جمعية وهران … بن عمار يطلق نداء استغاثة عبر “بولا” لمساعدة الفريق ويؤكد: “نحتاج للأموال بصفة عاجلة، لازمو ماشي متعودة تشكي، لكن الله غالب”
أبدى المناجير العام لجمعية وهران هواري بن عمار في تصريحاته لجريدة “بولا” قلقه الشديد على وضعية الفريق الحالية من الناحية المالية، مشيرا إلى أن لازمو تعاني كثيرا، ولم تعد قادرة على تحمل الأعباء لوحدها، واستهل بن عمار حديثه بالقول:” نعلم جيدا بأن كل النوادي تعاني، خاصة مع قدوم جائحة كورونا التي زادت الطين بلة، لكن كما يقال الله غالب، لم نعد قادرين على فعل أي شيء، فمنذ انطلاقة الموسم نعاني من شح المداخيل إن لم نقل انعدامها، لذا كان لزاما علينا إطلاق نداء استغاثة لعل الرسالة تصل لكل المعنيين حتى يقدموا لنا يد المساعدة بصفة مستعجلة.”
“باغور راه يجبد وحده”
وواصل بن عمار في تشريح وضعية الفريق المالية، وقال في نفس السياق:” حتى نكون واضحين و منصفين، الرئيس مروان باغور و على مدار الأربعة أشهر الماضية تحمل نفقات الفريق لوحده، ولم يساعده أي أحد، إذ صرف من جيبه الخاص مبالغ كبيرة، حتى يلتزم بدفع المنح على الأقل للاعبين بما أن تسوية ملف الرواتب صعب للغاية، ويحتاج لدعم من السلطات المحلية و كذا المستثمرين و الصناعيين، إلا أن الرئيس أكد لي بأنه لم يعد قادرا على صرف المزيد من أمواله الخاصة.”
“أصبح قريبا جدا من اللاعبين”
ولفت المناجير العام الأنظار لشيء مهم، وقال:” عكس المواسم الماضية، فإن رئيس الفريق باغور بات أكثر قربا من الفريق و اللاعبين بشكل خاص، فهو يبذل جهدا كبيرا في تخصيص مساحة أكبر للتواجد سواء خلال التدريبات، أو حضور المباريات داخل و خارج الديار، كما أنه يتوجه للفندق قبل خوض المباريات لتحفيز المجموعة، والاستماع للمشاكل و حل ما يمكن له أن يحله، وهذا يدل على أن الرئيس هذه المرة يعمل بإخلاص كبير، ولديه رغبة كبيرة في أن تصعد الجمعية للمحترف الأول.”
“موموح مريض، والأمور ازدادت سوءا”
وقال محدثنا أيضا:” الأزمة المالية للجمعية ليست وليدة اليوم، بل نعاني منها منذ سنوات طويلة، لكن حدتها ازدادت كما سبق و أن قلت بفعل جائحة كورونا، ولا يجب أن ننسى أيضا غياب الذراع الأيمن لرئيس النادي و هو محمد سعدون المعروف باسم موموح المتواجد منذ ما يقارب سنة في فرنسا للعلاج، والذي نطلب من المولى عز و جل في هذه الأيام المباركة من الشهر الفضيل أن يمن عليه بالشفاء و العودة إلى أرض الوطن سالما، فموموح كان سندا للفريق في كل ظروفه الصعبة التي مر بها، لكن انشغاله بمرضه زاد الأمر سوءا.”
“500 مليون نصرفها كل شهر كمنح”
ولتوضيح الرؤية للرأي العام، قال بن عمار:” هناك من يظن بأن الفريق يسير فقط بميزانية بسيطة، لكن الحقيقة مغايرة تماما، ففي موضوع المنح فقط نصرف شهريا 500 مليون سنتيم، فالفريق يحقق نتائج إيجابية بشكل متواصل، وكل مباراة تكلفنا ما لا يقل عن 100 مليون سنتيم، أي 5 ملايين سنتيم لكل لاعب بالإضافة للطاقمين الفني و الطبي، وهذا طبعا دون احتساب المصاريف الأخرى في التنقلات و الإقامة في الفنادق، والحمد لله أننا وجدنا راعيا طبيا و المتمثل في عيادة إيريس التي تقوم لنا كل أسبوع بفحوصات الكشف عن فيروس كورونا تطبيقا للبرتوكول المعمول به.”
“مليار و 100 مليون دفعناها للاعبين”
وبلغة الأرقام و المصاريف دائما، قال بن عمار:” لعبنا لحد الساعة 15 مباراة، واستطعنا أن نفوز في 11 لقاء، وهو ما كلف الخزينة كمنح أكثر من مليار و 100 مليون سنتيم، دون احتساب بعض التعادلات خارج القواعد، ولكم أن تتخيلوا كم نحتاج من أموال حتى ندفع بقية المستحقات المتمثلة في منح لقاءات حاسمة تتعلق بالصعود، وكذا رواتب تتراكم مع مرور كل شهر.”
“اللاعبون رجال بأتم معنى الكلمة”
وتوجه مناجير جمعية وهران بشكره الجزيل للاعبي فريقه، وأضاف قائلا:” على الرغم من كل هذه المشاكل، وعدم قدرة فريقنا على إيفائه بالالتزامات المالية، إلا أن اللاعبين كانوا و لا يزالون رجالا بأتم معنى الكلمة، فقد صبروا طويلا دون أن يتقاضوا سنتيما واحدا من رواتبهم، ويلعبون بكل صدق مع الفريق، دون أن يضغطوا علينا، لذا أود أن أتوجه إليهم باسمي و باسم الإدارة بالشكر الجزيل على هذه التضحيات الكبيرة، وربي يقدرنا على رد جميلهم و مكافأتهم عندما تتحسن الأوضاع.”
