الرابطة الثانيةالمحلي

شبيبة تيارت … الزرقاء لعبت أسوء مواجهة و حان وقت التغيير قبل وقوع الفأس على الرأس

وقف كلّ محبي الزرقاء أمسية الثلاثاء بمناسبة لقاء الجولة 12 أمام مولودية البيض على كارثة حقيقية في فريقهم، من خلال المستوى الهزيل الذي ظهرت به التشكيلة في المواجهة الأخيرة، والمشكلة هي أن الفريق لعب بدون روح تقريبا ولم يظهر بوجه مشرف مثلما تعود على الظهور في المواجهات السابقة. حيث أعطت تشكيلة مولودية البيض شارف درسا في كرة القدم لأسماء لامعة موجودة في الشبيبة، وهو ما حز في نفوس الأنصار. و أصبح من الواضح أنه حان وقت التغييرات في الشبيبة قبل أن تصل الأمور إلى ما لا يحمد عقباه. وكان الموعد مع أكبر قدر ممكن من الفرص الضائعة للشبيبة، وتوغل المهاجمون مثلما يشاءون وسط تشتت الدفاع، حيث كان المحور خارج الإطار والدفاع كان مهلهلا، وهو ما ساهم بشكل كبير في هذه الكارثة الكبيرة.

أسوأ مباراة للشبيبة منذ مواسم

والأكيد أن مواجهة مولودية البيض هي الأسوأ للشبيبة منذ مواسم، فقد سبق لها أن انهزمت في الجولات الأولى ، لكن ليس بهذا المستوى، وهو ما زاد من وقع الهزيمة والكارثة على الأنصار، حيث لم يتقبل أحد ظهور رفقاء فراز بذلك الشكل والخسارة بتلك الطريقة التي كانت ستكون مذلة و كارثية ، وتحسر كل من كان في ملعب البيض. ورغم أن الخسارة تبقى مرّة ويصعب هضمها بالنظر إلى التعداد الذي يضمه الفريق ورشحه الجميع للتنافس على الأدوار الأولى، إلا أنه يمكن القول إن الخسارة كانت متوقعة نوعا ما لعدة أسباب مهدت لها من البداية، ولم يتمكن اللاعبون من مقارعة أبناء البيض الذين صالوا وجالوا وكانوا حاضرين بدنيا. السبب الآخر أن عقول بعض اللاعبين كانت في مستحقاتهم المالية أكثر من شيء آخر، وهو ما أفقدهم التركيز. أما السبب الرابع فهو الغياب الكلي للمسيرين في البيض الذي أثر كثيرا في معنويات اللاعبين في مباراة كان من المفترض فيها أن يلتف الجميع حول الفريق. ويمكن القول إن الشبيبة عادت بأخف الأضرار من البيض بهدفين دون رد بسبب الظروف التي رافقت المباراة، ولكن ما لاحظه الجميع هو غياب حرارة اللعب لدى بعض اللاعبين الذين ظهروا دون روح. في وقت أظهر البعض الآخر محدودية مستواهه ولم يقدموا أدنى إضافة للفريق من حيث المستوى أو افتقادهم للروح القتالية،

حيث لم نقف على متعة الكرة من جانب الشبيبة، بل لم نشاهد نسوجا كروية، ولم تمرر الكرة بين لاعبي الشيبة لأكثر من دقيقة، فلم تتعد التمريرات 4 أو 5 بين اللاعبين، قبل أن تخطف الكرة منهم أو تضيع أو تسلم للمنافس بشكل عشوائي، وهو ما أوضح عمق المشكل الموجود في التشكيلة.

المشكل البدني واضح والفريق لم يقم بالتحضيرات اللازمة

وقد تأكد لكل من حضر المواجهة أن الشبيبة تعاني فعلا من مشكل بدني كبير، حيث كانت القدرات البدنية للاعبين منهارة وكان الفارق واضحا بين فريق المولودية والشبيبة، وهو ما يقودنا للحديث عن قضية التحضيرات البدنية للتشكيلة التي كانت محل انتقاد في البداية، إذ سبق أن كشفت الصحافة على أن الشبيبة لم تقم بالتحضيرات اللازمة، وقد تأكد الجميع أن الفريق فعلا لم يعمل في مرحلة التحضيرات الصيفية، وهو ما بدأ بالظهور حاليا، حين بدأت الأندية تجد ثمار العمل البدني. كما لم يفهم لاعبو الشبيبة ما حدث معهم ، حيث لم يتعرف أحد على الفريق، وكيف تلقى هذه الخسارة في وقت حسّاس للغاية ، كان يطمع فيه الأنصار إلى التقرّب أكثر من أصحاب المقدمة والتخلص نهائيا من مشكلة التواجد في المراتب المتأخرة، وهو ما لا يليق بسمعة النادي.

المشاكل كثرت وكان يجب توقع أمور مماثلة

وكان الكثير ممن يعرفون خبايا الفريق يتوقعون مثل هذا السيناريو، لأن كثرة المشاكل في محيط النادي سواء فيما يتعلق بقيادة الفريق أو في تسيير الفريق، أو قضية الأموال وأشياء أخرى كثيرة، كان من الضروري أن توجد لها حلول سريعة لتفادي الكارثة ولكن لا أحد تحرّك، وبقي كل شيء على ما هو عليه، وهو ما قاد التشكيلة للكارثة، قبل وقوع الفأس على الرأس ويقودها لأكثر إن تواصلت الأمور على نفس المنوال.

ويحاول الكثير إيجاد تفسيرات لما حدث في مواجهة الاخيرة، وما الذي جعل فريق عريق مثل شبيبة تيارت يلعب بتلك الطريقة فوق ويتلق اهداف بتمريرة قصير على شكل تيك تاك، رغم كلّ الإمكانات البشرية التي يتمتع بها التعداد. ولكن الإجابة إن كانت صريحة ستدين الجميع بدءا من اللاعبين وصولا للطاقم الفني والمسيرين وكل من يقف على الفريق، والجميع ساهم في هذه النتيجة السيئة للغاية، وبالتالي يجب أن يكون الجميع صرحاء و يعترفوا بأخطائهم، لتصحح مستقبلا ويعود الفريق من جديد للطريق الصحيح.

مهدي عبد القادر

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P