شباب قسنطينة… طوق نجاة الكرة الجزائرية في المحافل القارية هذا الموسم

على وقع إنجاز تاريخي، خطّ شباب قسنطينة اسمه بحروف من ذهب في السجل القاري، محققًا تأهله إلى الدور النصف نهائي من كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم لأول مرة في تاريخه، هذا النادي الذي يحمل إرثًا عريقًا في كرة القدم الجزائرية أثبت مجددًا أنه قادر على تحقيق المستحيل، بعد أن قدم أداءً بطوليًا في مباراتي الذهاب والإياب أمام منافسه اتحاد العاصمة. في لحظة استثنائية، أظهر شباب قسنطينة عزيمة لا تلين وإصرارًا دفع الفريق إلى تخطي التحديات، ليعيش جمهور سيرتا حلمًا طال انتظاره.
و نجح أبناء المدرب خير الدين مضوي في تجاوز الصعاب، حيث تمكنوا من العودة بقوة بعد تعادل مباراة الذهاب في ملعبهم، ليكتبوا فصلاً جديدًا من أمجاد الكرة الجزائرية في ملعب 5 جويلية، في مواجهة شهدت حماسة وتحديًا كبيرين انتهت بضربات الترجيح التي ابتسمت للأفضل في المباراتين. هذا الإنجاز ليس فقط انتصارًا للفريق، بل رسالة تحمل في طياتها الفخر والأمل لجماهير الجزائر التي تعيش لحظة فرحة وسط إخفاقات بقية الأندية الوطنية في المنافسات القارية. شباب قسنطينة، برغم جميع التحديات والخصم الصعب القادم، يؤكد بجدارة أنه يُمثل الحلم الجزائري القاري في هذه النسخة من البطولة. إنه ليس مجرد تأهل للدور نصف النهائي، بل بداية قصة ملهمة قد تحمل طموحات التتويج الأول باللقب القاري، ما يعكس إرادة وإصرار الفريق على كتابة التاريخ.
شباب قسنطينة يواجه تحديًا قويًا أمام بركان لتحقيق حلم الوصول إلى النهائي
يستعد فريق شباب قسنطينة لخوض مباراة نصف النهائي من كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم لأول مرة في تاريخه، حيث يواجه نادي نهضة بركان المغربي. هذا اللقاء المرتقب يحمل بين طياته الكثير من التحديات، ولكنه أيضًا فرصة ذهبية لرفقاء المايسترو إبراهيم ذيب لصنع التاريخ والاقتراب من تحقيق الحلم القاري. نجاح شباب قسنطينة لم يكن وليد الصدفة، إذ أثبت الفريق علو كعبه خلال مشواره في البطولة، وقدم أداءً استثنائيًا يعكس قوة وترابط المجموعة بقيادة المدرب خير الدين مضوي. لقاء نصف النهائي أمام نهضة بركان، الذي حقق إنجازات كبيرة هذا الموسم، يشكل اختبارًا حقيقيًا لشباب قسنطينة، خاصة أن الطريق أصبح مفتوحًا في ظل غياب أندية عملاقة مثل نادي الزمالك المصري وبطل النسخة الماضية اتحاد العاصمة. شباب قسنطينة يمتلك فرصة حقيقية للتفوق، خاصة مع غياب الضغط الذي يمكن أن يواجه الفرق المعتادة على الألقاب القارية. المباراتان المقررتان، الأولى يوم 20 أفريل في ملعب نهضة بركان والثانية يوم 27 أفريل في ملعب الشهيد حملاوي بقسنطينة، ستكونان حاسمتين لتحديد ملامح الفريق الذي سيصل إلى المباراة النهائية.
خير الدين مضوي… صانع المجد القاري

منذ تتويجه بلقب رابطة أبطال إفريقيا سنة 2014 مع وفاق سطيف، أثبت المدرب الجزائري خير الدين مضوي أنه واحد من أفضل المدربين في القارة الإفريقية، بفضل فكره التكتيكي وقدرته على قراءة المباريات بشكل دقيق. وها هو اليوم يقترب مرة أخرى من تحقيق إنجاز قاري جديد، بعد أن نجح في قيادة شباب قسنطينة إلى نصف نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية لأول مرة في تاريخه، ليؤكد أن بصمته التدريبية لا تزال مؤثرة وقادرة على تحقيق النجاحات. عندما توّج مضوي برابطة الأبطال مع وفاق سطيف سنة 2014، كان الفريق الجزائري في أوج عطائه، حيث تمكن بفضل العمل الجماعي والانضباط التكتيكي من الإطاحة بأكبر الفرق الإفريقية والوصول إلى منصة التتويج عن جدارة.
