حوارات

“بريني” أحد مهندسي التتويج بكأس العرب 2021 لـ”بولا”:  “الخضر مطالبون بالفوز أمام بوركينافاسو لكن بعقلانية”

في البداية هل لك أن تطلعنا عن مشوارك مع رديف لازمو هذا الموسم؟

“الأمور تسير على ما يرام، واللاعبون يتجاوبون مع طريقة عملي في التدريبات، ويعلمون بكل إتقان و إخلاص، وأنا بدوري أحاول تقديم أفضل ما لدي لهم، رغم وجود بعض النقص على مستوى التعداد بما أننا في كل مرة نضطر للتدرب بـ15 أو 17 لاعبا فقط، لأن توقيت التدريبات لا يساعد البعض بما أنهم جامعيين أو في التكوين المهني،

ومن لديه منصب عمل، لذلك من الصعب بما كان أن تجمع 25 لاعبا دفعة واحدة في التدريبات، حتى بالنسبة لي التوقيت لا يساعدني باعتبار أستاذ للتربية البدنية في ثانوية باستور لذا لا أتمكن من حضور بعض الحصص التدريبية نظرا للارتباط المهني، ومساعدي مغربي محمد يعوضني و أمنح له برنامج العمل، حتى تكون هناك استمرارية في العمل و أتمنى أن تتحسن الأمور لاحقا.”

لاحظنا تحسنا واضحا في مستوى الفريق مؤخرا من حيث النتائج، ما السر وراء ذلك؟

“هذا صحيح، لقد كانت البداية صعبة، وأنا لم أكن حاضرا في أول جولتين بسبب تواجدي في القاع المقدسة من أجل أداء مناسك العمرة، لهذا لم ننطلق بشكل جيد، وبعدها بعد رجوعي من مكة وجدت أن الفريق يفتقد لريتم المنافسة، وعملنا بجد من أجل التدارك، والحمد لله الثمار أتت فيما بعد، واستطعنا الفوز في 4 جولات على التوالي، وتحسنا من الناحية البدنية و الفنية و التكتيكية و حتى الذهنية، وخلال مباراة شبيبة تيارت حذرت اللاعبين من استصغار الخصم،

لأننا كنا على بعد 4 نقاط عن الوصافة، أما الأسباب فهي نفسية رغم تحضيري لهم من هذه الناحية، لسوء الحظ لم نكن في يومنا، نصنع الكثير من الفرص إلا أن الفعالية غير موجودة، وتطور اللاعبين فنيا يسير ببطيء و عندما تضع الفرص تتلقى أهداف، إضافة لافتقادنا لبعض اللاعبين بسبب الاختبارات الجامعية، وأصاب البعض التعب جراء سفرية المدية، وهي كلها عوامل مجتمعة تسببت في هذه الهزيمة، لذا علينا تصحيح الأخطاء و ما هي إلا كبوة جواد.”

ما هو الهدف المسطر للرديف في ظل هذه المعطيات؟

“حتى أكون صريحا معكم بالنظر للمستوى الفني فأنا أراه بعيدا بالنظر لنوعية اللاعبين فهي لا تسمح لنا لا بلعب الأدوار الأولى و لا المنافسة على البطولة، من الصعب خاصة لست أنا من قمت بعملية جلب الانتدابات، لو أسند لي هذا الأمر يمكنني أن أراهن على لعب ورقة الصعود، المشكل أن من يتواجدون في القائمة مستواهم متوسط، وشغلي الشاغل هو تحسين مستواهم الفردي و خاصة من الناحية التقنية و التكتيكية.”

نتحدث عن البداية المتعثرة للخضر في أول مباراة للكان، كيف ترى تعادل أنغولا؟

“النتيجة كانت مخيبة لآمالنا جميعا، كنا نريد انتصارا في أول مباراة أمام أنغولا، لكن عندما ترى مستويات المنتخبات التي تصنف على أنها صغيرة، تلاحظ بأن الفروقات لم تعد موجودة و تقلصت بشكل كبير، لقد منا جيدين في الشوط الأول، ضيعنا فرصا خطيرة كانت قادرة على قتل اللقاء، وشاهدنا عملا جيدا من جهة بونجاح، بلايلي و آيت نوري، لذا أقول بأن هناك بوادر أمل ايجابية في المنتخب، والهدف جاء من ضربة جزاء ناجمة عن تصرف خاطئ من نبيل بن طالب، كما أن العامل البدني كان مؤثرا لكن لدي ثقة في التدارك خلال لقاء بوركينافاسو، فاللاعبون استفادوا من الدرس، ولديهم حافز أكبر لتحقيق الانتصار.”

ما هي الطريقة المناسبة التي ستسمح لمنتخبنا بتجاوز عقبة البوركينابيين؟

“لا يجب أن يعيش اللاعبون تحت الضغط و كأنها المباراة الأخيرة في الكان، إذ علينا أن نتعامل بذكاء و أن لا نندفع دون عقلانية نحو الهجوم، هناك آليات للفوز، وحتى التعادل لو حدث ليست مخيبة لأنه تبقى لنا فرصة أخرى في المباراة الأخيرة، خلال الدورات هناك ما يسمى بتسيير المجهود، والمشوار طويل و يتطلب مجهود بدني و مخزون لياقي، وحتى منتخب بوركينافاسو سيحاول الفوز للتأهل مباشرة لكنه لن يفتح أو يصنع اللعب حسب توقعي فنقطة تكفيه أيضا، لذا سيتكتل في الخلف و الانطلاق في هجمات معاكسة، ولهذا أحذر من الارتداد، والتوقيت صعب أيضا في فترة الظهيرة.”

