تيلماتين محمد (رئيس رابطة الرياضات التقليدية): “رابطة وهران تأسست قبل نشأة الفيدرالية”

يهوى العديد من الشباب رياضة العصا التقليدية المعروفة بانتشارها بالمناطق الريفية والجبلية وخصوصا بمنطقة الغرب الجزائري. وقد عادت هذه الرياضة إلى الانتشار في السنوات الأخيرة بعدما تمكن العديد من الشباب إتقانها وتطويرها. كما تعد هذه الرياضة من الفنون القتالية ويعود تاريخها إلى عقود سابقة. لمعرفة تفاصيل أكثر عن هذه الرياضة توجهت جريدة بولا لدار الرابطات وأجرت حوار خاص مع رئيس رابطة العصا تيلماتين محمد والذي حدثنا بالتفصيل عن هذه الرياضة والمشاكل التي تعاني منها .

السلام عليكم، كيف الأحوال؟

 “وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته. الحمد لله، فأنا بخير. شكرا لكم على زيارتكم الدائمة لدار الرابطات من أجل تفقد أحوال مختلف الرياضات.”

بداية حدثنا عن رياضة العصا..

 “كما تلاحظون، فأنتم اليوم متواجدون في رابطة الرياضات التقليدية، لكن هنا في وهران، فإن رياضة العصا هي من أخذت حصة الأسد وبنسبة 100%. فكما تعلمون، فإن وهران معروفة برياضة “المطرق” لأنها تُعتبر المدينة الأولى التي أسست رابطة للرياضات التقليدية وذلك سنة 1984. في حين أن الفيدرالية تأسست بعد ذالك ب10 سنوات. بمعنى أخر، هو أنه منذ 1984، لغاية 1994، كانت رابطة وهران هي الرابطة الوحيدة   للرياضة التقليدية في الجزائر. كما أن مدينة وهران كانت تمارس هذه الرياضة بمفردها، وقبل تأسيس هذه الرابطة لم يكن الرياضيين مهيكلين، أي أنك تجد رياضيين يمارسون هذه الرياضة في الغابة، وآخرين في الأحياء مثل حي الحمري، الكرمة، عين البيضاء.  ومع بداية الثمانينات، نظمت وهران مهرجان رياضي كان يقام في شارع العربي بن مهيدي بوسط المدينة أين كان الشارع يُغلق وكل رياضة ورابطة كانت تُقدِم استعراضا في ذلك اليوم. كان رياضيو رياضة العصا يقدمون أيضا استعراضا وكان لهم شعبية كبيرة. بعدها أنشأت بلدية وهران أربع فرق ويتعلق الأمر بفريق من شمال وهران، فريق أخر من جنوب وهران، فريق من شرق وهران، وآخر من غرب وهران. أعتقد بأن رياضيو العصا، تهيكلوا في تلك الفرق الأربعة. وفي سنة 1984 إن لم تخني الذاكرة كان مصارع رياضة الجيدو، الحاج مسكين المعروف دوليا على رأس البلدية، وهو من قام بهيكلتهم وبعدها مباشرة تأسست الرابطة. فوهران هي أول مدينة برمجت بطولة ولائية، ووضعت قوانين هذه الرياضة، وكان ذلك قبل تأسيس الفيدرالية. فرابطة وهران لم تنتظر الفيدرالية وقامت بالمبادرة من خلال تنظيم البرنامج. وكما تعلمون، فإن منافسات رياضة العصا فيها مخاطر كثيرة، كما أن المتنافسين أصبحوا بحاجة إلى بذلة وقائية. وكانت الرابطة هي الأول من صنعت الخودة، وإستطعنا تنظيم بطولة ولائية فقط، لتجد بعدها الفيدرالية كل شيء متوفر في رابطة وهران. لتقوم بتنظيم بطولة وطنيا بقوانين وإمكانيات رابطة وهران. ولا يخفى أن رئيس رابطة وهران آنذاك كان يذهب للعاصمة وقام بمجهود كبير لتأسيس الرابطة. كما أن فيدرالية رياضة العصا هي الفيدرالية الوحيدة التي يتواجد مقرها خارج العاصمة، وبالتحديد في ولاية بشار.”

ماهي المشاكل التي تُعاني منها الرابطة؟

“المشكل المطروح اليوم هو هيكلة هؤلاء الرياضيين، لأنهم يُمارسون هذه الرياضة ولكن من أجل هيكلتهم لا يتقدمون للرابطة. فنحن من نذهب عندهم ونفرض عليهم الهيكلة والتأمين. فلحد الساعة، نحن نواجه العديد من الصعوبات من أجل هيكلة هؤلاء الرياضيين. في المقابل، الحمد لله، فلقد أصبحت للفيدرالية عشرة رابطات كرابطة مستغانم، رابطة عين تموشنت، رابطة تيارات ورابطة سعيدة. أعتقد بأن الرابطة بحاجة اليوم للدعم المعنوي والمادي.”

ما هو برنامجكم لهذا الموسم؟

 ” لقد قمنا بوضع برنامج مسطر تحسبا للموسم الحالي، والذي انطلق بعد تظاهرة أول نوفمبر والذي أُقيمت ببلدية عين البية بدائرة بطيوة. لا زلنا لم نبرمج البطولة الجهوية أو البطولة الوطنية. إن شاء الله سيكون الموسم الحالي موسم مشرف، سيستمع به الرياضيون والمتتبعين. كما أنه كنا كل سنة نبرمج تظاهرة وطنية وتوقفت بسبب جائحة كورونا. هذه السنة سنعيد برمجة هذه التظاهرة الرياضية في شهر ماي أو جوان التي ستكون بنسبة كبيرة بأرزيو.”

ما هي الرسالة التي تود توجيهها للسلطات؟

” أوجه رسالتي لمديرية الشباب والرياضة أولا من أجل تدعيم هذه الرياضة، لأنها تُعتبر من عادات و تقاليد وهران. كما أن رسالتي الثانية هي موجهة للرياضيين من أجل الالتحاق بالرابطة من أجل الحصول على كافة الإمكانيات لكي يصبحوا أيضا مثلهم مثل باقي الرياضيين الآخرين.”

كلمة ختامية..

 ” في الأخير نشكركم على هذا الحوار الجميل. نشكر جريدة بولا على اهتمامها بمختلف الرياضات، وأتمنى لكم كل التوفيق. كما أتمنى أن تصل رسالتنا للسلطات المعنية، والسلام عليكم.”

حاورته: وداد هاشم /إعداد: محمد عمر