الاتحادية الجزائرية لكرة القدم … 28 رئيس منذ الإستقلال…”الفاف” بين الإخفاق و التألق
الكثير منا يجهل هوية الأسماء التي كان لها شرف رئاسة الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، سنسلّط الضوء على جميع الأسماء التي كان لها شرف رئاسة أكبر اتحادية رياضية في الجزائر . أوّل من ترأس الفاف هو الفقيد محمد معوش وإلى غاية الرئيس الحالي شرف الدين عمارة ،بين الرجلين 28 شخصية تقلّدت منصب أعلى هيئة رياضية في بلادنا ولنبدأ من حيث تأسّست الاتحادية الجزائرية لكرة القدم أشهر قليلة بعد بزوغ شمس الحرّية على بلاد المليون و النص مليون شهيد. بعد 14 شهرا تقريبا عن أول اجتماع تأسيسي للاتحادية الجزائرية لكرة القدم جاء تاريخ 21 أكتوبر 1963 الذي شكل بداية حقيقية في تاريخ كرة القدم الجزائرية ،وهو اليوم الذي تأسست فيه الفاف خلال الاجتماع المنعقد في مقر رابطة الجزائر لكرة القدم. حضر الاجتماع العديد من الشخصيات الكروية وفيه تم انتخاب المرحوم محند معوش رئيسا للاتحادية الجزائرية لكرة القدم فيما تم تعيين محمد كسول نائب أول للرئيس بينما تم تعيين كل من بن عمر ميلود وأحمد أجاوت ولفغون بن شيخ نواب الرئيس، أما لخيال محي الدين فتم تعيينه أمين عام للاتحادية. وفور قرار التأسيس انضمت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم إلى المحفل الدولي العالمي الفيفا وقد بارك رئيس الجمهورية آنذاك المرحوم أحمد بن بلة قرار تأسيس الفاف وأرسل برقية تهنئة إلى الرئيس المنتخب محمد معوش متمنيا للجميع مسار موفق في خدمة كرة القدم الجزائرية.
الراحل محمد معوش (من أكتوبر 1963 إلى أكتوبر 1969)
دامت فترة الراحل الدكتور معوش على رأس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم ست سنوات كاملة فبعد أن تم تجديد فيه الثقة لعهدة ثانية في عام 1966 بالإجماع، وفي عام 1969 لقي حتفه في حادث سقوط طائرة في سماء الجماهيرية العربية الليبية. عرفت الكرة الجزائرية في عهد الراحل الدكتور معوش تقدما كبيرا فبعد مشاركة المنتخب الوطني في الألعاب الإفريقية ببرازافيل عام 1965 ،حقق المنتخب الوطني سنتين من بعد خطوة كبيرة بتأهله إلى الأدوار النهائية لكأس أمم إفريقيا التي جرت في مثل هذه الأيام من عام 1967 بإثيوبيا. فحتى إن أقصي زملاء حسن لالماس من الدور الأول إلا أن شبان الجزائر تركوا انطباعا حسنا بدليل اختيار لالماس ضمن أحسن اللاعبين في البطولة.
الراحل محمد بن نونيش (من أكتوبر 1969 إلى جويلية 1973)
بعد الراحل الدكتور محمد معوش الذي دامت فترته إلى غاية 1969، خلفه السيد محمد بن تونيش حيث دامت فترة رئاسته للاتحادية أربع سنوات أي إلى غاية عام 1973. على عكس الراحل الدكتور معوش شهدت فترة بن تونيش تراجعا كبيرا للكرة الجزائرية على الصعيد القاري، حيث فشل المنتخب الوطني في التأهل إلى نهائيات كاس أمم إفريقيا عام 1970 ،كما أقصي في الدور الأول من تصفيات مونديال المكسيك عام 1970. نفس الإخفاق سجله المنتخب الوطني في إقصائيات كأس أمم إفريقيا عام 1972 حيث خرج في الدور الأول أمام المنتخب المغربي بعد فوز المغرب في لقاء الذهاب (2 – 0) ،لم يجد الفوز المحقق في لقاء الذهاب نفعا لزملاء عبد الحميد صالحي. إخفاق الخضر خلال فترة الرئيس بن تونيش لم يقتصر فقط على إقصائيات كأس أمم إفريقيا بل كان في إقصائيات أولمبياد ميونيخ بخروجه في الدور الأول أمام المنتخب المالي بخسارته لقاء الذهاب في بماكو بهدف لصفر وتعادل في الجزائر في لقاء الإياب بهدفين لمثلهما.
