عماد الدين بن سعيد طالب جامعي ، كاتب و مؤلف ” احتضار حياة”: ” احتكاكي بالكتاب في فترة الحجر جعلني المستفيد الأكبر منها “
بداية نود من ضيفنا الكريم التعريف بنفسه للجمهور؟
” عماد الدين بن سعيد من ولاية تلمسان، البالغ من العمر تسعة عشر عاما، طالب جامعي بجامعة أبو بكر بلقايد ، كاتب أو بالأحرى أطمح لنيل لقب الكاتب بحق، مؤلف كتاب احتضار حياة “.
كيف حالك أستاذ ؟
” بخير الحمد لله بعدد ذرات الكون “.
كيف بدأت الكتابة وكيف دخلت عوالمها أو من شجعك على ذلك ؟
” بداية الكتابة كان سببها إعجابي بالشعر والأدب العربي، واللغة العربية بصفة عامة، وكان هذا الإعجاب سببه أمي، فقبل كل امتحان للغة العربية في سنوات المدرسة الابتدائية تقدم لي كتبا أتمعن في قراءتها لأجيد التعبير في الامتحان ، وهذا كان من أسباب شغفي بالكتابة في بدايتي”.
هل للبيئة أثر كبير على الكاتب ؟ فما هي آثارها عليك ؟
” طبعا للبيئة أثر على الكاتب هذا إن لم أقل أنها أساس تفكير الكاتب و قناعاته، فمثلا في الكثير من الأحيان عندما تبحث في أرشيف لاعب كرة قدم تجد أن عائلته متعلقة بكرة القدم وإن كان ذلك بطريقة مباشرة. أما بالنسبة لي فأذكر أن أمي كانت مطالِعة وقارئة متميزة، وممن يحبون اللغة ويمجدونها، وبالطبع كان لهذا أثر كبير على تعلقي باللغة أيضا وحبي للكتابة “.
ما هي أهم الكتب والمشاريع الفكرية التي أثرت عليك في مشوارك؟
” أنا لا أتأثر إلا بما يلامس إحساسي ويثير عاطفتي، والفلسفة والمشاعر إحدى هذه الأمور التي قام ديستويفسكي بترجمتها في رواياته وكتبه ،و الذي أعتبره مفكري المفضل وكتبه “.
ما هو تقييمك المنهجي للفكر العربي؟
” بصراحة وللأسف أرى أن الفكر العربي الأصيل في طريقة نحو الاندثار، بسبب الثقافات الدخيلة التي أنقصت من عروبة أغلبنا، وتمسكهم بانتمائهم “.
لمن قرأت… وبمن تأثرت ؟
” قرأت للمنفلوطي وديستويفسكي ومحمد عرعار الذي أعتبره قامة من قامات الأدب في الجزائر ،والشعر الجاهلي ، أما عن تأثري فإني ذكرت أنني أتأثر بكل ما يوقظ شعوري، وأكثر من أثر فيّ فهو الروائس ديستويفسكي “.
لمن تكتب ؟ وهل أنت في كل ما كتبت ؟
” أكتب لكل من يمتلك ضميرا، أكتب لذوي القلوب الطيبة لأنهم أول وآخر من يستحق الإشادة. أما بالنسبة للسؤال الثاني فلست أنا في كل ما كتبته أو ما سأكتبه، لكن كل ما أكتبه نابع من داخل داخلي وأعتبره قناعة خاصة بي “.
ممكن تعطينا أهم أعمالك؟
” بعد وقت ليس بكثير على دخولي عالم الكتابة واحتكاكي بالكتاب، ألفت كتابا تحت عنوان ” احتضار حياة “، وبعدها مباشرة تم استضافتي في البرنامج الثقافي الضخم ” سلام شباب “، كما تم تخصيص فقرة للتعريف بي على قناة الجزائرية وان والتي تم غلقها مؤخرا “.
ما هو العمل الذي أكسبك شعبية؟
” كتاب ” احتضار حياة ” جعلني أدخل عالم الكتابة من أبوابه الواسعة، والتعريف الذي قامت به القناة الأرضية و الجزائرية وان “.
حدثنا عن مؤلفاتك؟
” احتضار حياة ” كتابي ومولود فكري الأول والذي أعتبره مبدأ أسير عليه في ظلمة هذه الحياة، فباختصار يمكن للإنسان أن يكون سعيدا وحزينا في الوقت نفسه، وهذا ما أسميه الرضا والتقبل. ففي الكتاب قمت بعرض فلسفتي وقناعتي حول الحزن “.
ما هي الكتب التي أشرفت عليها؟
” لم أشرف على أي كتاب جامع، فمن جهة أنا أعارض الكتب الجامعة وأعتبرها وهما، ومن جهة أخرى أؤيدها. أشرفت فقط على مؤلفي الأول ” احتضار حياة ” .
ما هي الندوات التي شاركت فيها؟
” لم أشارك في ندوات كثيرة، وسبب ذلك الحجر المنزلي المفروض وما فعلته تلك الجائحة، كل مشاركاتي انحصرت في المعرض الوطني للكتاب في مارس الماضي “.
ما ه ومستقبل الأدب والشعر في عصر الكمبيوتر وعصر الاستهلاك ؟
” لا أرى أن ينقرض ويختفي الأدب والشعر في هذا العصر، لكن أرى أن قيمتهما ستندثر مع مرور الزمن، نحن لا نتمنى ذلك وسنعمل ليحصل عكس ذلك، لكن بالإحصائيات هذا ما يحدث للأسف “.