ذلك اللقب جعله أصغر مدرب جزائري يفوز بأكبر بطولة للأندية في القارة، وأثبت حينها أنه يمتلك رؤية تدريبية ناضجة وطموحًا يتجاوز الحدود المحلية. واليوم، وبعد عشر سنوات من ذلك التتويج التاريخي، يواصل مضوي كتابة فصول جديدة من المجد الكروي، وهذه المرة مع النادي الرياضي القسنطيني الذي أصبح يمثل الأمل الجزائري الوحيد في المنافسات القارية. نجاح شباب قسنطينة هذا الموسم لم يكن محض صدفة، بل جاء ثمرة لعمل كبير بدأ منذ قدوم مضوي إلى النادي، حيث قام بتطوير النهج التكتيكي وتعزيز روح الفريق، مما انعكس إيجابًا على النتائج داخل الملعب. الفريق قدم أداءً قويًا خلال مشواره في البطولة، واستطاع تجاوز عقبات صعبة، أبرزها الفوز على اتحاد العاصمة في ربع النهائي في مواجهة كانت مليئة بالإثارة والندية. إدارة شباب قسنطينة منحت المدرب الثقة الكاملة في مشروعه، وهو اليوم يقود الفريق نحو حلم التتويج باللقب القاري، واضعًا نصب عينيه تحقيق إنجاز جديد يضاف إلى سجله الحافل.
تنتظر شباب قسنطينة مواجهة صعبة أمام نهضة بركان في نصف النهائي، حيث سيكون أمام تحدٍ كبير أمام فريق تمكن من التتويج بالدوري المغربي لأول مرة في تاريخه، بالإضافة إلى مسيرته المتميزة في كأس الكونفدرالية الإفريقية. لكن مضوي يعلم جيدًا كيف يتعامل مع مثل هذه المواجهات الصعبة، مستفيدًا من خبرته الطويلة في البطولات القارية، حيث سيعمل على وضع خطة متكاملة تمكن فريقه من مجاراة المنافس وخلق أفضل الظروف للتأهل إلى النهائي. بفضل شخصيته القيادية وقدرته على تحفيز اللاعبين، نجح مضوي في زرع الروح القتالية في تشكيلة شباب قسنطينة، حيث أصبح الفريق يلعب بثقة كبيرة ويؤمن بقدرته على تحقيق الانتصارات مهما كانت قوة المنافس. إ
ن تجاوز نهضة بركان سيكون بوابة لحلم أكبر، حيث سيصبح النادي القسنطيني على بعد خطوة واحدة من تحقيق المجد القاري الذي يطمح إليه عشاق الفريق منذ سنوات. إذا تمكن خير الدين مضوي من قيادة شباب قسنطينة إلى النهائي، فسيكون قد عزز مكانته كواحد من أفضل المدربين الجزائريين في تاريخ الكرة الإفريقية، خاصة إذا نجح في إضافة لقب جديد إلى خزائنه، ليؤكد مرة أخرى أن تجربته وخبرته تجعله الرجل المناسب لصناعة الأمجاد في الملاعب الإفريقية. فهل يكون هذا الموسم شاهدًا على تتويج جديد لمضوي في الساحة القارية؟ الأيام المقبلة ستكشف عن الإجابة، لكن الأكيد أن المدرب الجزائري يواصل رسم مسيرة ناجحة تعكس العمل الكبير الذي يقوم به، والطموح الذي لا حدود له لتحقيق الإنجازات التاريخية.