الدكتور بن عودة عمار (من جويلية 1973 إلى ماي 1975)
تقدم السيد بن عودة عمار إلى رابع انتخابات للاتحادية التي جرت في شهر جويلية 1973، ففي ظل احتفالات الجزائريين بالذكرى الحادية عشر للاستقلال كان أعضاء الجمعية العامة للاتحادية على موعد مع انتخابات الفاف ،والتي فاز بها الدكتور بن عودة عمار أحد الوجوه الرياضية المعروفة خاصة على مستوى منطقة الغرب الجزائري. الضربة الموجعة التي تلقاها الجمهور الرياضي الجزائري في ظرف قياسي في طرف شهرين على يد المنتخب التونسي، عجلت بتقديم بن عودة عمار لاستقالته من على رأس الفاف. الضربة الأولى كانت إقصاء الخضر في أول دور تصفوي لكأس أمم إفريقيا التي جرت نهائياتها في إثيوبيا، فبعد عودة المنتخب الوطني بتعادل إيجابي من تونس بهدف لمثله حلم التأهل إلى الدور الثاني تبخر بعد خسارة مرة بالجزائر (2 – 1). شهر من بعد تقريبا وفي يوم 11 ماي 1975 جسد المنتخب التونسي تفوقه على منتخبنا الوطني بفرضه التعادل في ملعب 5 جويلية هدف لمثله في أول دور إقصائي لأولمبياد مونتريال نتيجة كان لها الأثر السلبي على رئيس الاتحادية بن عودة عمار حيث قرر تقديم استقالته.
الراحل عبد النّور بقة (من أوت 1975 إلى جانفى 1978)
قبل انتخاب عبد النور بقة رئيسا للاتحادية الجزائرية لكرة القدم في شهر أوت من عام 1975، أقصي الفريق الوطني من أولمبياد مونتريال بعد خسارته لقاء الإياب أمام المنتخب التونسي (2 – 1). جاء انتخاب عبد النور بقة على رأس الفاف خلفا للمستقيل عمار بن عودة ثلاثة أسابيع فقط قبل انطلاق دورة البحر الأبيض المتوسط في بلادنا الأمر الذي تطلب من القادم إلى مقر الفاف تسخير كل الإمكانيات للمنتخب ،من أجل طي إخفاقاته المتتالية في المنافسات القارية والدولية. ومن بين ما قام به عبد النور بقة هو تعيينه للمدرب رشيد مخلوفي على رأس المنتخب الأول، بعد أن كان هذا الأخير على رأس المنتخب الوطني العسكري. وبما أن مخلوفي يعرف خبايا منتخبات دول إفريقيا الشمالية ودول جنوب المتوسط، استطاع أن يبهر المتتبّعين خلال الدورة فلم يشكل تتويج المنتخب بالميدالية الذهبية مفاجأة للمتتبعين ،بالرغم من أن المنافس كان اسمه المنتخب الفرنسي (أمال)، حيث هزمه بثلاث أهداف لهدفين بعد لجوء المنتخبين إلى الوقت الإضافي الذي ابتسم لزملاء عمر بتروني صاحب هدف التعادل في الوقت بدل الضائع في التسعين دقيقة. تتويج المنتخب الوطني بالميدالية الذهبية لكرة القدم لدورة المتوسط عام 1975 ،وهي الميدالية الذهبية الوحيدة، في هذه المنافسة مما شكل نصرا كبيرا لعبد النور بقة، لكن للأسف لعنة فشل المنتخب الوطني في بلوغ نهائيات كاس أمم إفريقيا تكررت في دورة غانا عام 1978 إثر خسارة الخضر لقاء الذهاب بلوزاكا أمام المنتخب الزامبي (2 – 0) ،علما أن لقاء الذهاب الذي جرى في ملعب 5 جويلية انتهى بفوز الجزائر (2 – 1). ستة أشهر بعد هذا الإخفاق ترك عبد النور بقة منصبه دون أن يكمل عهدته.
قارة تركي( من جانفي 1978 إلى أكتوبر 1980)
في نفس الشهر أي شهر جانفي من عام 1978 الذي رحل فيه عبد النور بقة من رئاسة الفاف، تم تعيين السيد قارة تركي على رأس هذه الهيئة ودامت فترة هذا الرجل سنتين وعشر أشهر ،حقق فيها المنتخب الوطني خلالها الكثير من الإنجازات التاريخية، أولها تتويج الخضر بالميدالية الذهبية للألعاب الإفريقية الخامسة التي جرت في بلادنا عام 1978 بتفوقه في اللقاء النهائي على المنتخب النيجيري بهدف دون رد وقعه اللاعب علي بن شيخ. كما ألحق منتخبنا الوطني أثقل هزيمة في تاريخ المنتخب المغربي ،حيث فاز عليه في آخر جولة إقصائية لأولمبياد موسكو عام 1980 بـ (5 – 1) في الدار البيضاء المغربية و(3 – 0) في ملعب 5 جويلية، لينتزع ورقة العبور إلى الأدوار النهائية ،حيث لم يكتف زملاء الراحل محمد خديس في الأولمبياد بالمشاركة الرمزية فقط، بل تمكنوا من بلوغ الدور الثاني ليودعوا الدورة على يد المنتخب اليوغسلافي بخسارة قاسية (3 – 0)، وهي آخر مرة يبلغ فيها المنتخب الجزائري لكرة القدم الأدوار النهائية للأولمبياد. وقبل ذلك كان المنتخب الوطني قد وصل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا بنيجيريا لكنه خسر النهائي أمام منتخب البلد المنظم (3 – 0).
الحاج سقال (من نوفمبر 1980 إلى نوفمبر 1982)
سنتان بالتمام والكمال هي الفترة التي ترأس فيها الحاج سقال الفاف. ورغم قصر هذه الفترة إلا أن المنتخب الوطني وصل خلال عهدة هذا الرجل إلى أعلى هرم الكرة الإفريقية ببلوغه مونديال إسبانيا عام 1982 ،وتأهله إلى نهائيات كاس أمم إفريقيا لنفس العام بليبيا ،لكن الغرور كلف الخضر خسارة الكأس التي كانت بين أيدي اللاعبين. لكن في بلاد الأندلس وأمام أعين الحاج سقال ألحق منتخبنا الوطني هزيمة تاريخية بالمنتخب الألماني بفوزه عليه (2 – 1). أربعة أشهر من مونديال إسبانيا غادر الحاج سقال مقر الاتحادية تاركا وراءه ذكريات جميلة في تاريخ الكرة الجزائرية.
عمر كزال (من نوفمبر 1982 إلى أفريل 1984 ومن جويلية 1989 إلى نوفمبر 1992 ومن أفريل 2000 إلى أوت 2001)
يعدّ عمر كزال الوحيد في تاريخ الفاف الذي ترأس هذه الهيئة لثلاث مرات ،المرة الأولى كانت من نوفمبر 1982 إلى أفريل 1984 والمرة الثانية امتدت من شهر جويلية 1989 إلى شهر نوفمبر 1992 والمرة الثالثة كانت من أفريل 2000 إلى أوت 2001. يمكن القول إنه خلال رئاسة كزال للاتحادية، شهدت الكرة الجزائرية مستويات متباينة فإذا كانت الفترة الأولى قد بلغ فيها منتخبنا نهائيات كاس أمم إفريقيا عام 1984 بكوت ديفوار واحتلاله الصف الثالث ،فإن في الفترة الثالثة نال فيها منتخبنا الوطني التاج القاري عام 1990 بتفوقه على المنتخب النيجيري بالجزائر. كما سجل المنتخب الوطني في عهدته مهزلة خلال دفاعه عن لقبه القاري بالسنغال، حيث أقصي المنتخب بقيادة الشيخ كرمالي في الدور الأول. الفترة الثالثة تزامنت مع الأيام السوداء التي ميزت الكرة الجزائرية وكان من نتاج ذلك سوء الاستقرار على رأس الاتحادية ،حيث لم يكمل عمر كزال عهدته وهي نفس الميزة التي ميزت عهدتها الأولى والثانية حيث لم يكمل كذلك عهدته الرئاسية.
