نادي بلانتير وهران … المدرب تسورية بلعيد قدور لجريدة بولا : ” سنعمل على تحقيق الصعود و مستوى التشكيلة مقبول “
بعد مرور أكثر من سنة ونصف عن توقف النشاط الكروي في الأقسام الهاوية و الجهوية فقد كانت العودة للميادين صعبة نسبية في رأي الكثير من المختصين سواء من الناحية البدنية أو المعنوية ، فالرياضي الغائب عن النشاط و التدريبات ليس من السهل عليه التكيف من جديد مع حجم التدريبات و لولا الدورات الكروية من حين لآخر لتفاقمت الأوضاع و الأمر ينطبق على الأفراد ، كما على النوادي و الفرق إعادة ترتيب نفسها من جديد و العودة لمباشرة التدريبات و الدخول في المنافسات الرسمية ، خاصة في ظل الأزمة المالية التي تمر بها الدولة . و من بين الفرق التي باشرت التحضيرات للموسم الجديد نذكر نادي بلانتير هذا الفريق العريق الذي استطاع أن ينجب عدة لاعبين تألقوا في مختلف الأقسام كبن عطية و بودية وبوزيدي و غيرهم ، كما يعتبر ممن أنجبوا ثوارا أثناء حرب التحرير المجيدة. وعن جديد الموسم كان لنا لقاء خاطف مع السيد تسورية بلعيد قدور مدرب الفريق ، هذا المدرب الذي صال و جال عبر عدة فرق و نوادي في الجهة الغربية و يملك من الزاد ما يحقق به أحلام أي فريق ، و من حسن التخطيط أن تتعاقد إدارة الفريق مع مثل هؤلاء ، الأمر الذي سينعكس بالإيجاب على مستوى ونتائج النادي . ولم يقتصر الحديث عن فريقه لهذا الموسم إنما تعدى لمجالات أخرى تخص قطاع الرياضة على ال المحلي و الوطني. في بداية حديثه أكد على صعوبة تأهيل اللاعبين من جديد نتيجة التوقف الكبير عن النشاط الرسمي لمختلف البطولات و الأقسام ، مؤكدا أنه لابد من التعامل بكل دقة وموضوعية معهم أثناء التدريبات و إيجاد الوسيلة اللازمة لتمرير و تطبيق برنامج العمل أثناء الحصص التدريبية بأساليب حديثة. أما عن التحاقه بالفريق فقد صرح أن الأمور لم تكن معقدة في إيجاد أرضية تفاهم مع الرئيس ، حيث تم الاتفاق على كل شيء من جميع النواحي الفنية و البيداغوجية و المادية.
“الإشراف على فريق عريق شرف”
و في تصريح له أكد المدرب تسورية بلعيد قدور أن الإشراف على نادي بلانتير يعتبر شرفا لأي مدرب و سيدخله تاريخ الفريق باعتباره أحد أقدم الفرق المحلية والجهوية وحتى الوطنية مصرحا : ” رغم التوقف عن النشاط إلا أن الفريق عاد للواجهة بفضل مجهودات الغيورين عليه كالسيد فيلالي آنذاك ، و أتمنى أن أكون أحد الذين يساهمون في بعث مجده من جديد بإذن الله، و بتكاثف جهود الجميع من أبناء حي الصنوبر الغني بالمواهب الكروية الشابة، و فيما يتعلق ببداية التحضيرات فقد انطلقت مع منتصف الشهر الماضي بعد حصص خصصت للتجارب لاختيار أحسن اللاعبين الجدد ، و عن التشكيلة فهناك عدد لا باس به من العناصر القديمة ، أي حوالي 15 لاعبا في انتظار التأكد من مستوى الجدد عبر إجراء لقاءات ودية كما أنه من الممكن أن تغادر بعضها الآخر لأقسام عليا لذا فالقائمة النهائية لم تغلق بعد”.
“مستوى مقبول على العموم للتشكيلة”
عن امتلاك المدرب تسورية لنظرة أولية عن مستوى التشكيلة من الناحية الفنية فقد أجاب :” مستوى الفريق كما شاهدته في مقابلات البطولة و لقاء السد فكان جد مقبول ، بالنظر لإمكانيات النادي و مع بقاء عدد من اللاعبين القدماء فهذا ما سيساعدنا في بناء فريق تنافسي يلعب على تحقيق الصعود في الموسم الجديد ، وأتمنى أن لا يتم الالتجاء للقاء السد ، لأن ذلك يعتبر ظلما للفرق الطامحة و التي تظل تكافح طيلة الموسم لتجد نفسها تلعب لقاء السد قد تخسره في آخر المطاف بعد كل تلك التضحيات فقد كان من الممكن صعود الفرق الأربعة للقسم الجهوي الثاني”.
“نستهدف الصعود لا غير”
و عن طموحات الفريق خلال هذا الموسم فلم يخفي المدرب أنه يستهدف تحقيق الصعود مصرحا : ” أي فريق في هذا المستوى لا يملك غير اللعب على ذلك، و حسب الإمكانيات المتاحة أمامنا و دعم الأنصار لأن نادي بلانتير يملك قاعدة جماهيرية معتبرة يمكنها أن تلعب دورا كبيرا في إعادة الفريق لمجده الضائع من جديد ، كما للسلطات المحلية جانبا من المسؤولية في الحفاظ و مساعدة النوادي العريقة بولاية وهران لأنها جزء من تاريخها الرياضي و الثوري ، وأتمنى أن تبتعد الكولسة و كل الأمور التي لا صلة لها بالروح الرياضية عن المنافسة خلال الموسم”.
“تحرك السلطات ضروري لإصلاح المنشآت الرياضية بوهران”
و فيما يخص الهياكل و المرافق الرياضية بولاية وهران صرح مدرب نادي بلانتير قائلا : ‘ كما يعلم الجميع فإن من أهداف الممارسة الرياضية إضافة إلى شقها الفني فإنها تساعد على الابتعاد عن الانحراف مهما كان نوعه خاصة في الآونة الأخيرة كتعاطي المخدرات بمختلف أنواعها و الهجرة الغير شرعية و الإجرام و غيرها من السلوكات التي لا تمت بأية صلة بالمجتمع الجزائري، و من وسائل التطور الرياضي توفير الهياكل والمنشآت الرياضية اللائقة للممارسة و هذا عكس ما تشهده ولاية وهران ، حيث أضحت كل المنشآت الرياضية في حالة يرثى لها و منذ سنوات لم تتحسن الأوضاع ، فهل يعقل أن تعطى الأهمية للملاعب الجوارية دون الملاعب المخصصة للمنافسة الرسمية ؟ و ما حالة ملعبي قريحة بن يوسف و تولة علال إلا دليل قاطع على ما نقول ، كما أنها أصبحت تشكل خطرا على اللاعبين جميعا ، ضف إلى ذلك فكل أصناف الفرق تتدرب في ملعب واحد، فكيف ننتظر تحسن المستوى الفني للاعبين؟ فمثلا ولحد الآن فملعب تولة يفتقد لمرشات و إذا لم تتحرك الفرق التي تتدرب فيه و هي أكثر من ثلاثة، فإن الأوضاع ستزداد سوءا و من شأنها أن تؤثر سلبا على مشوار الفريق و نتمنى أن لا تباشر السلطات المحلية عملية ترميم الملاعب حاليا حتى لا تؤثر على تحضيرات الفرق لأن مثل هذه الأعمال يجب أن تنطلق مع انتهاء البطولات”.
“الفساد و التسيير السيئ وراء تدهور الرياضة بوهران”
هذا و لقد تأسف المدرب تسورية من الوضع المزري الذي آلت إليه الرياضة بوهران مصرحا لا: ” إذا عدنا للماضي القريب فقد كانت ولاية وهران في الطليعة من الناحية الرياضية في مختلف الأنواع كرة اليد، كرة السلة ، الملاكمة ، التجديف و غيرها ، فأغلب اللاعبين ينشطون في فرق خارج ولاية وهران لنرى كيف أصبحت بسبب التسيير السيئ للقطاع ، وانتشار الفساد كما أنه أصبح منفذا لكثير من الدخلاء لتحقيق مآربهم الخاصة على حساب المصالح العامة للشباب”.
“معاناة المدرب تتواصل”
و عن أوضاع المدرب قال : “لقد أصبح المدرب في الجزائر يعاني الويلات ثم الويلات من طرف الجميع ، فهو الذي يدفع ثمن أي تعثر للفريق من قبل الإدارة ثم الأنصار ، و هو الذي تحمل أعباء الدراسة و التربصات من الحين لآخر من أجل الحصول على شهادة تسمح له بعيشة محترمة ، كدفع مصاريف التربصات من جيبه الخاص ليجد نفسه يدين للفرق التي دربها بأموال باهضة دون الحديث عن الضرر الذي يلحقه من الناحية المعنوية ، لذا فلابد من قوانين تحمي المدرب خدمة لكرة القدم الجزائرية وكمثال على ذلك فمن حين لآخر نسمع عن عراقيل في وجه المدرب الوطني ، الذي رفض أموال الخليج و فضل الجزائر و كان هناك أشخاص لم يعجبهم تألق المنتخب الجزائري عالميا”.
إعداد : زروقي حماز