تحقيقات وروبورتاجات

هلال سيق … الهلال سقط و لم ينهض 

يعود تأسيس  النادي العريق هلال إلى سنة 1926 ، في مدينة سيق ولاية معسكر ، كما يعتبر  الهلال مثل أغلب النوادي الجزائرية التي تأسست في بداية القرن الـ19 ، و كان هدفها الأسمى محاربة الاستعمار في تلك الحقبة،   وذلك بإسماع صوتها للخارج ، لكن الاستعمار الفرنسي حاول بشتى الطرق القضاء على هذا النادي الذي عرف بنشاطه المتميز آنذاك، مما جعل مؤسسي الفريق يتوقفون لفترة عن النشاط ، و بعدها عاد الهلال من التوقف القصير بسبب ظلم الإستعمار، الذي قام بقتل بعض اللاعبين ، ليتم تشتيته ، و لم يستسلم البقية وعادوا مرة أخرى للفريق لإكمال هدفهم.

مدرسة كروية عريقة بتاريخ كبير 

لنادي هلال سيق تاريخ كبير ، حيث أنه من أقدم الأندية في الجزائر لا تزال نشطة ، وقدم النادي دوما نتائج جيدة و كان له جمهور فريد من نوعه ، خاصة خلال السنوات الذهبية أي فترة السبعينات، الثمانينات والتسعينات حيث وصل النادي إلى القسم الوطني الثاني ، في وقت مبكر وكان كل موسم يلعب ورقة الصعود إلى القسم الأول ، لكن ينتهي مصيره بالمؤامرات كما يحدث اليوم وتسلب منه البطولة ،  اليوم يلعب هذا النادي الذي كان يحسب له ألف حساب ، في القسم الجهوي  الأول ،  لعب في الفريق لاعبون من أمريكا اللاتينية وخاصة من البرازيل مثل بيدرو فيرا ، وأسماء كبيرة في كرة القدم الجزائرية وحتى في أفريقيا ، مثل ميلود هدفي ، حبيب بن قادة ، ميلود بن حليمة و غيرهم ، ودربه عدة مدربين كبار مثل علي فرقاني ، دريد نصرالدين ، مشري عبد الله .

حب الهلال يجري في دماء السيقلية 

يعرف أنصار هلال سيق بوفائهم و حبهم للفريق منذ القدم ،  كما أنهم يتعلقون بلون النادي الأحمر والأبيض ،  وأهم ما يميز السيقلية هو الأهازيج القوية التي يطلقونها في الملعب ،  حيث معروف عنهم منذ القدم  تأثيرهم الكبير في مباريات الفريق بالضغط و التشجيع طيلة المباراة و طيلة الموسم ،حيث أنهم كانوا يملؤون الملعب ، و  يضاف إلى هذا، تنقلاتهم الكثيرة إلى مختلف أنحاء الوطن ،  حيث أنهم أوفياء لفريقهم إلى درجة كبيرة ويقفون معه في السراء وفي الضراء ، وقد ساهموا بشكل كبير في عودة الهلال في الكثير من المرات للقسم الثاني ،  بفضل تواجدهم بأعداد كبيرة في الملعب.

المؤامرات حرمت الهلال من الصعود للقسم الأول في الكثير من المرات  

النقطة السوداء التي تبقى في أذهان محبي الفريق ، في فترة السبعينات و الثمانينات ، هي المؤامرات التي حرمت النادي من الصعود للقسم الأول ، لا سيما مباراة شباب عين تموشنت الأخيرة في بطولة القسم الثاني سنوات السبعينات ، أين كان هلال سيق يحتاج التعادل للصعود ، و فريق شباب تموشنت لا يحتاج  لنقاط المباراة ، و خسر آنذاك هلال سيق المباراة في عين تموشنت ضد الشباب المحلي ، وسط حسرة السيقلية ، الذي اتهموا اللاعبين بمؤامرة  ضد النادي ، لم يمر  وقت طويل و في سنوات الثمانينات ، أين كان الفريق يشرف عليه المدرب كينان ، و يلعب فيه كل من بلكدروسي و بن حليمة  و نجوم كثيرة من الغرب الجزائري ، تمكن الفريق من لعب ورقة الصعود لأخر لحظة ، أين خسرها في مدينة بلعباس ضد الإتحاد.

من مقارعة أعرق الفرق إلى القسم الجهوي

و يلعب حاليا فريق هلال سيق في القسم الجهوي الأول لرابطة سعيدة ، منذ ثلاث سنوات ، لم يتمكن الفريق من العودة إلى الأقسام العليا،  بسبب تهميش هذا النادي من طرف السلطات ، و بقاء نفس الوجوه على رأس الإدارة،  و هي  التي تتحمل مسؤولية  ما وصل إليه النادي  ، الذي كان يقارع كبار كرة القدم الجزائرية،  ليجد نفسه في الأقسام السفلى يبحث عن روحه الذي ذهبت مع الأجيال الجميلة.

حتى الجياساس لم تعوض حب الهلال 

على الرغم أن مدينة سيق لديها حاليا فريق شبيبة سيق يلعب في القسم الثالث ، في مستوى أفضل من الهلال ، إلى أن محبي كرة القدم في مدينة الزيتون ، لا يولون إهتمام كبير لهذا النادي،  نتيجة تعلقهم و حبهم الشديد لفريق القلب “كرواسون” ،  لا الملعب يمتلأ كما كان عليه مع الهلال ، و لا حتى الفريق يملك مشجعين أكبر من الهلال ، حيث أن مشجعي كرة القدم في مدينة سيق لديهم فريق واحد يحبونه ، و يأملون عودته إلى قسم الأضواء ، كما كان عليه الحال سابقا ، و نتيجة سقوط الهلال إلى الأقسام السفلى فقد عرفت مدينة سيق ، ابتعاد الجمهور عن الملعب كثيرا ، و حتى اللاعبين الشباب و الكبار هجروا  إلى فرق أخرى ، و هذا ما يؤكد أن الهلال شيء عظيم في مدينة سيق ، فبسقوطه  فقدت  مدينة الزيتون ، قاعدتها الرياضية لا من ناحية التكوين ، و لا من ناحية القاعدة الجماهرية التي كانت تعد نقطة قوة في الماضي.

غيرة الأنصار على الفريق لم تغيرها الظروف 

أنصار هلال سيق
أنصار هلال سيق

و كبداية كل موسم يتقرب الأنصار في مدينة سيق من فريقهم  المحبوب هلال سيق ،  و يطمحوا أن يكون هذا الموسم أفضل من سابقه ، حيث يطالب الانصار  كل مرة الإدارة بجلب لاعبين في المستوى للنهوض بالفريق ، باللعب على ورقة الصعود ، و رفع التحدي ، و إعادته إلى مكانته الحقيقية.

الإدارة تعتزم لعب ورقة الصعود هذا الموسم 

و بالحديث عن هذا الموسم فإن هلال سيق عازم على دخول البطولة بقوة ، حيث قامت الإدارة ، بعدة تعاقدات هي خليط بين الخبرة و الشباب ، حيث تعاقدت هذا الموسم مع اللاعب محمد ورزين  الذي طالما تألق في عدة أندية بارزة على  غرار مديوني و لوما و غريس  ،  بالإضافة إلى المخضرم بخبخ ، و بعض الشباب الطموح ، كما سيقود الفريق هذا الموسم المدرب بوط ،  في رحلة البحث عن الأمجاد و العودة إلى  المكانة الحقيقية  .

نبيل شيخي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P