ما هي الكتب التي شاركت فيها؟
” إذا كان القصد هنا الكتب الجامعة ، فأنا شاركت في بدايتي في كتاب جامع واحد ” الغرباء ” الذي كان المشرف عليه صديقي الكاتب عبد الحليم “.
ما هو دور الشعر والأدب في عصر الكمبيوتر وعصر الاستهلاك ؟
” ذلك الدور متمثل في منع هذه الأعمدة من الاندثار، وتجديد التذكير بقيمة الأدب الذي أصبح لا يهتم به إلى القليل النادر “.
ما هي مشاريعك القادمة ؟
” عن مشاريعي القادمة فأنا الآن قيد كتابة رواية بفكرة جديدة، غير مستهلكة، وبإذن الله ستكون رواية ناجحة بكل معايير النجاح”.
ما هي هوايتك المفضلة من غير الكتابة؟
” أما عن هواياتي فإني عاشق للإلقاء، فلا يمر يوم دون أن أقوم بإلقاء نص أو خاطرة حتى وإن لم أقم بتسجيل ما قمت بإلقائه، فأنا أستمتع ذلك أكثر مما يتخيله البشر “.
من شجعك على الكتابة أول مرة؟
“ كانت أمي أطال الله في عمرها أول من وقف إلى جانبي، وأول من رأى فيَّ ذلك الكاتب الناجح “.
ما هو إحساسك وأنت تكتب رواية؟
” أن تكتب رواية فمعناه أن تعيش كل تفاصيل أحداثها، وتعيش أدوار شخصياتها بحلوها ومرها، وصعابها ومشاكلها، وذلك شعور لا مثيل له ولا نظير، إنه حقا إحساس رائع ومثالي “.
هل ممكن أن تكتب قصة حياتك؟
” لا أدري ما يخفيه الزمان، لكن بإمكاني أن أكتب قصة حياتي، بل أفعل ذلك بفخر واعتزاز ولو عنونتها لوضعت كلمة ” كفاح ” عنوانا لهذه القصة”.
لو أردت تقديم نصيحة للشباب والبنات ماذا تقول؟
” فليعش كل منكم بطيبة قلب، ورجاحة عقل، وليدع الضمير يتولى تسيير أموره وقراراته، لأن الضمير لا يخطئ “.
ما هي طموحاتك في عالم الكتابة؟
” إن حدثتك عن طموحي فسأقول أني لن أرضى إلا بالقمة، وأن أكون من كبار الكتاب، وأعمدة هذا العالم “.
كنصيحة للشباب الراغب في دخول عالم الكتابة ماذا تقول لهم؟
” النصيحة التي أقدمها لكل من يريد دخول هذا العالم الرائع هي أن يكون قارئا ناجحا متميزا قبل أن يكون كاتبا”.
ما هي أجمل وأسوأ ذكرى لك؟
” عن أجمل ذكرى، فهي يوم تحصلي على شهادة البكالوريا بعد خوف وقلق وتوتر، لكنك لو سألتني عن شيء أجمل من هذه الذكرى لقلت لك دموع فرحة والديَّ بنجاحي. أما عن أسوأ ذكرى فلا أظن أنني أتذكر واحدة من الذكريات السيئة، أو ربما لم أعش بعد أسوء فتراتي ، لا قدر الله”.
ما هي رياضتك المفضلة؟
” لا أمتلك رياضة مفضلة”.
هل أنت من عشاق كرة القدم؟
” نعم، بل أنا من أوفى عشاق كرة القدم “.
ما هو فريقك المفضل؟
” فريقي المفضل هو ريال مدريد “.
لاعبك المفضل؟
” العملاق كريستيانو رونالدو”.
هل أنت من عشاق الكرة المستديرة؟
” طبعا ومؤكد “.
جائحة كورونا هل أثرت عليك؟
” طبعا، ومن منا لم يتأثر بجائحة كورونا، كورونا جعلتنا نعيد التأمل في الطبيعة أكثر “.
كيف كانت فترة الحجر الصحي ؟
” لم أشعر بمرورها بصراحة، فحينها كنت أفكر في موعدي مع شهادة البكالوريا، لكن كان تأثيرها إيجابيا بالنسبة لي “.
هل كنت تطبق قوانين الحجر ؟
” نعم، حتى بدون كورونا فأنا عاشق لمنزلي وغرفتي، والزاوية الخاصة بي في تلك الغرفة “.
نصيحة تقدمها للمواطنين خلال هذه الفترة؟
” عدم الاستهانة والاستهزاء بمثل هذه الأمور، واستغلال الوقت الذي تقضيه في المنزل بشيء ينفع دنياك وآخرتك.”
ماذا استفدت من الحجر الصحي؟
” احتكاكي بالكتاب كان في هذه الفترة، جعلني المستفيد الأكبر منها “.
هل كانت لك أعمال خلال هذه الفترة؟
” نعم فتأليفي للكتاب الأول كان في هذه الفترة “.
رأيك حول مواقع التواصل الإجتماعي في فترة الحجر ؟
” مواقع التواصل الاجتماعي في هذه الفترة تطورت على شكلين، حيث تضاعف عدد الذين ينشرون الفائدة محاولين توعية البشر، وفي الوقت نفسه ظهر العديد ممن يمضون كل وقتهم في تضييع وقت الناس وكما سماه الله تعالى ” لهو الحديث ” .”
كلمة أخيرة المجال مفتوح؟
“ أولا وأخيرا شكرا لك أخي أسامة على هذا الحوار الشيق، والذي استمتعت بكوني طرفا فيه بصراحة، وكان لي الشرف بمحاورتك. أوجه شكري لكل قريب وبعيد يدعمني بأي شكل من الأشكال، شكرا “.
أسامة شعيب