مهدي آيت قاسي (صحفي):“السياسي أمام فرصة معانقة التاج القاري”

قال الصحفي الجزائري مهدي آيت قاسي إن تأهل النادي الرياضي القسنطيني للدور نصف النهائي من كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم جاء عن جدارة واستحقاق. وأضاف: “احترم المنطق الكروي في مباراة الإياب، حيث استطاع أبناء سيرتا، بعد تضييع العديد من الفرص في مباراة الذهاب، استغلال تراجع اتحاد العاصمة وغياباته والسيطرة على وسط الميدان، ليكونوا الأفضل في مجمل المباراتين”. وأشار إلى أن ركلات الترجيح ابتسمت للنادي الرياضي القسنطيني، مما جعل التأهل تاريخيًا ويمنح الفريق فرصة الحلم بمعانقة التاج القاري لأول مرة في تاريخه.
وفي حديثه عن أداء اتحاد العاصمة، قال مهدي آيت قاسي: “رغم ثراء تشكيلته وامتلاكه لعناصر مميزة، عجز الفريق عن تجاوز ربع النهائي ودفع الثمن غاليًا بسبب تغيير المدرب، الغيابات العديدة، والخيارات الخاطئة في بداية الموسم”. وأوضح أن هذه العوامل ساهمت في تراجع الفريق بشكل رهيب. وأضاف: “رغم نجاح اتحاد العاصمة في خطف التعادل في مباراة الذهاب في قسنطينة، فإن مباراة 5 جويلية شهدت عجز هجوم الفريق عن ترجمة الفرص المتاحة، كما لم يستطع الدفاع الحفاظ على التقدم في النتيجة، ليخسر الفريق بركلات الترجيح في سيناريو مؤلم لعشاق الأسود والأحمر.”
وتطرق الصحفي أيضًا إلى أداء مولودية الجزائر في دوري أبطال إفريقيا قائلاً: “أبلى فريق مولودية الجزائر بلاءً حسنًا في مباراة الإياب وكان قاب قوسين أو أدنى من مباغتة فريق أورلاندو بايرتس الجنوب إفريقي، الذي استسلم لقوة العميد وتفوقه الفني.” وأوضح: “اختار ممثل البافانا بافانا الحفاظ على تقدم مباراة الذهاب وتسيير المباراة لتبقى النتيجة كما هي، وهو ما نجح فيه.” وأضاف أن إقصاء مولودية الجزائر كان مريرًا، لكنه يحمل في طياته تباشير بمستقبل مشرق للفريق، إذا نجح في الحفاظ على استقراره ومواصلة تدعيم تشكيلته نوعيًا. وختم مهدي آيت قاسي تصريحاته قائلاً: “التعود على لعب الأدوار المتقدمة في أقوى مسابقة إفريقية للأندية يمكن أن يرفع من حظوظ مولودية الجزائر في المنافسة بقوة على التاج القاري.”
عصام فارح (صحفي):“النادي القسنطيني من أبرز المرشحين للتتويج القاري”

قال الصحفي الجزائري عصام فارح إن تأهل فريق شباب قسنطينة إلى الدور نصف النهائي من كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم كان متوقعًا، إذ كانت جميع الإحصائيات تصب في مصلحته وترشحه بقوة لبلوغ هذا الدور المتقدم. وأضاف فارح: “إذا نظرنا إلى ما قدمه أشبال المدرب ماضوي خلال دور المجموعات، ندرك أن تأهلهم لم يكن محض صدفة، بل هو نتيجة الأداء المميز الذي قدموه، مما يجعلهم أحد أبرز المرشحين للتتويج بكأس الكاف في هذه النسخة.” وتطرق فارح إلى إقصاء مولودية الجزائر من منافسات دوري أبطال إفريقيا، مشيرًا إلى أنه امتداد لإخفاق الأندية العاصمية في الوصول إلى الأدوار المتقدمة في هذه البطولة القارية. وقال الصحفي الجزائري: “مولودية الجزائر، وقبلها شباب بلوزداد، هما فريقان عريقان، لكنهما لا يملكان تقاليد التتويج القاري للأسف.
