تحقيقات وروبورتاجات

الكرة بالجهة الغربية تحن للماضي الجميل  … غابت الإنجازات و حضرت النكسات…

كانت فرق كرة القدم بالجهة الغربية تصنع أفراح الكرة الجزائرية في المحافل الدولية لا من حيث النتائج التي تحققها على الصعيد الدولي في المنافسات القارية و العربية أو من حيث تدعيمها مختلف المنتخبات الوطنية من الأصناف الصغرى إلى صنف الأكابر منذ فترة ، قشرة ، فريحة ، هدفي ، طاهر بن فرحات ، كريمو ، سلقية ، أمتير ، بن صاولة ، الأسطورة لخضر بلومي وصولا بجيل التسعينيات مع شريف الوزاني ، بن حليمة ، بلعطوي ، ميصابيح ، بن زرقة ، خريس ، دحلب ، مزاير ، عاصيمي ، بن عبد الله و حدو مولاي ، وصولا اليوم عند بلايلي و السفاح بونجاح ، كل هذه الأسماء لها مشاركات عديدة مع المنتخب الوطني في مختلف المنافسات

و منها من مثل منتخب القارة الإفريقية على غرار طاهر بن فرحات و هدفي ميلود ، فضلا عن من استدعي للمشاركة مع منتخب نجوم العالم في شاكلة لخضر بلومي ، على صعيد التتويجات في البطولة المحلية فتبقى فرق ، مولودية سعيدة ، وداد تلمسان ، إتحاد بلعباس ، جمعية الشلف ، غالي معسكر و الزعيم مولودية وهران هي من بلغت بالكرة في الجهة الغربية منصة التتويجات محليا و دوليا من خلال البطولات العربية ، إلى جانب نيل مولودية وهران إلى جائزة أحسن فريق في القارة السمراء سنة 1989 بعد أن نشطت نهائي كأس إفريقيا للأندية البطلة ، إلى جانب فرق شرفت الولايات الغربية في أقسام النخبة من خلال المستويات التي قدمتها في مختلف الفترات في عهد الجزائر المستقلة على غرار

، قطبي مدينة الظهرة ترجي مستغانم و وداد مستغانم ، سريع غليزان ، شبيبة تيارت ، رائد وهران و مديوني وهران إلى جانب المدرسة جمعية وهران لكن هذه الفرق اليوم تعاني الأقسام السفلى و اقتصر تمثيل الجهة الغربية في الرابطة الأولى على مولودية وهران ، جمعية الشلف و ممثلي الجنوب الغربي شبيبة الساورة و مولودية البيض ، كما أنه لو لم يكن هناك تقسيم جغرافي بالنسبة للقسم الثاني لتراجع تمثيل فرق الجهة الغربية حتى في القسم الثاني ، بما أن فرق عريقة تتواجد اليوم في قسم الجهات ، حيث صار الماضي أجمل من الحاضر التعيس.

سوء التسيير علامة مسجلة…

رغم اختلاف أندية الغرب الجزائري في التسمية ، الألوان و الشعارات المطبوعة على القمصان إلا أنها تشترك معا في ميزات عديدة يمكن تلخيصها في عبارة واحدة و هي سوء التسيير حيث فشل جل المسيرين حتى لا نقول كلهم في إثبات جدارتهم على مستوى فرق الناحية الغربية ، فلا مشاريع أنجزت و لا نتائج أبهرت ، لاسيما منذ سن قانون الاحتراف بفرض إنشاء شركات رياضية التي هي في حقيقة الأمر شركات مفلسة ، صار يديرها مساهمين عجزو في إيجاد موارد تمويل أو جلب مؤسسات راعية كما أن نفس الوجوه باتت تتعاقب على الرئاسة بالتداول مما جعل النوادي الغربية رهينة في يد هؤلاء الأشخاص.

و تسير مختلف الاندية المنتمية لجهة الغرب الجزائري في اتجاه شائك تتعرضه الكثير من الأزمات و المعاناة مادية كانت أو إدارية مما غيبها عن منصة التتويجات و الإنجازات بل أضحت في الآونة الأخيرة تصارع من أجل الحفاظ على تواجدها و فقط بعدما كانت في الماضي القريب تكتب التاريخ بأحرف من ذهب في سماء الكرة الجزائرية و تسعد أنصارها بتصدرها للبطولات بشتى أقسامها و تقديمها لعروض جميلة ، إلا أن سوء التسيير و غياب التدبير ناهيك عن سياسة الكيل بمكيالين المنتهجة بخصوص توزيع الريع على فرق النخبة الجزائرية كلها أسباب ألقت بنوادي الغرب في الحضيض و جعلتها أسفل السافلين .