“نريد الأموال الآن و ليس لاحقا”
وحتى تكون الصورة واضحة للجميع، صرح بن عمار:” عندما كان الموسم في بدايته لم نتحدث، وبقينا صامتين، لكن و بعد أن حقق الفريق نتائج جد إيجابية، ويتواجد حاليا في الصدارة، ويلعب بشكل مباشر على ورقة الصعود، فإنه من حقنا التحدث، والمطالبة بالدعم سواء من والي وهران، أو رئيس البلدية، أو مدير الشبيبة و الرياضة، ومختلف المعنيين من صناعيين و مستثمرين، فنحن بحاجة للأموال الآن و ليس لاحقا، فالفريق سيدخل المنعرجات الخطيرة و الحاسمة لسباق الصعود، وهناك 3 فرق أخرى تتربص و تنافسنا بقوة، ولهذا لن نكون قادرين على مقارعتها إلا بتوفر الأموال.”
“وهران تستحق داربي خاص بها”
ويرى بن عمار بأن مدينة كبيرة مثل وهران تستحق أن يكون لها قطبين في كرة القدم يلعبان في نفس الدرجة، مشيرا بالقول:” وهران مدينة كرة قدم بصفة خاصة و مدينة رياضة بصفة عامة، ومن غير المعقول أن لا يكون لها داربي خاص بها بين ناديين عريقين هما مولودية وهران و لازمو، لأن كل طرف يلعب في درجة مختلفة، ولهذا فإن صعودنا للمحترف الأول سيعيد لعاصمة الغرب بريقها، ويبعث أجواء الحماس و الإثارة من جديد، وذلك قبل استضافة الحدث الكبير و المتمثل في ألعاب البحر الأبيض المتوسط.”
“أعطونا و حاسبونا، ولا تحرموا الأنصار من الفرحة”
وفي ختام حديثه معنا، قال مناجير الجمعية:” بعد أن تمكن الفريق من التربع على عرش الريادة، فإن الثقة عادت للأنصار، وصاروا أكثر إيمانا بقدرتنا على تحقيق الصعود هذا الموسم، وألتقي يوميا بالعشرات منهم الذين يعبرون عن دعمهم المعنوي الكبير لنا رغم غيابهم عن المدرجات للأسباب التي يعرفها الجميع، ولهذا لا يجب علينا أن نفسد عليهم هذه الفرحة، ونحقق لهم أحلامهم، وأنا بدوري أقول للسلطات المحلية ادعمونا و حاسبونا في نهاية الموسم.”
باغور حضر حصة استئناف لازمو لتفكيك قنبلة أومعمر
حرص رئيس النادي الهاوي لجمعية وهران مروان باغور على الحضور في حصة الاستئناف من أجل الحديث مع اللاعبين، على خلفية سوء التفاهم الذي وقع بين رفقاء القائد عواد محمد الأمين، ورئيس مجلس إدارة الشركة الرياضية العربي أومعمر، فيما يتعلق بشكل الرواتب المتأخرة، وهذا مباشرة بعد انتصار الفريق الصعب على حساب أولمبي أرزيو، حيث اشتكى اللاعبون من الطريقة التي تحدث بها عضو المكتب الفدرالي للفاف معهم في غرف تغيير الملابس، والتي خلت من الاحترام و التقدير لهم بحسب رأيهم، خاصة و أنهم قدموا تضحيات كبيرة و صبروا كثيرا على عدم تلقيهم لأجورهم الشهرية، لذا كان لزاما على باغور الحضور لتفكيك هذه القنبلة الموقوتة.
بعض اللاعبين عبروا عن امتعاضهم
وبحسب ما علمناه فإن بعض اللاعبين و بعد استماعهم لحديث أومعمر معهم، غضبوا بشدة، وكانوا في غاية الامتعاض، وبعثوا برسالة ضمنية بأنهم لن يصبروا أكثر على أموالهم، وسيضغطون بقوة خلال الأيام المقبلة من أجل تسوية جزئية لمستحقاتهم في أقرب وقت ممكن، خاصة في ظل الموقف الذي أظهره رئيس الشركة الرياضية العربي أومعمر اتجاههم.
الرئيس أعاد الهدوء للمجموعة
وقبل نهاية حصة الاستئناف حضر الرئيس مروان باغور إلى ملعب الحبيب بوعقل، أين عقد اجتماعا مع لاعبي فريقه بحضور الطاقم الفني و المناجير العام هواري بن عمار، وأكد لهم بأن رواتبهم و حقوقهم المالية محفوظة، ولا يمكن لأي أحد المساس بها، سواء بكلمة رجال منه، أو بقوة القانون، وشكرهم على التضحيات التي يقدمونها، وصبرهم على الفريق الذي يمر بأزمة خانقة رغم لعبه بشكل مباشر على ورقة الصعود، وأضاف باغور بأنه لن ينسى أبدا جميل لاعبيه، مطالبا إياهم بالمزيد من الصبر، والتحلي بالهدوء و الحكمة بغية تحقيق الهدف المنشود، وتمكن الرجل الأول في الفريق من إعادة الأمور إلى نصابها قبل أن تأخذ أي مسار آخر.
رامي ب