أنت تعتبر من أبرز المحللين عبر تقنية الفيديو في الجزائر، هل لك أن توضح لنا أهمية هذا الأمر في تطوير اللعبة؟

“تقنية التحليل عبر الفيديو أصبحت جزءا مهما في كل الرياضات الجماعية و تحديدا كرة القدم، والفرق الكبيرة و المنتخبات تستعين بطاقم كامل من أجل هذا الأمر لإمداد المدرب بالبيانات، وإيجاد مكامن الخلل عند تحقيق نتائج مخيبة، ومتابعة طريقة لعب الخصوم، وهذه هي كرة القدم الحديثة، محلل الفيديو يجب أن يكون مدربا في الأساس، وليس من هب و دب يمارس هذه المهنة، لأنها تحتاج معرفة جيدة لكرة القدم، وهو يعتبر مساعدا للمدرب مكلف بالتحليل، مثله مثل المحضر البدني أو مدرب الحراس، حتى التدريبات في المستوى العالي يتم تحليلها آنيا عن طريق شاشة كبيرة يشرح من خلالها المدرب موضع الخلل، فهذا المجال كبير  و واسع، وبهذا يتحسن المستوى الفردي و الجماعي.”

كيف حال هذه التقنية عندنا هنا في الجزائر؟

“نحن بعيدون كل البعد عن تقنية تحليل الفيديو، رغم أن الفاف لديها نية لإقامة دورات للمحللين التكتيكيين، وهناك بعض المدربين لديهم الرغبة في استخدام هذه التقنية، إلا أن رؤساء الأندية لا يؤمنون بها و يرونها بمثابة مصاريف إضافية تثقل كاهلهم، والتحليل التكتيكي يجب أن يكون حتى في الفئات الشبانية و لا أن تقتصر فقط على مستوى الأكابر، لأن ذلك يدخل في العمل القاعدي.”

هل تطمح للتواجد ضمن طاقم تحليل الفيديو رفقة الناخب الوطني جمال بلماضي؟

“حاليا المنتخب الوطني لديه محلل فيديو، لكن هذا واجب وطني، وإذا جاءت الفرصة سأرحب بها بطبيعة الحال، لكن طموحي الرئيسي يبقى هو أن أصبح مدربا رئيسيا في النوادي على مستوى الأكابر، وأملك الشهادات اللازمة منها ماستر في الرياضة، وشهادة كاف “ب”، وقريبا سأشارك في شهادة الكاف “أ”، خلال الموسم الماضي عملت مدربا مساعدا في شباب عين تموشنت، وهذا الموسم مدرب رئيسي في رديف لازمو، رغم وجود اتصال من السيارتي حتى أكون ضمن طاقمهم الفني، إلا أنني فضلت أن أكون مدربا رئيسيا بغية تطبيق أفكاري، وأتمنى أن تتاح لي الفرصة قريبا.”

ألا ترى بأن مهمة التحليل عبر الفيديو قد فتحت لك أبوابا أوسع للبروز؟

“صحيح و أنا لا أنكر هذا الأمر، والبداية كانت مع مولودية وهران أين قمت بعمل جيد، وبعدها جاءتني الفرصة للعمل مع مجيد بوقرة في المنتخب الوطني المحلي و فزت معه بكأس العرب 2021 في الدوحة القطرية، كما حصلت على لقب كأس العرب لأقل من 17 سنة في سيق، وعملت مع منتخب أقل من 20 سنة، ومنتخب السيدات للأكابر، وهذا شرف كبير لي.”

هل لك أن تعود بنا إلى تجربتك و تتتويجك مع الخضر بكأس العرب؟

“كانت تجربة لا تنسى و لحظات تاريخية لن تحمى من ذاكرتي، قدمنا دورة ممتازة، في بلد رائع هو قطر، وملاعب عالمية تحضيرا للمونديال، وأشكر بوقرة كثيرا على ثقته، والسبب وراء الفوز باللقب هي رغبة اللاعبين، ومع مرور المباريات أصبحنا أكثر اقتناعا بأننا سننال اللقب، وهذا أيضا بفضل تركيبة المنتخب فجلهم كانوا قد لعبوا مع المنتخب الأول، ما جعلنا فريقا صعبا للغاية، دون أن ننسى حماس أنصارنا و جاليتنا في قطر لعبت دورا مهما، وحتى رئيس الجمهورية ساندنا بقوة و هنا زاد الحماس و سيرنا الدورة حتى للوصول للنهائي.”

في الأخير كيف تتوقع مشوار الخضر و ما هي المنتخبات المرشحة للتتويج؟

“لا يزال لدينا كل الفرص من أجل الذهاب لأبعد حد في كان كوت ديفوار، من الخطأ أن نقول بأننا سنصل لنصف النهائي على الأقل، علينا العمل بعقلية مباراة بمباراة، والطموح سيكبر مع توالي المواجهات و تزداد الرغبة بصفة تلقائية، لدينا ك الإمكانيات لتقديم دورة مميزة و محو صورة خروجنا من الدور الأول لنسخة الكاميرون، وأنا شخصيا لازلت متفائلا، من الصعب ترشيح منتخب بعينه، هناك عمالقة القارة على غرار نيجيريا، غانا، كوت ديفوار، السنغال و البقية فكلها ستقول كلماتها، لكن حذاري من المنتخبات التي تسمى صغيرة بين قوسين التي قد تحدث المفاجآت.”

بماذا تريد أن تختم؟

“أو أن أشكركم في الأخير على إتاحة هذه الفرصة لي لإبداء رأيي، وأتمنى أن أكون قد قدمت الإفادة المرجوة، وان شاء الله تكون لدينا فرص أخرى عبر هذا المنبر الإعلامي المتميز.”

حاوره: رامي.ب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P