يسعد دومار (من ماي 1984 إلى أفريل 1986)
بعد عمر كزال الذي ترك منصب الفاف في شهر أفريل من عام 1984 إثر إخفاق منتخبنا الوطني من بلوغ أولمبياد لوس أنجلوس أمام المنتخب المصري، تم تعويضه بيسعد دومار، وخلال حقبة هذا الأخير تأهل منتخبنا الوطني إلى نهائيات كأس العالم بالمكسيك عام 1986، وإلى نهائيات كأس أمم إفريقيا بمصر، لكن المشاركة الهزيلة للمنتخب في دورة مصر بخروجه في الدور الأول بتعادلين أمام زامبيا والمغرب وخسارة أمام الكاميرون 3/2، كانت من الأسباب الرئيسية بترك يسعد دومار لمنصب الفاف في شهر أفريل من عام 1986·
محمد مكيراش( من أفريل 1986 إلى جويلية 1987)
وصف عهدة خليفة يسعد دومار وهو محمد مكيراش، الأقل منذ تأسيس الاتحادية في شهر أوت من عام 1962، حيث لم تدم فترة هذا الرجل إلا عام وشهرين فقط، كان له شرف حضور مونديال المكسيك الذي شارك فيه منتخبنا الوطني لكن للأسف أقصي في الدور الأول. وتزامن رحيل مكيراش من الفاف مع تدشين ملعب 19 ماي بعنابة، من خلال اللقاء الذي فاز به منتخبنا الوطني بهذا الملعب على المنتخب السوداني 3/1 في إطار إقصائيات أولمبياد سيول الذي أخفق فيه منتخبنا في التأهل بعدما فشل في تخطي عقبة المنتخب النيجيري.
بلعيد لكارن (من سبتمبر 1987 إلى أكتوبر 1988)
حكم بلعيد لكارن الحكم الجزائري في مونديال إسبانيا 82، الفترة الزمنية القصيرة التي سبقه إليها محمد مكيراش، حيث لم تدم فترة لكارن على رأس الفاف إلا 11 شهرا فقط و أرغم لكارن على الاستقالة بسبب التخلاط على مستوى الاتحادية.
رشيد مخلوفي (من أكتوبر 1988 إلى فيفري1989)
بعد محمد مكيراش الذي اعتبر أول رئيس يترأس الفاف لأقل فترة بـ 14 شهرا، وبعده بلعيد لكارن بـ11 شهرا، جاء الدور لرشيد مخلوفي، فرغم ماضيه الكروي ورغم البرنامج الطموح الذي جاء به خدمة للكرة الجزائرية، إلا أن المسكين وجد نفسه مرغما لترك منصبه وهذا بعد أربعة أشهر من انتخابه على رأس الفاف. رحيل مخلوفي عن الفاف ترك هذه الهيئة بدون رئيس، حيث تم تعيين سي محمد بغدادي ولمدة أربعة أشهر، إلى أن تم انتخاب عمر كزال كما سبق الذكر.
من نوفمبر 1992 إلى سبتمبر 1993 الفاف بدون رئيس
المولدي عيساوي( من سبتمبر 1993 إلى جويلية 1994)
رحيل عمر كزال عن رئاسة الاتحادية في مطلع شهر نوفمبر من عام 1992 كان له الأثر السلبي على هذه الهيئة، حيث بقي منصب الرئيس شاغرا عشرة أشهر، لينتخب في شهر سبتمبر من عام 1993 اللاعب السابق لاتحاد العاصمة المولدي عيساوي خلال جمعية عامة، لكن الرجل لم يكمل عهدته حيث أرغم على الاستقالة في شهر جويلية من العام الموالي دون أن يكمل ولو عاما واحدا من فترة رئاسته، حيث ترك منصبه مرغما بعد الذي حدث للمنتخب الوطني، بخسارته لقاء السنغال على البساط بعد إدراج اللاعب كعروف وهو تحت طائلة العقوبة في لقاء الذهاب أمام المنتخب السنغالي، الأمر الذي كلف منتخبنا الوطني عدم بلوغ نهائيات كأس أمم إفريقيا التي جرت قي ربيع من عام 1994·
الراحل رشيد حرايقر (من جويلية 1994 إلى جانفي 1995)
بعد استقالة المولدي عيساوي، انتخب خلفا له الراحل رشيد حرايق ،لكن لعنة السياسة والسياسيين دفع هذا الأخير ثمنها غاليا، حيث اغتيل في مطلع شهر جانفي، تاركا وراءه أكثر من علامة استفهام، من قتل رشيد حرايق؟ ومن المستفيد من اغتياله؟، أسئلة لم نجد لها إجابة إلى حد الآن، رحم الله رشيد حرايق أسكنه فسيح جنانه، إنا لله وإنا إليه راجعون·
العربي بريك و سعيد عمارة و محمد العايب
