الدكتور لطفي هواري ( جراح الأمراض القلبية) :” نحن نواجه فيروساً قاتلاً، إمّا أن نضع اليد في اليد أو نَهلك جميعاً” “صحيح.. لا يجب تهويل الأمر، لكن لزاماً علينا أن نضع المواطنين في خطورة الوضع” ” من أراد السلامة عليه بالتزام بيته و كفّوا عن التجمعات فوراً”
” على الرياضيين إجراء التدريبات بشكل منفرد ”
في إطار حملتها التحسيسية التي تقوم بها جريدة بولا، لتوعية المواطنين بخطورة الوباء المتفشي في العالم، و ضرورة توخي الحيطة و الحذر من فيروس كورونا اللعين الذي أدّى إلى هلاك نسبة معتبرة، تقربت ” بولا”، من الدكتور لطفي الهواري جراح الأمراض القلبية بوهران، من أجل وضع المواطنين في الصورة و إيصال عدة رسائل توعوية من أجل أخذ التدابير اللازمة لتجاوز هذه الفترة العصيبة التي تعيشها البشرية جمعاء، و قال الدكتور في هذا الصدد:”الوضعية الحالية لا تبشر بالخير، و هذا بسبب تصرفاتنا اليومية، كما أننا لم نعتبر من الدول التي تعاني بشدة من هذا الفيروس، لأنها لم تأخذ معايير السلامة بعين الإعتبار، كما أننا لا يجب أن نسمع كل الأقاويل من هنا و هناك، وخاصة على مواقع التواصل الإجتماعي، و يجب العمل بإرشادات المختصين، و صحيح أني لست مختص في أمراض الفيروسات و غيرها بما أنني جراح الأمراض القلبية، و لكني مهتم للغاية بهذا الأمر كون المرضى الذين أعالجهم قليلوا المناعة، كما يجب معالجة الناس، و على الجميع معرفة بأن هذا الفيروس ليس عادي و ليس أنفلونزا و لن ننشر الهلع، و لكن يجب معرفة بأن العديد من المصابين تجاوزوا هذا المرض، و لا يجب التركيز على أن هذا الفيروس يصيب كبار السن فقط، و هذا ما يجعل الشباب يدير ظهره للوقاية من للفيروس، و لكنه يتسبب في إصابة و عدوى لأفراد أسرته و كذا المقربين منه.”
، ” يجب تجنّب لمس المواد الصلبة، و علينا مساعدة مستخدمي قطاع الصحة”
و في ذات الصدد، حذّر الدكتور لطفي من لمس الأشياء و المواد الصلبة دون تعقيم و غسل الأيدي، حيث قال:”يجب وضع حواجز بيننا و بين الفيروس لتجنب العدوى و كذا منه التقرب و اللمس و الاحتكاك بين الأشخاص على الإطلاق، و بعد التعليمات بمنع المدرسة و التجمعات يجب التقيد بهذا الأمر، لتجنب هذه الحالة الخطيرة.”، و أضاف:” يتوجب علينا جميعاً وضع اليد في اليد مع مستخدمي قطاع الصحة الذين يواجهون هذا الفيروس في الخط الأول، و نحن جميعا في نفس السكة اليوم.”
” كوفيد 19 سريع الإنتشار و علينا تجنّب كل التجمعات مهما كانت”
و أوضح نفس المتحدث خطورة هذا الوباء مجدداً، حيث قال:” علينا التفكير بعقلانية لتجاوز هذا الوباء، بداية بالمكوث في البيوت و تجنب التجمعات و الحركة إلا للضرورة القصوى، و أخص بالذكر الحافلات و المقاهي و غيرها، و كلما زادت الحركة كلما زادت خطورة الوباء، و هذا ما حدث في الدول الأكثر تضرراً من هذا الفيروس، حيث أن في كوريا الجنوبية هناك إمرأة واحدة فقط نقلت العدوى لأكثر من 180 شخص في 24 ساعة فقط، و لكم أن تتخيلوا أن يحدث هذا الأمر عندنا لا قدر الله، حيث أن هذا الفيروس ينتشر بسرعة رهيبة، كما أن هناك بعض الأشخاص يسيرون بشكل عادي دون أي أعراض و لكن الفيروس يكون مسيطر على الجسد و هذا ما يؤكد أن خطورة الوضع تزداد يوماً بعد يوم.”
” لا يحب التهويل لكن مهمتنا توعية الناس بخطورة الوضع”
و قال جراح الأمراض القلبية في خضم حديثه:” يجب التذكير بأن لهذا المرض عدة مراحل، و آخرها و أصعبها هي ضيق التنفس و يلزم على المريض الدخول للعناية المركزة، و كم يمكننا من الإحتفاظ بعدد الأشخاص إذا واصل الأمر انتشاره بهذه السرعة، و إذا كانت السلطات تؤكد أنها تستطيع تجهيز 6000 جهاز تنفس إصطناعي إلا أن هذا غير كاف، و خير دليل أن كل الدول تعاني، وهذا ما يجعلنا نكرر في كل مرة، أنه يجب وضع اليد في اليد لمكافحة هذا المرض لأنه لا حل آخر لنا أو نموت جميعاً، نحن نتجه لطريق مغلق تماماً و سنفقد الكثير من الناس في الأيام المقبلة، كما أنه لا يجب التهويل و الخوف فوق اللازم، دون نسيان وجوب ممارسة الرياضة لرفع المناعة وحماية النفس، كما لا يجب التوجه للمستشفى سوى في حالة صعوبة التنفس، وفي الحالات الأخرى من الأفضل معالجتها في البيت أو طلب الأدوية من الصيدلية أو استعمال الطب البديل.”
الرياضيون مطالبون بإجراء التدريبات بشكل منفرد تماماً”
و عن الرياضيين، قال الدكتور لطفي:” “بالنسبة للرياضيين مهما كانت مناعتهم إلا أنه يتوجب إجراء التدريبات بشكل منفرد، و يجب تجاوز التجمعات مهما كانت، و العدوى ستتنقل دون أي شك، و كل النوادي الرياضية مطالبة بغلق مراكز التدريبات الجماعية، لعدم نشر العدوى، لأنه من غير المعقول أن يتجنب اللاعبين الإحتكاك، و كذا التعرق و البصق الذي يعتبر خطر حقيقي، لأن العدوى تنتقل عن طريق اللمس، و حتى إن كان الرياضيين يؤكدون على قدرتهم المناعية، إلا أنهم يتسببّون في نقل العدوى لغيرهم و خاصة كبار السن، ورغم أن بعض الحالات تكون شفيت و كسبت المناعة إلا أن نسبة إعادة إصابتها بالكورونا ضئيلة.” و استدل الدكتور بالأحاديث النبوية و الآيات القرآنية من أجل وضع المواطنين في الصورة، حيث قال:” حتى ديننا الحنيف أوصانا بضرورة عزل أنفسنا في و هو ما يسمى الحجر الصحي في يومنا هذا، و هناك عديد الأحاديث النبوية التي تتحدث عن هذا الأمر، بالإضافة إلى الآية الكريمة التي قال الله تعالى من خلالها بعد بسم الله الرحمن الرحيم:” و لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة.”