عكورة محمد أقدم مناصر لفريق سريع المحمدية: “السريع فريق القلب وأتمنى أن يتذكروني وأنا على قيد الحياة “
“عكورة” كما يناديه سكان المحمدية و أنصار السريع بصفة خاصة يعد أقدم مناصر للصامية عرف بحبه و وفائه لفريق مدينة البرتقال منذ خمسينيات القرن الماضي ، حيث عاصر و عايش كل فترات “الصام” بداية بفريق “peregaux galia sport” أو “PGS” اختصارا و هو أول فريق لكرة القدم أنشئ في مدينة المحمدية إبان الفترة الاستعمارية. عمي “عكورة” معروف عند العام والخاص في المحمدية حديثه لا يخلو سوى عن كرة القدم وعن أخبار السريع لا يُفَوِتُ فرصة ليكون حاضرا خلال المباريات وحتى الحصص التدريبية رغبة منه في أن يكون قريبا من فريق القلب ومعرفة كل التفاصيل عن يومياته. “عكورة محمد” أو “عكورة” كما يحلو لأنصار السريع مناداته يبلغ من العمر الآن 84 عاما من مواليد سنة 1935 بالمحمدية و بالضبط بالحي العتيق “القرابة” الذي أخرج العديد من اللاعبين الذين صنعوا تاريخ نادي سريع المحمدية أمثال الحارس بوجرة، شاوش عبد القادر ، بلة حاج براهيم، زمري رشيد و الحارس بوعبد الله جوزي و رزقة شعبان من الجيل القديم، و كيرامان حميد و قادة تقية من الجيل الجديد ، وصولا لواجي العيد لاعب النصرية حاليا من جيل الشباب ، و لازال إلى حدّ الآن ينجب العديد من اللاعبين، كل هذا جعل “عمي عكورة” شغوفا بتشجيع السريع و مولعا بحب اللون البرتقالي بشكل لا يتصور. ورغم تقدمه في السن إلا أن ذاكرته لا زالت قوية وهي مليئة بالأحداث المفرحة والمحزنة من تاريخ السريع إذ يستذكر أول مقابلة حضرها “للصام” وكان حينها في سن الحادية عشر وكانت ضد الجار هلال سيق تحت راية فريق ال «PGS” التاريخي الذي كان يتشكل من خليط من لاعبين أوربيين وعرب، مشيدا بتلك الحقبة من حياة النادي التي أنجبت لاعبين ممتازين يتقدمهم الإخوة تيميزار ولقجع قادة المدعو “كاغو”، وسرير قادة المعروف ب “سوري” والحارسين الأسطوريين حشوطي وسالقية والعيد ساسي وغيرهم. عمي عكورة” في ذاكرته العديد من المباريات القوية والمصيرية التي خاضها السريع مؤكدا بأن أصعب مباراة حضرها كانت ضد فريق وداد تلمسان القوي حيث تفوق السريع بنتيجة 2 -0 من توقيع اللاعب بورشاش وخانته الذاكرة في مسجل الهدف الثاني.
أما عن أجمل فترة عايشها يقول بأنها الفترة التي عرفت صعود الفريق من القسم الشرفي إلى القسم الأول حيث حضر كل المقابلات وكان دائم التواجد أثناء الحصص التدريبية. وعن أسوء ذكرى له خلال تنقلاته مع الصام فيقول بأن مقابلة شباب سفيزف هي الأسوء بالنسبة له، حيث زيادة على الأحداث المؤسفة التي رافقت أطوارها وما حدث بين اللاعبين فوق أرضية الميدان، فإن العنف بين الأنصار كان حاضرا هو الآخر حيث يقول بأنه تعرض لاعتداء بواسطة حجر على مستوى الرأس مما استوجب نقله على جناح السرعة إلى المستشفى ونجا من الموت بقدرة الله عز وجل. وبخصوص قضية مناصرته لفريق سريع غليزان فقد أوضح بأنه يتعمد إظهار حبه للصام أمام أنصار سريع غليزان والعكس صحيح حتى يغيض أنصار الفريقين من باب المزاح لا غير، مبديا حبه الشديد للسريع وبأنه فريق القلب ويحبه حتى النخاع. وعن الحالة التي وصل إليها فريق سريع المحمدية فقد أبدى تأثره الشديد متحسرا عن حال الفريق الذي يمر بواحدة من أسوء الفترات منذ تأسيسه متمنيا أن تعود الصام إلى قسم الكبار. “عمي عكورة” وفي ختام حديثه تمنى موفور الصحة والعافية وطول العمر لكل أصدقائه مترحما على كل من غادر هذه الدنيا إلى دار البقاء. للتذكير فإن الحالة الصحية لعمي عكورة ليست على ما يرام منذ فترة ليست بالقصيرة وتتطلب وقفة إنسانية من أبناء مدينة المحمدية ومسؤوليها المحليين وإدارة “الصام” نظير حبه ووفائه لفريق مسقط رأسه. وننوه بالوقفة الإنسانية لجمعية خدام المساجد التي قامت الجمعة الماضية بتكريم المناصر الوفي “عمي عكورة” في بيته الكائن بعمارات حي قادة بلمختار مقابل مسجد الحي، حيث قدمت له هدايا رمزية أدخلت الفرحة إلى قلبه واستحسنها كثيرا أبناؤه وأحفاده مؤكدين بأنهم جد متأثرين بهذه الخرجة الإنسانية متقدمين بخالص شكرهم لكل من ساهم في هذا التكريم.
سنينة مختار