شرقي، غويري، عدلي، آيت نوري و زروقي يسيلون لعاب الفاف
مازال المنتخب الجزائري لكرة القدم يراهن على اللاعبين مزدوجي الجنسية المنحدرين من أصول جزائرية والمولودين في أوروبا، خاصة في فرنسا، من أجل تعزيز صفوفه ومواصلة مشروع السيطرة على الكرة الإفريقية والتألق عالميا، وفق نظرة المدير الفني، جمال بلماضي، الذي أكد بأن أبواب المنتخب مفتوحة لكل جزائري، أينما ولد، وحيثما وجد، بشرط حصول الرغبة القوية لديه بالدفاع عن قميص بلده الأصلي. واعتمد منتخب الجزائر منذ هندسة رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم السابق، محمد روراوة، لقانون الباهاماس سنة 2003، على اللاعبين مزدوجي الجنسية، الذين شكلوا عماد المنتخب الجزائري منذ تلك الفترة، وعلى وجه التحديد بداية من سنة 2009 عندما أسهم هؤلاء في تأهل الجزائر إلى كأس العالم 2010 بعد غياب دام 24 سنة كاملة. عدة لاعبين مولودين في فرنسا وتخرجوا من أكاديمياتها الكروية اختاروا اللعب للمنتخب الجزائري، مثل الكثير من لاعبي الجيل الحالي، كبراهيمي وفيغولي وبودبوز ومهدي عبيد وبن ناصر ومحرز، إذ يعد الأخير مصدر الإلهام الأول للاعبين الجزائريين من مزدوجي الجنسية الواعدين في أوروبا.
شرقي تحت ضغوطات ليون
ويعد اللاعب ذي الأصول الجزائرية، ريان شرقي، ضمن أفضل المواهب الواعدة في كرة القدم العالمية، إذ صنفته صحيفة “ماركا” الإسبانية العام الماضي، كثاني أفضل لاعب واعد في العالم، ويتغنى الفرنسيون بإمكانات لاعب أولمبيك ليون المرشح لنحث مشوار كروي بمواصفات أكبر نجوم المستديرة، في صورة ليونيل ميسي وحتى أفضل من مبابي، كما توقع له رئيسه، جون ميشال أولاس. شرقي 17 سنة، كان حطم كل الأرقام القياسية المتاحة مع أولمبيك ليون، منها رقم أصغر لاعب يسجل هدفا في تاريخ ليون بعمر 16 عاما و140 يوما، فضلا عن كونه أصغر لاعب في تاريخ النادي يشارك في مباراة دوري أبطال أوروبا، وأعلنت عدة أندية عملاقة رغبتها في التعاقد معه، منها ريال مدريد وبرشلونة، لكن شرقي يفضل النادي الملكي، أحد أبرز أحلامه رفقة الكرة الذهبية. وبحكم صغر سنه لم يفصح شرقي عن هوية المنتخب الذي سيدافع عنه مستقبلا، وهو الذي سبق له اللعب مع منتخب فرنسا تحت 17 عاما، ويراهن الجزائريون على الجانب العاطفي لخطف اللاعب الشاب بحكم إبدائه تعلقه الدائم بالجزائر، بدليل أنه لا يفارق حاليا الثنائي الجزائري لليون، إسلام سليماني وجمال بلعمري، على أمل أن يكون تأثير بطلي إفريقيا عليه قويّا.
أعين كبار أوروبا تتابع آيت نوري
يصنف مدافع نادي وولفرهامبتون الإنجليزي، ريان آيت نوري، كواحد من أبرز المدافعين في سماء كرة القدم العالمية، بعد أن أشعل صراعا بين عدة أندية أوروبية لضمه الصيف الماضي، على غرار قطبي مدينة مانشستر وجوفنتوس وأتليتيكو مدريد، لكن وكيل أعماله الشهير، خورخي مانديز، (وكيل أعمال كريستيانو رونالدو)، اختار له نادي البرتغاليين في الدوري الإنجليزي الممتاز. لاعب نادي أونجي الفرنسي السابق (19 عاما)، كان خطف الأضواء مع فريقه عندما وقع عقدا احترافيا وهو لم يتجاوز الـ16 عاما، ما جعله أصغر لاعب محترف في تاريخ النادي، ورغم أنه يلعب مع منتخب فرنسا تحت 21 سنة، إلا أنه بإمكانه حمل قميص منتخب الجزائر مستقبلا، وشارك الظهير الأيسر هذا الموسم في 13 مباراة من أصل 25 في “البريميرليغ”، سجل خلالها هدفا وصنع آخر.