هل تستفيق مولودية وهران في عهد هيبروك؟

لا يمكنك الحديث عن إنجازات كرة القدم بالجهة الغربية من دون الحديث عن تتويجات و إنجازات زعيمها مولودية وهران ، النادي الأكثر تتويجا من بين كل فرق الجهة الغربية كيف لا و هو الذي حقق 4 ألقاب بطولة و 4 دروس للجمهورية و كأس رابطة ، كما كان له الشرف أن يكون أول فريق جزائري يتوج بلقب عربي سنة 1997 في الاسماعيلية المصرية ليواصل في حصد الثاني سنة 1998 ببيروت اللبنانية و الثالث من خلال الكأس الممتازة سنة 1998 ، أمام فرق عربية بارزة على غرار الشباب السعودية بنجمه المونديالي العويران و العربي الكويتي و الجيش السوري الذي كان يمثل منتخب سوريا وقتها ، إلا أن و منذ 24 سنة دخلت مولودية وهران النفق المظلم و تخبطت في سلسلة من المشاكل و الصراعات عصفت بها إلى القسم الثاني لأول مرة في تاريخها سنة 2008 .

لكن المولودية و بعزيمة أبنائها في مقدمتهم الرئيس الراحل قاسم ليمام عادت للرابطة الأولى لكن لم تعود كما كانت و استمرت مشاكلها مع توالي الأزمات المالية التي كادت أن تعصف بالفريق خلال الموسم المنصرم ، لولا السلطات العليا للبلاد و السلطات المحلية للولاية التي تدخلت من أجل إنقاذه و منحت مهام تسييره لشركة هيبروك للنقل البحري التي لا تزال تبحث عن معالمها من أجل ترتيب البيت و إعادته لسابق عهده ، مهمة صعبة نوع ما لكن تبقى غير مستحيلة في حال ما تم تدارك الأخطاء نهاية مرحلة الذهاب من أجل تحقيق البقاء في الرابطة الأولى و تكوين فريق تنافسي تحسبا للموسم القادم يلعب الأدوار الأولى.

وداد تلمسان إلى أين…

الحديث عن أمجاد كرة القدم بالجهة الغربية من البلاد يحتم عليك ذكر أحد أعرق مدارسها التي صنعت أفراح كرة القدم الجزائرية محليا و دوليا ، مثلما كانت خزانا بالمواهب للمنتخبات الوطنية و مختلف فرق ربوع الوطن ، إنه وداد تلمسان العريق و الأنيق و العريق ، الذي صال و جال بلعبه النظيف و نسوجه الكروية سنوات السبعينات و حتى الثمانينات أين لعب في صفوفه وجوه كروية بارزة على غرار معطى عبد القادر ، بن يلس و حتى القيصر ميلود هدف حمل قميص ألوانه قادما من المولودية على غرار بلهاشمي الحبيب و جمعي عبد الله و الراحل عريف رضوان من الجارة جمعية وهران ، دون نسيان أسماء المدربين الذي مروا على ممثل عاصمة الزيانيين في شاكلة الراحلين كرمالي و بهمان و عبد الرحمان مهداوي و افتسان و بوعلام شارف .

كما انتظر الزيانيين إلى غاية سنة 1998 و حققوا أول لقب لهم في منافسة كأس الجمهورية ، على حساب مولودية وهران بهدف وحيد بجيل ، علي دحلب ، مزاير ، خربوش ، خريس ، يادل ، كمال الهبري ، بتاج ، براهيمي ، فارس العوني و تنقب و السينغالي عيسى عيدارا ، هذا الجيل الذي حقق ثالث ألقاب النوادي الجزائرية عربيا في ذات السنة في السعودية ، حينما تغلب في النهائي على الشباب السعودي بقيادة أسطورة الكرة السعودية العويران ، أما ثاني الألقاب محليا و الثالث في الخزائن ، فكان في 2002 أمام نفس المنافس مولودية وهران و الذي تغلب عليه في نهائي كأس الجمهورية 2002 ، حتى صار النقطة السوداء للحمراوة طيلة عشرية من الزمن ، لكن منذ ذلك الوقت ، ودع الودادي اللعب على الأدوار الأولى و اكتفي باللعب على ضمان البقاء إلى غاية السقوط سنة 2008 لكنه عاد للقسم الأول ثم سقط مجددا حتى تقهقر لقسم الهواة موسم 2015 ، فبرغم من التدارك و تحقيق الصعود منذ موسمين إلا أن وداد تلمسان لم يستخلص الدروس و استمرت نفس المشاكل و الصراعات و الأزمات المالية التي تراكمت على إثرها الديون بسبب سوء التقدير و التسيير الذي هدد حتى انطلاقة تحضيرات الفريق لهذا الموسم الذي يلعبه في قسم ما بين الجهات.

