في حوار معه تحدث رياضي كمال الأجسام صابا يوسف عن بدايته في هذا المجال الذي باشره في سن مبكرة بعد المرور على العديد من الرياضات ككرة اليد والسباحة والكراتي ،كما تطرق إلى طموحه المتمثل في الاحتراف ،أما عن الخطر الذي يحيط بالعديد من الشباب ولاعبي كمال الأجسام المتمثل في المنشطات والحقن المحظورة فقد كشف ابن مدينة سبدو أن أغلبية الرياضيين الذين يأخذونها ،يأخذونها عن جهل مما يعرضهم لأخطار كبيرة قد تصل إلى الموت .
وذلك لا لشيء إلا لهوسهم بالحصول على جسم متناسق ضاربين بصحتهم عرض الحائط ، في حين أن هدف هذه الرياضة هو صحة الجسم وليس الإضرار به أين دعا الرياضيين الشباب إلى التعقل ،مؤكدا أن كل ما هو طبيعي يأتي بالنفع على الجسم مهما طالت مدة التدريب وأن جني ثمار رياضة كمال الأجسام يكون بالصبر والعمل على المدى الطويل،
عرف نفسك لقراء جريدة بولا؟
“صابا يوسف من مواليد مدينة سبدو بولاية تلمسان أبلغ من العمر 29 سنة، رياضي و مربي حاصل على شهادة ماستر في التربية البدنية ،أزاول حاليا مهنة التعليم وذلك كأستاذ للتربية البدنية والرياضية بالطور المتوسط ، كما أني مدرب رياضة في عدة اختصاصات أبرزها كمال الأجسام والسباحة.”
لماذا اخترت رياضة كمال الأجسام بالضبط ؟
“في الحقيقة فأنا شغوف بالرياضة من صغري حيث نشأت في وسط رياضي والحمد لله ألهمني حب الرياضة حيث يمكن القول أنني ترعرعت فيها. بخصوص رياضة كمال الأجسام فقد كانت حلم بالنسبة لي حيث كنت اعتبرها هواية في بداية مشواري ، فلا أخفي عليكم أني باشرتها في سن مبكر وذلك بعد تدرجي في العديد من الرياضات كما قلت سابقا حيث سبق لي وأن مارست مختلف الاختصاصات سواء في الرياضات الفردية أو القتالية على غرار الكاراتي دو، كما أني مارست كرة اليد ، وأيضا كرة الطائرة وهي الاختصاصات التي تتطلب قوة بدنية عالية حيث كان عليا أن أخضع لحصص تقوية العضلات وهو الأمر الذي جعل رياضة كما الأجسام تستهويني، لأباشرها بشكل منتظم في سنة 2008، رغم أني كنت تلميذا في المتوسط حينها، ومنذ ذلك الوقت لم أتوقف عنها،خاصة وأن حلمي بدأ يكبر مع مرور المواسم.”
ذكرت أنك بدأت ممارسة كمال الأجسام مبكرا، فمتى دخلت المنافسات الرسمية؟
“بالطبع فممارسة هذه الرياضة كانت منذ الصغر وكما تعلم أن دخول المنافسات يتطلب التحضير والوصول إلى مستوى يسمح لك بالمشاركة وفقا للشروط المعمول بها ، ولهذا فإن مشاركاتي، فالأولى كانت سنة 2016 في ولاية وهران، وذلك في مسابقة مصغرة تم تنظيمها من طرف إحدى الشركات الخاصة ،وحينها تحصلت على المرتبة السادسة، وهي المرتبة التي كنت أعرف أنني قادر على تجاوزها بالعمل فقط ،ولهذا ضاعفت من عملي في التدريبات وبعد سنتين من ذلك عدت وشاركت في منافسة وطنية سنة 2018 جرت بمدينة بشار تم تسميتها باسم الراحل محمد بن عزيزة، أين حللت في المرتبة الثالثة وهو الأمر الذي حفزني كثيرا خاصة وأنها عرفت مشاركة لاعبين لا بأس بهم لأشارك مرة أخرى في سنة 2019 في منافسة وطنية احتضنتها مدينة بسكرة وأنهيتها في المركز الثامن.”
