كان لجريدة بولا شرف القيام بحوار حصري مع السيد مراقب الشرطة، وابري عبد الكريم، رئيس أمن ولاية وهران. المسؤول الأول عن الشرطة بالولاية أعطى لجريدة بولا خلال هذا الحوار كل التفاصيل اللازمة والإجراءات المتخذة قبل وخلال العرس المتوسطي الذي لم يبقى له سوى أيام معدودة. هذا والجميع يعلم أن للأمن ضرورة قصوى في حسن تسيير أي حدث رياضي وأن لرجال الأمن أهمية بالغة في الحفاظ على سيرورة النظام بالشكل الذي يضفي على أي تظاهرة نجاحا وجمالا. لمعرفة هذه الإجراءات تابعوا معنا هذا الحوار:
“السلام عليكم، شكرا لتلبية الدعوة سيدي، أولا ما هو دور الأمن فيما يخص ألعاب البحر المتوسط؟
” بسم الله الرحمن الرحيم، وعليكم السلام، لا شكر على واجب. كما يعلم الجميع أن الجزائر كانت قد احتضنت الطبعة السابعة سنة 1975 من الألعاب المتوسطية. تعتبر طبعة 2022 الثانية التي ستنظمها الجزائر وبالضبط ولاية وهران. سنسجل حضور ما يقارب 3590 شخص، من بينهم 3390 رياضي إضافة إلى المرافقين لهم. الأمن الولائي، تحت إشراف المديرية العامة للأمن الوطني، سطر برنامجا للتغطية الأمنية لهذه التظاهرة المتوسطية، المزمع تنظيمها بين 25 جوان حتى 6 جويلية. البرنامج سيأخذ بعين الاعتبار انطلاق منافسات الكرة المائية يوم 24 جوان في المسبح الأولمبي. وعليه إذا ما تحدثنا حول البرنامج الأمني، يجب التطرق أولا للجهاز الأمني الذي وضع والذي سيغطي كل المرافق الرياضية، كل الفنادق التي ستستقبل الضيوف والذي سيغطي خاصة المركب الأولمبي. هذا الأخير الذي يضم الملعب الأولمبي بطاقة استيعابية تقدر بـ 40 ألف متفرج، قاعة متعددة الرياضات بحوالي 7500 مقعد، إضافة إلى حوض السباحة بطاقة 3500 مقعد للمتفرجين. كلها مرافق ومنشآت سوف يتم تأمينها إضافة إلى تأمين الجماهير المتوافدة لمشاهدة مختلف الرياضات. هذا دون نسيان التأمين الشامل للقرية المتوسطية والتي ستستقبل معظم الرياضيين المشاركين”.
كانت مديرية الأمن الوطني قد وضعت برنامجا تكوينيا لأعوان أمن الملاعب، هل يمكن أن تتحدث لنا أكثر سيدي حول هذا التكوين؟
“أولا، أعوان أمن الملاعب هم طلبة مثلهم مثل المتطوعون. من الضروري جدا أن يعلم الجميع أن القاعدة الأساسية لنجاح ألعاب البحر المتوسط تكمن خاصة في “التطوع”. أعوان أمن الملاعب تم تكوينهم على دفعات في وهران، إضافة إلى الجزائر العاصمة، قسنطينة وورقلة. هؤلاء سيعطون إضافة نوعية لتسهيل ومواكبة كل التظاهرات سواء الرياضية، الثقافية والسياحية المبرمجة خلال الحدث المتوسطي. حيث سيسعى أعوان الأمن إلى تأدية ما تعلموه خلال التكوين، خلال مرافقة المتفرجين خاصة داخل المستطيل في مختلف الملاعب لتجنب مشاكل قد تقع في تلك المساحة خاصة على مستوى الملعب الأولمبي”.
هل سترافق الشرطة أعوان أمن الملاعب؟
“نحن كقوة أمنية سنكون في كل مكان. مهمتنا حماية المنشآت والجمهور، عند دخولهم وخروجهم للملاعب، خاصة العائلات. لهذا يجب التنويه أن الجهاز الأمني الذي تم وضعه متكون من شرطيات أيضا وهذا لتسهيل التأطير والاتصال مع العائلات، النساء خاصة. طبعا بالتنسيق مع أعوان أمن الملاعب الذين سيسجلون حضورهم في عين المكان”.