من جانفي 95 إلى أفريل 96 وسعيد عمارة من أفريل 96 إلى جوان 96 ومحمد العايب من أوت 96 إلى نوفمبر 96. اغتيال رشيد حرايق كان له الأثر السلبي على الاتحادية، حيث تميزت باللااستقرار، فعلى مدار أقل من ثلاث سنوات تعاقب على رئاسة الفاف ثلاثة رؤساء، الأول العربي بريك الذي كان يشغل رئيس رابطة وهران الجهوية، حيث ترأس الفاف لمدة 16 شهرا، لترك منصبه لابن المولودية سعيد عمارة، الذي ترأس هذه الهيئة لمدة شهرين فقط، ولمدة ثلاثة أشهر ترأسها الرئيس الحالي لاتحاد الحراش الذي أرغم على ترك منصبه·
أربعة رؤساء مؤقتين والراحل ذيابي ترأس الفاف 17 شهرا و روراوة و حداج أكملا عهدتهما
على مدار الثلاثة عشر سنة الأخيرة تداول على رئاسة الفاف سبعة رؤساء، بمعدل رئيس كل سنتين، وهو معدل يعكس الواقع المزري للكرة الجزائرية، أربعة من هؤلاء ترأسوا الفاف لفترات مؤقتة ويتعلق الأمر بكل من محمد بغورة من نوفمبر 1996 إلى سبتمبر 1997، وسعيد بوعمرة من سبتمبر 1997 إلى نوفمبر 1997 وبن عمار برحال من شهر جويلية 1999 إلى الشهر الموالي من نفس العام، وحسن الشيخ من شهر أوت 1999 إلى أفريل 2000 نوفمبر 1997 – جوان 1999 محمد ذيابي.
محمد روراوة
الحاج محمد روراوة من مواليد 12 سبتمبر 1947 في القصبة، الجزائر العاصمة هو رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم السابق. اشتغل محمد روراوة موظفاً في وزارة الإعلام الجزائرية، وتسلق المناصب من نائب مدير إلى مدير، استدعي فيما بعد للمشاركة في تنظيم أول مهرجان إفريقي في الجزائر العاصمة، وعمل كإطار في وزارة الإعلام و الثقافة، و شغل منصب مدير مركزي بنفس الوزارة، ثم مدير مركز الإعلام و الثقافة، و بعدها مديرا للمؤسسة الوطنية للتلفزيون، و إثر ذلك منصب الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للنشر والإشهار، ليحال بعدها على التقاعد عقب سنوات من الجد و العطاء. يعتبر محمد روراوة أفضل سفير للكرة الجزائرية ، لأن الرجل تمكن خلال العشرية التي ظهر فيها إلى الواجهة من ترك بصمته بصورة جلية في الساحة الكروية الوطنية، فأصبح بمثابة ” الربان المحنك ” الذي نجح في قيادة ” سفينة ” كرة القدم الجزائرية إلى بر الأمان، بعدما كانت قد غرقت و غابت عن الأحداث القارية ،حيث تأهل ” الخضر” في عهدته لمونديال 2010 و مونديال 2014 لما حقق المنتخب الوطني تأهلا تاريخيا للدور الثاني ، بدورها الأندية الجزائرية عرفت قفزة نوعية في عهدته حيث بلغت ثلاث نهائيات متتالية من بينها لقب إفريقي حققه وفاق سطيف سنة 2014. كما أن لروراوة جذور في المجال الكروي، لأنه بدأ مسيرته كلاعب في نادي اتحاد سوسطارة بالجزائر العاصمة، و بعدها تحوّل إلى مسيّر في نفس الفريق، قبل أن ينتقل إلى الطاقم المسير لنادي اتحاد الجزائر في سنة 1970، لأنه مولوع منذ الصغر بأبناء ” سوسطارة “، و قد كانت له تجربة سابقة في الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، حيث شغل روراوة منصب عضو في المكتب الفيدرالي في موسم 1985 / 1986، و كان من بين أعضاء اللجنة التي أشرفت على تنظيم تحضيرات المنتخب الوطني للمشاركة في مونديال مكسيكو ، لتكون محطته الموالية لجنة تنظيم النسخة ال 17 من ” الكان ” التي أقيمت بالجزائر سنة 1990 ، ليختفي بعدها الرجل كلية عن الساحة الكروية لنحو عشرية من الزمن، فكانت عودته في الثامن من نوفمبر سنة 2001 في ثوب ” مرشح الوزارة ” في إنتخابات الفاف، لأن الأغلبية في الوسط الكروي ظلت تتساءل عن هوية روراوة و صديقه مشرارة، و قد ظفر محمد روراوة برئاسة الاتحادية بعد تفوقه على منافسه رشيد بوعبد الله في الإنتخابات التي جرت ذات 8 نوفمبر من نفس السنة، و هو الإنجاز الذي أعقب بتعيين روراوة كمحافظ لتظاهرة ” سنة الجزائر بفرنسا “، في الوقت الذي عبد فيه الرجل الطريق لإقتحام هيئات كروية قارية و إقليمية، حيث ظفر بعضوية اللجنة التنفيذية للإتحاد الإفريقي لكرة القدم، و كذا إنتخابه على رأس إتحاد شمال إفريقيا، و هي الهيئة التي تم بعثها من جديد، إضافة إلى إنتخابه كنائب لرئيس الإتحاد العربي، فضلا عن شغله مناصب على مستوى لجان دائمة في الفيفا، الرجل كان قد إستقال من رئاسة الفاف في أواخر 2005 بسبب قبضة حديدية مع وزير الشباب و الرياضة آنذاك يحي قيدوم على خلفية قوانين تسيير كرة القدم، لكن روراوة عاد إلى منصبه في فيفري 2009 تلبية لمطلب أطراف فاعلة في الوسط الكروي الجزائري ، لتكون ثمار العودة إعتماد أول دوري جزائري محترف منذ الإستقلال، و تأهل تاريخي للخضر إلى المونديال، إضافة على حصول المعني بالأمر على صفة العضوية في المكتب التنفيذي
خير الدين زطشي
من مواليد 1965 برج بوعرريج وهو رئيس نادي بارادو السابق واستطاع أن ينجح مع هذا الفريق في إدارته بشكل كبير، وبدأت مسيرته الكروية عام 1994 عندما قام بتأسيس النادي المشار إليه وهو بارادو. يعتبر نادي بارادو الذي أسسه “زطشي” هو أول ناد جزائري يعتمد علي أمواله الخاصة، ولا ينتظر أموال من قبل الفاف ليسير بها أموره، وذلك معتمدا على خطة استراتيجية بشكل بعيد المدى. وقام الرجل بافتتاح أكاديمية لتكوين الشباب وصناعة جيل من اللاعبين يحترفون الكرة . ونجح مع فريقه بارادو في الصعود إلى القسم الأول من الدوري الجزائري بعد مسيرة طويلة من التكوين، وقد تم انتخابه يوم الاثنين (2017) رئيسا للفاف وذلك من قبل الجمعية العمومية في “المركز الفني الوطني بسيدي موسى” بالجزائر العاصمة
،وذلك بعد حصوله على 64 صوتا مقابل 35 صوتا معارض وإلغاء أربعة أصوات باطلة ،حيث يعتبر مرشح الوزارة الوحيد لحد الآن لم يقدم الإضافة المرجوة والجماهير الجزائرية ساخطة من طريقة تسييره خلال الفترة التي قضاها على رأس الفاف رغم الطفرة الكبيرة للمنتخب الوطني و حصوله على التاج القاري في أرض الكنانة.
شرف الدين عمارة
إنتخب شرف الدين عمارة رسميا رئيسا جديدا للاتحاد الجزائري لكرة القدم خلال أشغال الجمعية العامة الانتخابية ،و أسفرت عملية الاستفتاء على المترشح الوحيد شرف الدين عمارة وأفرزت عن 75 صوت بنعم مقابل 13 صوت بلا. و شرف الدين عمارة الذي كان المترشح الوحيد لرئاسة الفاف خلف الرئيس المنتهية عهدته خير الدين زطشي وظهر فقط منذ ثلاث سنوات من بوابة رئاسة فريق أبناء لعقيبة، بأوامر من السلطة ضمن سياسة منح شركات عمومية للأندية من أجل تخليصها من شبح الإفلاس ،وهذه المرة جاءت الأوامر ليكون رئيسا للاتحادية الجزائرية لكرة القدم حتى تبتعد الفاف عن التجاذبات والمشاكل التي حصلت في عهدة زطشي بين محيط هذا الأخير ومحيط الاتحادية السابقة التي كانت برئاسة محمد روراوة. وعليه فضلت السلطة شخصية جديدة لا تنتمي لأي جناح حتى تحقق التوافق، خاصة رغبة جمال بلماضي الذي وضع رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في الصورة عند لقائه به حتى يتم تفادي أي مشاكل أو خلافات قد تؤثر على المنتخب الوطني المقبل على تصفيات كأس العالم المقررة في قطر.
إعداد : سنينة مختار