الأولىحوارات

 جعفر سعادة (مصور صحفي):  “لهذا السبب قررت اعتزال التصوير الرياضي”

يفتح جعفر سعادة قلبه لجريدة بولا الرياضية، ويسرد تفاصيل ولعه بالعمل الصحفي كمصور أحب فأبدع، وأتقن فتميز. و يكشف لنا في هذا الحوار عن سر تميزه وحبه وإتقانه للمهنة التي فتحتا له الباب ليجوب مختلف بلدان العالم. له  مع التصوير الرياضي قصة طويلة برز من خلالها مصورا محترفا مستندا إلى رصيد كبير يمتد لستة وعشرون  عاما من الخبرة والمهارة مع آلة التصوير.

كيف جاء اختيارك للتصوير الرياضي تحديدا دون غيره من مجالات التصوير؟

“السلام عليكم. شكرا لجريدة بولا الرياضة على هذا الحوار. أستطيع القول أنني اخترت فن التصوير، حيث أن بداياتي كانت مع جريدة الشعب. وكما  يعلم الكل أنه أي يومية تغطي كل النشاطات سواءا سياسية، اجتماعية أو رياضية. و أنا بدوري كنت أغطي أي نشاط حتى أكتسب الخبرة. بعدها بسنة فتحت جريدة أخرى اسمها “أخبار العاصمة”. وبما أنها يومية جديدة وظفت العديد من الشباب ومن منبرها أستطيع القول أنني بدأت أتخصص في الرياضة. وكانت رئيسة القسم سامية بورماد حفظها الله و التي ساعدتني كثيرا. حيث منحتني رفقة المصور المخضرم عبد القادر شرف تغطية المباريات.  بعدها أصبحت أقوم بتغطية مقابلات مهمة في كالداربي مولودية الجزائر وإتحاد العاصمة، أو مباراة شبيبة القبائل ضد مولودية الجزائر. و هكذا كانت بدايتي بعالم الرياضة وعالم كرة القدم خاصة. وأصبحت أميل كثيرا للتصوير الرياضي خاصة  كرة القدم. فالشاب الذي يحب كرة القدم ويعمل بها سيبدع كثيرا.”

ما هي الصعوبات التي واجهتك في مسيراك المهنية؟

”  المصور في الجزائر و في جميع المجالات للأسف مهمش. أستطيع القول أنه في الشارع يلقى صعوبات، خاصة عندما يقوم بروبورتاج أو تغطية. وكلنا نعلم أن المجتمع لا يجب الصورة.  وفي الجرائد للأسف أغلبهم يصنفون المصور في الدرجة الثانية بعد الصحفي رغم أن الصورة هي أهم من المقال. بالإضافة للمشاكل في الملاعب أن يكون معرضا للرمي بالحجارة أو  للاعتداء. علاوة على ذلك آلة التصوير باهضة الثمن وأعرف العديد من المصورين يقتنون آلة التصوير من مالهم الخاص. وهذا الأمر لا يساعد أي مصور حتى عند بيعه للصور لا تغطي مصاريفه و تنقلاته وخاصة التعب الذي يشعر به. أتمنى أن تتحسن الأمر في المستقبل. فالمصور الرياضي يتعب كثيرا مقارنة بمن  يعمل في فندق من أجل تغطية ندوة صحفية. لهذا أتمنى أن يمنحوا للمصور الرياضي حقوقه الكاملة بإذن الله.، خاصة أن البعض أصبح يأخذ الصورة و ينشرها عبر موقع الفيسبوك بدون ذكر المصدر. لقد قمت بدورات تكوينية في البحرين ورأيت المستوى المادي الذي يمنحونه للمصور الرياضي.”

و ماذا عن تجربتك مع الكاميرا؟

” تجربتي مع الكاميرا، بدأت بأول كاميرا عملت بها صراحة كنت الصقها بشريط لاصق أسود بسبب مشكل فني، حيث لم تكن آلات التصوير الرقمية موجودة آنذاك، ما يعني أن العمل كان شاقا جدا. أنا عايشت الجيلين و الحمد لله تدريجيا بدأت التغيير عندما يكون المصور مرتاح نوعا ما في عمله بإمكانه جمع مال ليغير العدسات وآلة التصوير حتى يحسن عمله، و حتى يبرز عمله وتطوره في التصوير. صراحة كانت لدي مغامرات كثيرة مع آلة التصوير كل مرة أحب أن أغير على حسب الإمكانيات.   الكاميرا هي جزء من حياتي ، في ظل التطور التكنولوجي للكاميرات أصبحت الكاميرات الآن سهلة الاستخدام.  في القديم كنت أصور بكاميرات وكان التصوير بها يتطلب الكثير من الوقت و التعب.  وكان إسقاط الإعدادات في الكاميرا إسقاطًا يدويا، ليس مثل الآن، فالكاميرات الرقمية (الديجيتال) صارت أسهل من خلال ضبط الإعدادات بشكل أوتوماتيكي ويدوي أيضا، والصورة الملتقطة تراها على شاشة الكاميرا، أما الكاميرات القديمة تنتظر الصور بعد تحميض الشريط. حاليا عالم الكاميرات عالم عميق جدا.”

 ماذا عن الكاميرات ذات الجودة والتقنيات العالية، وخاصة أن أسعارها مرتفعة جدا؟

”  صراحة اليوم نرى عدة ماركات من آلات التصوير. لكن المصور الرياضي يتتبع ماركة واحدة ويتتبع كل تقنياتها حتى يخرج صورة ذات جودة عالية. عن نفسي كنت اعشق ماركة “نيكون” وبعدها عندما بدأت مع “كانون” اعتزلت. آلات التصوير اليوم أصبحت باهظة الثمن تصل لأربعين مليون سنتيم. كان الله في عون المصور الرياضي لأنه صعب جدا اقتناء آلة بهاذ الثمن الباهظ. هناك بعض الجرائد عندهم إمكانيات يستثمرون بمثل آلات التصوير.”

ما أهم وأجمل الكاميرات التي استخدمتها وكم عددها ؟

” من أهم وأجمل كاميرات عملت بها كانت في جريدة النهار وجريدة الشروق ، ومجمع الإخبارية. و كل على حسب إمكانيات المؤسسة توفر لك الكاميرا بنوع جيد ، في مجمع الإخبارية كانت لنا معدات ممتازة لأنه كان هناك مشروع والذي لحد الساعة متواصل ولسوء الحظ أنني لن أكون معهم. لكن أحضرنا آلة تصوير باهضة الثمن لكن تجعل المصور يعمل بكل ارتياح.”

ما هي المواقف التي لا تنساها مع الكاميرا والصور؟

” صراحة لدي الكثير من المواقف لا تستطيع نسيانها لأنه كل تغطية لديها حكايتها ولحظاتها الخاصة، خاصة خارج الوطن والتي ستكون هناك مدة طويلة أين تعتاد كثيرا على آلة التصوير. فمثلا هناك حادثة كنت في تربص للمنتخب الوطني في 2010 بألمانيا  قبل كأس العالم وأتذكر جيدا الناخب سعدان  حدد قائمته ولم يختار الحارس زماموش كنا سنعود في نفس الطائرة. وأنا نسيت آلة التصوير كنت حامل لآلتين ونسيت واحدة منها في المطار كنت أعمل بمجمع النهار. وصعدت الطائرة وليس لدي الحق أنزل وأعود للمطار. فانتابني  حكمني خوف شديد صراحة، حتى رأيت الحارس زماموش حاملا إياها، قائلا لي هذه حقيبتك نسيتها في المطار.هذا الموقف لن أنساه أبدا.”

ما الصور التي تعتز بها كثيرا؟

” هناك عدة صور أعتز بها، من بينهم متسول وضعت صورته في الصفحة الأولى للجريدة، وظهرت عائلته تبحث عنه وكنت السبب في العثور عليه. أما الصورة الرياضة فكانت صورة عنتر يحي يعانق مطمور وهما يبكيان في حادثة أم درمان. صورة أحدث ضجة كبيرة وأخذت عليها أول جائزة. بالإضافة للعديد من الصور على غرار صور لاعبي المنتخب الوطني.”

هل هناك صورة لك معها ذكرى سيئة؟

“أسوأ صورة التقطتها إن صح التعبير أو بالأحرى كان لدي معها ذكرى سيئة، هي الصورة التي أدخلتني إلى السجن، سنة 2001، ووقع ذلك عندما قمت بتصوير فتاة في الشارع ووضعت تلك الصورة مع موضوع لا يتناسب معها، كان ذلك خطأ من الجريدة وليس مني أنا، والقضية أنني اتهمت بالقذف والتشهير، وأخذ الموضوع أبعادًا أخرى، لهذا أقول إن صورة الفتاة هي أسوأ صورة وذكرى بالنسبة لي.”

قرار الاعتزال لم يأتي بين ليلة وضحاها منذ متى وأنت تفكر في هذا الأمر؟

” نعم قرار الاعتزال جاء منذ خمسة أشهر. فلا يخفى على أحد بأن قيمة الصورة تراجعت كثيرا مقارنة  بالفيديو. فالمصور أصبح يتوقف مرغما أو يجد نفسه بدون عمل. أتسطيع أن أقول بأن مهنة المصور ستنقرض في الجزائر. خاصة مع الهواتف النقالة اليوم. كما أن معظم الناس باتوا لا يبحثون عن الجودة. خاصة مع الأزمات التي تعاني منها  جل الجرائد. لهاذ أردت الخروج من الباب الواسع. أنا بصدد التفكير في أهداف أخرى ومشاريع جديدة بحول الله.”

بماذا تحلم في مجالك بعد مسيرة طويلة مع الصورة؟

“أحلم أن بأن تتحسن أوضاع المصور الصحفي، في هذا الوقت الراهن عامة،خصوصا وأن هناك زملاء مصورين يعانون البطالة والتهميش ونقص في الفرص الممنوحة لأصحاب الخبرة في العمل، لذلك أريد كمصورين صحفيين رفع قيمة الوظيفة أو المهنة، ووضعها في المكانة التي تستحق.”

ما هي نصيحتك للشاب الصغير الذي يحلم بالتصوير وخاصة التصوير الرياضي؟

“نصيحتي للشاب الصغير المصور الذي يريد أن يقوم بالتصوير الرياضي، أقول له بأن  المهنة صعبة لأنه في زمن التكنولوجيا يجب أن تكون لك معدات في المستعوى. فعند تغطيتك لمباراة يجب أن تكون مسرع لتبعث الصور لجريدتك. يجب أن تكون صبور وتحب مهنتك كثيرا. لا يجب أن تعتبرها مهنة من أجل المال فقط، لأنه بكل صراحة سوف لا تكسب في الحين. يجب الصبر وأن تكون مميز ويجب عليك التركيز كثيرا خاصة في المقابلات صور الأهداف مهمة صور فرحة اللاعبين مهمة أيضا. هذا ما يجعلك مميز ومحترف بكل صراحة.”

كلمة ختامية…

“أتمنى كل الخير لوطننا الحبيب، و للصحافة. أتمنى أن يتحسن حال هذا القطاع، و يتحسن خاصة المصورين، خاصة قسم التصوير الرياضي إن شاء الله. نمتلك مصورين جيدين لكن يجب تشجيعهم كثيرا. لابد من تحسين أوضاعهم ويمنحوا لهم الإمكانيات وسنرى بإذن الله المستوى يرتفع. يجب إيقاف نشر الصور على المواقع دون ذكر المصدر. وان شاء الله تصلح الأحوال وبالتوفيق لجميع المصورين الرياضيين.”

حاورته:  وداد هاشم

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P