غويري حلم الفاف
اللاعب الثالث في التصنيف هو مهاجم نادي نيس الفرنسي، أمين غويري، الذي يطلق عليه الفرنسيون لقب بن زيمة الجديد، وعلى عكس نجم ريال مدريد، فإن هذا النجم الجديد لن يفلت من الجزائر هذه المرة، بعد أن منح عدة مؤشرات تؤكد اختياره اللعب مع منتخب الجزائر، وقد يكون حتى ضمن قائمة “الخضر” خلال المعسكر المقبل. غويري (21 سنة) خريج أكاديمية أولمبيك ليون الشهيرة، يقدم مستويات كبيرة في الدوري الفرنسي هذا الموسم مع نيس كقلب هجوم، حيث شارك في 27 مباراة من أصل 28 ممكنة في الدوري الفرنسي، سجل خلالها 11 هدفا وصنع خمسة أهداف أخرى، ما جعله محط أطماع عدة أندية في القارة العجوز.
عدلي قريب و لكن…
عدلي لاعب نادي بوردو الفرنسي يملك مؤهلات فنية وكبيرة عالية جدا، جعلت المتابعين للكرة الفرنسية يرشحونه ليكون أحد أقطاب الكرة العالمية خلال السنوات القليلة المقبلة، وهو أحد أبرز ركائز المنتخب الفرنسي من الأصاغر إلى الآمال، ورغم لعب عدلي مع الديكة في مختلف الفئات السنية، إلا أنه قادر على اللعب مع منتخب الجزائر الأول مستقبلا، وهو الذي ترك الباب مفتوحا أمام هذا الاحتمال بفضل أصوله الجزائرية. لاعب الوسط المهاجم (20 سنة) كان اختار الرحيل عن نادي باريس سانت جيرمان، الفريق الذي نشأ فيه بسبب عدم حصوله على فرصة اللعب مع الفريق الأول، واختار نادي بوردو، الذي يعد أحد أبرز نجومه، حيث شارك في 25 مباراة من أصل 28 في النسخة الحالية من “الليغ 1″، سجل خلالها هدفا واحدا وصنع أربعة أخرى.
زروقي الأقرب لكتيبة بلماضي
وعلى عكس المواهب الأربعة الأولى والمشتركة في مكان الولادة بفرنسا، فإن رامز زروقي مولود في أمستردام بهولندا، وخريج أكاديمية أجاكس أمستردام الشهيرة، واختار اللاعب الصاعد اللعب مع منتخب الجزائر مؤخرا، وسيكون خلال نهاية الشهر الجاري في معسكر “محاربي الصحراء” تحضيرا لمباراتي زامبيا وبوتسوانا. لاعب تفينتي الهولندي (22 سنة) كان عبر عن تعلقه بالجزائر، وقال في تصريحات سابقة: “أنا جزائري بكل جوارحي، وأتمنى أن أحقق حلم تمثيل بلدي، وسيكون ذلك فخراً لي ولعائلتي الموجودة هناك”، مضيفا: “أنا معجب بمحرز وقديورة وعطال وبونجاح وبن ناصر وبلايلي وسليماني وماندي، إنهم لاعبون رائعون، وسأعمل لكي ألعب بجانبهم في يوم من الأيام”. ويشغل زروقي المولود لأب جزائري وأم هولندية منصب وسط الميدان المدافع، الذي يرغب بلماضي بتدعيمه بأسماء جديدة، وشارك منذ بداية الموسم في 22 مباراة من أصل 25 في الدوري الهولندي، صنع خلالها هدفا واحدا فقط.
خليفاوي مصطفى