“الصادة” تستخلص الدروس و لكن…

يبدو أن فريق مولودية سعيدة قد استخلص الدروس بعد مواسم عجاف عجلت بسقوطه إلى قسم ما بين الرابطات و هو المستوى الذي لم تلعب فيه المولودية سعيدة منذ أمد بعيد و هي التي كانت اول فريق بالجهة الغربية يحقق التتويج ، لكن المشاكل التي عرفتها “الصادة” و الصراعات بين مسييرها إلى جانب الأزمات المالية حتمت على المولودية السقوط و اللعب في قسم ما بين الرابطات التي تتصدره ،حيث تلعب على ورقة الصعود و العودة بقوة للقسم الثاني و هي تنافس إتحاد الكرمة من أجل ذلك.

متى تعود “لازمو” إلى حظيرة الكبار…

هي المدرسة التي كانت تغذي جميع الفرق في الجزائر ، يتراجع سيتها اليوم و تستمر لأطول مدة في تاريخها بالقسم الثاني أي منذ موسم 2016 أي 8 سنوات كاملة دون تحقيق الصعود إلى الرابطة الأولى ، بل حتى صارت الجمعية تكتفي باللعب على البقاء في القسم الثاني ، هذا الموسم و رغم انتداب الجمعية لأصحاب الخبرة و الاستفادة حتى من الاعانات المالية مبكرا إلا أن الفريق يتجه لتضييع الصعود مجددا.

“المكرة” و سريع غليزان في خبر كان …

يعود آخر تتويج للكرة الجزائرية على مستوى الجهة الغربية إلى سنة 2018 لما توج إتحاد بلعباس بلقبه الثاني في منافسة كأس الجمهورية ضد شبيبة القبائل و بعدها بكأس السوبر الجزائري أمام شباب قسنطينة بتعداد غني و لاعبين موهوبين لم تتمكن إدارة الفريق الاحتفاظ بهم و مواصلة حصد الألقاب رغم دخول خزينة النادي مبالغ مالية معتبرة جراء التتويجين ، إلا أن ذلك تحول إلى نقمة و القى بالفريق إلى جحيم ما بين الرابطات نتيجة تعنت المسيرين و تفضيل مصالحهم الشخصية عوض مصلحة “المكرة” ، من جهته يستمر الصراع في بيت سريع غليزان الذي صار يعاني في قسم ما بين الرابطات و عاجز عن الصعود

الإستثناء عند الفرسان و النسور…

أما الاستثناء أو الشجرة التي تغطي الغابة في فرق الجهة الغربية تتمثل في فرق الجنوب على غرار شبيبة الساورة التي صارت الضيف القار في المشاركات القارية سواء في كأس الكاف أو رابطة أبطال إفريقيا ، زيادة على ذلك مولودية البيض التي حققت صعود تاريخي و لأول مرة إلى الرابطة المحترفة الأولى ، الموسم ما قبل الماضي و التي صارت اليوم تمشي على خطى النسور كي تحذو حذوها في بطولة الرابطة المحترفة الأولى مع تشكيلة شابة و تسيير راشد يقوده دحماني قادة.

