خسارة لازمو في تيارت مؤلمة والصبر على الجدد لا مفر منه
عاد فريق جمعية وهران و هو يجر أذيال الهزيمة من سفريته التي قادته هذا الأسبوع إلى تيارت لملاقاة الشبيبة المحلية، فعلى الرغم من حل مشكل ديون السيارال، وتمكين المدرب الحاج مرين من لاعبيه الجدد، إلا أن ذلك لم يغير من واقع الحال شيئا، وانقاد رفقاء القائد عمار بودوح لهزيمتهم الثانية تواليا، في انطلاقة سيئة للغاية للموسم الحالي لم يكن أحد يتصورها، خاصة في ظل ثراء تعداد الفريق، وقيام الإدارة بـ14 تعاقدا جديدا هذا الصيف، أغلبهم من ذوي الخبرة و الإمكانيات المحترمة، لتواصل لازمو بذلك الغرق، والتواجد ضمن فرق المؤخرة بعد مرور 4 جولات، ومع هذا و إن كانت الهزيمة على يد الزرقا مؤلمة، لكن الصبر على اللاعبين الجدد لا مفر منه، حتى يصلوا لأفضل جاهزية ممكنة، ويجدوا معالمهم مع الفريق بمرور المباريات.
النتيجة رغم كل شيء منطقية
حتى إن أصيب أنصار و محبو لازمو بخيبة أمل كبيرة جراء هذا الانهزام، لكن الواقع و المعطيات التي سبقت الداربي أوحت بأن العودة بنتيجة ايجابية من هناك أمر في غاية الصعوبة و التعقيد، فالفريق عاش أسبوعا مضطربا بسبب مقاطعة المجموعة للتدريبات احتجاجا على عدم تأهيل الجدد، وتلويحهم بعدم السفر إلى تيارت، ما وضع الطاقم الفني في حيرة كبيرة، دون أن ننسى استمرار “السوسبانس” بخصوص الحصول على الإجازات لغاية نهاية يوم الخميس، ثم تنقل الأسماء المؤهلة و عددها ثمانية صوب عاصمة الرستميين في وقت متأخر، ما جعلهم غير جاهزين لا على الصعيد البدني و لا النفسي بما أنهم عاشوا على وقع الشكوك و الترقب، مع الأخذ بعين الاعتبار قوة المنافس الذي حقق انطلاقة جيدة للغاية، فكان من الصعب إيقافه و اقتناص نقطة من عرينه.
لا لوم على الأسماء الجديدة
بالرغم من تضييع الفريق لانطلاقته المرجوة خاصة بعد السقوط في تيارت، إلا أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال إلقاء اللوم على اللاعبين بشكل عام، وعلى الجدد بشكل خاص، فهم يعانون من نقص المنافسة بما أنه غابوا عن الرسميات في الجولات الثلاثة الأولى، ووجدوا أنفسهم بين ليلة وضحاها على موعد مع لقاء قوي لم يتحضروا له جيدا على كل الأصعدة، وهو ما يجعلهم في مأمن من الانتقادات، فهم بحاجة للمزيد من الوقت والعمل حتى يحققوا الانسجام الذي ظهر غائبا في الكثير من اللقطات سواءا الدفاعية منها أو الهجومية.
قدموا ما عليهم والقادم أحسن
بشكل عام، فإن مردود الفريق تحسن مقارنة بالسابق، وهذا بفضل تواجد الأسماء الجديدة التي قدمت ما عليها إذا ما نظرنا إلى الظروف المحيطة بها، ولولا غياب الانسجام ونقص المنافسة لكان الفريق قادرا على العودة بنتيجة ايجابية من أمام الزرقا، وفي المجمل يبقى الأداء المقدم خلال هذه الجولة مؤشرا على تحسن الأمور، وتقديم مستوى أعلى وأفضل فيما هو قادم من مواعيد، وما على الجميع سوى الالتفاف حول اللاعبين والمدرب بغية الخروج من أزمة النتائج الحالية.
لازمو بنقطتين فقط والانتفاضة مطلوبة
إن كان الموسم لا يزال في بدايته، وأمر التدارك ممكن وبقوة، لكن الحصيلة تبقى هزيلة، فلازمو تحتل حاليا المركز الـ11 في الترتيب العام للقسم الثاني هواة عن مجموعة وسط غرب رصيد نقطتين فقط، من أصل 12 نقطة ممكنة، جاءت عن طريق تعادلين أحدهما داخل الديار، وهزيمتين متتاليتين بعيدا عن القواعد، وتوجد الجمعية ضمن الفرق المهددة بالسقوط، ولا تبعد عن صاحبي المركز ما قبل الأخير و الأخير سوى بنقطة واحدة، فيما تتشارك في عدد النقاط مع 3 فرق أخرى، وهذا ما يستدعي استفاقة سريعة و انتفاضة في أقرب وقت ممكن.
لازمو بـ3 فرص حقيقية للتهديف ضيعت التعادل على الأقل
بالعودة لمجريات المباراة بين الجمعية و شبيبة تيارت، فإن البداية كانت موفقة بالنسبة لأشبال المدرب الحاج مرين، إذا كانوا على مدار الـ15 دقيقة الأولى هم الطرف الأفضل و الأكثر خطورة و استحواذا على الكرة، لكن بسبب خطأ في المراقبة الدفاعية و عكس مجريات اللعب وقعت الزرقا على الهدف الوحيد في الد14، وهنا سادت حالة من الارتباك و التراجع لدى رفقاء بن بولعيد، الذين نجوا من بعد الفرص الخطيرة لشبيبة تيارت، ولم يمنع ذلك الجمعاوة من الوصول إلى مرمى الحارس دحمان في 3 مناسبات حقيقية عن طريق كوريبة، المنور و بلاحة، ولو تم التصرف مع هذه المحاولات بطريقة أفضل لكان الفريق قد حقق التعادل على الأقل.
الوقت كان كافيا للعودة
ما يزيد من مرارة الخسارة هو أن الفريق تلقى الهدف الوحيد في المباراة بشكل مبكر، وكان أمام الجمعاوة أكثر من 75 دقيقة للرد على هدف بلمصابيح، وتسجيل التعادل على الأقل، لكن ذلك لم يحدث، وعرف الفريق المضيف كيف يغلق كل المنافذ، والانتشار جيدا من الناحية التكتيكية، خاصة في الشوط الثاني، فأشبال الحاج مرين لم يجدوا طريق الشباك، كما أنهم لم يفرضوا الكثير من الضغط الهجومي على الخصم، حتى في الدقائق الأخيرة التي كان على زملاء بلاحة أن يرموا بكل ثقلهم في محاولة للتدارك بما أن الفريق كان متأخرا في النتيجة و سقوطه بهدف أو هدفين سيان، ولن يغير من الأمر شيئا.
رامي.ب