وزير الشباب والرياضة مدعو للتدخل … لاعبو الفئات الصغرى بين مطرقة كوفيد19 وسندان التسرب الرياضي
يعيش بعض مدربي الفئات الشبانية و أولياء اللاعبين و كذا رؤساء الجمعيات و الأكاديميات التي تعنى بتكوين اللاعبين حالة من القلق و الترقب بخصوص مصير مختلف بطولات الشبان و كذا نشاط الجمعيات الرياضية و عودتهم للتدريبات الجماعية ،و ذلك بسبب الغموض و الضبابية حول مصير المئات من النوادي التي تضم عددا كبيرا من المنخرطين و في مختلف الرياضات و إعتماد الهيئات المسؤولة عن الرياضة في بلادنا على سياسة التعتيم و عدم إيلاء أي إهتمام بأمر اللاعبين الشبان، اللهم إذا إستثنينا فئة الرديف التي عرفت العودة إلى المنافسة و لو أن الكل يعلم سبب السماح لهاته الفئة بالعودة للتدريبات و النشاط بالموازاة مع عودة عجلة بطولة المحترف الأول للدوران.
سياسة الكيل بمكيالين في التعامل مع الوباء
وباء كورونا كوفيد-19 شل كل القطاعات في كل المجالات منذ شهر مارس 2020 ما أدى إلى توقف النشاطات الرياضية وكذا الدراسة وكل التجمعات الميدانية ،ومع مرور الأيام والأشهر صار وباء كورونا كابوسا مرهقا وشكل ضغطا رهيبا لدى الشبان مما أدى إلى الدخول في دوامة معقدة بسبب توقف النشاطات الرياضية والترفيهية ، ومع أن الدولة أعطت الضوء الأخضر بخصوص الدخول المدرسي وعودة الأطفال إلى المدارس، كما تم انطلاق بطولة كرة القدم للمحترف الأول و كذا الرديف و انطلقت أندية القسم الثاني في تدريباتها ابتداءا من العشرين من هذا الشهر على أمل إنطلاق البطولة بداية شهر فيفري. أما بخصوص الشبان فلا حديث يذكر وكل شيء يوحي بتجاهل متعمد من طرف الهيئات المعنية فيما تعلق بمستقبل الآلاف من اللاعبين الصغار، ومع ذلك يوجد هناك عدد كبير جدا من الجمعيات الرياضية والنوادي ينشطون هنا وهناك عبر الوطن، أما بعض الجمعيات فقد حرموا من هذه النشاطات بصفة رسمية من السلطات المحلية. وهذا ما ترك علامة استفهام كبيرة كون الجمعيات الغير الملتزمة بالتوقف عن النشاط تبعا لتوصيات السلطات تتلقى ضغوطات رهيبة من طرف اللاعبين المنخرطين فيها وأوليائهم للبدء في التدريبات مثلها مثل الجمعيات الأخرى التي بدأت في النشاط.
التأطير واحترام البروتوكول الصحي الحل الأمثل
أما عن حالة الوباء ومنع التجمعات فالقانون في بلدنا غير محترم بنسبة 100% مما أدى إلى غزو الملاعب من طرف الشباب الهاوي ولعب مباريات الشوارع والاختلاط فيما بينهم بدون أدنى شروط الوقاية، كالتعقيم والتباعد الجسدي وذلك لانعدام التأطير والتوجيه. ومن منطلق هذا الحديث طالبت العديد من الجمعيات الرياضية من الوزارة الوصية بالسماح للجمعيات بإنطلاق النشاطات مقابل بروتوكول صحي يعتمد على تأطير الشبان، بهدف الحفاظ على لياقتهم البدنية وكذا الحفاظ على نفسيتهم وإخراجهم من قوقعة الضغط الممارس عليهم وعلى الجمعيات نفسها.
إحصائيات مخيفة لعدد اللاعبين المتضررين
وإذا تمعنا جيدا في الإحصائيات فسنجدها مخيفة وتجبر المسؤولين على التفكير جيدا قبل اتخاذ أي قرار يؤدي إلى عواقب لا تحمد عقباها، فما مصير الفئات الشبانية هذا الموسم وأين سيذهبون!؟ هل سيحتضنهم الشارع أم سيسلكون طرقا أخرى غير معروفة العواقب؟ فكورونا ليست على الشبان فقط حتى الأكابر معنيون بهذه الجائحة وعلى الأقل إنشاء بطولة ولائية لفئة الشبان أحسن من إلغائها تماما وإليكم عدد الشبان الذين سيجدون في الشارع ملجأ لهم جراء إتخاذ قرار ينص على سنة بيضاء: القسم الأول المحترف والقسم الثاني حوالي 7980 شابا، القسم الثالث (6مجموعات) حوالي 11520 شابا، الرابطات الجهوية حوالي 56000شابا، الرابطات الولائية حوالي90000 شابا. لذا فكل المعطيات تقول لا لسنة بيضاء.
حتى الحكام معنيون
فئة أخرى ستتضرر من عدم عودة النشاط الرياضي ألا وهم الحكام الذين يديرون مختلف بطولات الشبان ويعولون على الإرتقاء إلى مستويات تحكيمية أعلى، بحيث سيكون مصير المئات من الحكام الشباب على شفا حفرة ومستقبلهم سيرهن وسيضيع مستقبل الكثيرين، خاصة وأن سلك التحكيم يبقى حساسا للغاية وأي توقف طويل الأمد للنشاط سيؤثر بالسلب على مستوى الحكام الملزمون بالبقاء في الميدان لضمان تحسين المستوى وتطوير الذات واللياقة البدنية التي تتأثر بشكل كبير لدى هاته الفئة.
آراء
♦ سيدي محمد كازي تاني رئيس أكاديمية المنصورة:
“إلى السيد وزير الشباب والرياضة نحن نعلم مدى خطورة هذا الوباء ولكننا أيضا نعلم ماهي خطورة مخلفات الوباء من ضغط نفسي وأيضا خطورة النشاطات العشوائية للاعبين لهذا نكرر طلبنا من سيادتكم بالسماح بعودة الصغار للتدريبات والمنافسات لأن الجزائر قوية برجالها ونستطيع أن نسيطر على الوضع كهيئة رسمية وحركات جمعوية، سيدي الوزير أنت كذلك مواطن جزائري ربما لديك أبناء وتعرف معنى الطفل لهذا نرجو من سيادتكم إعطاء الطفل حقة في الحياة الطبيعية مثله مثل كل الفئات.”
♦ قلقولة محمد رئيس فرع كرة القدم بنادي شباب مواهب علي منجلي بقسنطينة:
“بصفة عامة كوني رئيس فرع كرة قدم بنادي رياضي هاوي بمدينة قسنطينة كثيرا ما أشاهد أبناء المدينة يلعبون كرة القدم في الشارع طيلة مدة الوباء، وكنت بذلك أرى فيهم غياب المسؤولية ، لهذا كنت أتحسر وأدعو الله لحمايتهم خوفا من الوباء، لكن في بعض الأحيان عندما أرى الملاعب الجوارية مفتوحة وأرى بعض المنشورات لبعض الجمعيات عن تدريبات لاعبيها وعدم احترام القانون ، تراودني علامة استفهام في ذهني خاصة وأن مدة تجميد النشاطات كانت طويلة ولا يوجد هناك أي خبر أو تلميح من السلطات عن هذ الموضوع، ربما لا يلام هؤلاء الشباب الذين يلعبون في الشارع لأن خطر الوحدة والضغط في هذه الوضعية ربما أخطر بكثير من خطر كورونا نفسها.”
♦ بوعلام فارس مدرب أواسط فريق سريع المحمدية:
“بصفتي مدربا للفئات الشبانية أوجه رسالة عاجلة وواضحة لوزير الشباب والرياضة شخصيا، سيدي الوزير إن وباء كورونا فرض على أبناء الجزائر عدة بدائل منها التواصل عبر مواقع الإنترنت وكذا مختلف الألعاب الافتراضية. كما تعلم سيدي أن هناك بعض الألعاب الخطيرة التي تأثر على نفسيتهم مثل “لعبة البوبجي” و “لعبة الفري فاير” وغيرها … سيدي الوزير موضوعنا هو النشاطات الرياضية والترفيهية هل لديكم أي تفسير عن كل هذه المدة في تجميد النشاطات؟ كلنا نعلم أن وباء كورونا مس كل العالم لكن نعلمكم أن دول الجوار مثل المغرب وتونس وكذا العديد من دول العالم والتي تتميز بوضع أكثر تعقيدا من الجزائر باشروا ورفعوا التجميد عن النشاطات وقد حسم الأمر بإنطلاق بطولات مختلف الرياضات، أما في بلدنا نجد الأطفال في الشارع يلعبون لوحدهم بدون تأطير وبدون تباعد زيادة على هذا نرى كل أو جل الملاعب الجوارية مفتوحة، كما نعلمكم أيضا أن هناك كثير من الجمعيات الرياضية والنوادي تنشط حاليا في الخفاء ومنها علنا. لذا وجب النظر سريعا في هذا الأمر وإنقاذ أبنائنا من خطر الشارع.”
♦ بن طاطا رضا رئيس نادي الأمل المدينة الجديدة:
“نحن كجمعيات رياضية غير ناشطة حاليا نعيش ضغطا من طرف اللاعبين المنخرطين في نوادينا ،هناك من يقول لماذا كل الجمعيات يتدربون إلا نحن هناك من يقول كرهنا الحياة بدون رياضة، إن الأمر خطير بخطر مدة الإبقاء على الأطفال في الشارع وعبر مواقع التواصل الاجتماعي منذ مارس 2020 .و التناقض يكمن في أن كل المدارس والثانويات يُدرِسون الحصة التربية الرياضية ، لماذا لا ترفعون التجميد عن النشاطات ، أو فقط تكلموا عن هذ الموضوع أعطوا الطفل حقة، و عليه نطالب برفع التجميد عن النشاطات مقابل بروتوكول صحي يحترم بحذافيره ، سيدي الوزير أطفالنا هم أبناء ومستقبل هذ البلد لذا يجب علينا حمايتهم و الإعتناء بهم ، لا تهميشهم ونسيانهم .في الأخير نتمنى أن تصل الرسالة إلى وزارة الشباب والرياضة كما نتمنى أن يكون الرد سريعا وإيجابيا.”
♦ مزيان قدور مدير الشبيبة والرياضة لولاية معسكر:
“المنافسات الرياضية تُحَددُ أولوياتها وتواريخ إجراءها من طرف الاتحادية الجزائرية لكرة القدم بعد موافقة وزارة الشباب والرياضة. ولكن الشيء المؤكد أن كل مقابلة أو لقاء رسمي يلزم بتطبيق بروتوكول صحي صارم حتى خلال التدريبات وهذا ما يصعب المأمورية. وخلاصة القول إن صحة أطفالنا وشبابنا وشعبنا تبقى من الأولويات، ولكن كلنا أمل أن يزول هذا الوباء ونستعيد كل النشاطات الرياضية والشبانية في أقرب الآجال. اللهم ارفع عنا الوباء اللهم احفظ بلادي الجزائر الحبيبة وشعبها الأبي.”
♦ فلاح قادة لاعب أواسط سريع المحمدية:
“نحن كلاعبين سنكون في مفترق الطرق جراء عدم إستئناف النشاط الرياضي و المنافسات بحيث سيكون من الصعب على أي كان بعث مشواره مجددا ،لأنه من الصعب بما كان العودة بعد موسمين من التوقف و عليه المسؤولون على الكرة في بلادنا ملزمون على التفكير جيدا قبل إتخاذ أي قرار، و لا يخفى على أحد بأن فئة الشباب هي الغالبة في مجتمعنا و لها من الأهمية بمكان لبناء الوطن و الرقي به و خسارتها يعني خسارة البلاد، و أنا أدعو كل القائمين على الرياضة في الجزائر بضرورة أخذ مصير الفئات الشبانية هذا الموسم بعين الاعتبار و عدم التسرع في اتخاذ قرارات سهلة النطق و لكن مفعولها سيكون مدويا على المجتمع الذي يبقى بحاجة لمن يبنيه لا من يهدمه.”
♦عادل ميري لاعب أواسط شباب عين بسام ولاية البويرة:
“في رأيي يجب استئناف بطولة الشبان لأن هناك الكثير من السلبيات، عام كامل من دون تدريبات وعام كامل من دون نصائح والتعلم في كرة القدم وقرار الموسم الأبيض ليس حلا، يجب إعطاء بروتوكول صحي وتطبيقه واستئناف التدريبات، تسعة أشهر من دون تدريب، هذا عامل سلبي للاعب من الناحية البدنية والناحية الذهنية، فأرجو أن يتم استئناف البطولة والعودة للتدريبات والسلام عليكم.”
سنينة مختار