترافية في العمل والتركيبة البشرية التي كانت أغلبها من مدرسة الغالية.
أحمد درعي