الجانب المالي يعرقل مسار أغلب الفرق …. كرة القدم في الجنوب بين المعاناة والتحدي
تعيش أغلب الفرق والأندية في جنوبنا الكبير معاناة كبيرة في مختلف البطولات والأقسام السفلى ، لعديد الأسباب التي تعرقل مسار أغلبها في المواصلة أو تحقيق أهدافها ، ولعل أهمها الجانب المادي ، وهو الأمر الضروري في إستمرارية كل الفرق على المستوى الوطني، إلا أن أندية الجنوب تحتاج أكثر للإمكانيات التي تكون مضاعفة نظرا لبعد المسافة بين المدن والولايات التي تنتمي لرابطات وأقسام واحدة ، فنجد فرق الأغواط تتنقل لإليزي وتمنراست في أقصى الجنوب هذا في الناحية الشرقية الجنوبية ،أما الناحية الثانية الغربية الجنوبية أندية البيض والنعامة تتنقل لبشار وأدرار كلها مسافات طويلة تحتم على المسؤولين في الأندية إتخاذ كافة الإحتياطات والإمكانيات اللازمة لتوفير الجو الملائم للاعبين، ما يعني ميزانية كبيرة تستهلك في النقل والإطعام والمبيت بالخصوص . هي كلها عراقيل عند جل الأندية والفرق التي ينسحب معظمها من البطولة ومنها من أصبح في خبر كان، رغم أن الدولة تسعى دوما لتوفير كل المرافق الضرورية خاصة بناء الملاعب والقاعات الرياضية ،لأن أبناء الجنوب هم بحاجة ماسة لهاته المنشآت لممارسة الأنشطة الرياضية بصفة عامة ، وكرة القدم بصفة خاصة . فخلال السنوات القلية الماضية بدأت بوادر ظهور فرق من الجنوب الكبير والتي تستقطب إليها الأنظار مثل شبيبة الساورة الذي أصبح أحد أقوى الأندية في المحترف الأول ، ويشارك في الكؤوس الإفريقية بإنتظام بالإضافة لأندية إتحاد بسكرة ومولودية البيض وشباب بني ثور وإتحاد ورقلة وشباب مشرية وإتحاد أفلو ، كلها أصبحت معروفة لدى الشارع الرياضي الجزائري لما حققته من نتائج سابقة ، خاصة في منافسة كأس الجمهورية ، ما يعني أن فرق الجنوب بإمكانها صنع الفارق وهي تحتاج فقط للمرافقة والدعم وتوفير الإمكانيات المادية ولما لا التفكير مستقبلا لبناء مراكز تكوين في المنطقة التي تحوز على العديد من المواهب الشبانية. وبهذا تستطيع الفرق الإعتماد على لاعبيها دون اللجوء لإستقدام لاعبين من الشمال ، وهو ما يتطلب مصاريف أخرى هي في غنى عنها، لتبقى كرة القدم في الجنوب تحتاج دوما لإعادة النظر خاصة فيما يخص الإعانات والدعم المضاعف للأسباب المذكورة لكي تكون هناك إستمرارية لتحقيق أهدافها باللعب في الأقسام العليا كالرابطة الأولى والثانية، وهي تحديات تعمل عليها بعض الفرق. أما الشيء الملفت للإنتباه والذي يبقى علامة إستفهام كبيرة هي وجود موارد بإمكانها دعم هاته الأندية، خاصة الشركات المتعددة المتواجدة في الجنوب ،لكن لا يستفيد منها رياضيو المنطقة ، وهو ما يتطلب إعادة النظر في الموضوع الذي طالما شغل الأنصار ومحبي الفرق في الجنوب.
علاوي شيخ