هذه الأندية بحاجة إلى مراجعة ذهنية الاحترافية التي يُقال إنها تميزها، حتى تتمكن مستقبلًا من المنافسة بقوة في هذه البطولة.” وأضاف فارح: “للمنافسة مستقبلًا على مستوى عالٍ، يجب أن تعمل فرقنا على مجاراة أندية مثل ساندونز وبيراتس، فالفرق الكبرى مثل الأهلي والترجي تبدو بعيدة المنال في الوقت الحالي.” وختم حديثه قائلاً: “إذا أرادت الأندية الجزائرية الوصول إلى مستويات تنافسية أعلى، فعليها إعادة النظر في أساليب تسييرها والرفع من مستوى العمل الاحترافي داخل الفرق، حتى تتمكن من تحقيق نتائج أفضل مستقبلاً.” تصريحات الصحفي عصام فارح تعكس واقع الكرة الجزائرية في المنافسات القارية، وتسلط الضوء على التحديات التي تواجه الأندية في سعيها نحو الألقاب الإفريقية.
سمير كعبوش (صحفي):“المنافسة على كأس الكاف حق مشروع”

قال الصحفي الجزائري سمير كعبوش إن تأهل شباب قسنطينة إلى الدور نصف النهائي من كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم كان مستحقًا بالنظر إلى المردود الذي قدمه الفريق في مباراتي الذهاب والإياب. وأضاف كعبوش: “في مباراة الذهاب، كان بإمكان شباب قسنطينة حسم النتيجة في الشوط الأول بهدفين على الأقل، لولا عودة اتحاد العاصمة في الشوط الثاني، ما جعل اللقاء ينتهي بالتعادل.” وأوضح أن الفريق كان على دراية كاملة بقدرته على قلب الموازين في لقاء الإياب، بالنظر إلى أدائه الجيد في مباريات العاصمة، خاصة أمام الفرق العاصمية، حيث سبق له الفوز على شباب بلوزداد بثنائية نظيفة في البطولة، وأيضًا على اتحاد العاصمة في الموسم الماضي بملعب 5 جويلية.
وأضاف كعبوش: “في مباراة الإياب، فرض شباب قسنطينة إيقاعه، وكان بإمكانه إنهاء المباراة في الشوط الأول لولا سوء الحظ والفرص الضائعة، خاصة من بن حسيني.” وأشار إلى أن الفريق تلقى هدفًا عكس مجريات اللعب من ركلة جزاء بعد خطأ دفاعي، إلا أن عزيمة اللاعبين بقيادة القائد ديب ساهمت في العودة بقوة في الشوط الثاني وتسجيل هدف التعادل، ليحتكم الفريقان إلى ضربات الترجيح. وأشاد كعبوش بقرار المدرب خير الدين مضوي ومدرب الحراس فيصل دني بإشراك الحارس خالد بوصوف مكان الحارس المتألق زكريا بوحلفاية، واصفًا الخطوة بأنها “ذكية وشجاعة”، خاصة بعد تألق بوصوف في التصدي لركلات الجزاء، مما أربك لاعبي اتحاد العاصمة وأدى إلى فوز مستحق لشباب قسنطينة.
وتحدث كعبوش عن حظوظ شباب قسنطينة في مواجهة نهضة بركان في نصف النهائي قائلاً: “الوصول إلى نصف النهائي لأول مرة في التاريخ إنجاز كبير، لكن المدرب خير الدين مضوي قال بوضوح إن الإنجاز الحقيقي هو الوصول إلى النهائي والمنافسة على الكأس، وهو حق مشروع.” وأوضح أن شباب قسنطينة سيواجه فريقًا قويًا مثل نهضة بركان، الذي يقدم مستويات مبهرة، حيث حسم الدوري المغربي بفارق 15 نقطة قبل سبع جولات من النهاية، وسجل أرقامًا استثنائية في كأس الكونفدرالية، منها 41 انتصارًا في 47 مباراة، ولم يتلقَ سوى هدف واحد طوال مشواره هذا الموسم. وختم كعبوش بالقول: “شباب قسنطينة يتحضر بشكل جيد لهذه المواجهة التاريخية، وينتقل بعد تنسيق مع الفاف إلى مركز سيدي موسى للتحضير، قبل السفر إلى المغرب لخوض لقاء الذهاب. عليه أن يتفاوض جيدًا في مباراة الذهاب ليحسم الأمور في لقاء العودة بملعبه في قسنطينة يوم 27 أبريل، أمام جمهور قياسي يتطلع لدعم الفريق في هذا المشوار البطولي.”
مصطفى خليفاوي