بخصوص النقل سيدي، نعلم أن وهران معروفة بالازدحام المروري خاصة خلال فترة الصيف، هل سطرتم برنامجا لتنظيم النقل؟
“نعم، وهران مثلها مثل أكبر الولايات المعروفة بالازدحام. طبعا، فقد وضعنا برنامجا تدعيميا بهذا الخصوص. هذا البرنامج سيمس خاصة أكبر محاور الدوران في المدينة. سيمس كذلك أهم الشوارع لتسهيل الحركة المرورية. إضافة إلى ذلك، حوامات هوائية ستجوب سماء الباهية لتسهيل عملية الإعلام فيما يخص النقاط السوداء بصفة آنية ودورية، عن طريق التقاط صور فوقية حية ومباشرة لأي مشكل في الحركة المرورية. كما أنه تم تجهيز مركز ولائي للحماية عبر الفيديو. هذا الأخير سيكون له مهمة حماية المواطن والمسالك المرورية، بالإضافة إلى الوفود والرياضيين. المركز مجهز بأكثر من 3000 كاميرا ستغطي كامل تراب الولاية، بما فيها المركب الأولمبي، القرية المتوسطية والطرقات الهامة المؤدية للمدينة. من جهة أخرى، بخصوص محاربة الركن العشوائي، تم وضع تشكيل أمني سيعمل بالتنسيق مع فرقة متخصصة والمسماة بـ “المساسيك”، من بين مهامها إزاحة المركبات التي قامت بالركن العشوائي وخلقت عرقلة للسير. على العموم، سنعمل جاهدين على تسهيل الحركة المرورية، خاصة ونحن على دراية تامة بالكثافة التي ستميز مدينة وهران خلال الحدث الرياضي. وعليه قمنا بدراسة النقاط السوداء وسنعمل على حسب اختصاصنا بالتنسيق التام، طبعا، بين الدرك الوطني. ما يعتبر نقطة إيجابية في إطار تعزيز الأمن لتسهيل حركة المرور، حماية للمواطن والضيوف إن شاء الله”.
في الآونة الأخيرة تم تداول معلومات حول تغيير توقيت حركة النقل الحضري، ما تعليقكم سيدي حول مدى صحة هذا الخبر؟
“لا، من غير المنطقي حرمان المواطن الوهراني من الحركة عن طريق النقل الحضري خلال الألعاب المتوسطية، لهذا لا صحة لهذه الأخبار المتداولة. من هذا المنبر أؤكد بأن المشاركين في الألعاب سواء كانوا رياضيين أو مرافقين لهم، سيختلطون بالشعب. لا شك لدينا أن المواطن الوهراني معروف بحسن الضيافة و حسن التواصل مع الغير. لهذا لن يتم تغيير أي حركة في النقل الحضري أو حتى المركبات السياحية. يبقى هذا الكلام مجرد شائعات لا صحة لها”.
ما هي الإجراءات المتخذة خلال الألعاب المتوسطية؟
“لدينا مهام لا تتغير مهما كانت المناسبة والظروف وهي حماية المواطن وممتلكاته. هذه المهام تبقى سارية المفعول. أما فيما يخص الألعاب المتوسطية، وضعت شرطة وهران تشكيل أمني متنوع من شرطة قضائية لتأمين الأحياء وتنقلات الوفود الأجنبية. وكذا الأمن العمومي، حيث سخرت فرق لدرجات نارية تعمل على تسهيل حركة المرور. وضعت كذلك نقاط مراقبة للمركبات. التشكيل الأمني يعمل ضمن تنسيق عملياتي مع قاعة الحماية التي تستقبل تدفقات الفيديو للكاميرات المنصبة بقطاع الاختصاص. على مستوى قاعات العمليات، عناصر تترصد أي نقاط سوداء أو أشخاص مشبوهة والتي تقوم بدورها بالتنسيق مع المصالح النشطة في الميدان، بالتدخل. وضعنا أيضا تشكيلا للدعم في حالة الضرورة. سنواكب أيضا توقيت كل المنافسات وتنقلات الرياضيين. وقد سطرنا برنامجا خاصا بذلك”.
هل من إضافة سيدي مراقب الشرطة؟
“أريد أن أؤكد أنه ولأول مرة على المستوى الوطني يتم استحداث فرقة دراجات هوائية. تتكون الفرقة من 50 عنصرا بين نساء ورجال. مهامهم متوافقة ومهام الشرطة. مثلهم مثل الشرطي الذي يمارس مهامه فوق الدراجة النارية، أو في السيارة. أعتبرها إضافة نوعية جيدة لجهاز الشرطة بوهران والتي سيكون لها فائدة كبيرة خلال الألعاب المتوسطية إن شاء الله”.
كلمة الختامية..
“في الختام لا يسعني إلا أن أشير بكل فخر واعتزاز إلى مدى التحضر الذي يتميز به المواطن الوهراني وهو المعروف عند العام والخاص بحسن الضيافة. متأكد جدا بأن احتضان الوفود الأجنبية لن يكون بالصعب على ساكنة متعودة على استقبال ولايات الوطن وحتى الأجانب من دول أخرى. أطلب من ساكنة وهران التحلي بالسلوكات الحضارية التي لطالما أبهرونا بها لتسهيل مهامنا. متأكد أيضا أن الحدث المتوسطي سيمر وكأنه عرس، ستكون وهران فيه عروس المتوسط بحق. أما الأفضل فهو الذي سيفوز. في الأخير، أتمنى لجريدة بولا كل التوفيق إن شاء الله. والسلام عليكم”.
حاورته: وداد هاشم
تصوير: مكالي عبد الكريم