ما هي طموحاتك في هذا المجال؟
“كأي رياضي شاب يعمل على الذهاب بعيدا في الاختصاص الذي يتدرب فيه فرياضة كمال الأجسام كلما مرت عليك المواسم طموحاتك تكبر فتكبر ولهذا فأنا حاليا قد وضعت أهدافا في هذا المجال على رأسها الاحتراف، ولعل الأمر الذي يجعلني أفكر دائما فيه هو اتضاح الرؤية لأن الميدان الذي أتواجد فيه يفرض ذلك، فالحصول على بطاقة محترف تسمح لك بالذهاب بعيدا كما أن ذلك يساعد في الحصول على ممولين، ولهذا أنا حاليا أشتغل كثيرا من أجل الوصول إلى طموحي المتمثل في الاحتراف لأنه هو الأساس،حيث أركز جيدا على هدفي هو ما جعلني أفضل عدم المشاركة في المسابقات الحالية التي لا تسمن ولا تغني من جوع، كما أن الفوز فيها مثل الانهزام، بمعنى أن الرياضي لا يستفيد من أي شيء، ونحن حاليا نقوم بتضحيات كبيرة من خلال توفير المستلزمات على غرار البروتين، إضافة إلى اتباع نظام غذائي خاص زد على ذلك فالتحضيرات مكلّفة أيضا من الناحية المادية، وهذه العوامل هي التي تدفعني حاليا لاستهداف الاحتراف، لأن الحصول على بطاقة المحترف تفتح الكثير من الأبواب وتسمح أيضا بتمثيل الوطن والولاية، إضافة إلى امتيازات أخرى خاصة وهذه الرياضة تتطلب دعما ماديا كبيرا للوصول إلى مستويات مطلوبة.”
ما سبب انجذاب الكثير من الشباب لهذه الرياضة دون غيرها ؟
“صحيح فإن رياضة كمال الأجسام أصبحت تستهوي الكثير من الشباب، وذلك لأني الحصول على جسم رياضي مثالي يساعد أكثر في اكتساب ثقة في النفس ، هذا من الناحية الذهنية فلها انعكاسات إيجابية ، زيادة على القوة العضلية يحتاجها أي رياضي وفي مختلف الاختصاصات ، كما أن هذه الرياضة مهمة جدا في سن الشباب لأنها تساعد كثيرا في النمو أكثر، بما أنها تحفّز هرمون التستوسترون كما أنها تمكنك من الحفاظ على لياقتك عند التقدم في العمر والدليل أننا نرى الكثير من الرياضيين في هذه الرياضة قد حافظوا على لياقتهم حتى وهو في سن متقدم على عكس من هم في نفس أعمارهم ولا يمارسون الرياضة.”
لكن أغلبية الرياضيين يمارسونها بطريقة عشوائية دون الاستناد على طرق علمية، بالأخص وأن القاعات لا توفر مدربين مختصين؟
“قاعات رياضة كمال أجسام يوجد بها المدربين لأن الحصول على الاعتماد يتطلب أن تكون مختصا في هذا المجال، لكن الإشكال هو أن البعض منهم لا يملك كفاءة عالية كما أن أصحاب بعض القاعات يبحثون عن مدربين ولا تهمم الكفاءة، كما أن الكثير من المدربين يحملون شهادة مدرب من تربص لا تتجاوز مدته 3 أيام، ضف إلى ذلك فإنهم لا يحوزون على التجربة اللازمة، وهذا ما أصبح له انعكاس سلبي على المصداقية.”
يلجأ معظم رياضيي كمال الأجسام إلى المنشطات والأدوية المحظورة ما تعليقك على هذه الظاهرة؟
“فيما يتعلق بالمنشطات والحقن أصبحت تستعمل بطريقة عشوائية للغاية، بالرغم من أن لها انعكاسات سلبية كثيرة وخطيرة، ولكن البعض أصبح يلجأ إليها من أجل الحصول على نتيجة سريعة لأنه لا يبحث عن أهداف رياضية حقيقة بقدر ما يبحث عن المظهر. فعوض أن ينتظر سنة أو سنتين للحصول على بنية جسمانية قوية بطريقة طبيعية تساعده في المستقبل للبقاء في لياقة جيدة، فهو يفضل الأمور المذكورة للوصول إلى هدف في ظرف قصير نوعا ما وهو ما يضره عوضا أن ينفعه.”
البعض يتحجج أن هذه الحقن تأخذ حتى في المستوى العالي ؟
“الرياضيون المحترفون يلجؤون لهذه الأمور تحت إشراف طبي من خلال إجراء التحاليل وغيرها، كما أنهم لا يستهلكونها بكميات مبالغ فيها، عكس ما يحصل عند الهواة الذين يبقى همهم الوحيد هو الحصول على بنية جسمانية قوية، الأمر الذي يجرّهم للسقوط في المحظور.”
ماذا تريد أن تضيف في الأخير؟
“في الأخير، أود أن أنصح الشباب بالابتعاد عن المنشطات، وعدم المغامرة بصحتهم، لأن أضرارها كثيرة على جسم الإنسان، ويلزم أيضا اقتناء المكملات الغذائية والبروتينات من محلات ذات ثقة، وقبل تناول مثل هذه الأمور يجب البحث خاصة وأن كل شيء متوفر على مستوى شبكة الانترنت مع تحري رأي المختصين. كما أنني أؤكد على أن الاعتماد على كل ما هو طبيعي في هذه الرياضة سيعطي نتائج مهما طالت المدة.”
حاوره: ياسين