تحقيقات وروبورتاجات

غرباء في الملاعب الجزائرية… عندما تصبح التغطية الإعلامية متاحة للجميع

تشهد ملاعب الدوري الجزائري في الآونة الأخيرة ظاهرة جديدة تثير القلق بين عشاق الرياضة والمحللين الرياضيين على حد سواء، حيث يتم منح الاعتمادات الصحفية لبعض الأفراد الذين لا يمتون بأي صلة مع الإعلام، و آخرون لا يتمتعون بالكفاءة المهنية اللازمة. هذا الوضع يشكل تهديدًا على جودة التغطية الإعلامية والمهنية الرياضية بوجه عام، ويؤدي إلى العديد من المشاكل التي تؤثر سلبًا على سير المباريات وتنظيمها. وفي هذا المقال، سنتناول بالتفصيل هذه الظاهرة ونستعرض تأثيراتها السلبية والحلول الممكنة للحد منها.

فوضى كبيرة في الملاعب…

تزايد عدد الأفراد غير المؤهلين داخل الملاعب يؤدي إلى فوضى كبيرة على المدرجات وأرضية الميدان. هؤلاء الأفراد قد لا يدركون قواعد السلوك المهني، مما يؤدي إلى تصرفات غير مسؤولة تسبب اضطرابات وتشوش بين المشجعين. هذا يؤثر بشكل كبير على تجربة المشجعين الحاضرين واللاعبين على حد سواء،  قد يتسبب الأفراد غير المؤهلين في تعطيل سير المباريات من خلال التدافع والتزاحم على أرضية الميدان، مما يؤدي إلى تأخير استئناف اللعب والتأثير على جدول المباريات، كما أن الفوضى التي يخلقها هؤلاء الأفراد تؤدي إلى إرباك الأجهزة الأمنية والفرق التنظيمية، مما يزيد من صعوبة إدارة المباريات والحفاظ على النظام داخل الملاعب.

سب وشتم لحراس المرمى و مضايقات للاعبين

التصرفات غير الأخلاقية من قبل الأفراد غير المؤهلين تؤدي إلى تأثير سلبي كبير على الحالة النفسية للاعبين. قد يتعرض اللاعبون للإهانة والشتم من قبل هؤلاء الأفراد، مما يؤثر على أدائهم ويقلل من تركيزهم في المباراة، هذه التصرفات تتسبب في بيئة رياضية غير صحية تتنافى مع قيم الروح الرياضية والأخلاق المهنية. يجب أن تكون الملاعب مكانًا يعزز الاحترام والتقدير بين جميع الأطراف المعنية، ولكن هذه الظاهرة تجعل الأمور أكثر تعقيدًا وصعوبة،  بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي شتم اللاعبين وحراس المرمى إلى اشتباكات ومشادات كلامية تؤدي إلى تفاقم الوضع وزيادة التوتر داخل الملعب.

فوضى لحظة تسجيل الأهداف و حرمان المصورين من التقاط الصور المناسبة

يحدث الكثير من الفوضى عندما يسجل فريق هدفًا، حيث يتدفق الأفراد غير المؤهلين إلى أرضية الميدان بشكل غير منظم. هذه الفوضى تؤدي إلى تعطيل سير المباراة وتأخير استئناف اللعب، مما يؤثر على تركيز اللاعبين ويعرضهم لخطر الإصابة، كما أنه يتم حرمان الصحفيين الحقيقيين من التقاط الصور المناسبة للاعبين، هذه التصرفات الغير مسؤولة تعرض اللاعبين والمسؤولين لخطر الإصابات بسبب التدافع والتزاحم. يجب أن تكون هناك إجراءات صارمة لضمان سلامة جميع الأفراد داخل الملعب ومنع أي تدخل غير قانوني. كما أن الفوضى التي تحدث لحظة تسجيل الأهداف تؤثر على تجربة المشاهدين الحاضرين وتقلل من استمتاعهم بالمباراة. يجب أن تكون الملاعب مكانًا يوفر بيئة آمنة ومنظمة للجميع.

سلوكيات استفزازية و تصرفات طائشة

السلوك الاستفزازي تجاه لاعبي الفرق المنافسة يؤدي إلى زيادة التوتر على أرضية الميدان. قد تحدث مشادات كلامية ومواجهات بين اللاعبين والمشجعين، مما يعكر صفو الأجواء الرياضية ويؤدي إلى فقدان التركيز والانضباط. هذا السلوك يؤدي إلى خلق بيئة غير آمنة قد تؤدي إلى أحداث عنف وشغب داخل الملاعب. يجب أن تكون الملاعب مكانًا يعزز الروح الرياضية والتنافس الشريف بين الفرق، ولكن هذه الظاهرة تعرقل تحقيق هذا الهدف. بالإضافة إلى ذلك، قد يؤثر السلوك الاستفزازي على أداء اللاعبين ويجعلهم أكثر عرضة للغضب والانفعال، مما يؤدي إلى تدهور جودة المباراة وزيادة احتمالات الإصابات.

الرابطة مطالبة بالتدخل و الضرب بيد من حديد

يجب على الرابطة الجزائرية لكرة القدم اتخاذ إجراءات صارمة للحد من هذه الظاهرة، ومنها: التأكد من أن الاعتمادات تُمنح فقط للصحفيين المحترفين الذين يتمتعون بالكفاءة المهنية. يمكن تحقيق ذلك من خلال وضع معايير وضوابط واضحة لاعتماد الصحفيين والمراسلين، والتأكد من أنهم يحملون شهادات مهنية وتدريبًا كافيًا في مجال الإعلام الرياضي.

كما يجب إجراء مراجعات دورية لقوائم المعتمدين وتحديثها بانتظام للتأكد من استمرار التزامهم بالمعايير المهنية.

مطالب بحظر حاملي الهواتف من التواجد على أرضية الميدان

منع استخدام الهواتف داخل الملعب لتجنب خلق الفوضى والتشويش على اللاعبين بات مطلب الصحفيين الحقيقيين، حيث يمكن تحقيق ذلك من خلال تفعيل قوانين صارمة ضد التصوير الغير مصرح به والتواجد غير القانوني في المناطق الحساسة داخل الملعب.كما يجب توعية الجماهير بأهمية الالتزام بالقوانين والتعاون مع الأجهزة الأمنية لضمان سير المباريات بشكل آمن ومنظم.تعد هذه الظاهرة تهديدًا حقيقيًا لاستقرار وتنظيم الدوري الجزائري. يجب على الجهات المعنية اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لضمان سير المباريات بشكل مهني ومنظم، والحفاظ على سمعة الرياضة الجزائرية. تعزيز الالتزام بالمعايير المهنية سيؤدي إلى تحسين جودة التغطية الإعلامية وخلق بيئة رياضية صحية تعكس قيم الروح الرياضية والأخلاق. يجب أن تكون الملاعب مكانًا يعزز الاحترام والتقدير بين جميع الأطراف المعنية، ويجب أن تعمل الجهات المعنية على تحقيق هذا الهدف من خلال تطبيق القوانين والضوابط بشكل صارم.

مصطفى خليفاوي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى