فضائح متواصلة في بيت “الصام” و الكل مسؤول… انهزام “سريع المحمدية” بسبب الإجازات يعيد مهازل الفريق إلى الواجهة
يعاني فريق سريع المحمدية لكرة القدم من خطر السقوط مبكرا، وهو النازل إلى بطولة ما بين الجهوي الأول نهاية الموسم الفارط، بعدما فشلت إدارته لحدّ الآن في استخراج إجازات لاعبيه وتسديد الديون المترتبة على عاتق الفريق ، وهو ما تسبّب في خسارته على البساط لمباراة الجولة الثالثة من البطولة. وأوضح بعض المقربين من الفريق ، بأن السريع يتوجّه نحو خسارة ثانية على البساط على التوالي إذا لم تتحرك الإدارة في أسرع وقت، بعدما منع من لعب مواجهة الجولة الثالثة من بطولة الجهوي الأول رغم تنقله لغاية ولاية تيارت و تواجده في ملعب المباراة ، حيث لا يستبعد أن يتكرر ذات السيناريو بمناسبة تنقل السريع إلى الدحموني لملاقاة الوفاق المحلي المقرر نهاية الأسبوع لحساب الجولة الرابعة من البطولة.
السريع يحتضر و الجميع يتفرج
يدفع نادي سريع المحمدية ثمن الأزمة المتعددة الجوانب التي يتخبط فيها منذ عقد من الزمن تقريبا ، وميزتها خلافات لا متناهية بين المسيرين وحسابات بنكية مجمدة بسبب ديون معتبرة، وهو الأمر الذي تسبب في سقوط الفريق إلى القسم الثالث في نهاية موسم 2013 2014، و سقوطه إلى الجهوي الأول نهاية الموسم الماضي .ولم تتغير أوضاع الفريق كثيرا هذا الموسم بما أن الفريق أمضى صيفا مليئا بالمشاكل عرف خلاله مغادرة معظم لاعبيه و تجديد التشكيلة بنسبة 90%. و بناءا على ما وصلت إليه الأوضاع داخل البيت البرتقالي فإن إدارة النادي تعلق آخر آمالها على السلطات المحلية لإنقاذ فريقها من انسحاب من المنافسة يلوح في الأفق، لاسيما في ظل الأزمة المالية الخانقة التي تضرب أركان البيت البرتقالي.
خسارة السريع على البساط إستمرار لمهازل سابقة
كشفت خسارة سريع المحمدية على البساط أمام مضيفه شباب عين كرمس بسبب قضية الإجازات عن حجم المهازل والفضائح التي تنخر الكرة الجزائرية على جميع الأصعدة، سواء الإدارية أو حتى الفنية والتنظيمية والهيكلية، أبطالها مسيرون ورؤساء بصفة لصوص و “بزناسية”، ما يؤكد أن إيجاد الحلول لا يزال مؤجل في ظل الطريقة التي يتم بها تسيير أمور الأندية الجزائرية على الخصوص، وهي فضيحة تضاف إلى عدة فضائح عرفتها الكرة المحلية بمختلف مستوياتها على مر السنوات الماضية.
الصام و المشاكل قصة لا تنتهي
بات ملف المشاكل المالية لنادي سريع المحمدية يؤرق الجميع ، خوفا من المستقبل المجهول، في ظل الأزمة المالية الخانقة التي يعاني منها ، مما جعل الأنصار يتوجسون خيفة من المشاكل المالية والمعوقات التي تواجه عمل الطاقم الفني بشكل عام و اللاعبين على وجه الخصوص، حيث تشير المعطيات إلى أن النادي يمر بأزمة مالية خانقة بدأت آثارها تظهر منذ بداية البطولة، و الموسم الجاري سيكون شاقا في غياب بوادر للخروج من الأزمة المالية التي جاءت نتاج تراكمات إدارية سابقة.
مصير “الصام” على المحك و خطر “الزوال” من الخارطة الكروية يزداد
أصبح فريق سريع المحمدية يتخبط في جملة من المشاكل الإدارية و المالية التي ضربت أركانه حتى قبل انطلاق الموسم الجديد و دخل في أزمة مالية خانقة باتت تهدد مستقبله، وقد تعصف به إلى حد الاندثار، في حال ما إذا لم يتحرك الغيورون على ألوانه، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان. هذا الفريق المدرسة، الذي تخرج منه العديد من اللاعبين الممتازين على مر السنين، يمر بأصعب فترة في تاريخه، في ظل اختيار السلطات المحلية كالبلدية و الدائرة و حتى أبناء المدينة من أصحاب المال انتهاج سياسة “تخطي راسي”، في الوقت الذي لا تلوح في الأفق أي بوادر لحل أزمة الفريق المعطل من كل الجوانب، ما جعل عشاق الفريق الحقيقيين يدقون ناقوس الخطر، ويناشدون الوالي، ومدير الشباب والرياضة بالولاية، ضرورة التدخل لإيجاد الحلول وإنقاذ النادي.
تراكمات المواسم السابقة أدخلت النادي في دوامة
حاولت إدارات النادي المتعاقبة بمختلف الطرق والوسائل الخروج من الأزمة، لكن جميع المحاولات باءت بالفشل، ما جعل النادي في المواسم الأخيرة يسقط سقوطا حرا من كل الجوانب وكانت الأزمة المالية قد ألقت بظلالها على واقع الفريق الكروي الذي ظهر بشكل متواضع في المواسم الأخيرة التي عانى فيها من شبح الهبوط. ولطالما وقفت الأزمة المالية عائقا أمام طموحات الإدارة والجهاز الفني بإعادة تأهيل الفريق وبث الحياة في أوصاله، بعدما ظهر مفككا ومهزوما من الداخل، خاصة فيما يتعلق بالتعاقد مع لاعبين بارزين جدد لتعزيز صفوف الفريق وتعويض هروب مجموعة من لاعبيه للفرق الأخرى. و يأمل الأنصار الحقيقيون الذين وقفوا خلف الفريق وساندوه نظرا لمحبتهم له وحرصهم على تاريخه وإنجازاته، أن يخرج النادي من أزمته سريعا و قدوم إدارة قادرة على تحسين أحوال الفريق من النواحي كافة وخصوصا الفنية و المادية، ومراجعة الأخطاء التي صاحبت مسيرته خلال المرحلة الماضية، ووضع النقاط على الحروف بكل جرأة ومسؤولية.
“المير” و “الوالي” مدعوان للتدخل و الأنصار يحملون السلطات المحلية المسؤولية
من خلال حديثنا مع أنصار الفريق، أكدوا أن السلطات المحلية تبقى غائبة في الوقت الراهن، حيث أنها لم تبادر إلى إيجاد حلول للفريق الذي يبقى في مفترق الطرق، بسبب ما يعيشه بسبب الجائحة المالية ، في ظل غياب الدعم من السلطات المحلية و على رأسها الوالي و المير و رئيس الدائرة. ولهذا يصر أنصار السريع على السلطات من أجل التحرك وإيجاد حل لقضية الأموال وإنقاذ الفريق، لاسيما في ظل الوضعية المعقدة التي آل إليها السريع. وشهد الفريق صائفة ساخنة تعكس المشاكل العميقة التي يعانيها من الناحية المالية والتسييرية، حيث أجمع الكثير على أن المشكل لا يكمن في المال فحسب، بل الأزمة أيضا في غياب “الرجال” القادرين على تسيير السريع و الخروج به إلى بر الأمان.
المنتخب الوطني شجرة تغطي مهازل الكرة المحلية
في الوقت الذي يصنع فيه المنتخب الوطني الحدث قاريا وعالميا تحت قيادة المدرب جمال بلماضي، فإن الكرة الجزائرية لا تزال وفية لفضائحها على الصعيد المحلي، بدليل الأخطاء الفادحة التي تقع فيها الأندية والتجاوزات التي قامت بها عدة أطراف على مر السنوات الماضية، سواء ما تعلق بالإجازات أو المساومات والمنشطات أو بيع وشراء المباريات، ما يعطي صورة سلبية عن واقع الكرة المحلية بمختلف مستوياتها، حيث كان آخرها سريع المحمدية الذي خسر مباراته بسبب عدم حصوله على الإجازات في الوقت المناسب.
تصريحات
بن شريف محمد الحبيب نائب رئيس الفريق :”مشكل السريع هو مشكل أموال و فقط”
في اتصال أجرته جريدة بولا مع المسؤول الثاني في فريق سريع المحمدية أوضح بأن المشكل المالي ألقى بظلاله على كل أركان بيت الصام ما جعل من الوضع العام للفريق أشبه بالعمل تحت بركان ينتظر الانفجار في أي لحظة، حيث أردف نائب رئيس الفريق قائلا :” هناك صراعات خفية هي التي أثرت على الفريق و هذا راجع إلى العراقيل التي تعمل على عدم إستفادة النادي من الأموال المخصصة له من إعانات البلدية و مديرية الشباب و الرياضة ، و هذا عن طريق تجميد الرصيد في كل مرة. هناك ديون تعود إلى سنوات 2010 و 2012،و في ظل هذه الوضعية عملت الإدارة جاهدة على حل هذه المشاكل حيث تم تسوية و غلق كل الحسابات الأخرى باسترجاع الصكوك الممنوحة من قبل و ترك حساب واحد فقط الذي تم صب فيه منحة البلدية للسنة الماضية المقدرة ب300 مليون و مديرية الشباب و الرياضة المقدرة أيضا ب 300 مليون ،و قد تم اقتطاعها من طرف أصحاب الديون. و كما هو معلوم الإدارة منذ الموسم الماضي و أعضاء الإدارة يتصرفون بأموالهم الخاصة و صرفت من مالي الخاص ، حيث فاقت القيمة الإجمالية 900 مليون ، و حتى الآن لم نستفيد من أي سنتيم من حساب النادي ، و في ظل غياب اجتهاد المجلس البلدي و أرباب العمل و كذا محبي الفريق تأزمت الوضعية أكثر فأكثر،و لهذا نرجو إلتفاتة السلطات المحلية و العمل على إيجاد حلول استعجالية و منح الدعم المادي و المعنوي في أقرب الآجال قبل فوات الأوان “.
المدرب مومن بوصوار :” نعمل في ظروف صعبة جدا و الأوضاع تزداد تدهورا كل أسبوع”
صرح مدرب فريق سريع المحمدية بوصوار مومن بأن الأوضاع جد متدهورة داخل بيت السريع، و الأمور لا تبشر بالخير و صرح بهذا الخصوص قائلا :” كما هو معلوم و الملاحظ من خلال النتائج الأخيرة أن الفريق ليس في وضعية جيدة و هذا راجع إلى العديد من الأسباب و الكل يرجع إلى السبب الرئيسي ، ألا و هو غياب الأموال ،حيث عاد تأثيره علينا بالسلب بعدما عملنا بكل جد على تشكيل فريق تنافسي على لعب ورقة الصعود، و هذا باسترجاع أبناء الفريق و كذا لاعبين سابقين للفريق و أصاحب خبرة أمثال غيلال و جلابت و فراڤي و بلقاسم أحمد و الحارس حيقونة، ولاعبين من خارج الولاية مثل الإخوة زوطاط و عرفات روان و عدة إسماعيل، و منح فرصة للشبان الذين اندمجوا بشكل جيد ، و ظهرت بوادره من خلال المباريات الودية ، و لكن للأسف جرت الرياح بما لا تشتهي السفن و دخل اللاعبون في سلسلة من الإضرابات بسبب غياب الدعم المادي و المعنوي، مما أثر على التحضيرات و كذلك عدم لعب المقابلتين الأولى و الثانية بتعداد مكتمل ، و رغم ذلك فاز الفريق بمباراة. لكن المشكل الأخير الذي حدث و هو خسارة المباراة على البساط بسبب غياب الإجازات أثر كثيرا و شتت كل ما هو موجود. و في الأخير أناشد كل من له علاقة بهذا الفريق سواء رئيس الفريق ، الإدارة، السلطات المحلية ، أرباب العمل ،أنصار و محبي الفريق أن يؤدوا واجبهم و يمدوا يد العون لإنقاذ شرف الفريق و المدينة ، حيث لا زالت الفرص موجودة”.
سنينة مختار