تحقيقات وروبورتاجات

سرباح رحل… شمعة حراسة المرمى الجزائرية تنطفئ… 

رحل عنّا وإلى الأبد لاعب المنتخب الوطني السابق مهدي سرباح و الذي وافته المنية، منتصف نهار أول أمس، عن عمر ناهز 68 سنة، بعد معاناة مع المرض…

انطفأت شمعة أخرى من شموع الفريق الذي صنع ملحمة خيخون الشهيرة، الذي صنع تاريخ كرة القدم الجزائرية، وكان الفقيد رفقة نجوم آخرين ضمن التشكيلة الذهبية التي أبهرت العالم و وقفت سداً منيعاً في وجوه الألمان سنة 1982، الذي وقّع صفحة مشرقة في تاريخ كرة القدم الجزائرية…

مسيرة ذهبية لفقيد الكرة الجزائرية مهدي سرباح، الذي تألق بشكل كبير وأعطى الكثير للرياضة الجزائرية كلاعب، مدرب ومسير ضمن محطات عديدة…

وقد أسهم في تأهل الخُضر الأول تاريخيا إلى نهائيات كأس العالم “إسبانيا 1982″، وشارك في الإنجاز التاريخي بالفوز على منتخب ألمانيا بهدف لاثنين في المونديال ذاته، قبل أن يُقصى المنتخب الوطني بسبب فضيحة المؤامرة بين منتخبي ألمانيا والنمسا، ومباراتهما الشهيرة بإطار الجولة الأخيرة من دور المجموعات.

ولعب الحارس المولود يوم 3 جانفي عام 1953، إلى جانب أساطير لكرة القدم الجزائرية على غرار لخضر بلومي ورابح ماجر وصالح عصاد، وكان يشكل ركيزة أساسية في تشكيلة المنتخب الوطني خلال الفترة الممتدة من عام 1975 إلى 1986، والتي حمل خلالها قميص منتخب الجزائر في 62 مباراة دولية، كما شارك في مونديال إسبانيا 1982 وكؤوس إفريقيا للأمم أعوام 1980 و1982 و1984، فضلا عن الألعاب الأولمبية عام 1980.

سرباح تُوج مع منتخب الجزائر بالميدالية الذهبية في ألعاب البحر الأبيض المتوسط عام 1975 بالجزائر، فضلا عن برونزية في ذات المسابقة عام 1979 بيوغسلافيا سابقا، وذهبية الألعاب الإفريقية عام 1978 بالجزائر، كما لعب نهائي كأس أمم إفريقيا 1980 أمام نيجيريا، والذي خسرته الجزائر بثلاثية نظيفة.

أما على مستوى الأندية، فلعب الراحل مهدي سرباح لأندية اتحاد الجزائر وشبيبة القبائل ورائد القبة، وتوج بالعديد من الألقاب المحلية؛ منها 5 ألقاب في الدوري (4 مع شبيبة القبائل وواحد مع رائد القبة)، بالإضافة إلى لقب في مسابقة كأس الجزائر، كما عمل مدربا لحراس المرمى في عدة أندية جزائرية وفي تجارب خارجية، منها مع ناديَي الريان والسد القطريين في الفترة الممتدة من 2005 إلى 2013.

وقدم الفقيد الكثير من الأفكار من أجل ترقية كرة القدم الجزائرية، حيث ساهم لسنوات في المجهود العام لانتقاء المواهب وتشجيعها ضمن عمل منظم للوصول إلى مستوى مميّز.

وقدم مهدي سرباح إضافة في كل محطة ضمن مسيرته الذهبية، بفضل تحليله ومعرفته الواسعة لكرة القدم من الناحيتين الفنية والتنظيمية.

رحم الله الفقيد… إنّا لله وإنّا إليه راجعون.

الرئيس تبون عدم تعازيه لعائلة سرباح

هذا و قد تقدم رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بتعازيه لعائلة أسطورة حارس مرمى المنتخب الوطني سابقاً مهدي سرباح، و هذا عبر تغريدة عبر موقع التواصل الإجتماعي تويتر، جاء فيها:” أتقدم بتعازيّ الخالصة، لعائلة مهدي سرباح، فقيد الكرة الجزائرية والحارس الأسطوري الأسبق لفريقنا الوطني، كما أعزّي كل محبّيه والأسرة الكروية. إنّا لله وإنّا إليه راجعون.” يذكر أن فقيد كرة القدم الجزائرية يحظى بمكانة خاصة في قلوب جماهير كرة القدم الجزائرية و يحظى باحترام الجميع نظراً لأخلاقه العالية…

الفاف و بلماضي قدّما تعازيهما لعائلة اللاعب

هذا وقد نشر الحساب الرسمي للاتحاد الجزائري لكرة القدم، تعزية خاصة من قبل الناخب الوطني جمال بلماضي، لعائلة الراحل مهدي سرباح أسطورة حراسة المرمى الجزائرية، معبراً عن حزنه العميق برحيل واحد من خيرة ما أنجبت كرة القدم في الجزائر، كما وجّه رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، شرف الدين عمارة، تعازيه القلبية، لأسرة كرة القدم، وعائلة سرباح، إثر وفاة الحارس الأسبق للمنتخب الوطني، وعزى رئيس الفاف، باسمه وباسم أعضاء مكتبه الفيدرالي، أسرة كرة القدم، وعائلة الفقيد، راجيا المولى أن يتغمده برجمته الواسعة، ويلهم ذويه الصبر والسلوان.

رائد القبة لعب مواجهة أمس بشارات سوداء 

و حزنا على رحيل الحارس الأسطوري للمنتخب الوطني و أحد رموز كرة القدم الجزائرية، لعب نادي رائد القبة مباراته أمس صفاء خميس مليانة على أرض الأخير بشارات سوداء باعتبار أن سرباح حمل ألوان الرائد في سنوات الثمانينيات، كما نشر النادي بيانا رسميا قدم من خلاله تعازيها الخالصة لأسرة كرة القدم الجزائرية إثر وفاة أسطورة حراسة المرمى مهدي سرباح بعد صراع مع مرض عضال، كما طالب الإتحاد الجزائري بإقرار دقيقة صمت في كل ملاعب الجمهورية خلال جولة أمس.

و الحارس دوخة نعى رحيل سرباح بحزن كبير

ومن جانبه، فإن الحارس الدولي الجزائري، عزالدين دوخة، كان قد نعى رحيل أسطورة كرة القدم الجزائرية مهدي سرباح، خاصة و أن هذا الأخير كان وراء اكتشاف حارس شبيبة القبائل و ساهم بشكل كبير في تألقه من خلال المتابعة و النصائح التي ظل يقدمها له، حيث نشر دوخة عبر ستوري صفحته الرسمية على موقع التواصل الإجتماعي انستغرام، فيديو للراحل و هو يتحدث عن عنه و عن اكتشافه عندما كان يبلغ من العمر 14 سنة.

قالوا عن الراحل …

علي فرڨاني:” سرباح كان محترفاً قبل الجميع”

علي فرڨاني
علي فرڨاني

” سرباح رحمه الله كان يطبق الاحتراف بحذافيره قبل دخول الاحتراف للجزائر و قبل أن يحترف الجميع، كان يتميز بعديد الخصال الحميدة و تغلب على العوائق في رحلته مع كرة القدم، و رغم قصر طوله مقارنة بحراس آخرين إلا أنه خطف الأضواء من الجميع و نجح في كتابة اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ كرة القدم الجزائرية، و لعل مباراة ألمانيا الشهيرة خير دليل و هي التي أبهر الجميع من خلالها بلياقته العالية و تألقه الكبير، رحمه الله و جعله من أهل الجنة.”

صالح عصاد:” المرحوم كان رمزاً للعمل و المثابرة”

صالح عصاد
صالح عصاد

” عندما نقول سرباح نقول العمل و المثابرة و الإحتراف و هو الذي جعل نفسه رمزاً لها، وكان ملهماً للعديد من الشباب من أجل السير على خطاه، قدم الكثير لكرة القدم الجزائرية و كان رجلاً لا يحب الأضواء و الظهور كثيراً و لكن وضع بصمة في كرة القدم و الرياضة لا يمكن أن ننساها.”

عبد النور كاوة :” المرحوم كان حارساً كبيراً و رجلاً خلوقاً”

عبد النور كاوة
عبد النور كاوة

” كرة القدم الجزائرية فقدت رجل آخر و رجالاتها، و المرحوم مهدي سرباح واحد من أبنائها المخلصين و دخل تاريخ كرة القدم الجزائرية من أوسع أبوابها، كان حارساً كبيراً و رجلاً خلوقاً و إنساناً محترفاً بكل ما تحمله الكلمة من معنى و يسعى دوماً لتقديم العون للآخرين، رحمه الله.”

قاسي السعيد محمد:” ترك مكانه نظيفاً في كل مكان”

قاسي السعيد محمد
قاسي السعيد محمد

” الراحل سرباح كان رجلاً طيباً لأبعد الحدود، كان حارساً شجاعاً و الخوف لا يعرف طريقا الى قلبه، و ترك أجل البصمات سواء في المنتخب الوطني أو في رائد القبة أو شبيبة القبائل، و الآن لا ينتظر منا صديقنا العزيز سرباح سوى الدعاء، و نطلب من الله تعالى أن يرحمه و يغفر له و يجعله من أهل الجنة، إنا لله و إنا اليه راجعون.”

عمر بتروني :” الجزائر فقدت رجلاً و حارساً تاريخياً”

عمر بتروني
عمر بتروني

“تجمعني عشرة عمر مع سرباح، هو إنسان رائع و خلوق سواء داخل الميدان أو خارجه، و من المؤسف أن كرة القدم الجزائرية و الأندية التي لعب لها لم تستفد منه كثيراً و هذا ما يجب استدراكه مع لاعبين آخرين، نطلب له الرحمة و المغفرة و الصبر و السلوان لعائلته الكبيرة و الصغيرة، و رحيله هو خسارة كبيرة فالجزائر فقدت رجلاً و حارساً تاريخياً.”

خليفاوي مصطفى 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P