عبيد هواري (مدرب):“ضروري العودة إلى العمل القاعدي و الإعتماد على التكوين”

يعد المدرب عبيد هواري واحد من المدربين كشافين المواهب و الذي كان وراء تألق العديد من الأسماء في الفريق الأول لمولودية وهران و جمعية وهران على غرار فاهم بوعزة الذي صال و جال في مختلف الملاعب الجزائرية ، فريد بلعباس ، شعيب توفيق ، زاكي بن دريس و القائمة طويلة ، محققا ألقابا للفئات الصغرى في المولودية وو الجمعية ، مثلما سبق له أن درب العديد من الفرق في الجهة الغربية و لعب معها على الصعود و مشاركا في إنقاذ البعض منها من السقوط على غرار أولمبي أرزيو ، زيدورية تموشنت ، فوز فرندة ، شبيبة تيارت و إتحاد وهران ،

عبيد اليوم يدرب هلال وهران الناشط في البطولة الشرفية ، عبيد هواري و بصراحته المعهودة أكد أن تراجع نتائج فرق الجهة الغربية يعود بالدرجة الأولى إلى تراجع سياسة التكوين التي كانت منتهجة في وقت سابق خاصة في فترة الثمانينات و التسعينات ، مصرحا” تراجع نتائج الفرق بالجهة الغربية عامة و بوهران خاصة يعود إلى تراجع الاهتمام بالفئات الصغرى و العمل القاعدي ، سواء وهران أو مختلف الولايات المجاورة ، كان هناك تقاليد في التكوين ، سواء تكوين اللاعبين أو حتى المدربين ، نحن مثلا حملنا المشعل عن مدربين أكفاء على غرار بريدجي و دالة ، كما كانت هناك نوعية من رؤساء بقدر اهتمامها بالفريق الأول تهتم أيضا بالفئات الصغرى عل غرار الرئيس الراحل قاسم ليمام .

هنا نطرح مشكل التسيير أيضا ، فالخزان الذي كنا نعتمد عليه من أجل تدعيم فرق الأكابر أصابه عطب و مردوده تراجع ، رغم أن المادة الخام موجودة على صعيد اللاعبين و حتى المدربين الذي يصنعون أفراح مختلف الفرق على الصعيد الوطني و برهنوا على كفاءتهم”. مثلما دعا المدرب السابق لاتحاد وهران إلى العودة مجددا بالاهتمام بالعمل القاعدي ، خاصة بالنسبة للفرق ، التي كانت معروفة بالتكوين في شاكلة المدرسة جمعية وهران ، إتحاد وهران ، مديوني وهران ، رائد وهران و رائد غرب وهران هذه الأخيرة التي مر عليها الثنائي بغداد بونجاح و بلايلي يوسف اللذان يصنعان أفراح المنتخب الوطني.

مختار عساس (مدرب):“المشكل يكمن في التسيير و نقص الإمكانيات المادية”

يرجع المدرب القدير مختار عساس السبب في تراجع النتائج و غياب الألقاب عن فرق الجهة الغربية إلى نقص الدعم المالي و الإمكانيات مقارنة بفرق الوسط و حتى فرق الجهة الشرقية ، يأتي هذا الاستنتاج بحكم تجربته في التدريب مع مختلف الفرق في ربوع الوطن ، مستدلا في كلامه بهجرة اللاعبين و المواهب الشابة كل موسم إلى فرق الشرق و الوسط للبحث عن الأفضل خاصة و أن مدة عطاء اللاعب تبقى جد قصيرة و هو مجبر على تأمين مستقبله مبكرا ، مضيفا” بكل صراحة الإمكانيات تصنع الفارق كثيرا ، فالامكانيات المادية و الدعم المالي الموجود اليوم في فرق وفاق سطيف ، مولودية الجزائر ، إتحاد الجزائر ، شباب قسنطينة ، ليس نفسه الموجود في مولودية وهران ، إتحاد بلعباس ، غالي معسكر ، ترجي مستغانم و وداد تلمسان و هذه حقيقة و عن تجربة و قفنا عندها ، شاهدنا فرق حديثة النشأ في الجهة الشرقية و في الوسط ،

تلعب في الرابطة الأولى و فرق عريقة في الغرب تلعب في الأقسام السفلى للأسف ، كما يجب أيضا أن نشير لسياسة التسيير المنتهجة اليوم في فرقنا وقت سابق رغم غياب الإمكانيات إلا أنه كان هناك مسيريين لهم الحنكة و يعرفون كيف يسيرون فرقهم من أجل لعب الأدوار الأولى و الأسماء عديدة و كثيرة من تألقت مع فرقها محليا و دوليا”.  الجدير بالذكر أن المدرب مختار عساس يعتبر من بين المدربين الذين صالوا و جالوا سواء في الجهة الغربية مع ترجي مستغانم ، غالي معسكر و في الوسط في شاكلة إتحاد البليدة و شبيبة سكيكدة و غيرها من الفرق في مختلف الأقسام.

منير.ب

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى